المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الإنسان الخارق Superhuman
8-5-2020
التعريف الفقهي للموظف العام
2024-09-18
معنى كلمة ركد
8-06-2015
خطاب الإمام في الجيش
12-8-2017
سعير بن نعيم من بني بكر بن ربيعة
24-10-2017
فلسفة الشّفاعة
25-09-2014


الاصلاح هدف النهضة الرئيسي  
  
3628   12:22 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص152-154.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2016 3444
التاريخ: 25-3-2016 3452
التاريخ: 22-3-2016 3909
التاريخ: 28-3-2016 3866

نشير إلى بعض الوثائق الحية التي تمثّل درجة اهتمام الإمام الحسين (عليه السَّلام) بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ثورته لكي تتضح إجابة التساؤل الثالث أيضاً.

الف : وصية الإمام الدينية السياسية

كتب الإمام الحسين (عليه السَّلام) قبل أن يترك المدينة وصية إلى أخيه محمد بن الحنفية ذكر خلالها انّه خرج لإصلاح الأُمّة الإسلامية، وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإحياء سيرة جدّه وأبيه، وقد كتب بعد أن بين عقيدته في التوحيد والنبوة والمعاد بهذا النحو: «إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي وأبي، أُريد أن آمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحقّ فاللّه أولى بالحق، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يحكم اللّه بيني و بين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين».

وكما نلاحظ انّ الإمام حصر دوافع ثورته في أربعة أُمور:

أ. اصلاح الأُمّة .

ب. الأمر بالمعروف.

ج. النهي عن المنكر.

د. السير على سيرة جده (صلَّى الله عليه وآله) وأبيه علي (عليه السَّلام) وإحياء سنّتهما.

ب : السكوت الذي لا يغفر

عندما انطلق الإمام الحسين نحو العراق نزل بمكان يسمّى بيضة وخطب بأصحابه وأصحاب الحر خطبة بيّن خلالها دوافع ثورته: «أيّها الناس انّ رسول اللّه (صلَّى الله عليه وآله) قال: من رآى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرام اللّه، ناكثاً لعهد اللّه، مخالفاً لسنّة رسول اللّه، يعمل في عباد اللّه بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقاً على اللّه أن يدخله مدخله، ألا وإنّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطّلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلّوا حرام اللّه وحرّموا حلاله وأنا أحقّ مَنْ غيّر».

ج : تضييع السنّة وإشاعة البدع

أرسل الإمام الحسين (عليه السَّلام) بعد دخوله إلى مكة رسالة إلى رؤساء قبائل البصرة وبعد أن أشار إلى عهد الخلفاء الماضين الذين عزلوا أئمّة الإسلام الحقيقيّين عن القيادة السياسية والذين اختاروا الصمت حفاظاً على وحدة الأُمّة ومصالح الإسلام العليا وكتب فيها: «وقد بعثت برسولي هذا إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيّه (صلَّى الله عليه وآله) ، فإنّ السنّة قد أُميتت، وانّ البدعة قد أُحييت، وأن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته».

د : ألا ترون أنّ الحق لا يعمل به؟

وخطب الحسين (عليه السَّلام) في مسيره إلى العراق بمكان يدعى «ذي حُسُم» بأصحابه وقال: «إنّ هذه الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت وأدبر معروفها، فلم يبقى منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس العيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون الحقّ، لا يعمل به وانّ الباطل لا ينتهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء اللّه محقاً فأنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلاّ برما، انّ الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معائشهم، فإذا محصّوا بالبلاء، قلّ الديانون».




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.