أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-10-2019
1267
التاريخ: 2-10-2019
2964
التاريخ: 24-03-2015
1893
التاريخ: 24-03-2015
1039
|
من المواضيع الجدلية التي تناولها الشعر العربي الحديث موضوع الجبر والإختيار، ومن امثلتها ما عرضه الشاعر محمد الفراتي في قصيدته (في حانة إبليس) حين أظهر إبليس وهو يفضّل العنصر الشيطانيّ على العنصر البشريّ، فيقول:
فآدمُ كانَ مِن طينٍ ... ومن نارٍ بَرى نَبْعِي
ولا يسمو سموَّ النّا ... رِ ذاكَ الطينُ، بالطبعِ(1)
وهو يتفق في هذا التجديف مع بيتي بشار بن برد في قوله:
إبليسُ خيرٌ مِنْ أبيكُمْ أدَمَ ... فَتبيّنوا يا معشَر الفجّارِ
النّارُ مَعْدنهُ وآدمُ طينٌ ... والطينُ لا يَسمُو على النّارِ(2)
وإبليس يشكّك بالعدل الإلهي، لأنّه أخرج آدم من باب التوبة والقربى، وأخرج إبليس من باب اللعنة والرجم، يقول الفراتي على لسان إبليس:
عَصَيْتُ الأمرَ عن خطأ ... وعنْ قصدٍ عصى الأمرا
فقرّبَهُ وأبعدَنِي ... فقلْ لي كيفَ لا أضرى(3)
فإبليس في عصيانه يمثّل الاختيار الحرّ أمام الجبر الإلهي ويختلف عنه ابن راوندي الذي يرى أنّه واقع في المعصية والكفر مجبراً لا مختاراً، ولذلك ينكر العذاب ويثور معترضاً على الجبر الإلهي وفق تصوّره، فيقول:
أرادَ اللهُ أنْ نحيْا عليْها ... زنادِقَةً ونحيْا مارقينَا
وسُدّتْ دونَنا طرقُ المعالي ... ولمْ نُدركْ مقامَ النّابهينا
ولمْ نطق احتمالَ الجورِ منهُ ... ومنْ فوقُ سهامُ النّاقدينا
ولمْ نقنعْ بقسمتهِ وثرْنا ... عليهِ يومَ ذلكَ ساخِطينا(4)
كما عرض شفيق معلوف لهذه الفكرة في نشيد "ثورة البغايا" أولئك اللاتي ثرنَ على الله، واعترضن على قدره فيهنّ، إذ زجّ بهنّ في جهنّم وسامهنّ الخسف والهون رغم أنّه الذي خلقهنّ وخلق أفعالهنّ فيصرخن قائلات:
مذْ خلعَ اللهُ علينا المقلْ ... زوّدَنا بنظرةِ ضائعهْ
وشهوةٍ مُلحةٍ جائعهْ ... وبشرة هفّافةٍ للقبلْ
فمنْ لنا بطاعةِ الله وهـ ... والذّي في وسطِ العاصفهْ
زجَ بنا بالأضلعِ الرّاجفهْ ... والجسدِ المُستسلمِ الواهي
ثُرنا عليهِ حينما سامَنا ... عَسْفاً فلمْ نصبِرْ على عَسفهِ
قَدْ حشدَ اللّذّاتِ قُدّامَنا ... وجيّشَ العذابَ مِن خلفهِ
أفتى بأنْ نقومَ في ربقَنا ... بجزيةِ العبدِ إلى ربّهِ
هُو الذي أذنبَ في خلقِنا ... وراحَ يجزينا على ذنبهِ(5)
ويبلغ الاعتراض على إرادة الله لدى الحلاّج درجة التجديف، على نحو ما صوّره الزّهاوي، إذ يتّهم القدر بالخطأ، فيقول:
لِمَ شئتَ العذابَ لي ولماذا ... لمْ تُجرني منهُ وأنتَ المجيرُ
كانَ في الدّنيا القتلُ منهم نصيبي ... ونَصيبي اليومَ العذابُ العسيرُ
قلتَ: إنّ المقدورَ لا بدّ منهُ ... أوَ حتّى إنْ أخطأ المقدورُ(6)
والشيطان في تصوّر العقّاد مجبر على الشرّ، وليس مخيراً فيه، ولو أنّه حاول أن يكون خيّراً لخالف الإرادة الإلهيّة، ولعوقب، وبذلك فهو مجبر، لا مخيّر، فيقول في ترجمة شيطان:
خِلقةٌ شاءَ لها اللّه الكُنودْ ... وأبى منها وفاءَ الشّاكرِ
قدّرَ السّوءَ لها قبلَ الوجودْ ... وتعالى من عليمٍ قادرِ
قال: كوني محنةً للأبرياءْ ... فأطاعَتْ يا لها من فاجرهْ
ولو اسطاعتْ خلافاً للقضاءْ ... لاستحقّتْ منهُ لعنَ الآخرهْ(7)
ويتمنّى الشحرور عند محمد حسن فقّي في قصيدته "الكون والشاعر" لو كان طاووساً يزهو بحلته وزينته، أو قمريّاً يملأ الكون بأنغامه التي أودع الحبّ فيها تحنانه، لكنّه لم يستسلم لقدره، فيقول:
لكنّني والقُبحُ لي ميْسَمٌ ... كنتُ على المذبحِ قُربانَهُ
أظلُّ دامي القلبِ من لعنَةٍ ... فهلْ أنا الخالقُ خسرانَهُ
لو صغتُ نفسي كنتُ فنّانَها ... وكنتُ بادي الحسنِ فتّانَهُ
إنْ أخطأ الجاهلُ في وزنهِ ... صححتِ الأقدارُ ميزانَهُ(8)
ويلاحظ التعبير الانفعالي لدى معظم الشعراء عن مشكلة الجبر والاختيار من خلال شخصيات ثائرة ناقمة تتمثّل على الأغلب في شخصيّة إبليس، كما يلاحظ اقتراب بعضهم من التجديف، ولا سيما الزهاوي.
لقد عالج شعراء الرحلات الخياليّة -من منظور دينيّ-تأمّلهم في مسألة الموت والحياة وتباينت آراؤهم تجاهها، غير أنّهم أكّدوا تشبثّهم بالحياة والحبّ مقابلاً للموت والفناء، كما وقف بعض الشعراء عند مسألة العلم والدين فانتصر للتفكير العلمي المادي، وحاول بعضهم الآخر الموازنة بحذر بين الاثنين، ورأوا في الروح أساساً للحياة الحرّة موجهين أصابع الاتهام للجسد، لأنّه سبب في تقييد أرواحهم عن الانطلاق والتحليق بعيداً. ووجد بعضهم في إبليس مثلاً للاختيار الحر أمام الجبر الإلهي غير أنّ الرؤية امتازت بالانفعالية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الفراتي، محمد، النفحات، ص273.
(2) ضيف، شوقي، العصر العباسي الأول، دار المعارف، ص:203.
(3) المصدر السابق، ص:274.
(4) الفراتي، محمد، الكوميديا السماوية، مجلة الحديث، مج 31-ع6، ص:348.
(5) المعلوف، شفيق، عبقر، ص:258-259.
(6) الزهاوي، جميل صدقي، الديوان، ص:734.
(7) العقاد، عباس، الديوان، ص:272.
(8) ساسي، محمد طاهر، شعراء الحجاز في العصر الحديث، ص: 51.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|