المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6667 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



شكوى مالك بن نويرة وقبيلته  
  
2748   12:56 صباحاً   التاريخ: 10-12-2019
المؤلف : علي الخليلي
الكتاب أو المصدر : أبو بكر بن أبي قحافة
الجزء والصفحة : ص 427- 446
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الخلفاء الاربعة / ابو بكر بن ابي قحافة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-7-2020 3954
التاريخ: 30-11-2019 2698
التاريخ: 15-11-2016 1732
التاريخ: 30-11-2019 1487

شكوى مالك بن نويرة وقبيلته

سهم أصاب وراميه بذي سلم *** من في العراق لقد أبعدت مرماك

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

لقد ثبت أن مالك بن نويرة وافراد قبيلته كانوا مسلمين يقيمون الصلاة ويؤدون الزكاة ، ويقيمون حدود الله حسب كتاب الله وسنة رسوله ، وثبت أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ائتمنه في الجباية وجمع المال ، وقربه إليه كما سيأتي ذكر ذلك ، ولم يكن هناك سوى أمر واحد هو العلم السائد بين قبائل العرب والذي عم الجزيرة العربية على الخصوص بعد غدير خم ، ذلك اليوم المشهود الذي أعلن فيه رسول الله قبيل وفاته بشهرين أنه دعي ويجيب ، وأقام عليا بعده خليفة (1) واماما ووصيا كما امر الله في آية التبليغ : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) فأخذ بيد علي وصعد على أقتاب الإبل حتى بان بياض إبطيهما وقال ما قال كما مر ، واستشهدهم من هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ فقالوا : الله ورسوله ، وبعد خطبته المعروفة قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله " . وبعدها أقام له خيمة خاصة وطلب من القوم رجالا ونساء أن يهنئوه بولايته وإمامته ، وممن هنأه أبو بكر وعمر ، كما طلب من الحفل العظيم أن يبلغ الحاضر منهم الغائب وهكذا كان . لذا ترى المسلمين بعد انتشارهم وبث ما وقع ثبت لديهم أن الخليفة بعد رسول الله إنما هو علي وعترته من بعده كما سمعوا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حديث الثقلين : " اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا " . وإذا بهم بعد هذا تنتشر الأخبار بحادثة السقيفة وانتخاب أبي بكر خليفة ، ذلك الذي لم تكن له في حياة رسول الله أية سابقة تذكر من هذا الوجه ، ولم يكن له فضل على بقية الصحابة من المهاجرين والأنصار ، ولم تكن له ميزة تؤهله لتسنم هذا المنصب الذي قد أيقنوا أنه أسند إلى ابن عمه وزوج بضعته وأبي عترته ، صاحب الفضائل والكرامات عند الله وعند رسوله ، ولم يكن ابن نويرة بالبعيد عن هذه الحوادث أو الذي يجهلها وهو سيد من سادات العرب الذي وثق به رسول الله وقربه وأتمنه على الأموال ، وهو بعد ذلك سيد من سادات قومه وهذا ما دعاه كما دعا غيره للتأمل والحيطة فيمن قد خلف رسول الله ، ومن هو الذي ستقر له العرب بهذه الإمامة ، ولم يكن مالك بن نويرة - الذي خالجه هذا الفكر وانتظر - ليعرف إلى من تحمل الأموال والزكاة ، وهذه لم ترق للهيئة والحزب الذي سيطر على الحكم بتلك الكيفية التي ذكرها في الفتنة الكبرى ( السقيفة ) فهم الذين اغتصبوا أكبر مسند في العالم من صاحبه ، وجاؤوا لإحراق بيته وفيه بضعة الرسول وعترته ، وفيه علي أخو رسول الله وخليفته الذي نص عليه ووصيه وقائد الغر المحجلين ، وأضرموا النار وعصروا الزهراء الطاهرة بين الحائط والباب حتى أسقطت محسنا ، وأخذوا عليا حاسر الرأس حافي القدمين قهرا وهو يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله ، وكادوا أن يقتلوه لولا الزهراء التي جاءت بثلة من نساء القوم وأنقذته من القتل . هذا مالك يأبى دفع الزكاة إلى الحزب المجتري على صاحب الخلافة الحقة ، وهؤلاء اليوم بيدهم الحل والعقد بعد أن رأوا عليا صابرا محتسبا لم يجرد في وجوههم السيف ولم يقاتلهم وهم يعلمون أن علة سكوته هي أنه لا يريد ذلك إلا حرصا منه على بيضة الاسلام من التضعضع في هذا الوقت العصيب الدقيق وعلمهم بوصية رسول الله له بعدم المقاتلة واستعمال القوة وقد أخبره بقيام هذه الفتنة . فإذا كان فعلهم ذلك مع علي وفاطمة والحسن والحسين فماذا ترجو ان يقابلوا به مالكا ، ولم يخف عليهم الامر بحقيقته بان في مثل هذا الموارد لا يسمح لهم سوى استمرار القوة وعدم السماح للأقوال والاعتراض وإلا فشا ضعفهم وأشهر كيدهم وحقدهم ومطامعهم متمثلين قول

الشاعر :

اضرب حديدا حاميا *** لا خير فيه إن برد

وهكذا تراهم يولون الأمر لبث الأمر إلى أقسى أفرادهم وأنصارهم قسرا من أمثال خالد بن الوليد وضرار بن الأزور زميل خالد بن الوليد فيقوم كل واحد منهما بفجائع تقشعر منها جلود من لهم ذرة من الدين والوجدان ، وقاما بأعمال ضد المسلمين العزل مما تشمئز النفوس ويأباه ذوو العقول .

وأي شئ في الدنيا تجزع منه النفوس . وتدمى منه القلوب ؟ هل هناك طامة أعظم من التعرض للاعراض ، ورزية أهول من القتل ، وفادحة أفدح من النهب والسلب ، وكارثة أشر من السبي ، ومصيبة أفدح من البهتان بعد كل ذلك ؟ فكيف إذا اجتمعت جميعها في مسلمين ومؤمنين بالله يقتلون وينهبون ويسبون وتهتك أعراضهم وتيتم أطفالهم ويعتدى على أعراضهم وتشتت أفرادهم ؟ ! وأخرى أشد وأفجع يحرقون أحياء وهم مسلمون . وها أني أسوق بعض ما جرى على أثر الفتنة الكبرى بعد السقيفة بأمر أبي بكر وبعلمه واصراره وبصورة مكررة تخالف الشرع من كتاب الله وسنة نبيه ، والوجدان والعدالة الانسانية ، وسوف نسوق نبذا منها وبعدها نضعها على طاولة الشرح وترى فيها الجاني من الآمر والمأمور والمعتدي والمعتدى عليه ودرجة هذه الجناية .

أخرج الطبري أن أبا بكر قال في عهده إلى جيوشه أن إذا غشيتم دارا من دور الناس فسمعتم فيها أذانا للصلاة فأمسكوا عن أهلها حتى تسألوهم : ما الذي نقموا ؟ وإن لم تسمعوا أذانا فشنوا الغارة واقتلوا وأحرقوا . . . وكان ممن شهد لمالك بالاسلام أبو قتادة الحارث بن ربعي ، وقد كان عاهد الله أن لا يشهد مع خالد بن الوليد حربا أبدا بعدها ، وكان يحدث أنه لما غشوا القوم راعوهم تحت جنح الليل فاخذ القوم السلاح . قال : فقلنا إنا المسلمون فقالوا ونحن المسلمون . قلنا : فما بال السلاح معكم ؟ قالوا لنا : فما بال السلاح معكم ؟ قلنا : فان كنتم كما تقولون ، فضعوا السلاح . قال : فوضعوه . ثم صلينا وصلوا وكان خالد يعتذر في قتله . أنه قال وهو يراجعه ما إخال صاحبكم إلا وقد كان يقول كذا وكذا . قال : أو ما تعده لك صاحبا ؟ ! ثم قدمه فضرب عنقه وأعناق أصحابه .

فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر وقال : " عدو الله عدا على امرئ مسلم فقتله ثم نزا على امرأته " وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد معتجرا بعمامة له قد غرز في عمامته أسهما فلما أن دخل المسجد قام اليه عمر وانتزع الأسهم عن رأسه فحطمها ثم قال : ارئاء ؟ ! قتلت امرأ مسلما ثم نزوت على امرأته . والله لأرجمنك بأحجارك وخالد بن الوليد لا يكلمه ولا يظن إلا أن رأي أبي بكر على مثل رأي عمر فيه ، حتى دخل على أبي بكر ، فلما أن دخل عليه أخبره الخبر واعتذر إليه فعذره أبو بكر وصفح عنه ما كان في حربه تلك . قال : فخرج خالد حين رضي عنه أبو بكر ، وعمر جالس في المسجد فقال خالد : هلم إلي يا ابن أم شملة . قال فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه ، فلم يكلمه ودخل بيته .

وقال سويد : كان مالك بن نويرة من أكثر الناس شعرا وإن أهل العسكر أثفوا برؤوسهم القدور فما منهم رأس إلا ووصلت النار إلى بشرته ما خلا مالكا فان القدر نضجت وما نضج رأسه من كثرة شعره ، وقى الشعر البشرة حرها أن يبلغ منها ذلك . وقال ابن شهاب : " إن مالك بن نويرة كان كثير شعر الرأس فلما قتل أمر خالد برأسه فنصب أثفية لقدر فنضج ما فيها قبل أن تخلص النار إلى شؤون رأسه " .

وجاء في تاريخ أبي الفداء كان عبد الله بن عمر وأبو قتادة الأنصاري حاضرين مع خالد في حملته ، فكلما خالدا في أمره فكره كلامهما ، فقال مالك : يا خالد ! ابعثنا إلى أبي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا ، فقال خالد : لا أقالني الله إن أقلتك ، وتقدم إلى ضرار بن الأزور بضرب عنقه .

فقال عمر لأبي بكر : ان سيف خالد فيه رهق ، وأكثر عليه في ذلك ، فقال : يا عمر ! تأول فأخطأ فارفع لسانك عن خالد فاني لا أشيم سيفا سله الله على الكافرين . . .

وفي الطبري: وقال عروة: قدم أخو مالك متمم بن نويرة ينشد أبا بكر دمه ويطلب إليه في سبيهم، فكتب له برد السبي، وألح عليه عمر في خالد أن يعزله وقال: إن في سيفه رهقا، فقال: لا يا عمر! لم أكن لأشيم سيفا سله الله على الكافرين.

وروى ثابت ان خالدا رأى امرأة مالك وكانت فائقة في الجمال فقال مالك بعد ذلك لامرأته قتلتني . يعني سأقتل من أجلك . أخرجه الطبري 3 ص 241 وابن الأثير في تاريخه 3 ص 149 ، وأسد الغابة 4 ص 295 ، وابن عساكر في تاريخه 5 ص 105 - 112 ، وخزانة الأدب 1 ص 237 ، وفي تاريخ ابن كثير 6 ص 221 ، وتاريخ الخميس 2 ص 233 ، والإصابة 1 ص 414 وج 3 ص 357 .

وقال الزمخشري وابن الأثير وأبو الفداء الزبيدي : ان مالك بن نويرة رضي الله عنه قال لامرأته يوم قتله خالد بن الوليد : أقتلتني ، أي عرضتني بحسن وجهك للقتل لوجوب الدفع عنك ، وكان جميلة حسناء فدخل بها خالد بعد قتله مالكا فأنكر ذلك عبد الله بن عمر وقيل فيه :

أفي الحق أنا لم تجف دماؤنا *** وهذا عروسا باليمامة خالد

أخرج الأخير الفائق 2 ص 154 ، والنهاية 3 ص 257 ، وتاريخ أبي الفداء ص 158 ، وتاريخ الخميس 8 ص 75 .

وفي تاريخ ابن شحنة بهامش الكامل 7 ص 165 : أمر خالد ضرارا بضرب عنق مالك فالتفت إلى زوجته وقال لخالد : هذه التي قتلتني ، وكانت في غاية الجمال وفي ذلك يقول أبو نمير السعدي :

ألا قل لحي أوطئوا بالسنابك *** تطاول هذا الليل من بعد مالك

قضى خالد بغيا عليه لعرسه *** وكان له فيها هوى قبل ذلك

فأمضى هواه خالد غير عاطف *** عنان الهوى عنها ولا متمالك

وأصبح ذا أهل وأصبح مالك *** إلى غير أهل هالكا في الهوالك (2)

فلما بلغ ذلك أبا بكر وعمر قال عمر لأبي بكر : ان خالدا قد زنى فأجلده .

قال أبو بكر : لا . لأنه تأول فأخطأ . قال : فإنه قتل مسلما فاقتله . قال : لا . إنه تأول فأخطأ . ثم قال : يا عمر ! ما كنت لأغمد سيفا سله الله عليهم ورثى مالكا أخوه متمم بقصائد عديدة وهذا التفصيل ذكره أبو الفداء أيضا في تاريخه 1 ص 158 ، لذا جاء في المعنى في تاريخ الخميس 2 ص 234 ، كما جاء نفس المعنى في شرح المواقف وأضاف قول عمر لخالد " لئن وليت الأمر لأقيدنك به " .

وفي تاريخ ابن عساكر 5 / 112 قال عمر : اني ما عتبت على خالد إلا في تقدمه وما كان يصنع في المال ، وكان خالد إذا صار إليه شئ قسمه في أهل الغنى ولم يرفع إلى أبي بكر حسابه ، وكان فيه تقدم على أبي بكر ، يفعل الأشياء التي لا يراها أبو بكر ، وأقدم على مثل مالك بن نويرة ونكح امرأته ، وصالح أهل اليمامة ونكح ابنة مجاعة بن مرارة ، فكره ذلك أبو بكر وعرض الدية على متمم بن نويرة وأمر خالدا بطلاق امرأة مالك ولم ير أن يعزله . وكان عمر ينكر هذا أو شبهه في خالد ، ومن أعمال خالد ما جاء في الاستيعاب 1 / 153 وهو في صحيح الأثر على حد قول أبي عمر .

قال حدثني أصحابنا من أهل العلم من بني جذيمة قال ابن إسحاق : بعث رسول الله فيما حول مكة السرايا تدعو إلى الله عز وجل ولم يأمرهم بقتال وكان ممن بعث خالد بن الوليد وأمره ان يسير بأسفل تهامة داعيا ولم يبعثه مقاتلا ، ومعه قبائل من العرب فوطئوا بني جذيمة بن عامر فلما رآه القوم أخذوا السلاح فقال خالد ضعوا السلاح فان الناس قد أسلموا . قال ، حدثني بعض أصحابنا من أهل العلم من بني جذيمة قال : لما أمرنا خالد أن نضع السلاح قال رجل منا يقال له حجدم ( في الإصابة جحدم في 1 ص 227 ، وجذيم بن الحارث في 1 ص 218 والصحيح هو الأول ) : ويلكم يا بني جذيمة ! انه خالد ، والله ما بعد وضع السلاح إلا الأسار ، وما بعد الأسار إلا ضرب الأعناق ، والله لا أضع سلاحي أبدا . قال : فأخذه رجال من قومه فقالوا : يا حجدم أتريد أن تسفك دماءنا ؟ إن الناس قد أسلموا ووضعوا السلاح ووضعت الحرب أوزارها وأمن الناس فلم يزالوا به حتى نزعوا سلاحه ووضع القوم السلاح لقول خالد ، فلما وضعوا السلاح أمر بهم خالد عند ذلك فكتفوا ثم عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم ، فلما انتهى الخبر إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رفع يديه إلى السماء ثم قال : " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد " .

قال ابن هشام : قال ابن إسحاق : ثم دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ، فقال : يا علي أخرج إلى هؤلاء القوم فانظر في أمرهم ، واجعل أمر الجاهلية تحت قدميك ، فخرج علي حتى جاءهم ومعه مال قد بعث به رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فودى لهم الدماء وما أصيب لهم من الأموال حتى أنه ليدي لهم ميلغة الكلب ( الميلغة خشبة تحفر ليلغ فيها الكلب ) وإذ لم يبق شئ من دم ولا مال إلا وداه وبقيت معه بقية من المال ، قال لهم علي رضوان الله عليه حين فرغ منهم : هل بقي لكم بقية من دم أو مال لم يؤد لكم ؟ قالوا : " لا " . قال : فإني أعطيكم هذه البقية من هذا المال احتياطا لرسول الله مما لا يعلم ولا تعلمون ، ففعل ثم رجع إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فأخبره الخبر . فقال : أصبت وأحسنت . قال : ثم قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاستقبل القبلة فاتحا شاهرا يديه حتى أنه ليرى ما تحت منكبيه يقول : " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد " . قالها ثلاث مرات . ودفاعا عن خالد وضعوا له ما يلي : ومما ذكر عن مالك وبني يربوع وفعل خالد فيهم انه كان مع خالد عبد الله بن عمر وأبو قتادة وكانا شهدا أنهم أذنوا وأقاموا وصلوا ، فلما اختلفوا فيهم أمر بهم خالد فحبسوا في ليلة باردة لا يقوم لها شئ وجعلت تزداد بردا فامر خالد مناديا فنادى : أدفئوا أسراكم . وكانت في لغة كنانة : القتل ، فظن القوم انه أراد القتل ولم يرد إلا الدف ء فقتلوهم ، فقتل ضرار بن الأزور مالكا وسمع خالد الداعية فخرج وقد فرغوا منهم فقال : إذا أراد الله أمرا أصابه ، وتزوج خالد أم تميم امرأة مالك ، فقال أبو قتادة " هذا عملك " ؟ فزبره خالد فغضب ومضى ، وفي تاريخ أبي الفداء ، كان عبد الله بن عمر وأبو قتادة الأنصاري حاضرين فكلما خالدا في أمره فكره كلامهما . فقال مالك : يا خالد ! ابعثنا إلى أبي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا . فقال خالد : " لا أقالني الله إن أقلتك ، ويتقدم إلى ضرار بن الأزور بضرب عنقه " .

شهادة أبي بكر على خالد

وإذا ما راجعت تاريخ الطبري 3 ص 254 وتاريخ الخميس 3 ص 343 ظهرت لك حقيقة حاول كثير من الجناة المفرطين اخفاءها ، وهي كتاب أبي بكر إلى خالد وفيه قوله : " لعمري يا ابن أم خالد : انك لفارغ تنكح النساء وبفناء بيتك دم ألف ومئتي رجل من المسلمين لم يجف بعد " كتب إليه لما قال خالد لمجاعة : زوجني ابنتك ، فقال له مجاعة : مهلا ! إنك قاطع ظهري وظهرك معي عند صاحبك قال : أيها الرجل زوجني فزوجه ، فبلغ ذلك أبا بكر فكتب إليه كتابا فلما نظر خالد في الكتاب جعل يقول : " هذا عمل الأعيسر " يعني عمر بن الخطاب .

وقبل ان أحاكم : القوم على فعلهم ، أقدم للقارئ الكريم المناقشة والمحاكمة على هذه وهي احدى الكوارث بل هي إحدى ألوف الكوارث والمظالم التي جرت وضاعت على يد الغاصبين . أولئك الذين أسسوا الظلم والجور خلافا لحكم الله ورسوله فاني أقدم من كلام الله من أوامره ونواهيه في مثل هذه الموارد من الآيات الكريمة ومن سننه نبذا .

فقد جاء في القتل في سورة المائدة الآية 32 ( ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ) ، وفي سورة النساء الآية 93 قال تعالى : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) .

وقال تعالى في كتابه الكريم ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق . . . ) .

وقد قلت إن مالكا مسلم مؤمن عاشر النبي الأعظم وأحسن صحبته واستعمله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على صدقات قومه ، وقد عد من أشراف الجاهلية والإسلام ومن أرداف الملوك . فقد أقام الصلاة وآتى الزكاة وصدق رسول الله وأطاعه وأذن وأقام الصلاة هو وقومه وأعلنوا اسلامهم ، وشهد على ذلك كما مر عبد الله بن عمر وأبو قتادة ، وهما اللذان منعا خالدا ، كما ثبت ذلك عند عمر وأبي بكر أنه مسلم قتل مظلوما وكيدا وعمدا تجد ذلك في فحوى المحاورات وأحاديث عمر وأجوبة أبي بكر وخالد نفسه . وبعد ذلك القتل الفظيع الذي يؤكد قصد خالد بأنه نزا على امرأته في الليلة نفسها وذلك لا يجوز حتى لو كان ارتد إذ لا بد من إلزام العدة فعمله هذا مضافا للقتل زنا وبهتان وقد قال الله سبحانه وتعالى : ( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) سورة 17 الآية 32 .

وقال عز من قائل : ( ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهان ) ( سورة الفرقان الآية 68 - 69 ) وقوله تعالى في السورة 7 الأعراف الآية 33 فيما يخص البغي : ( قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق ) .

لهذا نرى أن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب طلب حد خالد من أبي بكر بالزنا طبقا للآية الكريمة ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة . . . ) السورة 24 النور ، الآية 2 كما طلب فيه القصاص بالقتل بعد عزله من منصبه . وقد تعدى وتجاوز القتل إلى إحراق الرؤوس وسبي النساء والأطفال قال الله تعالى : ( الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا ) سورة الأحزاب الآية 58 . وكيف جاز له ارتكاب تلك

الجرائم وقد أذنوا وصلوا ووضعوا السلاح وأسلموا وقد قال الله عز وجل ( ولا تقولوا لمن القى إليكم السلام لست مؤمنا ) . وقال سبحانه : ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) السورة 26 الآية 227 ، وهل هناك ظلم وبغي وأذى أفضح مما قاموا به ؟ ، ماذا يجيب خالد على كل هذه الأسئلة وحسبه أنه يقول إنهم كفروا ولكنهم ألم يؤذنوا ويصلوا وآمنوا وقالوا إننا مسلمون . على أنهم باعتراف الجميع وأخص منهم عمر وأبا بكر أنهم لم يرتدوا ولكن لنفرض أنهم ارتدوا وعادوا وإني لأذكر الآيتين التاليتين وترى أين فرض الله عليهم القتل والإحراق والسبي والتعرض لأعراضهم ( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم . . . ) ( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فان الله غفور رحيم ) السورة الثالثة ، الآيتان 86 و 89 وقوله تعالى ( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) السورة 4 الآية 110 .

ألم يحذر الله المسلمين ألا يعملوا شيئا قبل أن يتحققوا من حقيقة الأمر وذلك في جميع الأمور والتعرضات فكيف في أشدها. قال الله عز وجل: ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) الآية 6 من السورة 49 .

فويل لمن اجترح الآثام والكبائر ثم رمى عن نفسه تلك تخلصا فقد جاء بإثم عظيم قال تعالى ( ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ) السورة 4 والآية 112 . كيف يستطيع الأفراد الذين أمروا بعمل المنكر ومن عمله ومن رضي به ومن أباحه ومن هيأه وأعان عليه شركاء الاثم والجناية كلهم . إن استطاعوا أن يتخلصوا به أمام الناس كيف بهم يوم الحساب ، ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ) الآية 24 من السورة 24 ولا شك وأن الناس على دين ملوكهم وكما جاء في الآية الكريمة : ( وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ) الآية 19 من السورة 45 .

فترى القوم بين غاصب مسند الخلافة ظلما ويقيم سلطته فرضا وظلما ، ويسند أوامره إلى من يطيعه ويعينه على هذا التعدي قسرا وظلما ، ويفتك بالأحرار ويكيل لهم البهتان بالردة والخروج عن الدين وعمل المنكرات ظلما وكذبا وجورا فيقتلهم ويتعرض لأعراضهم وأموالهم وأنفسهم عدوانا ، فهو ومن أرسله وأمره وأعانه وأباح له ذلك وامتدحه بعد معرفة كل ذلك شركاء في الإثم والخيانة والفسق . ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) ( الآية 50 من السورة 28 ) وقد قال الله سبحانه وتعالى ( والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور ) . الآية 10 من السورة 35 فترى القوم من غصب إلى قتل إلى إحراق إلى سبي إلى هتك واعتداء على أعراض المسلمين ثم كيلهم البهتان والكذب لهم ووصمهم بالكفر والفسق والفجور . ( أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون ) ( الآية 45 من السورة 16 ) . وبالتالي ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ) و ( . . . الفاسقون ) و ( الكافرون ) ( في ثلاث آيات ) ويلهم من غاصبين آمرين بالمنكر فاتكين بالمسلمين زورا وبهتانا وظلما وعدوانا ، ويل لمن أجاز لهم كل هذه الأعمال ، وويل لمن أمرهم وبعدها شجعهم وأثنى عليهم فأعاد الكرة بعد الكرة على المسلمين المؤمنين قتلا واحراقا ، وقد وعى الآيات القرآنية . هاك ما قاله رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " لا يحل دم رجل يشهد أن لا إله إلا الله واني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : النفس بالنفس ، والثيب الزاني ، والتارك لدينه المفارق للجماعة " .

صحيح البخاري 10 ص 63 ، كتاب المحاربين ، باب قول الله تعالى : النفس بالنفس ، وصحيح مسلم 2 ص 37 ، والديات لابن أبي عاصم الضحاك ص 10 ، وسنن أبي داود 2 ص 219 ، وسنن ابن ماجة 2 ص 110 ومصباح السنة 2 ص 50 ، ومشكاة المصابيح ص 291 ، وقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : رجل كفر بعد اسلامه ، أو زنى بعد احصانه ، أو قتل نفسا بغير نفس " . جاء في الديات لابن أبي عاصم الضحاك ص 9 ، وسنن ابن ماجة 2 ص 110 ، وسنن البيهقي 8 ص 89 ، وقوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها منعوا مني دماءهم وأموالهم ، وحسابهم على الله " صحيح مسلم 1 ص 30 ، والديات لابن أبي عاصم الضحاك ص 17 و 18 ، وسنن ابن ماجة 2 ص 457 ، وخصائص النسائي ص 7 ، وسنن البيهقي 8 ص 19 و 196 .

فمن أين جاءوا بهذه الشريعة الفظيعة أن من توقف عن امتناع الزكاة حكم عليه بأشد العقوبات المفروضة على الكفرة الفجرة الذين حاربوا الله ورسوله وسعوا فسادا في الأرض من قتل واحراق ودعارة وسبي وهتك وأسر ، بل وأشد من ذلك الإحراق وهتك الاعراض والاعتداء الفظيع على النواميس ، من أمر بذلك ؟ وكيف حق له ذلك ؟ ومن باشر ؟ من هو المقصر الحقيقي ومن هو الجاني ؟ بعد أن ثبت أن كل ذلك جزءا وكلا مخالف للشريعة الاسلامية وتعد على حدود الله في كتابه الكريم كما مر في الآيات والسور وتعد على سنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كما ذكرنا ذلك أعلاه ، ونحن نعلم أن الشريعة الاسلامية هي أسهل وأرأف وأعمق وأحكم الشرائع السماوية وغير السماوية وقد راعت حقوق الفرد والجماعة كما جاء في الكتاب والسنة . في قوله تعالى : ( وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ) السورة 8 ، الآية 61 ، وقوله تعالى : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون ) ( الانعام الآية 160 ) .

فترى في الآية الأولى كيف أوصى الله بالسلم والابتعاد عن الحرب رفقا ورحمة منه ، وفي الآية الثانية كيف عرف البر والاحسان فأعطى من جاء بالحسنة عشرة أمثالها . وقد امتدح الله نبيه بالرفق والتساهل والرحمة حيث قال تعالى : ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) الآية 159 من السورة 3 ، ولا ننسى كيف غضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على خالد حينما قتل جماعة دون مشورته وتبرأ إلى الله من فعله مرارا ، وانظر كيف يبشر الله الذين يدرؤون بالحسنة السيئة بمضاعفة الحسنة بقوله عز وجل : ( أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرؤون بالحسنة السيئة ) سورة الرعد الآية 22 ، وقوله تعالى ( ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ) الآية 219 من السورة 2 ، فكيف بمن يسعى فسادا في الأرض ويشيع بين المؤمنين الفساد ويبادر بكبائر الاثم والعدوان : ( ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ) ( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ) الآية 19 و 24 من السورة 24 .

ألم يكن المسلمون جميعا إخوة ولا يجوز التعرض لمؤمن إلا بقدر إساءته ؟ وان حصل سوء تفاهم أو ما أشبه ذلك فيجب قبل كل شئ اصلاح ذلك ، فقد قال تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ) . الآية

10 من السورة 49 كما جاءت الآية 32 من السورة الخامسة .

( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) فماذا عمل مالك بن نويرة وصحبه ؟ أقتلوا نفسا أم قاموا بفساد في الأرض ؟ وهم وعلى رأسهم مالك صاحب رسول الله ؟ ما هو ذنبه ؟ ما هي جريمته ؟ أية سيئة تستحق هذا النكال وهذه الكارثة الفظيعة والله تعالى يقول : ( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ) .

ولكن يا قارئي الكريم علينا ان نتمثل بقول الشاعر :

إلى الماء يسعى من يغص بلقمة *** إلى أين يسعى من يغص بماء

فممن هي الشكوى والاعتداء ؟ يبدأ بغصب منصب الولاية ووصي رسول الله وغصبه بضعة رسول الله وعترته . ألم تقع الجناية منذ الساعة الأولى على أعز خلق الله الطاهرين المنزهين من الرجس ؟ فهذا الغاصب اليوم بيده الحل والعقد والأمر والنهي كان ذلك عمله بامام المسلمين بل إمامه وأميره . نعم ، هكذا انقلب الامر وأصبحت الأمور بيد غير أهلها وطبق المثل :

يقولون إن الملح يصلح فاسدا *** فما حيلتي يا قوم إن فسد الملح

فإذا كان ذلك فعل من تقمص رداء الخلافة غصبا ونصب نفسه علما فلا بدع أن ترى أنصاره وشيعته هذه فعالهم والناس على دين ملوكهم، نعم إذا رأيت الحطب والنار تضطرم على باب رسول الله لإحراق بيت علي وفاطمة والحسنين وهم فيها، ويساق أبو الحسن حاسر الرأس حافي القدمين مهددا بالقتل إلا أن يبايع وبعدها بايع ويطلب قتله فلا عجب أن ترى مالك بن نويرة وصحبه قتلى وتضرم النار رؤوسهم، ونساؤهم وأطفالهم سبايا، وأموالهم تسلب وينزو خالد على زوجته.

إذا كان رب البيت بالدف ضاربا * فشيمة أهل البيت كلهم الرقص فلمن الشكوى ؟ وبمن الرجاء وبمن يعتصم المستضعفون ؟ ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ) الآية 50 من السورة 28 ، ولكن الله بالمرصاد ( ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون ) الآية 52 من السورة 10 ، ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) الآية 227 من السورة 26 .

هل تشك بعد هذا بكفر من لم يحكم بما أمر الله وآياته وقد نص عليه الله ؟ وأي كفر أعظم من أن ترى الكفر ظاهرا في مخالفة أحكام الله وسنن نبيه بعد أن سمع وقرأ كتاب الله وهو يقول : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) ومن ينكر أن الظالم لا يولي غير الظالم ، والغاصب لا يولي غير الغاصب إذ بعضهم أولياء بعض ، وكيفما تكونوا يول عليكم وقد قال الله : ( وان الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ) الآية 19 من السورة 45 .

____________________

( 1 ) راجع موسوعتنا الغدير في الجزء الأول والثاني من علي " يوم غدير خم بأسانيده " .

( 2 ) معالم المدرستين : للسيد مرتضى العسكري 2 / 83 نقلا عن : وفيات الأعيان لابن خلكان : 5 / 67 ، فوات الوفيات : 2 / 626 - 627 ، تاريخ أبي الفداء ص 185 ، وتاريخ ابن شحنة : 11 / 114 بهامش ابن الأثير . وفي معالم المدرستين 2 / 83 : أن قائل الأبيات أبو زهي السعدي .

 

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).