أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-3-2016
3392
التاريخ: 11-7-2022
1741
التاريخ: 17-6-2019
3518
التاريخ: 19-6-2019
6463
|
يزيد نشأ نشأة مسيحية، أو أنّه كان يميل إلى المسيحية على أقلّ تقدير.
وقد كتب الأُستاذ عبد اللّه العلائلي مشيراً إلى هذه الحقيقة: ويبدو مستغرباً بادئ ذي بدء أن نعرف أن يزيد نشأ نشأة مسيحية تبعد كثيراً عن عرف الإسلام وتزيد القارئ الدهشة إلى حد الإنكار، ولكن لا يبقى في الأمر ما يدعو إلى الدهشة إذا علمنا أن يزيد يرجع بالأُمومة إلى بني كلب، هذه القبيلة التي كانت تدين بالمسيحية قبل الإسلام، ومن بديهيات علم الاجتماع انّ انسلاخ شعب كبير من عقائده يستغرق زمناً طويلاً، والتاريخ يحدّثنا انّ يزيد نشأ فيها ـ القبيلة ـ إلى طور الشباب، ومعنى هذا انّه أمضى الدور الذي هو محط أنظار المربين وعنايتهم، وبذلك ثبت على لون من التربية النابية تمازجها خشونة البادية وجفاء الطبع.
على أنّ طائفة من المؤرّخين، ومنهم لامنس المسيحي في كتاب «معاوية» وكتاب «يزيد» ترجح ـ ولا يبعد أن يكون صحيحاً ـ انّ من أساتذة يزيد بعض مسيحيّي الشام، ولا يخفى ما يكون لهذه التربية من أثر سيّء في من سيكون ولي أمر المسلمين.
ثمّ يضيف العلائلي: إنّ تحريضه للأخطل الشاعر المسيحي ليهجو الأنصار، وعهده بابنه إلى مسيحي مما لا اختلاف فيه بين المؤرّخين، ولا يمكن أن تعلّل هذه الصلة الوثيقة والتعلّق الشديد بالأخطل وغيره من المسيحيين إلاّ إلى مكان التربية ذات الصبغة المسيحية وبشهادة التاريخ لم يكن يزيد يخفي ميوله المسيحية. بل كان يقول جهاراً:
فإن حرمت على دين أحمد * فخذها على دين المسيح بن مريم
وممّا يجب أن يعلم هو انّه كان هناك نفوذ للدولة الرومية في بلاط الأمويين، وكان بعض نصارى الروم لهم مناصب استشارية في ذلك البلاط، كما أنّ تنصيب عبيد اللّه بن زياد الذي كان والياً على البصرة لولاية الكوفة التي كان النعمان بن بشير والياً عليها مع إبقائه على ولاية البصرة إنّما كان باقتراح سَرْجَون الرومي على يزيد بذلك.
قال الإمام السجاد (عليه السَّلام) : لم يكن منا من يعرف اللغة الرومية جيداً مثلي حينها وتدلّ هذه الرواية على أنّ حرّاس سلطة يزيد كانوا يتكلمون باللغة الرومية، ويحتمل جداً انّهم روميون أصلاً، و طبعاً انّ معرفة الإمام الرابع باللغة الرومية قد تمت في ضوء علم الإمامة، وهذه الرواية وردت في باب علم الأئمّة.
والآن وقد اتّضحت لدينا حقيقة يزيد الوضيعة وكفره وعداوته للإسلام، نفهم جيداً دوافع ثورة الإمام الحسين على سلطته، ويتضح لنا جيداً بأنّ حكومته كانت غير شرعية من وجهة نظر الإمام الحسين (عليه السَّلام) ليس بسبب انّها كانت أوّل من أبدع النظام الملكي الوراثي في الإسلام فقط، بل بسبب عدم جدارة شخصية يزيد نفسه أيضاً.
وعليه حيث إنّ موانع الثورة كانت قد زالت بموت معاوية كان على الحسين أن يعلن عن معارضته وقد آن أوانها، ولو كان يبايع يزيد لكانت بيعته هذه أكبر حجّة على شرعية سلطته.
وقد تجلّى سبب معارضة الإمام الحسين (عليه السَّلام) في رسائله وخطبه بشكل واضح، وفي تلك الأيّام التي كان الحسين بن علي (عليمها السَّلام) معرضاً لمضايقات أخذ البيعة منه قال رداً على الوليد الذي اقترح عليه مبايعة يزيد: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، وعلى الإسلام السلام إذ قد بليت الأُمّة براع مثل يزيد.
وقد وضح صفات الحاكم الإسلامي ضمن ردوده على رسائل الكوفيين بهذا النحو: «ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب والآخذ بالقسط، أو الدائن بالحقّ والحابس نفسه على ذات اللّه».
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|