المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



إمام أهل النسيب في العصر الأموي  
  
2620   04:59 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1، ص234
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاسلامي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-12-2015 25554
التاريخ: 22-03-2015 3253
التاريخ: 25-12-2015 42714
التاريخ: 10-6-2021 5012

ان امام أهل النسيب والغزل في الإسلام جميل بن معمر الشاعر العاشق كان معاصرا لعبد الملك بن مروان. وهو الذي وطأ النسيب للشعراء، فأكثر منه وتفنن فيه .. لكنه كان يشبب بحبيبته بثينة وهو في عرف أهل الادب (امام المحبين) (1) فاستحسن الناس تشبيبه لأنه طبيعي صادر عن شعور صادق، فاخذوا يقلدونه فيه .. فينظم الشاعر أبيات الغزل او النسيب لمحبوب وهمى، واستعار بعضهم أسماء حبيبات الشعراء العاشقين كليلى ودعد وهند وشببوا بهن تقليدا. وبعد ان كانت بثينة مثلا معشوقة جميل بن معمر، صارت عروسا للشعر يباح التغزل بها لمن أراد. وقد يعنون بالاسم المستعار امرأة جميلة معروفة.

فجميل كان يشبب بحبيبته ولا حرج عليه، واراد الشعراء تحديه والتغزل بجميلات النساء وهن في الغالب بحوزة الامراء او الخلفاء.. فخافوا غضب بعولتهن او ابائهن، فلم يكن يجرؤ على المجاهرة بذلك من الشعراء الا من كان ذا عصبية تنصره او منزلة تشفع له. ولذلك كان اسبق الشعراء الى التشبيب من قريش، نظرا لما كان للقرشي من المنزلة الرفيعة والهيبة في العصر الأموي. ولان القرشيين أقرب الى الحضارة لنزولهم في مكة، واليها يحج الناس في اقطار العالم ومعهم أجمل النساء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) الأغاني ج7

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.