أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2019
1989
التاريخ: 19-3-2016
3966
التاريخ: 21-7-2022
1523
التاريخ: 23-5-2019
1948
|
ولم يبعد الإمام ( عليه السّلام ) كثيرا عن مكة حتى لاحقته مفرزة من الشرطة بقيادة يحيى بن سعيد ، فقد بعثها وإلي مكة عمرو بن سعيد لصدّ الإمام ( عليه السّلام ) عن السفر ، وجرت بينهما مناوشات حتى تدافع الفريقان واضطربوا بالسياط وامتنع الحسين وأصحابه منهم امتناعا قويا[1].
في التنعيم :
ومضى ركب الإمام الحسين ( عليه السّلام ) لا يلوي على شيء ، وفي طريقهم بمنطقة التنعيم[2] صادفوا إبلا قد يمّمت وجهها شطر الشام وهي تحمل الهدايا ليزيد بن معاوية قادمة من اليمن ، فاستأجر من أهلها جمالا لرحله وأصحابه وقال لأصحابها : من أحبّ أن ينطلق معنا إلى العراق وفيناه كراءه وأحسنّا صحبته ، ومن أحبّ أن يفارقنا في بعض الطريق أعطيناه كراءه على ما قطع من الطريق ، فمضى معه قوم وامتنع آخرون[3].
في الصفاح :
وواصل الإمام مسيره حتى وصل الصفاح[4] فالتقى الفرزدق الشاعر فسأله عن خبر الناس خلفه فقال الفرزدق : قلوبهم معك والسيوف مع بني اميّة ، والقضاء ينزل من السماء . فقال أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) : صدقت ، للّه الأمر ، واللّه يفعل ما يشاء ، وكلّ يوم ربّنا هو في شأن ، إن نزل القضاء بما نحبّ فنحمد اللّه على نعمائه وهو المستعان على أداء الشكر ، وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يتعدّ من كان الحقّ نيّته والتقوى سريرته[5].
ثمّ واصل الإمام ( عليه السّلام ) مسيرته بعزم وثبات ، ولم يثنه عن عزيمته قول الفرزدق في تخاذل الناس عنه وتجاوبهم مع الامويّين .
كتاب الإمام ( عليه السّلام ) لأهل الكوفة :
ولمّا وافى الإمام الحسين ( عليه السّلام ) الحاجر من بطن ذي الرّمّة - وهو أحد منازل الحجّ من طريق البادية - كتب كتابا لشيعته من أهل الكوفة يعلمهم بالقدوم إليهم ، ولم يكن ( عليه السّلام ) قد وصله خبر ابن عقيل ، هذا نصّه :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
من الحسين بن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين :
سلام عليكم ، فإنّي أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلّا هو .
أمّا بعد ، فإنّ كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقّنا ، فسألت اللّه أن يحسن لنا الصنيع ، وأن يثيبكم على ذلك أعظم الأجر ، وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجّة يوم التروية ، فإذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا[6] في أمركم وجدّوا ، فإنّي قادم عليكم في أيّامي هذه ، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته[7].
وقد بعث ( عليه السّلام ) الكتاب بيد قيس بن مسهر الصيداوي .
إجراءات الامويّين :
سرى نبأ مسير الإمام ( عليه السّلام ) نحو الكوفة بين الناس فاضطرب الموقف الأموي ، وشعرت السلطات بالخوف والحرج ، وتحدّثت الركبان بأنباء الثائر العظيم ، فتناهى الخبر إلى عبيد اللّه بن زياد ، فأعدّ رجاله وجنده ، ووضع خطّة لقطع الطريق أمام الحسين ( عليه السّلام ) والحيلولة دون وصوله إلى الكوفة ، فبعث مدير شرطته الحصين بن نمير التميمي ، مكلّفا إيّاه بتنفيذ المهمّة ، فاختار الحصين موقعا استراتيجيا يسيطر من خلاله على طريق مرور الإمام ( عليه السّلام ) ، فنزل بالقادسية واتّخذها مقرّا لقيادته .
اعتقال الصيداوي وقتله :
انطلق قيس بن مسهر الصيداوي برسالة الإمام نحو الكوفة ، وحينما وصل القادسية اعتقله الحصين بن نمير ، فبعث به إلى عبيد اللّه بن زياد ، فقال له عبيد اللّه : إصعد فسبّ الكذّاب الحسين بن عليّ ، فصعد قيس فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أيّها الناس ، إنّ هذا الحسين بن عليّ خير خلق اللّه ابن فاطمة بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وأنا رسوله إليكم ، وقد فارقته في الحاجر فأجيبوه ، ثم لعن عبيد اللّه بن زياد وأباه ، واستغفر لعليّ بن أبي طالب وصلّى عليه ، فأمر عبيد اللّه أن يرمى به من فوق القصر ، فرموا به فتقطّع[8].
وروي : أنّه وقع على الأرض مكتوفا فتكسّرت عظامه وبقي به رمق ، فجاء رجل يقال له عبد الملك بن عمير اللخمي فذبحه ، فقيل له في ذلك وعيب عليه ، فقال : أردت أن أريحه .
[1] الإرشاد : 2 / 68 .
[2] التنعيم : موضع بمكة في الحلّ يقع بين مكة وسرف على فرسخين من مكة ، جاء ذلك في معجم البلدان : 2 / 49 .
[3] الإرشاد : 2 / 68
[4] الصفاح : موضع بين حنين وأنصاب الحرم على يسرة الداخل إلى مكة من مشاش . . . جاء ذلك في معجم البلدان : 3 / 412 .
[5] مقتل الحسين للمقرّم : 203 ، البداية والنهاية ، ابن كثير : 8 / 180 ، صفة مخرج الحسين ( عليه السّلام ) إلى العراق .
[6] انكمشوا : بمعنى أسرعوا .
[7] الإرشاد : 2 / 70 ، والبداية والنهاية : 8 / 181 ، وبحار الأنوار : 44 / 369 .
[8] الإرشاد : 2 / 71 ، ومثير الأحزان : 42 ، والبداية والنهاية : 8 / 181 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|