المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الشخصية الإقليمية
24/12/2022
خدمة اللوبيا بعد الزراعة
17-5-2018
كيفية تطهير الإناء
26-8-2017
الأعراف في الروايات والأحاديث‏
15-12-2015
صفات الشريك الصالح / العقل
17-4-2022
اقسام الودائع المصرفية في المصارف الإسلامية
2023-07-25


ميول يزيد إلى المسيحية المنحرفة  
  
3689   12:23 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص161-163.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

يزيد نشأ نشأة مسيحية، أو أنّه كان يميل إلى المسيحية على أقلّ تقدير.

وقد كتب الأُستاذ عبد اللّه العلائلي مشيراً إلى هذه الحقيقة: ويبدو مستغرباً بادئ ذي بدء أن نعرف أن يزيد نشأ نشأة مسيحية تبعد كثيراً عن عرف الإسلام وتزيد القارئ الدهشة إلى حد الإنكار، ولكن لا يبقى في الأمر ما يدعو إلى الدهشة إذا علمنا أن يزيد يرجع بالأُمومة إلى بني كلب، هذه القبيلة التي كانت تدين بالمسيحية قبل الإسلام، ومن بديهيات علم الاجتماع انّ انسلاخ شعب كبير من عقائده يستغرق زمناً طويلاً، والتاريخ يحدّثنا انّ يزيد نشأ فيها ـ القبيلة ـ إلى طور الشباب، ومعنى هذا انّه أمضى الدور الذي هو محط أنظار المربين وعنايتهم، وبذلك ثبت على لون من التربية النابية تمازجها خشونة البادية وجفاء الطبع.

على أنّ طائفة من المؤرّخين، ومنهم لامنس المسيحي في كتاب «معاوية» وكتاب «يزيد» ترجح ـ ولا يبعد أن يكون صحيحاً ـ انّ من أساتذة يزيد بعض مسيحيّي الشام، ولا يخفى ما يكون لهذه التربية من أثر سيّء في من سيكون ولي أمر المسلمين.

ثمّ يضيف العلائلي: إنّ تحريضه للأخطل الشاعر المسيحي ليهجو الأنصار، وعهده بابنه إلى مسيحي مما لا اختلاف فيه بين المؤرّخين، ولا يمكن أن تعلّل هذه الصلة الوثيقة والتعلّق الشديد بالأخطل وغيره من المسيحيين إلاّ إلى مكان التربية ذات الصبغة المسيحية وبشهادة التاريخ لم يكن يزيد يخفي ميوله المسيحية. بل كان يقول جهاراً:

فإن حرمت على دين أحمد       *        فخذها على دين المسيح بن مريم

وممّا يجب أن يعلم هو انّه كان هناك نفوذ للدولة الرومية في بلاط الأمويين، وكان بعض نصارى الروم لهم مناصب استشارية في ذلك البلاط، كما أنّ تنصيب عبيد اللّه بن زياد الذي كان والياً على البصرة لولاية الكوفة التي كان النعمان بن بشير والياً عليها مع إبقائه على ولاية البصرة إنّما كان باقتراح سَرْجَون الرومي على يزيد بذلك.

قال الإمام السجاد (عليه السَّلام) : لم يكن منا من يعرف اللغة الرومية جيداً مثلي حينها  وتدلّ هذه الرواية على أنّ حرّاس سلطة يزيد كانوا يتكلمون باللغة الرومية، ويحتمل جداً انّهم روميون أصلاً، و طبعاً انّ معرفة الإمام الرابع باللغة الرومية قد تمت في ضوء علم الإمامة، وهذه الرواية وردت في باب علم الأئمّة.

والآن وقد اتّضحت لدينا حقيقة يزيد الوضيعة وكفره وعداوته للإسلام، نفهم جيداً دوافع ثورة الإمام الحسين على سلطته، ويتضح لنا جيداً بأنّ حكومته كانت غير شرعية من وجهة نظر الإمام الحسين (عليه السَّلام) ليس بسبب انّها كانت أوّل من أبدع النظام الملكي الوراثي في الإسلام فقط، بل بسبب عدم جدارة شخصية يزيد نفسه أيضاً.

وعليه حيث إنّ موانع الثورة كانت قد زالت بموت معاوية كان على الحسين أن يعلن عن معارضته وقد آن أوانها، ولو كان يبايع يزيد لكانت بيعته هذه أكبر حجّة على شرعية سلطته.

وقد تجلّى سبب معارضة الإمام الحسين (عليه السَّلام) في رسائله وخطبه بشكل واضح، وفي تلك الأيّام التي كان الحسين بن علي (عليمها السَّلام) معرضاً لمضايقات أخذ البيعة منه قال رداً على الوليد الذي اقترح عليه مبايعة يزيد: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، وعلى الإسلام السلام إذ قد بليت الأُمّة براع مثل يزيد.

وقد وضح صفات الحاكم الإسلامي ضمن ردوده على رسائل الكوفيين بهذا النحو: «ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب والآخذ بالقسط، أو الدائن بالحقّ والحابس نفسه على ذات اللّه».




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.