أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2015
4792
التاريخ: 13-4-2019
2132
التاريخ: 15-3-2016
4677
التاريخ: 19-3-2016
3953
|
لما وصل رأس الحسين (عليه السلام) ووصل ابن سعد من غد يوم وصوله جلس ابن زياد في قصر الإمارة وأذن للناس إذناً عاماً ، وأمر بإحضار الرأس فوضع بين يديه فجعل ينظر إليه ويتبسّم وبيده قضيب يضرب به ثناياه ، وكان إِلى جانبه زيد بن أرقم صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو شيخ كبيرٌ فقال : ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين ، فوالله الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله (صلى الله عليه واله) ما لا اُحصيه تترشفهما .
ثمّ انتحب باكياً .
فقال له ابن زياد : أبكى الله عينك ، أتبكي لفتح الله ، والله لولا أنّك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك .
فنهض زيد بن أرقم وصار إلى منزله.
واُدخل عيال الحسين (عليه السلام) على ابن زياد ، فدخلت زينب اُخت الحسين في جملتهم متنكّرة وعليها أرذل ثيابها ، فمضت حتى جلست ناحية من القصر وحفّ بها إماؤها .
فقال ابن زياد : من هذه التي انحازت ومعها نساؤها؟.
فلم تجبه زينب .
فأعاد ثانية وثالثة.
فقال له بعض إمائها : هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله (صلَى الله عليه واله) ، فاقبل عليها ابن زياد لعنه الله وقال : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب اُحدوثتكم .
فقالت زينب : الحمد للّه الذي أكرمنا بنبيّه محمد (صلى الله عليه واله) ، وطهّرنا من الرجس تطهيراً، إنّما يفتضح الفاسق ، ويكذب الفاجر، وهو غيرنا.
فقال ابن زياد : كيف رأيت فعل الله باهل بيتك ؟ .
قالت : كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجّون إليه وتختصمون عنده .
فغضب ابن زياد واستشاط .
فقال عمرو بن حريث : إنّها امرأة ، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها.
فقال لها ابن زياد : قد شفى الله نفسي من طاغيتك والعصاة من أهل بيتك .
فرقّت زينب وبكت ، وقالت : لعمري لقد قتلت كهلي ، وأبرت أهلي ، واجتثثت أصلي ، فإن يشفك هذا فقد اشتفيت .
فقال ابن زياد : هذه سجّاعة ، ولعمري لقد كان أبوها سجّاعاً .
فقالت : ما للمرأة والسجاعة ، إنّ لي عن السجاعة لشغلاً ، ولكن صدري نفث بما قلت .
وعرض عليه عليّ بن الحسين (عليهما السلام) .
فقال له : من أنت ؟
قال : أنا عليّ بن الحسين.
قال : أليس قد قتل الله عليّ بن الحسين ؟
فقال : كان لي أخِّ يسمّى عليّاً ، فقتله الناس .
قال ابن زياد : بل الله قتله .
فقال عليّ بن الحسين (عليهما السلام) : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر: 42]
فغضب ابن زياد وقال : بك جرأة لجوابي ، وفيك بقيّة للردّ عليّ ، اذهبوا به فاضربوا عنقه . فتعلَقت به زينب عمّته وقالت : يا ابن زياد، حسبك من دمائنا ، واعتنقته وقالت : والله لا أفارقه فإن قتلته فاقتلني معه.
فنظر ابن زياد إليها ساعة وقال : عجباً للرحم ، والله اني لأظنّها ودت أنّي قتلتها معه ، دعوه فإنّي أراه لما به مشغول ، ثمّ قام من مجلسه ولما أصبح ابن زياد لعنه الله بعث برأس الحسين (عليه السلام) فدير به في سكك الكوفة وقبائلها.
فروي عن زيد بن أرقم أنّه قال : مرّ به عليّ وهو على رمح وأنا في غرفة لي فلمّا حاذاني سمعته يقرأ {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} [الكهف: 9] وقف والله شعري وناديت : رأسك والله يا ابن رسول الله أعجب وأعجب .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|