المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



إصلاح العائلة والأسلوب الأمثل  
  
2170   01:40 صباحاً   التاريخ: 26-11-2019
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص347ـ349
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016 1862
التاريخ: 30-3-2021 2755
التاريخ: 2024-06-15 648
التاريخ: 2024-09-20 216

يبقى دور العائلة هو الأهم والأكثر تأثيراً بين كافة المؤسسات التي تساهم في بناء شخصية الطفل وتربيته؛ فالطفل يكتسب من العائلة الكثير من الصفات والطبائع والسلوك ومنها تتبلور شخصيته وبسببها قد يكون انحرافه أيضاً.

على أن كثيراً من أولياء الأمور يحتاجون أنفسهم إلى إصلاح ومعالجة وإن ترك هذا الإصلاح مدعاة لظهور كثير من حالات الفساد والإنحراف. إن تربية الأطفال تحتاج في الواقع إلى أساليب جادة ومتينة وإلا فشل المربي في مهمته لا محالة، كما ان على المؤسسات الدينية السعي الى تعزيز هذا الكيان وبذل ما في وسعها لتوجيهه وإرشاده.

تقليد الأطفال:

توجد في الطفل حالة التشبه إذ يسعى لأن يكون مثل الآخرين لا سيما من يحبهم ولذا فهو يقلد وبمهارة فائقة.

إنه يبحث عن أنموذج ليقلده.. هذا الأنموذج يختاره عادة من بين الأشخاص الذين يستقطبون إهتمامه أو من هم حوله ويتعلم منهم بعض الأشياء.

يلتقط الطفل في الأيام الأولى من حياته من أبيه وأمه، فيهتم ويمارس ما يراه من أفعالهما؛ يضحك مثلهما ويتحدث بطريقتهما ويبكي على أسلوبهما وقد غلب الأمر على أن تأخذ البنت من الأم والأبن من الأب وعلى هذا الأساس كان السلوك الحسن والسيء درساً بالنسبة إليه بل وكأنه يلتقط منه صورة لنفسه.

أهمية العائلة:

كما أشير سابقاً فإن العائلة مهمة بالنسبة للطفل من جهة أنها تستطيع منحه ودفعه نحو الكمال أو أن تقف سداً بوجه تكامله وسعادته، فمثلما لوسائل الإعلام أثرٌ في الأشخاص تعمل على تطهيرهم تارة وتارة أخرى تدفعهم لامتطاء جادة الفساد فإن للأب والأم دوراً قائماً بحد ذاته في هذا المجال.

يطوي الطفل مسير حياته بخطوات ناقصة وضعيفة، ولا يستطيع أن يكون ناجحاً في عمله إلا أن يتعلم من الآخرين أسلوب الحياة والتسامي والرقي علماً أن الوالدين من أهم مصادر معلوماته.. إذا لم يتوفر الصدق والنبل في العائلة وإذا سادها الفساد والرذيلة فلن تكون هناك إمكانية البناء في الطفل.

لا يستطيع الطفل تعلم الإخلاص والصدق والشرف إلا من خلال الفضيلة والفعال الخيرة التي تصدر من العائلة... إن اللهجة الجادة والحنونة من قبل الوالدين للطفل تكون مؤثرة إذ تمنحه الشعور بالألفة والثقة بالنفس وتعلمه التصرف الإنساني المتسم بالصدق والنبل.

ماذا يتعلم الطفل في البيت؟

يرى الطفل نور الحياة وهو لا يعرف شيئاً، وكل ما يتعلمه في مرحلة الطفولة فمن العائلة.. أنه يتعلم من الأب والأم وباقي أعضاء العائلة قضايا كثيرة من قبيل الآداب والأعراف والقوانين والأوامر والمعلومات العامة والتربية والتحدث و...

وفي الواقع إن الوالدين يفتحان نوافذ فكر الطفل وذهنه وأحاسيسه على العالم الخارجي ويعلمانه ما في العالم وكيف يتحدث وكيف يحل مشاكله وما الموقف الذي عليه اتخاذه إزاء القضايا التي تعترضه.

يلقن الوالدان الطفل من خلال القول والفعل ما هو الجيد وما هو الرديء، ما العمل الذي عليه القيام به أو الذي عليه تجنبه.. إنهما يرشدانه الى الصحيح وإلى الخطأ وإلى طريق معرفة الله تعالى وما هو حق الصداقة وكيفية الدعوة الى الصبر والتحمل والمسامحة والإيثار والتقوى والطهارة وفي المقابل يقبل الطفل منهما كل ذلك ويطيع أوامرهما انطلاقاً من حبه لهما وكسباً لرضاهما.

المهم على الصعيد التربوي وخاصة في إطار عملية تأهيل الأطفال هو أن يتعلموا ما هو حسن وتجنب ما يؤدي الى تعلم السلوك الشاذ والتعليمات التي تقود الى إنحرافهم وخروجهم عن جادة الصواب.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.