أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-20
762
التاريخ: 2024-11-04
228
التاريخ: 17-10-2021
1901
التاريخ: 2024-10-30
200
|
إن الحالات المزاجية أمور في غاية الغرابة، فمن ناحية عندما تكون حالتك المزاجية مرتفعة وتشعر بالسعادة فإن الحياة ستبدو جيدة أيضاً. سوف تشعر بالأمان وبالحب والاكتفاء وستتجه نحو تذكر كل الجوانب الجيدة في علاقتك لأنك تشعر بالأمان وما زلت تحتفظ بروح الدعابة وتدرك أنه بينما لا توجد علاقة تامة كاملة أو خالية من المشاكل فأنت محظوظ لأن تكون مع إنسان تحبه، فأنت تنظر إلى نقاط قوته أو قوتها على أنها أمور تجلب البهجة وأنها رائعة وترى أن الأخطاء والعيوب التي لا مناص من الوقوع فيها ليست ذات أهمية تذكر. وتعتبر حتى التصرفات الغريبة على أنها دليل أن شريكك، مثلك، شخصية فريدة وعلاوة على ذلك – فأنتما محظوظان لأنكما معاً. وتجد أنه من السهل أن تتوصل إلى التصالح وأن تغفر وتصبح مستعداً لأن تصرف من ذهنك أمور الحياة اليومية بسرعة وبدون أي تفكير زائد، وأنت لا تشعر بأنك تتخذ مواقف دفاعية بل يمكنك أن ترى بوضوح أين تتسبب أنت في وجود مشكلة قائمة، سوف تتذكر الأيام الخوالي السعيدة وتتطلع لغدٍ مشرق.
ومن ناحية أخرى عندما تكون حالتك المزاجية سيئة، سوف تشعر بالنكد وأنك مهتاج ومجهد، فإن حياتك ساعتها ستبدو بصورة مختلفة وقاسية، وخاصة علاقتك، وعلى نحو غير متوقع فأنت تشعر بعدم الرضا كما لو أنك تفقد شيئاً ما، لشيء أكبر بكثير، وبدل أن تدع الأمور تمضي تبدأ في تحليلها وتفكر طوال الوقت في الأمور غير الصحيحة في علاقتك وتفقد إحساسك بالامتنان، وحقيقة أنت تصبح صعب الإرضاء وتتعامل مع شريكك كأمر مسلم به، وتفقد قدرتك على أن تقدم مشاركاتك في أي تواصل أو في أي مشكلة تمر بها لأن كل الأمور تُظهر أن الخطأ بصورة واضحة وبأسلوب مبالغ فيه، وبدلاً من أن تتمكن من التوصل لتسويات تتخذ مواقف دفاعية وتذكر الأيام التعيسة وسوف يبدو لك المستقبل كئيباً.
عندما تتوقف وتعيد التفكير تجد أن الحالة المزاجية هي أمور عجيبة. وعلى كل فإنها نفس الحياة، نفس الفرد الذي له ذات التاريخ، نفس الشخصية، نقاط الضعف، ونقاط القوة يبدو الفرد كما هو وله نفس الصفات الغريبة، نفس العادات والصوت إلا أنه بالرغم من أن الأشياء، ستبدو متطابقة بصورة أساسية من لحظة لأخرى فإن ذهنك – مثل الخداع البصري – له القدرة على تغيير وجهة نظرك ورؤيتك للأمور لدرجة تجعلك مقتنعاً أن الأمور تختلف عما هي عليه بالفعل، لكن بينما يقوم الخداع البصري بخداع بصرك فقط فإن الحالة المزاجية تخدع قدرتك في الحكم على الأمور، ووجهة نظرك، ومشاعر الحب وحتى ذاكرتك.
لكن هناك أمل! فبالرغم من قوتها الظاهرة فإن تأثير الحالة المزاجية على علاقتك يمكن أن يتم تقليله، وكل ما تحتاج إليه هو أن تتفهم خداع الحالة المزاجية، بالإضافة الى الرغبة في إحداث بعض التغييرات المحددة لمزاجك ولمزاج شريكك عند تلك الخداعات. بمعنى آخر فإن حالاتك المزاجية سوف تستمر في أن ترتفع وتهبط كعاداتها دائماً ولكن يمكنك تعلم الاستجابة لهم بصورة مختلفة تماماً بدلاً من التصرف حيالها بأسلوب رد الفعل الانفعالي بسبب التعود – وهذا يعني أن تصبح عدوانياً، سريع الانفعال شديد الغيرة، صعب الإرضاء أو منفعلاً بصورة أو بأخرى – يمكنك أن تقول لنفسك (أنا على وعي أنني في حالة مزاجية منخفضة وأنا لا أرى الأمور كما هي عليه في حقيقتها في هذه اللحظة). خذ خطوة للوراء وافسح المجال لحقيقة أنك في حالة ذهنية سلبية، ولا تضع كل الثقة في ردود أفعالك. بدل أن تفكر هكذا إن علاقتي ليس لها مستقبل فقل لنفسك (بالطبع أنا أفترض الأسوأ – كما هي عادتي – عندما أمر بمثل هذا الشعور) أو بدل أن تفكر (إن شريكي هو أسوأ مستمع في العالم) تذكر أنك تشعر أنه لا يوجد أحد يصغي إليك عندما تكون في حالة ذهنية سلبية.
إن وعيك للطبيعة الخادعة للحالات المزاجية المنخفضة يمكنها أن تقلل قدراً كبيراً من الشعور بالإحباط وسوف تمنعك بدون شك بعيداً عن أن تفسد كل الأمور بصورة غير متناسبة مع الموقف. إن التعاطف سيحل محل الانفعالية، وعندما يقوم شريكك بالرد عليك بحدة على سبيل المثال فلا تأخذها على محمل شخصي وأن تفكر بهذه الطريقة (أنه دائماً ما يقوم بعمل هذا) سوف تتذكر أن الجميع يردون بحدة أو ينفعلون بطريقة أقل وداً بين الفينة والأخرى خاصة عندما يشعرون بالإستياء.
إن تفهم الحالات المزاجية ليس وصفة لقبول التصرفات السيئة أو من أجل التظاهر بأن الأمور أفضل مما هي عليه في حقيقتها، إلا أنها وسيلة مفيدة تساعدك على الابتعاد عن الاهتمام بصغائر الأمور والاحتفاظ بوجهة نظر الجميع – بما فيهم أنت – سيقومون بعمل أو قول شيء عندما يكونون في حالة مزاجية منخفضة ما كانت تطرأ على ذهنهم أبداً في حال تمتعهم بحالة مزاجية عالية – تذكر أنك تعاني من حالة مزاجية منخفضة وتشعر بالاستياء تجاه شيئا ما، فإن هذا الأمر أياً ما يكون سوف يظل متواجداً عندما ترتفع حالتك المزاجية، وعليه لو أنك تركت الأمور تمر وأخذت قراراً بأن تعتبرها ذات أهمية قليلة – على الأقل في هذه اللحظة – فسوف تغدو محصناً بصورة أكبر للآثار السلبية لحالاتك المزاجية (أو للحالات المزاجية لدى شريكك) إن السر هو أن تنتظر، وأن تفهم أن رؤيتك للأمور تؤثر فيها حالتك المزاجية، وبدل أن تحلل حياتك في تلك اللحظات كن ممتناً فقريباً ستشعر بالتحسن مرة أخرى.
وعندما تشعر بالتحسن وتشعر بمزيد من الأمان والحب وحالتك المزاجية سليمة خذ حريتك في مناقشة أمورك، وشارك ما تحمله من مشاعر عدم الرضا وفكر في مشاكلك، ستجد أنه في أغلب الحالات أن سبب إحساسك بالضيق قد اختفى غالباً أو على الأقل يبدو غير ذي أهمية تذكر. وفي الحالات التي تشعر بها أنك ما زلت متضايقاً سوف تتمتع بحكمة أكثر وفهم عام. لهذا امضِ قدما وقاتل، لكن انتظر حتى تكون الحالة المزاجية ملائمة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|