أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-11-2019
1700
التاريخ: 1-12-2016
1449
التاريخ: 30-5-2021
2343
التاريخ: 11-10-2018
3422
|
انقسام الأُمّة الإسلاميّة:
س- مولاي إنّ ما تفضلتم به من توضيح يبيّن أنّ الأُمّة قد انقسمت بعد توليك للخلافة إلى قسمين: قسم تابعك وشايعك، وفيهم جل الصحابة الكرام وأولادهم، وقسم آخر تابع معاوية ومن أتى بعده وشايعهم، وبذلك شقّوا عصا الطاعة، وخالفوا إمامهم، وتمّ الانقلاب على الشرعيّة بقيام دولة تأخذ الإسلام شعاراً لها، بينما هي دولة أُمويّة جاهلية ترجع بجذورها إلى ما قبل الإسلام، وبذلك تمّ الانقلاب على الشرعيّة، وهي تعارض مبادئ حتى الذين أسّسوا ومهّدوا لها!!
فهل يمكن يا سيّدي أن تبيّن لنا نظركم لذلك، لتوضح للناس ما أبهم واُخفي عنهم؟
ج ـ لا يختلف اثنان في أنّ أبا بكر كان الخليفة الأوّل بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهذا ممّا تتفق عليه المدارس الإسلامية بأجمعها سنّة وشيعة، ولكنّ خلافهم بأحقيته بهذا الأمر من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعلى كل فقد مضى لسبيله.
ثمّ أدلى بها إلى عمر بن الخطّاب، فانتقلت الخلافة له بوصيّة من أبي بكر الخليفة الأوّل، وأصبح هو الخليفة الثاني، وذلك أيضاً ممّا تتفق عليه المدارس الإسلامية بأجمعها سنّة وشيعة.
ثمّ لمّا طعن عمر وأشرف على الموت جعلها في جماعة، إلى أن قام ثالث القوم عثمان وقد بايعه الناس وأصبح الخليفة الثالث بوصيّة من عمر، بغض النظر عن طريقته في الاختيار والتوصية، وهذا أيضاً ممّا لا يختلف فيه أحد من المسلمين، إلى أن أجهز عليه عمله وكبّت عليه بطنته.
ـ فما راعني إلاّ والناس كعرف الضبع ينثالون عليّ من كلّ جانب، حتى وطئ الحسنان، وشقّ عطفاي، مجتمعين حولي كربيضة الغنم، وبايعوني وتمّ لي الأمر وأصبحت الخليفة الرابع، وأيضاً برضى من الأُمّة الإسلامية آنذاك.
وقد كانت خلافتي متصلة بخلافة من كان قبلي من الخلفاء الثلاثة الذين سبقوني أبي بكر وعمر وعثمان وصولا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فلمّا نهضت بالأمر نكثت طائفة ومرقت أُخرى وقسط آخرون...
وبذلك يكون كلّ من اتّبعني وشايعني قد مشى على نهج رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وإنّ من وقف ضدّي خرج عن الشرع وخالف الحقّ، وعلى هذا يكون من وقف مع معاوية، وشايعه، ومشى على نهجه، وصحّح له، ودافع عنه، فهو من شيعته ومن أعوانه، ويكون خارجاً عن الشرعيّة المتمثلة بي وبالخلفاء الذين سبقوني في ضوء مبانيهم، وهؤلاء هم أهل الخلاف من عامة المسلمين الذين وقفوا مع معاوية وقاتلوا معه ضدّي بالسيف في عصره ومن تبعه من بني أُميّة، وهؤلاء كانوا ضدّ الخلافة الشرعيّة التي انتهت من بعدي بقتل الإمام الحسن.
وقد حاولت السلطات الحاكمة ورجالهم المرتبطون معهم على
مرّ العصور بتصوير شيعة محمّد وآله (صلى الله عليه وآله) (1) على أنّهم ضدّ السلطة الحاكمة.
بينما يظهر لنا أنّ الشرعيّة كانت ولا تزال معهم; لأنّهم اتبعوا محمّداً وآله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإن من يعتقدون بأنّهم أصحاب الشرعيّة لأنّهم اتبعوا السلطة الغاشمة، والتي نزت على هذه الأُمّة بالسيف ضدّ الحكم الإسلامي، وهم أبعد ما يكونون عن الشرعيّة والإسلام.
وهذا ما صوّره لهم معاوية بدهائه ومن تبعه من بني أُميّة وبني العباس، وهؤلاء إنّما وقفوا أيضاً ضدّ الخلفاء الثلاثة الأوائل، وشقّوا وحدة المسلمين، وصنعوا لهم مذهباً سياسياً لا يعارض الحكم القائم ويعتبر طاعة الأمير براً كان أو فاجراً، وقد وضعت الكثير من الأحاديث لتأكيد ذلك في العهدين الأموي والعباسي.
لذلك كانت الحكومات تدعمه دائماً، ولذلك ترى انتشار المذاهب الأربعة; لأنّها دعمت سياسياً الحكومات الجائرة أنذاك وخططت لدعم كلّ حكومة جائرة تأتي بعدها، بينما بقي أتباع مدرسة محمّد وآل بيته (عليهم السلام) ملاحقين مقتّلين مطرودين مقهورين في كلّ زمان ومكان، لأنّهم لا يعتقدون بولاية الفاجر والطليق ومن اعتدى على هذه الأُمّة بالسيف، ولا يرضون عن مذهب محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الأطهار بدلاً، وتمسّكوا بولايتنا آل البيت واستمروا على ذلك.
____________
(1) (شيعة) المعنى اللغوي لهذه الكلمة: شيعة لغة تعني الفرقة، أو الجماعة من الناس التي تجتمع أبناؤها على أمر واحد ويتبع بعضهم رأي بعض وهم متشابهون في آرائهم وأُمورهم وموالاتهم.
وإذا أُضيفت كلمة (شيعة) لرجل كقولك: شيعة فلان فإنّها تعني: الأصحاب أو الأعوان أو المؤيدين. لسان العرب لابن منظور 8: 188 مادة شيع، تاج العروس للزبيدي 11: 257.
وورد لفظ شيعة في القرآن في عدّة مواضع منها قال سبحانه وتعالى: {فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ} القصص: 15.
وهنا كان المقصد من كلمة (شيعة) أي من أتباع سيّدنا موسى، وقال تعالى: {وَإنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لاَبْراهِيم} الصافات: 83.
ومن معاني هذه الآية أنّ سيدنا إبراهيم من شيعة سيّدنا نوح.
ومن هذا تعرف أنّ لفظ (الشيعة) يطلق على أتباع سيّدنا محمّد وآل بيته الأطهار، وأوّل من أطلق لفظ (شيعة علي) على أتباع علي (عليه السلام) هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندما نزل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} البيّنة: 7، بقوله لعلي:
"هم أنت وشيعتك يا علي وستقدم على الله وشيعتك راضيين مرضيين" مجمع الزوائد للهيثمي 9: 131، الدر المنثور للسيوطي 6: 379.
وحول هذه المعاني يراجع: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني 2: 460، ينابيع المودة للقندوزي 2: 357، روح المعاني للألوسي 30: 207، نظم درر السمطين للزرندي: 92، المعجم الأوسط للطبراني 4: 187، فتح القدير للشوكاني 5: 477، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 576.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|