المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

[آثار التوبة]
9-12-2017
تاريخ فن صناعة التماثيل منذ أقدم العصور إلى نهاية الدولة القديمة في مصر.
2023-07-27
قصة شاب نوّر الله قلبه
17-5-2022
تحديد الموقع اعتمادا على الإحداثيات
24-10-2017
Claisen Condensation
22-11-2019
طرق الفولتامتري النزعي (Stripping Analysis)
2024-02-11


أدوات التشبيه  
  
10226   05:14 مساءاً   التاريخ: 26-03-2015
المؤلف : أحمد الهاشمي
الكتاب أو المصدر : جواهر البلاغة
الجزء والصفحة : ص236-237
القسم : الأدب الــعربــي / البلاغة / البيان /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2022 3734
التاريخ: 15-2-2022 2875
التاريخ: 25-03-2015 3163
التاريخ: 26-03-2015 9715

أدوات التشبيه (1)- هي ألفاظ تدلّ على المماثلة، كالكاف، وكأنَّ ومثل، وشبه، وغيرها، مما يؤدي معنى التشبيه: كيحكى، ويُضاهي ويضارع، ويماثل، ويساوى، ويشابه، وكذا أسماء فاعلها، فأدوات التشبيه بعضها: اسم، وبعضها فعلٌ، وبعضها حرف وهي إما ملفوظة، وإما ملحوظة، نحو فاروق كالبدر، وأخلاقه في الرقة النسيم ونحو: اندفع الجيش اندفاع السيل، أي كاندفاعه، والأصل في الكاف، ومثل، وشبه، من الأسماء المضافة لما بعدها ان يليها المشبه به لفظاً (2) أو تقديراً.

والأصل في كأنّ، وشابه، وماثل، وما يُرادفها، أن يليها المُشبه، كقوله:
كأن الثريا راحةٌ تشبر الدجى لتنظر طال الليل أم قد تعرضا
وكأن - تفيد التشبيه: إذا كان خبرها جامداً، نحو: كأن البحر مرآة صافية.
وقد تفيد الشك: إذا كان خبرها مشتقاً، نحو: كأنّك فاهم - وكقوله:
كأنَّك من كل النفوس مركَّبٌ فأنتَ إلى كل النفوس حبيب
وقد يغنى عن أداة التشبيه «فعلٌ» يدلُ على حال التشبيه، ولا يعتبر أداة.
فان كان (الفعل لليقين) - أفاد قرب المشابهة، لما في فعل اليقين من الدلالة على تيقن الاتحاد وتحققه، وهذا يُفيد التشبيه مبالغة - نحو:
(فلما رأوهُ عارضاً مستقبل أو ديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا) ونحو: رأيت الدنيا سراباً غراراً، وإن كان (الفعل للشّك) أفاد بعدها: لما في فعل الرّجحان من الإشعار بعدم التحقق، وهذا يفيد التّشبيه ضعفاً - نحو: (وإذا رايتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً) وكقوله:
قوم إذا لبسوا الدروع حسبتها سحباً مزرَّدةً على أقمار
_________
(1) (التشبيه) يفيد التفاوت، وأما (التشابه) فيفيد التساوي بلفظ تشابه، وتماثل وتشاكل، وتساوى، وتضارع، وكذا بقولك: كلاهما سواء - لا بما كان له فاعل ومفعول به: مثل شابه، وساوى، فان في هذا الحاق الناقص بالزائد.
(2) وقد يليها غير المشبه به إذا كان التشبيه مركبا - أي هيئة منتزعة من متعدد وذكر بعد الكفاف بعض ما تنتزع منه تلك الهيئة كقوله تعالى (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح) فان المراد تشبيه حال الدنيا في حسن نضارتها وبهجة روائها في المبدأ، وذهاب حسنها وتلاشي رونقها شيئاً فشيئاً في الغاية، بحال النبات الذي يحسن من الماء، فتزهو خضرته، ثم يبس شيئاً فشيئاً، ثم يتحكم فتطيره الرياح، فيصير كأن لم يكن شيئاً مذكوراً، بجامع الهيئة الحاصلة في كل من حسن واعجاب ومنفعة، يعقبها التلف والعدم.

 ونحو: قوله تعالى (حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون)

ونحو: قوله تعالى (وله الجوار المُنشآت في البحر كالأعلام) وكقول الشاعر:
والوجه مثل الصبح مبيض والفرع مثل الليل مُسودّ
ضدّان لما استجمعا حسنا والضدّ يظهر حسنه الضِّد.

 

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.