المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24
اتّصال السند.
2024-11-24

تاريخ علم أمراض النبات
2024-02-27
النظرة التفاؤلية
12-6-2018
استخراج المغنيزيوم
19-4-2018
المعاملات الحيوية Biological Treatments
14-8-2017
اساليب التوازن التقريبي
9-8-2020
Germanic, Romance and Greek vocabulary
2024-02-05


اخبار الحسن للأعرابي عن سبب المجيء  
  
3138   03:46 مساءً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص269-270.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /

روى صاحب كتاب (العدد القوية) عن حذيفة بن اليمان، قال : بينما رسول الله (صلى الله عليه واله) في جبل  أظنه جبل حرى او غيره  ومعه ابو بكر وعمر وعثمان وعلي (عليه السلام) وجماعة من المهاجرين والانصار، وانس حاضر لهذا الحديث وحذيفة يحدث به، اذ اقبل الحسن بن علي (عليه السلام) يمشي على هدوء ووقار.

فنظر اليه رسول الله (صلى الله عليه واله)  وقال : ان جبرئيل يهديه، وميكائيل يسدده، وهو ولدي، والظاهر من نفسي، وضلع من أضلاعي، هذا سبطي، وقرة عيني، بأبي هو، وقام رسول الله (صلى الله عليه واله) وقمنا معه وهو يقول له : انت تفاحتي، وانت حبيبي، ومهجة قلبي، واخذ بيده، فمشى معه ونحن نمضي حتى جلس وجلسنا حوله ننظر الى رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو لا يرفع بصره عنه، ثم قال : انه سيكون بعدي هاديا مهديا، هذا هدية من رب العالمين لي ينبئ عني، ويعرف الناس اثاري، ويحيي سنتي، ويتولى اموري في فعله، ينظر الله اليه فيرحمه، رحم الله من عرف له ذلك، وبرني فيه، وأكرمني فيه.

فما قطع رسول الله (صلى الله عليه واله) كلامه حتى أقبل الينا أعرابي يجر هراوة له، فلما نظر رسول الله (صلى الله عليه واله) اليه قال : قد جاءكم رجل يكلمكم بكلام غليظ تقشعر منه جلودكم، وانه يسالكم عن امور، وان لكلامه جفوة، فجاءه الاعرابي فلم يسلم وقال : أيكم محمد، قلنا: وما تريد؟ , قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : مهلا : فقال : يا محمد، لقد كنت ابغضك ولم ارك، والان فقد ازددت لك بغضا، قال : فتبسم رسول الله (صلى الله عليه واله) وبغضنا لذلك، واردنا بالاعرابي ارادة، فاومى الينا رسول الله (صلى الله عليه واله) ان اسكتوا، فقال الاعرابي : يا محمد، انك تزعم انك نبي، وانك قد كذبت على الانبياء، ما معك من برهانك بشيء.

فقال له (صلى الله عليه واله) : يا أعرابي ، وما يدريك؟, قال : فخبرني ببرهانك، قال : ان احببت اخبرك عضو من اعضائي فيكون ذلك أوكد لبرهاني، قال : او يتكلم العضو، قال : نعم، يا حسن، قم، فازدرى الاعرابي نفسه وقال : هو بأبي ويقيم صبيا ليكلمني، قال : انك ستجده عالما بما يريد، فابتدره الحسن (عليه السلام) وقال : مهلا يا أعرابي :

ما غبيا سالت وابن غبي               بل فقيها اذن وانت الجهول

ثم قال (عليه السلام) :

فان تلك قد جهلت فان عندي          شفاء الجهل ما سئل السؤول

وبحرا لا تقسمة الدوالي               تراثا كان اورثه الرسول

لقد بسطت لسانك وعدوك طورك، وخدعتك نفسك، غير انك لا تبرح حتى تؤمن ان شاء الله، فتبسم الاعرابي وقال : هيه! فقال له الحسن : نعم، اجتمعتم في نادي قومك وتذاكرتم ما جري بينكم على جعل وخرق منكم، فزعمتم ان محمدا صنبور، والعرب قاطبة تبغضه، ولا طالب له بثأره، وزعمت انك قاتله، وكان في قومك مؤنته، فحملت نفسك على ذلك، وقد اخذت قناتك بيدك تؤمه تريد قتله، فعسر عليك مسلكك، وعمى عليك بصرك، وابيت الا ذلك، فاتيتنا خوفا من ان تشتهر، وانك انما جئت تجر بردائك، انبئك عن سفرك : خرجت في ليلة ضحياء اذ عصفت ريح شديدة اشتد منها ظلماؤها، واظلمت سماؤها، واعصر سحابها، فبقيت محر نجما كالأشقر، ان تقدم نحر، وان تأخر عقر، لا تسمع لواطئ حسا، ولا لنافخ نارا جرسا ، تداكت عليك غيوبها، وتوارت عنك نجومها، فلا تدري بنجم طالع، ولا بعلم لامع، تقطع محجة، وتهبط لجة، في ديمومة قفر، بعيدة القعر، مجحفة بالسفر، اذا علوت مصعدا ازددت بعدا، الريح تخطفك، والشوك يخبطك، في ريح عاصف، وبرق خاطف، قد اوحشتك اكامها، وقطعتك سلامها، فابصرت فاذا انت عندنا، فقرت عينك، وظهر دينك، وذهب انينك.

قال : من أين قلت هذا يا غلام، كانك كشفت عن سويد قلبي، ولقد كنت كانك شاهدتني، وما خفي عليك شيء من أمري، وكانه علم الغيب؟.

قال له : ما الاسلام؟ فقال الحسن (عليه السلام) : الله اكبر، اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، وان محمدا عبده وسوله، فاسلم وحسن اسلامه، وعلمه رسول الله (صلى الله عليه واله) شيئا من القرآن، فقال : يا رسول الله، ارجع الى قومي فاعرفهم ذلك، فأذن له (صلى الله عليه واله) فانصرف ورجع معه جماعة من قومه فدخلوا في الاسلام، فكان الناس اذا نظروا الى الحسن (عليه السلام) قالوا : لقد اعطي ما لم يعط احد من الناس.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.