أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015
14673
التاريخ: 30-12-2015
4822
التاريخ: 27-1-2016
3022
التاريخ: 14-7-2019
8341
|
بديع الزمان الهمذاني أبو الفضل قال أبو شجاع شيرويه بن شهر دار في تاريخ همذان إن أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد بن بشر أبا الفضل الملقب ببديع الزمان سكن هراة ورى عن أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا وعيسى بن هشام الأخباري وكان أحد الفضلاء والفصحاء متعصبا لأهل الحديث والسنة ما أخرجت همذان بعده مثله وكان من مفاخر بلدنا روى عنه أخوه أبو سعد بن الصفار وال قاضي أبو محمد عبد الله بن الحسين النيسابوري قال وتوفي في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة قال شيرويه ومحمد بن الحسين ابن يحيى بن سعيد بن بشر الصفار الفقيه أبو سعد أخو بديع الزمان أبي الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى لأبيه وأمه مفتي البلد روى عن ابن لال وابن تركان وعبد الرحمن الإمام وأبي بكر محمد بن الحسين الفراء وابن جائحان وذكر جماعة وافرة قال وأدركته ولم يقض لي عنه السماع وكان في الحديث ثقة ويتهم بمذهب الأشعرية ويقال جن في آخر عمره إلى أن مات وسمعت بعض أصحابنا يقول كان يعرف الرجال والمتون ولد في ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ومات ولم يذكره وذكره الثعالبي في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة وكذا قال أبو نصر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي في تاريخ هراة قال المؤلف وقد رأيت ذكر البديع في عدة تصانيف من كتب العلماء فلم يستقص أحد خبره أحسن مما اقتصه الثعالبي وكان قد لقيه وكتب عنه فنقلت خبره من كتابه ولخصته من بعض سجعه قال بديع الزمان ومعجزة همذان ونادرة الفلك وبكر عطارد وفرد الدهر وغرة العصر ولم نر نظيره في الذكاء وسرعة الخاطر وشرف الطبع وصفاء الذهن وقوة النفس ولم ندرك نظيره في طرف النثر وملحه وغرر النظم ونكته وكان صاحب عجائب وبدائع فمنها أنه كان ينشد الشعر لم يسمعه قط وهو أكثر من خمسين بيتا إلا مرة واحدة فيحفظها كلها ويؤديها من أولها إلى آخرها لا يخرم حرفا وينظر في الأربعة والخمسة الأوراق من كتاب لم يعرفه ولم يره نظرة واحدة خفيفة ثم يهذها عن ظهر قلبه هذا ويسردها سردا وهذا حاله في الكتب الواردة وغيرها وكان يقترح عليه عمل قصيدة وإنشاء رسالة في معنى بديع وباب غريب فيفرغ منها في الوقت والساعة وكان ربما كتب الكتاب المقترح عليه فيبتدئ بآخره ثم هلم جرا إلى أوله ويخرجه كأحسن شيء وأملحه ويوشح القصيدة الفريدة من قوله بالرسالة الشريفة من إنشائه فيقرأ من النظم النثر ويروي من النثر النظم ويعطى القوافي الكثيرة فيصل بها الأبيات الرشيقة ويقترح عليه كل عويص وعسير من النظم والنثر فيرتجله أسرع من الطرف على ريق لم يبلعه ونفس لا يقطعه وكلامه كله عفو الساعة وفيض اليد ومسارقة القلم ومسابقة اليد للفم وكان يترجم ما يقترح عليه من الأبيات الفارسية المشتملة على المعاني الغريبة بالأبيات العربية فيجمع فيها بين الإبداع والإسراع إلى عجائب كثيرة لا تحصى ولطائف تطول أن تستقصى وكان مع ذلك مقبول الصورة حسن العشرة وفارق همذان سنة ثمانين وثلاثمائة وهو في مقتبل الشبيبة غض الحداثة وقد درس على أبي الحسن فارس وأخذ عنه جميع ما عنده واستنفد علمه وورد حضرة الص احب ابن عباد فتزود من ثمارها وحسن آثارها ثم قدم جرجان وأقام بها مدة على مداخلة الإسماعيلية والتعيش في أكنافهم واختص بالدهخداه أبي سعيد محمد بن منصور ونفقت بضاعته لديه وتوفر حظه من عادته المعروفة في إسداء الإفضال على الأفاضل ولما أراد ورود نيسابور أعانه بما سيره إليها فوردها في سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة ونشر بها بزه وأظهر طرزه وأملى أربعمائة مقامة نحلها أبا الفتح الإسكندري في الكدية وغيرها وضمنها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ثم شجر بينه وبين الأستاذ أبي بكر الخوارزمي ما كان سببا لهبوب ريح الهمذاني وعلو أمره إذ لم يكن في الحساب أن أحدا من العلماء ينبري لمساجلته فلما تصدى الهمذاني لمباراته وجرت بينهما مقامات ومبادهات ومناظرات وغلب قوم هذا وغلب آخرون ذاك طار ذكر الهمذاني في الآفاق وشاع ذكره في الأفاق ودرت له أخلاف الرزق فلما مات الخوارزمي خلا له الجو وتصرفت به أحوال جميلة وأسفار كثيرة ولم يبق من بلاد خراسان وسجستان وغزنة بلدة إلا دخلها وجنى ثمرها ولا ملك ولا أمير ولا وزير إلا واستمطر بنوئه وسرى في ضوئه فحصلت له نعمة حسنة وثروة جميلة وألقى عصاه بهراة فاتخذها دار قراره وصاهر بها أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي وهو الفاضل الكريم الأصيل وانتظمت أحواله بمصاهرته واقتنى بمعونته ضياعا فاخرة وحين بلغ أشده وأربى على أربعين سنة ناداه الله فلباه وفارق دنياه في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
وهذا أنموذج من رسائله:
فصل من رقعة كتبها إلى الخوارزمي وهذا أول ما كاتبه به:
أنا لقرب الأستاذ كما طرب النشوان مالت به الخمر ومن الارتياح للقائه كما انتفض العصفور بلله القطر ومن الامتزاج بولائه كما التقت الصهباء والبارد العذب ومن الابتهاج بمزاره كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب.
(ومن رقعة إلى غيره):
يعز علي أن ينوب أيد الله الشيخ في خدمته قلمي عن قدمي ويسعد برؤيته رسولي دون وصولي ويرد مشرع الأنس به كتابي قبل ركابي. ولكن ما الحيلة والعوائق جمة: [مجزوء الكامل]
(وعلي أن أسعى وليس ... علي إدراك النجاح)
وقد حضرت داره وقبلت جداره وما بي حب الحيطان ولكن شغف بالقطان ولا عشق الجدران ولكن شوق إلى السكان.
وقال البديع وأراد التحميض كما يقول أهل بغداد ومعناه عندهم غير ذلك كقوله: [الكامل]
(ولقد دخلت ديار فارس مرة ... أبتاع ما فيها من الأعراض)
(فإذا فسا فيها رجال سادة ... لهفي على ذاك الزمان الماضي)
فالسامع يرى أنه أراد فسا مدينة بفارس التي منها أبو علي الفسوي النحوي وإنما أراد فسا من الفسو والضمير في فيها يريد به اللحية.
وذكره أبو إسحاق الحصري في كتاب زهر الآداب وقد ذكر أبا الفضل الهمذاني بديع الزمان فقال وهذا اسم وافق مسماه ولفظ طابق معناه كلامه غض المكاسر أنيق الجواهر يكاد الهواء يسرقه لطفا والهوى يعشقه ظرفا.
ولما رأى أبا بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي أغرب بأربعين حديثا وذكر أنه استنبطها من ينابيع صدره وانتخبها من معادن فكره وأبداها للأبصار والبصائر وأهداها إلى الأفكار والضمائر في معارض حوشية وألفاظ عنجهية فجاء أكثرها تنبو عن قبوله الطباع ولا ترفع له حجب الأسماع وتوسع فيها إذ صرف ألفاظها ومعانيها في وجوه مختلفة وضروب منصرفة عارضة بأربعمائة مقامة في الكدية تذوب ظرفا وتقطر حسنا لا مناسبة بين المقامتين لفظا ولا معنى عطف مساجلتها ووقف مناقلتها بين رجلين سمى أحدهما عيسى بن هشام والآخر أبا الفتح الإسكندري وجعلهما يتهاديان الدر ويتنافثان السحر في معان تضكك الحزين وتحرك الرصين وتطالع منها كل طريفة وتوقف منها على كل لطيفة وربما أفرد بعضهما بالحكاية وخص أحدهما بالرواية وقد ذكره أبو نصر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي في تاريخ هراة من تأليفه.
وأنشد للبديع: [الكامل]
(خرج الأمير ومن وراء ركابه ... غيري وعز علي أن لم أخرج)
(أصبحت لا أدري أأدعو طغمشى ... أم يكتليني أم أصيح بنذغجي)
(وبقيت لا أدري أأركب أبرشي ... أم أدهمي أم أشهبي أم ديزجي )
(يا سيد الأمراء مالي خيمة ... إلا السماء إلى ذراها ألتجي)
(كنفي بعيري إن ظعنت ومفرشي ... كمي وجنح الليل مطرح هودجي)
وكتب بديع الزمان إلى مستميح عاوده مرارا وقال له لم لا تديم الجود بالذهب كما تديمه بالأدب فكتب البديع:
عافاك الله مثل الإنسان في الإحسان مثل الأشجار في الإثمار وسبيل من ابتدأ بالحسنة أن يرفه إلى السنة وأنا كما ذكرت لا أملك عضوين من جسدي وهما فؤادي ويدي أما اليد فتولع بالجود وأما الفؤاد فيتعلق بالوفود ولكن هذا الخلق النفيس لا يساعده إلا الكيس وهذا الخلق النفيس لا يساعده إلا الكيس وهذا الخلق الكريم لا يحتمله إلا الكريم ولا قرابة بين الأدب والذهب فلم جمعت بينهما والأدب لا يمكن ثرده في قصعة ولا صرفه في ثمن سلعة قد جهدت جهدي بالطباخ أن يطبخ لي من جيمية الشماخ لونا فلم يفعل وبالقصاب أن يذبح أدب الكتاب فلم يقبل وأنشدت في الحمام ديوان أبي تمام فلم ينجع ودفعت إلى الحجام مقطعات اللجام فلم يأخذ واحتيج في البيت إلى شيء من الزيت فأنشدت ألفا ومائتي بيت من شعر الكميت فلم يغن ودفعت أرجوزة العجاج في توابل السكباج فلم ينفع وأنت لم تقنع فما أصنع فإن كنت تحسب اختلافك إلي إفضالا منك علي فراحتي ألا تطرق ساحتي وفرجي ألا تجي والسلام.
وحدث أبو الحسن بن أبي القاسم البيهقي صاحب كتاب وشاح الدمية وقد ذكر أبا بكر الخوارزمي وقد رمي بحجر البديع الهمذاني في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة وأعان البديع الهمذاني قوم من وجوه نيسابور كانوا مستوحشين من أبي بكر فجمع السيد نقيب السيادة بنيسابور أبو علي بينهما وأراده على الزيارة وداره بأعلى ملقاباذ فترفع فبعث إليه السيد مركوبه فحضر أبو بكر مع جماعة من تلامذته فقال له البديع إنما دعوناك لتملأ المجلس فوائد وتذكر الأبيات الشوارد والأمثال الفوارد ونناجيك فنسعد بما عندك وتسألنا فتسر بما عندنا ونبدأ بالفن الذي ملكت زمامه وطار به صيتك وهو الحفظ إن شئت والنظم إن أردت والنثر إن اخترت والبديهة إن نشطت فهذه دعواك التي تملأ منها فاك. فأحجم الخوارزمي عن الحفظ لكبر سنه ولم يجل في النثر قداحا وقال أبادهك فقال البديع الأمر أمرك يا أستاذ فقال له الخوارزمي أقول لك ما قال موسى للسحرة "قال بل ألقوا" فقال البديع: [الكامل]
(الشعر أصعب مذهبا ومصاعدا ... من أن يكون مطيعه في فكه)
(والنظم بحر والخواطر معبر ... فانظر إلى بحر القريض وفلكه)
(فمتى تراني في القريض مقصرا ... عرضت أذن الإمتحان لعركه)
قال: وهذه أبيات كثيرة فيها مدح الشريف أبي علي والمفاخرة وتهجين الخوارزمي فقال الخوارزمي أيضا أبياتا ولكن ما أبرزها من الغلاف.
فقال له البديع: أما تستحي أن يكون السنور أعقل منك لأنه يجعر فيغطيه بالتراب
فقال لهما الشريف انسجا على منوال المتنبي:
(أرق على أرق ومثلي يأرق ...)
فابتدأ أبو بكر وكان إلى الغايات سباقا وقال: [الكامل]
(فإذا ابتدهت بديهة يا سيدي ... فأراك عند بديهتي تتقلق)
(مالي أراك ولست مثلي في الورى ... متموها بالترهات تمخرق)
ونظم أبياتا ثم اعتذر فقال هذا كما يجيء لا كما يجب فقال البديع قبل الله عذرك لكن رققت بين قافات خشنة كل قاف كجبل قاف فخذ الان جزاء عن قرضك وأداء لفرضك: [الكامل]
( مهلا أبا بكر فزندك أضيق ... واخرس فإن أخاك حي يرزق )
( يا أحمقا وكفاك تلك فضيحة ... جربت نار معرتي هل تحرق )
فقال له أبو بكر: "يا أحمقا" لا يجوز فإنه لا ينصرف فقال البديع: لا نزال نصفعك حتى ينصرف وتنصرف معه وللشاعر أن يرد ما لا ينصرف وإن شئت قلت يا كودنا ثم قولك في البيت يا سيدي ثم قلت تتقلق مدحت أم قدحت فإن اللفظين لا يركضان في حلبة فقال لهما الشريف قولا على منوال المتنبي:
(أهلا بدار سباك أعيدها ...)
قال البديع: [المنسرح]
يا نعمة لا تزال تجحدها ... ومنة لا تزال تكندها
فقال أبو بكر الكنود قلة الخير لا الكفران فكذبه الجمع وقالوا ما قرأت قوله تعالى {إن الإنسان لربه لكنود} أي لكفور
فقال له أبو بكر: أنا اكتسبت بفضلي دية أهل همذان فما الذي اكتسبت أنت بفضلك فقال له البديع أنت في حرفة الكدية أحذق وبالإستماحة أحرى وأخلق فقطعه الكلام ثم أنشد: [الوافر]
(وشبهنا بنفسج عارضيه ... بقايا اللطم في الخد الرقيق)
فقال الخوارزمي أنا أحفظ هذه القصيدة فقال البديع أخطأت فإن البيت على غير هذه الصيغة وهي:
(وشبهنا بنفسج عارضيه ... بقايا الوشم في الوجه الصفيق)
فقال له أبو بكر والله لأصفعنك ولو بعد حين فقال البديع: أنا أصفعك اليوم وتضربني غدا اليوم خمر وغدا أمر وأنشد قول ابن الرومي: [المجتث]
(رأيت شيخا سفيها ... يفوق كل سفيه )
(وقد أصاب شبيها ... له وفوق الشبيه)
ثم أنشد البديع: [الطويل]
(وأنزلني طول النوى دار غربة ... إذا شئت لاقيت امرأ لا أشاكله)
(أخا مقة حتى يقال سجية ... ولو كان ذا عقل لكنت أعاقله)
فأمال النعاس الرءوس وسكنت الألحان والنفوس وسلب الرقاد الجلوس فنام القوم كعادتهم في ضيافات نيسابور وأصبحوا فتفرقوا وبعض القوم يحكم بغلبة البديع وبعضهم يحكم بغلبة الخوارزمي وسعى الفضلاء بينهما بالصلح ودخل عليه البديع واعتذر وتاب واستغفر مما تقدم من ذنبه وما تأخر وقال له البديع: بعد الكدر صفو وبعد الغيم صحو. فعرض عليه الخوارزمي الإقامة عنده سحابة يومه فأجابه البديع وأضافه الخوارزمي وكان بعض الرؤساء مستوحشا من الخوارزمي وهيأ مجمعا في دار الشيخ السيد أبي القاسم الوزير وكان أبو القاسم فاضلا ملء إهابه وحضر أبو الطيب سهل الصعلوكي والسيد أبو الحسين العالم فاستمال البديع قلب السيد أبي الحسين بقصيدة قالها في مدائح أهل البيت أولها: [مجزوء الكامل]
(يا معشرا ضرب الزمان ... على معرسهم خيامه)
ثم حضر المجلس القاضي أبو عمر البسطامي وأبو القاسم بن حبيب والقاضي أبو الهيثم والشيخ أبو نصر بن المرزبان ومع الإمام أبي الطيب الفقهاء والمتصوفة وحضر أبو نصر الماسرجسي مع أصحابه والشيخ أبو سعد الهمذاني ودخل مع الخوارزمي جم غفير من أصحابه فقيل لهما أنشدا على منوال قول أبي الشيص: [الكامل]
(أبقى الزمان به نذوب عضاض ... ورمى سواد قرونه ببياض)
فابتدر الخوارزمي فقال:
(يا قاضيا ما مثله من قاض ... أنا بالذي تقضي علينا راض)
منها:
(ولقد بليت بشاعر متهتك ... لا بل بليت بنات ذئب غاض)
فقال البديع ما معنى قولك ذئب غاض فقال أبو بكر ما قلته فشهد عليه الحاضرون أنه قاله فقال أبو بكر الذئب الغاضي الذي يأكل الغضا فقال البديع استنوق الذئب صار الذئب جملا يأكل الغضا
ثم دخل الرئيس أبو جعفر والقاضي أبو بكر الحيري والشيخ أبو زكريا والشيخ أبو الرشيد المتكلم فقال الرئيس قولا على هذا النمط: [الكامل]
(برز الربيع لنا برونق مائه ... وانظر لمنظر أرضه وسمائه)
(والترب بين ممسك ومعنبر ... من نوره بل مائه وروائه )
ثم أنشد الخوارزمي على هذا النمط فلما فرغ من إنشاده قال البديع للوزير والرئيس لو أن رجلا حلف بالطلاق أني لا أقول شعرا ثم نظم تلك الأبيات التي قالها الخوارزمي لا يقال نظرت لكذا ويقال نظرت إلى كذا وأنت قلت فانظر لمنظر وشبهت الطير بالمحصنات وهذا تشبيه فاسد ثم شبهتها بالمغنيات حين قلت: [الكامل]
(والطير مثل المحصنات صوادح ... مثل المغني شاديا بغنائه )
المحصنات كيف توصف بالغناء ثم قلت كالبحر في تزخاره والغيث في إمطاره والغيث هو المطر
فقال البديع الغيث المطر والسحاب وصدقه الحاضرون وأنكروا على الخوارزمي فقال الإمام أبو الطيب علمنا أي الرجلين أفضل وأشعر. فقام البديع وقبل رأس الخوارزمي ويده وقال اشهدوا أن الغلبة له قال ذلك على سبيل الاستهزاء. وتفرق الناس واشتغلوا بتناول الطعام وأبو بكر ينطق عن كبد حرى والوزير يقول للبديع ملكت فأسجع فلما قام أبو بكر أشار إلى البديع وقال لأتركنك بين الميمات فقال ما معنى الميمات فقال بين مهدوم مهزوم مغموم محموم مرجوم محروم فقال البديع لأتركنك بين الهيام والسقام والسام والبرسام والجذام والسرسام وبين السينات بين منحوس ومنخوس ومنكوس ومعكوس وبين الخاءات من مطبوخ ومسلوخ ومشدوخ ومفسوخ وممسوخ وبين الباءات بين مغلوب ومسلوب ومصلوب ومنكوب. فخرج البديع وأصحاب الشافعي يعظمونه بالتقبيل والاستقبال والإكرام والإجلال وما خرج الخوارزمي حتى غابت الشمس وعاد إلى بيته وانخذل انخذالا شديدا وانكسف باله وانخفض طرفه ولم يحل عليه الحول حتى خانه عمره وذلك في شوال سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة. قال أبو الحسن البيهقي وبديع الزمان أبو الفضل أحمد بن الحسين الحافظ كان يحفظ خمسين بيتا بسماع واحد ويؤديها من أولها إلى آخرها وينظر في كتاب نظرا خفيفا ويحفظ أوراقا ويؤديها من أولها إلى آخرها فارق همذان في سنة ثمانين وثلاثمائة وكان قد اختلف إلى أحمد بن فارس صاحب المجمل وورد حضرة الصاحب وتزود من ثمارهما واختص بالدهخداه أبي سعد محمد بن منصور ونفقت بضاعته لديه ووافى نيسابور في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وبعد موت الخوارزمي خلا له الجو وجرت بينه وبين أبي علي الحسين بن محمد الخشنامي مصاهرة وألقى عصا المقام بهراة ثم فارق دنياه في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
وحدث الثعالبي في أخبار أبي فراس قال حكى أبو الفضل الهمذاني قال: قال الصاحب أبو القاسم يوما لجلسائه وأنا فيهم وقد جرى ذكر أبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان لا يقدر أحد أن يزور على أبي فراس شعرا. فقلت من يقدر على ذلك وهو الذي يقول: [الوافر]
(رويدك لا تصل يدها بباعك ... ولا تعز السباع إلى رباعك)
(ولا تغر العدو علي إني ... يمين إن قطعت فمن ذراعك)
فقال الصاحب صدقت فقلت أيد الله مولانا فقد فعلت ويقال إن السبب في مفارقة البديع الهمذاني حضرة الصاحب أنه كان في مجلسه فخرجت منه ريح فقال الصاحب فقال البديع هذا صرير التخت فقال الصاحب أخشى أن يكون صرير التحت فأورثه ذلك خجلا كان سبب مفارقته إياه ووروده إلى خراسان. وكانت أول رقعة كتبها البديع إلى الخوارزمي عند وروده نيسابور أنا لقرب الأستاذ أطال الله بقاءه كما طرب النشوان مالت به الخمر ومن الارتياح للقائه كما انتفض العصفور بلله القطر ومن الامتزاج بولائه كما التقت الصهباء والبارد العذب ومن الابتهاج بمزاره كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب فكيف ارتياح الأستاذ لصديق طوى إليه ما بين قصبتي العراق وخراسان بل عتبتي الجبل ونيسابور وكيف اهتزازه لضيف في بردة حمال وجلدة جمال: [الكامل]
(رق الشمائل منهج الأثواب ... بكرت عليه مغيرة الأعراب)
(كمهلهل وربيعة بن مكدم ... وعيينة بن الحارث بن شهاب)
( وهو ولي إنعامه بانفاذ غلامه إلى مستقري لأفضي إليه بما عندي إن شاء الله تعالى وحده ثم اجتمع إليه فلم يحمد لقيه فانصرف عنه وكتب إليه الأستاذ والله يطيل بقاءه ويديم تأييده ونعماءه أزرى بضيفه أن وجده يضرب آباط القلة في أطمار الغربة فأعمل في ترتيبه أنواع المصارفة وفي الاهتزاز له أصناف المضايقة من إيماء بنصف الطرف وإشارة بشطر الكف ودفع في صدر القيام عن التمام ومضغ الكلام وتكلفه لرد السلام وقد قبلت هذا الترتيب صعرا واحتملته وزرا واحتضنته نكرا وتأبطته شرا ولم آله عذرا فإن المرء بالمال وثياب الجمال وأنا مع هذه الحال وفي هذه الأسمال أتقزز صف النعال ولو حاملته العتاب وناقشته الحساب وصدقته السماع لقلت إن بوادينا ثاغية صباح وراغية رواح وقوما يجرون المطارف ولا يمنعون المعارف: [الطويل]
(وفيهم مقامات حسان وجوههم ... وأندية ينتابها القول والفعل)
(على مكثريهم حق من يعتريهم ... وعند المقلين السماحة والبذل)
ولو طوحت بالأستاذ أيدي الغربة إليهم لوجد منال البشر قريبا ومحط الرحل رحيبا ووجه المضيف خصيبا ورأيه أيده الله في أن يملأ من هذا الضيف أجفان عينه ويوسع أعطاف ظنه ويجيبه بموقع هذا العتاب الذي معناه ود والمر الذي يتلوه شهد موفق إن شاء الله تعالى.
الجواب من الخوارزمي: [الرجز]
(إنك إن كلفتني ما لم أطق ... ساءك ما سرك مني من خلق)
فهمت ما تناوله سيدي من حسن خطابه ومؤلم عتبه وعتابه وصرفت ذلك منه إلى الضجر الذي لا يخلو منه من نبا به دهر ومسه من الأيام ضر والحمد لله الذي جعلني موضع أنسه ومظنة مشتكى ما في نفسه أما ما شكاه سيدي من مضايقتي إياه رغم في القيام وتكلفي لرد السلام فقد وفيته حقه كلاما وسلاما وقياما على قدر ما قدرت عليه ووصلت إليه ولم أرفع عليه غير السيد أبي القاسم وما كنت لأرفع أحدا على من أبوه الرسول وأمه البتول وشاهداه التوراة والإنجيل وناصراه التأويل والتنزيل والبشير به جبرائيل وميكائيل. وأما عدم الجمال ورثاثة الحال فما يضعان عندي قدرا ولا يضران نجرا وإنما اللباس جلدة والزي حلية بل قشرة وإنما يشتغل بالجل من لا يعرف قيمة الخيل ونحن بحمد الله نعرف الخيل عارية من جلالها ونعرف الرجال بأقوالها وأفعالها لا بآلاتها وأحوالها. وأما القوم الذين صدر سيدي عنهم وانتمى إليهم ففيهم لعمري فوق ما وصف حسن عشرة وسداد طريقة وجمال تفصيل وجملة ولقد جاورتهم فنلت المراد وأحمدت المراد: [الطويل]
(فإن أك قد فارقت نجدا وأهله ... فما عهد نجد عندنا بذميم)
والله يعلم نيتي للأحرار عامة والسدي من بينهم خاصة فإن أعانني على مرادي له ونيتي فيه بحسن العشرة بلغت له بعض في المنية وجاوزت مسافة القدرة وإن قطع علي طريق عزمي بالمعارضة وسوء المؤاخذة صرفت عناني عن طريق الاختيار بيد الاضطرار:
(فما النفس إلا نطفه بقرارة ... إذا لم تكدر كان صفوا غديرها)
وعلى هذا فحبذا عتاب سيدي إذا صادف ذنبا واستوجب عتبا فأما أن يسلفنا العربدة ويستكثر المعتبة والموجدة فتلك حالة نصونه عنها ونصون أنفسنا عن احتمال مثلها فليرجع بنا إلى ما هو أشبه به وأجمل له ولست أسومه أن يقول {استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين} ولكن أسأله أن يقول {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين}
رقعة البديع الثالثة إلى الخوارزمي
أنا أرد من الأستاذ سيدي شرعة وده وإن لم تصف وألبس خلعة بره وإن لم تضف وقصاراي أن أكيله صاعا بصاع ومدا عن مدا وإن كنت في الأدب دعي النسب ضعيف السبب ضيق المضطرب سيء المنقلب أمت إلى أهله بعشرة رشيقة وأنزع إلى خدمة أصحابه بطريقة ولكن بقي أن يكون الخليط منصفا في الإخاء عادلا في الوداد إذا زرت زار وإن عدت عاد. والأستاذ سيدي أيده الله ضايقني في القبول أولا ونافشني في الإقبال ثانيا فأما حديث الاستقبال وأمر الإنزال والأنزال فنطاق الطمع ضيق عنه غير متسع لتوقعه منه وبعد فكلفة الفضل هينة وفروض الود متعينة وطرق المكارم بينة وأرض العشرة لينة فلم اختار قعود التعالي مركبا وصعود التغالي مذهبا وهلا ذاد الطير عن شجر العشرة إذا كان ذاق الحلو من ثمرها وقد علم الله أن شوقي إليه قد كد الفؤاد برحا على برح ونكأه قرحا على قرح فهو شوق داعيته محاسن الفضل وجاذبته بواعث العلم ولكنها مرة مرة ونفس حرة ولم تقد إلا بالإعظام ولم تلق إلا بالإكرام وإذا استعفاني سيدي الأستاذ من معاتبته واستعادته ومؤاخذته إذا جفا واستزادته وأعفى نفسه من كلف الفضل يتجشمها فليس إلا غصص الشوق أتجرعها وحلل الصبر أتدرعها فلم أعره من نفسي وأنا أعرت جناحي طائر لما رنقت إلا إليه ولا حلقت إلا عليه: [الطويل]
(أحبك يا شمس النهار وبدره ... وإن لامني فيك السها والفراقد)
(وذاك لأن الفضل عندك باهر ... وليس لأن العيش عندك بارد)
جواب الخوارزمي عنها:
شريعة ودي لسيدي أدام الله عزه إذا وردها صافية وثياب بري إذا قبلها ضافية هذا ما لم يكدر الشريعة بتعنته وتعصبه ولم تحترق الثياب بتجنيه وتسحبه فأما الإنصاف في الإخاء فهو ضالتي عند الأصدقاء ولا أقول: [الطويل]
(وإني لمشتاق إلى ظل صاحب ... يرق ويصفو إن كدرت عليه)
فإن قائل هذا البيت قاله والزمان زمان والإخوان إخوان وحسن العشرة سلطان ولكني أقول وإني لمشتاق إلى ظل: [الكامل]
(رجل يوازنك المودة جاهدا ... يعطي ويأخذ منك بالميزان)
(فإذا رأى رجحان حبة خردل ... مالت مودته مع الرجحان)
وقد كان الناس يقترحون الفضل فأصبحنا نقترح العدل وإلى الله المشتكى لا منه
ذكر الشيخ سيدي أيده الله حديث الاستقبال وكيف يستقبل من انقض علينا انقضاض العقاب الكاسر ووقع بيننا وقوع السهم العائر وتكليف المرء ما لا يطيق يجوز على مذهب الأشعري وقد زاد سيدي على استاذه الأشعري فإن أستاذه كلف العاجز مالا يطيق مع عجزه عنه وسيدي كلف الجاهل علم الغيب مع الاستحالة منه والمنزل بما فيه قد عرضته عليه ولو أطقت حمله لحملته إليه والشوق الذي ذكره سيدي فعندي منه الكثير الكبير وعنده منه الصغير اليسير وأكثرنا شوقا أقلنا عتابا وأليننا خطابا ولو أراد سيدي أن أصدق دعواه في شوقه إلي ليغض من حجم عتبه علي فإنما اللفظ زائد والحظ وارد فإذا رق اللفظ دق واللحظ وإذا صدق الحب ضاق العتاب والعتب: [الطويل]
(فبالخير لا بالشر فارج مودتي ... وأي آمرئ يعتاد منه الترهب)
عتاب سيدي قبيح ولكنه حسن وكلامه لين ولكنه خشن أما قبحه فلأنه عاتب بريئا ونسب إلى الإساءة مالم يكن مسيئا وأما حسنه فلألفاظه الغرر ومعانيه التي هي كالدرر فهي كالدنيا ظاهرها يغر وباطنها يضر كالمرعى على دمن الثرى منظره بهي ومخبره وبي ولو شاء سيدي نظم الحسن والإحسان وجمع بين صواب الفعل واللسان: [مجزوء الرمل]
(يا بديع القول حاشا ... لك من هجو بديع)
(وبحسن القول عوذتك ... من سوء الصنيع)
(لا يعب بعضك بعضا ... كن مليحا في الجميع)
رقعة أخرى للبديع إلى الخوارزمي:
أنا وإن كنت مقصرا في موجبات الفضل من حضور مجلس الأستاذ سيدي فما أفري إلا جلدي ولا أبري إلا قدحي ولا أبخس إلا حظي وإن يكن ذاك جرما فلقي هذا عيابا ومع ذاك فما أعمر أوقاتي إلا بمدحه ولا أطرز ساعاتي إلا بذكره ولا أركض إلا في حلبة وصفه حرس الله فضله نعم وقد رددت كتاب الأوراق للصولي وتطاولت لكتاب البيان والتبيين للجاحظ وللأستاذ سيدي في الفضل والتفضل به رأيه.
وكتب البديع إلى معلمه جوابا:
الشيخ الإمام يقول فسد الزمان أفلا يقول متى كان صالحا أفي دولة العباسية وقد رأينا آخرها وسمعنا بأولها أم في المدة المروانية وفي أخبارها ما لا تكسع الشول بأغبارها إنك لا تدري من الناتج أم السنين الحربية: [مجزوء الكامل]
(والسيف يغمد في الطلى ... والرمح يركز في الكلى)
(ومبيت حجر بالفلا ... والحدثان بكربلا)
أم الأيام العدوية فنقول هل بعد البزول إلا النزول
أم الأيام التيمية ونقول طوبى لمن مات في نأنأة الإسلام أم على عهد الرسالة وقيل اسكتي يا رحالة فقد ذهبت الأمانة أم في الجاهلية ولبيد يقول: [الكامل]
(ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب)
أم قبل ذلك وأخو عاد يقول: [الطويل]
(بلاد بها كنا وكنا نحبها ... إذا الأهل أهل والبلاد بلاد)
أم قبل ذلك وقد قال آدم عليه السلام: [الوافر]
(تغيرت البلاد ومن عليها ... فوجه الأرض مغبر قبيح)
أم قبل ذلك والملائكة تقول {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} وإني على توبيخه لي لفقير إلى لقائه شفيق على بقائه ما نسيته ولا أنساه وإن له بكل كلمة علمنا منارا ولكل حرف أخذته منه نارا ولو عرفت لكلامي موقعا من قلبه لاغتنمت خدمته به ولكني خشيت أن تقول {هذه بضاعتنا ردت إلينا}
واثنان قلما يجتمعان الخراسانية والإنسانية وإني وإن لم أكن خراساني الطينة فإني خراساني المدينة والمرء من حيث يوجد لا من حيث يولد والإنسان من حيث يثبت لا من حيث ينبت فإذا انضاف إلى تربة خراسان ولادة همذان ارتفع القلم وسقط التكليف والجرح جبار والجاني حمار فليحملني على هناتي أليس صاحبنا يقول: [الخفيف]
(لا تلمني على ركاكة عقلي ... إن تصورت أنني همذاني)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|