المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24
نظرية ثاني اوكسيد الكاربون Carbon dioxide Theory
2024-11-24
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24

التواضع في شخص الإمام الرضا
15-10-2015
مواقيت الإحرام
8-9-2017
المزدوجات المتباينة Heteroduplexes
26-7-2018
Striated Muscle-Tongue
26-7-2016
الغلاف الجوي Atmosphere
2024-09-12
معاوية بن عمر بن أبي عَقرب
13-08-2015


الشعر القصصي  
  
20900   04:46 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1 ص54-55
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015 2864
التاريخ: 1-04-2015 16006
التاريخ: 5-12-2019 1373
التاريخ: 3-12-2019 1802

الشعر القصصي هو أقدم الأنواع الشعرية، وهو عبارة عن سرد الوقائع او الحوادث في الشعر (موزونا او غير موزون) على سبيل القصة، واكثرها دينية، وابطالها الآلهة ومعظم حوادثها عنهم وبهم وإذا تدبرت الشعر عند سائر الامم وجدته أقدم آدابها، وأقدمه

الديني المتعلق بالآلهة وأعمالهم كما في الياذة هوميروس عند اليونان ومهابهارتة الهند. ومن هذا القبيل بعض الأشعار العبرانية كسفر داود ونشيد الأناشيد فإنها شعر ديني لكنها ليست من النوع القصصي بل من الموسيقى.. لان الشعر القصصي نادر في اشعار الساميين على الاجمال الا السريان، فان القديس أفراد نظم شيئا منه ولعله اقتبسه من اليونان (1).

اما العرب فيخالفون العبرانيين من حيث الشعر الديني، لأنه لم يكن عندهم في الجاهلية كما كان عند العبرانيين. ولا يعقل انهم خالفوا اخوانهم فيه، ولابد من انهم نظموا الاشعار .. خاطبوا بها هبل واللات والعزى وغيرها، واستعطفوها وصلوا لها وتخشعوا أمامها، ولكن منظوماتهم في هذا الموضوع ضاعت في ثنايا الاجيال لعدم تدوينها ولاشتغالهم عنها بالحماسة والفخر بسبب الحروب التي قامت بينهم قبيل الإسلام. فلما جاء الإسلام انصرف الرواة عن حفظها لأنها وثنية والإسلام يمحو ما كان قبله. فاكتفوا بتدوين اشعار الحماسة والفخر، ولكن بقي من الاشعار الدينية امثله قليلة جاء ذكرها عرضا في تراجم بعض الشعراء كأمية بن أبي الصلت وغيره.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)     Lit. Syr. 20

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.