المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الدليل العقلي والنقلي
13-6-2019
التنفير من العزوبة
20-11-2017
Our solution has not worked, what should we do?
2024-10-04
الحديث الخبر الأثر.
13-8-2016
شوكة صفراء صنارية Scolymus hispanicus
25-8-2019
معاني الجمال
27-6-2018


مسير الامام الحسين ( عليه السّلام ) من مكة الى العراق  
  
2090   05:06 مساءً   التاريخ: 25-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص176-179
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

ولم يبعد الإمام ( عليه السّلام ) كثيرا عن مكة حتى لاحقته مفرزة من الشرطة بقيادة يحيى بن سعيد ، فقد بعثها وإلي مكة عمرو بن سعيد لصدّ الإمام ( عليه السّلام ) عن السفر ، وجرت بينهما مناوشات حتى تدافع الفريقان واضطربوا بالسياط وامتنع الحسين وأصحابه منهم امتناعا قويا[1].

في التنعيم :

ومضى ركب الإمام الحسين ( عليه السّلام ) لا يلوي على شيء ، وفي طريقهم بمنطقة التنعيم[2] صادفوا إبلا قد يمّمت وجهها شطر الشام وهي تحمل الهدايا ليزيد بن معاوية قادمة من اليمن ، فاستأجر من أهلها جمالا لرحله وأصحابه وقال لأصحابها : من أحبّ أن ينطلق معنا إلى العراق وفيناه كراءه وأحسنّا صحبته ، ومن أحبّ أن يفارقنا في بعض الطريق أعطيناه كراءه على ما قطع من الطريق ، فمضى معه قوم وامتنع آخرون[3].

في الصفاح :

وواصل الإمام مسيره حتى وصل الصفاح[4] فالتقى الفرزدق الشاعر فسأله عن خبر الناس خلفه فقال الفرزدق : قلوبهم معك والسيوف مع بني اميّة ، والقضاء ينزل من السماء . فقال أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) : صدقت ، للّه الأمر ، واللّه يفعل ما يشاء ، وكلّ يوم ربّنا هو في شأن ، إن نزل القضاء بما نحبّ فنحمد اللّه على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر ، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يتعدّ من كان الحقّ نيّته والتقوى سريرته[5].

ثمّ واصل الإمام ( عليه السّلام ) مسيرته بعزم وثبات ، ولم يثنه عن عزيمته قول الفرزدق في تخاذل الناس عنه وتجاوبهم مع الامويّين .

كتاب الإمام ( عليه السّلام ) لأهل الكوفة :

ولمّا وافى الإمام الحسين ( عليه السّلام ) الحاجر من بطن ذي الرّمّة - وهو أحد منازل الحجّ من طريق البادية - كتب كتابا لشيعته من أهل الكوفة يعلمهم بالقدوم إليهم ، ولم يكن ( عليه السّلام ) قد وصله خبر ابن عقيل ، هذا نصّه :

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

من الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين :

سلام عليكم ، فإنّي أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلّا هو .

أمّا بعد ، فإنّ كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقّنا ، فسألت اللّه أن يحسن لنا الصنيع ، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر ، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجّة يوم التروية ، فإذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا[6] في أمركم وجدّوا ، فإنّي قادم عليكم في أيّامي هذه ، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته[7].

وقد بعث ( عليه السّلام ) الكتاب بيد قيس بن مسهر الصيداوي .

إجراءات الامويّين :

سرى نبأ مسير الإمام ( عليه السّلام ) نحو الكوفة بين الناس فاضطرب الموقف الأموي ، وشعرت السلطات بالخوف والحرج ، وتحدّثت الركبان بأنباء الثائر العظيم ، فتناهى الخبر إلى عبيد اللّه بن زياد ، فأعدّ رجاله وجنده ، ووضع خطّة لقطع الطريق أمام الحسين ( عليه السّلام ) والحيلولة دون وصوله إلى الكوفة ، فبعث مدير شرطته الحصين بن نمير التميمي ، مكلّفا إيّاه بتنفيذ المهمّة ، فاختار الحصين موقعا استراتيجيا يسيطر من خلاله على طريق مرور الإمام ( عليه السّلام ) ، فنزل بالقادسية واتّخذها مقرّا لقيادته .

اعتقال الصيداوي وقتله :

انطلق قيس بن مسهر الصيداوي برسالة الإمام نحو الكوفة ، وحينما وصل القادسية اعتقله الحصين بن نمير ، فبعث به إلى عبيد اللّه بن زياد ، فقال له عبيد اللّه : إصعد فسبّ الكذّاب الحسين بن عليّ ، فصعد قيس فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أيّها الناس ، إنّ هذا الحسين بن عليّ خير خلق اللّه ابن فاطمة بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وأنا رسوله إليكم ، وقد فارقته في الحاجر فأجيبوه ، ثم لعن عبيد اللّه بن زياد وأباه ، واستغفر لعليّ بن أبي طالب وصلّى عليه ، فأمر عبيد اللّه أن يرمى به من فوق القصر ، فرموا به فتقطّع[8].

وروي : أنّه وقع على الأرض مكتوفا فتكسّرت عظامه وبقي به رمق ، فجاء رجل يقال له عبد الملك بن عمير اللخمي فذبحه ، فقيل له في ذلك وعيب عليه ، فقال : أردت أن أريحه .

 

[1] الإرشاد : 2 / 68 .

[2] التنعيم : موضع بمكة في الحلّ يقع بين مكة وسرف على فرسخين من مكة ، جاء ذلك في معجم البلدان : 2 / 49 .

[3] الإرشاد : 2 / 68

[4] الصفاح : موضع بين حنين وأنصاب الحرم على يسرة الداخل إلى مكة من مشاش . . . جاء ذلك في معجم البلدان : 3 / 412 .

[5] مقتل الحسين للمقرّم : 203 ، البداية والنهاية ، ابن كثير : 8 / 180 ، صفة مخرج الحسين ( عليه السّلام ) إلى العراق .

[6] انكمشوا : بمعنى أسرعوا .

[7] الإرشاد : 2 / 70 ، والبداية والنهاية : 8 / 181 ، وبحار الأنوار : 44 / 369 .

[8] الإرشاد : 2 / 71 ، ومثير الأحزان : 42 ، والبداية والنهاية : 8 / 181 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.