مناظرة السيد عبد الله الشيرازي (قدس سره) مع رجل من أهل الفضل في حكم إقامة المآتم الحسينية |
621
06:45 مساءً
التاريخ:
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-11-2019
973
التاريخ: 24-10-2019
683
التاريخ: 28-10-2019
1698
التاريخ: 27-10-2019
479
|
دعانا الشريف شاهين - أحد شرفاء المدينة المنورة آنذاك - إلى داره لتناول طعام الغذاء في اليوم السابع أو الثامن من شهر محرم الحرام، وعندما كنا متهيئين للصلاة جماعة في بستان الصفا كعادتنا، إذ جاء رجل من قبل مدير الشرطة، بأن أرسل شخصا - من قبلي إلى دائرة الشرطة - فأرسلت الشيخ صادق الطريحي البزاز - الذي هو ساكن في كربلاء - وشخصا آخر مع الموظف واشتغلنا بالصلاة.
وبعد الفراغ من الفريضة ذهبنا إلى دار الشريف، ورجعا من دائرة الشرطة، وقالا: قد أخذوا الالتزام منا في الشرطة بالنيابة عنك أن تترك المجلس وتأمر الشيعة بترك مجالس عزاء الحسين (عليه السلام) التي كانت تنعقد في تلك الأيام - في المدينة المنورة - بمناسبة أيام عاشوراء، سواء في ذلك مجلسنا ومجلس سائر العراقيين والإيرانيين في الأمكنة المتعددة.
وكان من بين المدعوين رجل عظيم الشأن يحترمه الشريف صاحب الدار وغيره، وعرفه الشريف لنا بأنه من أقرباء جلالة الملك ابن سعود، وكان رجلا من أصحاب الفضيلة وأهل العلم، فجرى الكلام بيننا حول مطالب متعددة حتى وصل الكلام إلى الحديث السابق ذكره في شفاعة فاطمة سيدة النساء (عليها السلام) للباكين على ولدها الحسين (عليه السلام)، وذكرت له سماعي الحديث (1) مرتين من علماء أبناء أهل السنة والجماعة مرة في بغداد قبل عشرين سنة، ومرة قبل ليالي قليلة في الحرم الشريف.
قال: نعم، إن هذا الحديث صحيح لا ننكره.
قلت له: من المسلم في التواريخ والأحاديث أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما رجع من أحد، ورأى أن لكل واحد من الشهداء نائحات وباكيات فأمر (صلى الله عليه وآله) نساء بني هاشم أن يجتمعن لحمزة سيد الشهداء (2) (عليه السلام).
قال: نعم صحيح، بل سمعت أن المتداول في المدينة المنورة إلى الآن في الرثاء والنياح على الأموات، أولا ينحن ويبكين على حمزة سيد الشهداء (عليه السلام) ثم ينحن ويبكين على موتاهن (3).
قلت: أسأل منكم، هل كان الحسين بن علي (عليهما السلام) أحب وأعز عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) أم حمزة؟
قال: الحسين (عليه السلام) يقينا.
قلت: فهل لو كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيا بعد شهادة الحسين (عليه السلام) وقتله كان يقيم مجلس العزاء والبكاء عليه؟
قال: بلى.
هنا قال الشيخ صادق الطريحي البزاز وقد كان جالسا وسط المجلس: فلم منعتمونا من مجالسنا، ومن القراءة والبكاء على الحسين (عليه السلام)؟
قال: من منعكم؟
قال: الساعة رجعنا من دائرة الشرطة، وأخذوا منا الالتزام من طرف سماحة السيد بأن يترك الشيعة جميع مجالس العزاء والقراءة على الحسين (عليه السلام).
قال: إن هذا المنع من غير مبرر، ثم قال: أذهب عصرا إلى الوالي، وأقول له أن يرفع المنع، وأرسل الشريف شاهين إليكم يبلغكم المطلب، فجاء الشريف عصرا ليبلغنا بإلغاء المنع، وأصبحت الشيعة هناك - بحمد الله - في سعة من جهة إقامة مجالس عزاء الحسين (4) (عليه السلام).
______________
(1) وهو حديث جواز فاطمة (عليها السلام) في يوم المحشر، وعلى رأسها ثوب للحسين (عليه السلام) مخضب بالدم، وشفاعتها للباكين على ولدها الحسين (عليه السلام) وسوف يأتي مع مصادره.
(2) روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما رجع من غزوة أحد بعد ما دفن القتلى مر بدور بني الأشهل وبني ظفر فسمع بكاء النوائح على قتلاهن، فترقرقت عيناه (صلى الله عليه وآله) وبكى، ثم قال: لكن حمزة لا بواكي له اليوم، فلما سمع (صلى الله عليه وآله) الواعية على حمزة وهو عند فاطمة (عليها السلام) على باب المسجد قال: ارجعن رحمكن الله، فقد آسيتن بأنفسكن. وقيل: فرجع سعد بن معاذ وأسيد بن خضير إلى دار بني عبد الأشهل وأمرا نساءهم أن يتحزمن ثم يذهبن ويبكين على عم رسول الله (صلى الله عليه وآله). راجع: السيرة النبوية لابن هشام: ج 3 ص 104 - 105، السيرة النبوية لابن كثير: ج 3 ص 95، إعلام الورى للطبرسي: ص 94 - 95، بحار الأنوار للمجلسي: ج 20 ص 98 - 99، سيرة المصطفى لهاشم معروف: ص 429.
(3) وهذه السيرة الجارية عندهم بلا شك تعد امتثالا لأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتحقيقا لرغبته في البكاء على حمزة سيد الشهداء (عليه السلام) (ولكن حمزة لا بواكي له اليوم)، وتأسيا بنساء الأنصار إذ يبدئن بالبكاء على حمزة قبل البكاء على موتاهن - كما ورد في الأخبار والسير - فليس من الغريب أن تكون هذه العادة باقية إلى اليوم في المدينة المنورة منذ زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد جاء في ذخائر العقبى: ص 183 عن الواقدي: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما قال: إن حمزة لا بواكي له، لم تبك امرأة من الأنصار على ميت بعد قول النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك إلى اليوم إلا بدأت بالبكاء على حمزة، ثم بكت على ميتها، والذي يؤيد هذه السنة الحسنة أيضا ما جاء في وسائل الشيعة (ب 88 من أبواب الدفن ح 3) عن محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: لما انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) من وقعة أحد إلى المدينة سمع من كل دار قتل من أهلها قتيل نوحا وبكاءا، ولم يسمع من دار حمزة عمه، فقال (صلى الله عليه وآله): لكن حمزة لا بواكي عليه، فألى أهل المدينة أن لا ينوحوا على ميت، ولا يبكون حتى يبدؤا بحمزة فينوحوا عليه ويبكوه، فهم إلى اليوم على ذلك.
(4) الإحتجاجات العشرة للسيد عبد الله الشيرازي (قدس سره): ص 43 - 45.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|