المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

معنى لفظة أَم‌
31-1-2016
وسائـل زيـادة الاستثـمار والتكويـن الرأسـمالي
17-11-2021
أنواع الحج
2023-10-21
Abdominal Vasculature and Lymphatics
15-7-2021
كامو – شارل اتيان لويس
5-9-2016
اعتبار ترتّب اثر عملي حين الاستصحاب ولو بوسائط عديدة
1-8-2016


مسير السبايا إلى يزيد  
  
4793   10:25 صباحاً   التاريخ: 19-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص442-444
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /

لما وصل يزيد كتاب ابن زياد اجابه عليه يأمره بحمل رأس الحسين (عليه السلام) ورؤوس من قتل معه وحمل اثقاله ونسائه وعياله فأرسل ابن زياد الرؤوس مع زحر بن قيس وأنفذ معه أبا بردة بن عوف الأزدي وطارق بن أبي ظبيان في جماعة من أهل الكوفة إلى يزيد ؛ ثم أمر ابن زياد بنساء الحسين (عليه السلام) وصبيانه فجهزوا وامر بعلي بن الحسين (عليه السلام) فغل بغل إلى عنقه وفي رواية في يديه ورقبته ثم سرح بهم في أثر الرؤوس مع محفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن وحملهم على الأقتاب وساروا بهم كما يسار بسبايا الكفار فانطلقوا بهم حتى لحقوا بالقوم الذين معهم الرؤوس فلم يكلم علي بن الحسين (عليه السلام) أحدا منهم في الطريق بكلمة حتى بلغوا الشام . فلما انتهوا إلى باب يزيد رفع محفر بن ثعلبة صوته فقال هذا محفر بن ثعلبة اتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة فاجابه علي بن الحسين (عليه السلام) ما ولدت أم محفر أشر والأم .

قال الزهري لما جاءت الرؤوس كان يزيد في منظرة له على جيرون فانشد لنفسه :

لما بدت تلك الحمول وأشرقت * تلك الشموس على ربي جيرون

نعب الغراب فقلت صح أو لا تصح * فلقد قضيت من الغريم ديوني

وفي جواهر المطالب لأبي البركات شمس الدين محمد الباغندي كما في نسخة مخطوطة في المكتبة الرضوية المباركة : قال ابن القفطي في تاريخه ان السبي لما ورد على يزيد بن معاوية خرج لتلقيه فلقي الأطفال والنساء من ذرية علي والحسن والحسين والرؤوس على اسنة الرماح وقد أشرفوا على ثنية العقاب فلما رآهم أنشد :

لما بدت تلك الحمول وأشرفت * تلك الرؤوس على ربى جيرون

نعب الغراب فقلت قل أو لا تقل * فلقد قضيت من الرسول ديوني

يعني بذلك انه قتل الحسين بمن قتله رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدر مثل عتبة جده ومن مضى من أسلافه . وقائل مثل هذا برئ من الاسلام ولا شك في كفره وقال في موضع آخر قال بعض أهل التاريخ : هذا كفر صريح لا يقوله مقر بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله) (اه)  ولما قربوا من دمشق دنت أم كلثوم من شمر فقالت له لي إليك حاجة

فقال ما حاجتك قالت إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظارة وتقدم إليهم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل وينحونا عنها فقد خزينا من كثرة النظر إلينا ونحن في هذه الحال فامر في جواب سؤالها ان تجعل الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل بغيا منه وكفرا وسلك بهم بين النظارة على تلك الصفة حتى اتى بهم باب دمشق ، فوقفوا على درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي .

وجاء شيخ فدنا من نساء الحسين وعياله فظنهم من سبايا الكفار وقال الحمد لله الذي أهلككم وقتلكم وأراح البلاد من رجالكم وأمكن أمير المؤمنين منكم فقال له علي بن الحسين يا شيخ هل قرأت القرآن قال نعم قال فهل عرفت هذه لآية {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى: 23] قال قد قرأت ذلك فقال له علي فنحن القربى يا شيخ فهل قرأت {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ } [الإسراء: 26] فقال قد قرأت ذلك فقال علي فنحن القربى يا شيخ فهل قرأت هذه الآية {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى} [الأنفال: 41] قال نعم فقال له علي فنحن القربى يا شيخ ولكن هل قرأت {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } [الأحزاب: 33] قال قد قرأت ذلك فقال علي فنحن أهل البيت الذين اختصنا الله بآية الطهارة يا شيخ قال فبقي الشيخ ساكتا نادما على ما تكلم به وقال بالله أنكم هم فقال علي بن الحسين (عليه السلام) تالله إنا لنحن هم من غير شك وحق جدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنا لنحن هم فبكى الشيخ ورمى عمامته ثم رفع رأسه إلى السماء وقال اللهم إني أبرأ إليك من عدو آل محمد من جن وأنس ثم قال هل لي من توبة فقال له نعم إن تبت تاب الله عليك وأنت معنا فقال انا تائب فبلغ يزيد خبره فامر بقتله فقتل ثم أن يزيد دعا بأشراف أهل الشام فأجلسهم حوله ثم أدخل ثقل الحسين (عليه السلام) ونساؤه ومن تخلف من أهله على يزيد وهم مقرنون في الحبال وزين العابدين (عليه السلام) مغلول فلما وقفوا بين يديه على تلك الحال قال له علي بن الحسين (عليه السلام) أنشدك الله يا يزيد ما ظنك برسول الله (صلى الله عليه وآله) لو رآنا على هذه الصفة فلم يبق في القوم أحد إلا وبكى فامر يزيد بالحبال فقطعت وأمر بفك الغل عن زين العابدين (عليه السلام) ؛ ثم وضع رأس الحسين (عليه السلام) بين يديه وأجلس النساء خلفه لئلا ينظرن إليه فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لينظرا الرأس وجعل يزيد يتطاول ليستر عنهما الرأس فلما رأين الرأس صحن فصاح نساء يزيد وولولت بنات معاوية فقالت فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) أ بنات رسول الله سبايا يا يزيد فبكى الناس وبكى أهل داره حتى علت الأصوات وأما زينب (عليه السلام) فإنها لما رأته نادت بصوت حزين يقرح القلوب يا حسيناه يا حبيب رسول الله يا ابن مكة ومنى يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء يا ابن بنت المصطفى فأبكت والله كل من كان حاضرا في المجلس ويزيد ساكت ، ثم جعلت امرأة من بني هاشم كانت في دار يزيد تندب الحسين (عليه السلام) وتنادي يا حبيباه يا سيد أهل بيتاه يا ابن محمداه يا ربيع الأرامل واليتامى يا قتيل أولاد الأدعياء فأبكت كل من سمعها ولما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد وفيها رأس الحسين (عليه السلام) جعل يتمثل بقول الحصين ابن الحمام المري :

صبرنا وكان الصبر منا سجية * بأسيافنا تفرين هاما ومعصما

أبى قومنا ان ينصفونا فأنصفت * قواضب في ايماننا تقطر الدما

نفلق هاما من رجال أعزة * علينا وهم كانوا أعق وأظلما

ودعا بقضيب خيزران وجعل ينكت به ثنايا الحسين (عليه السلام) ثم قال يوم بيوم بدر .

وكان عنده أبو برزة الأسلمي فقال ويحك يا يزيد أ تنكت بقضيبك ثغر الحسين بن فاطمة أشهد لقد رأيت النبي (صلى الله عليه وآله) يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن ويقول أنتما سيدا شباب أهل الجنة فقتل الله قاتلكما ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيرا فغضب يزيد وأمر باخراجه فاخرج سحبا .

وفي جواهر المطالب للباغندي أنه لما وفد أهل الكوفة بالسبايا والرؤوس ودخلوا مسجد دمشق أتاهم مروان بن الحكم فسألهم كيف صنعوا فاخبروه ثم قام عنهم فاتى يحيى بن الحكم أخو مروان فسألهم فأعادوا له الكلام فقال حجبتم عن محمد (صلى الله عليه وآله) يوم القيمة وقال يحيى بن الحكم وكان جالسا مع يزيد متمثلا :

لهام بجنب الطف أدنى قرابة * من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل

سمية اضحى نسلها عدد الحصى * وبنت رسول الله ليس لها نسل

فضرب يزيد في صدره وقال اسكت .

وفي رواية أنه أسر إليه وقال سبحان الله أ في هذا الموضع ما يسعك السكوت قال الباغندي وذكر الحافظ ابن عساكر ان يزيد لما وضع الرأس بين يديه جعل يتمثل بأبيات ابن الزبعري وزاد يزيد فيها البيتين الأخيرين كما رواه سبط بن الجوزي عن الشعبي وينبغي أن يكون زاد فيها البيت الثاني أيضا ولكنه غير مذكور في رواية ابن الجوزي :

ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل

فأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل

قد قتلنا القرم من ساداتهم * وعدلناه ببدر فاعتدل

لعبت هاشم بالملك فلا * خبر حاء ولا وحي نزل

لست من خندف إن لم انتقم * من بني أحمد ما كان فعل




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.