المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

سرية اُسامة
10-10-2017
عيوب لوحة الترقيم
6-9-2021
الصحافة والرأي العام
2023-05-03
[أفضل الناس]
24-12-2015
دناءة الهمة
6-10-2016
حبة البركة (الكمون الأسود)
24-10-2017


صلاة وكرم الامام (عليه السلام)  
  
3773   04:03 مساءً   التاريخ: 6-03-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج2,ص371-375.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /

قال ابن طلحة رحمه الله تعالى الجود و الكرم غريزة مغروسة فيه و صرفه لصنوف زخارف الدنيا عنه نهج ما زال يقتفيه و إيصال صلاته إلى المعتفين يعتده من مناقب معانيه و إبقاء الأموال عنده يعتقده من مثالب من يعانيه و يرى إخراج الدنيا عنه خير ما يحتقبه من عمله و يجتبيه و حجته في ذلك واضحة فإنه حرام على الولد مجامعة مطلقة أبيه وقد نقل عنه من تتابع إرفاده بموجوده و وقائع استنفاده فيه جل مجهوده ما يشهد له بكرمه و جوده و ينضذه في سلك سجاياه مع ركوعه و سجوده.

فمنها ما نقل عنه (عليه السلام) رواه سعيد بن عبد العزيز قال إن الحسن (عليه السلام) سمع رجلا يسأل ربه تعالى أن يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف الحسن (عليه السلام) إلى منزله فبعث بها إليه.

ومنها أن رجلا جاء إليه (عليه السلام) و سأله حاجة فقال له يا هذا حق سؤالك يعظم لدي و معرفتي بما يجب لك يكبر لدي و يدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله و الكثير في ذات الله عز و جل قليل و ما في ملكي وفاء لشكرك فإن قبلت الميسور و رفعت عني مئونة الاحتفال و الاهتمام لما أتكلفه من واجبك فعلت فقال يا ابن رسول الله أقبل القليل و أشكر العطية و أعذر على المنع فدعا الحسن (عليه السلام) بوكيله و جعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها فقال هات الفاضل من الثلاثمائة ألف درهم فأحضر خمسين ألفا قال فما فعل الخمسمائة دينار قال هي عندي قال أحضرها فأحضرها فدفع الدراهم و الدنانير إلى الرجل فقال هات من يحملها لك فأتاه بحمالين فدفع الحسن (عليه السلام) إليه رداءه لكراء الحمالين فقال مواليه و الله ما بقي عندنا درهم فقال لكني أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم.

ومنها ما رواه أبو الحسن المدائني قال خرج الحسن و الحسين و عبد الله بن جعفر (عليه السلام) حجاجا ففاتهم أثقالهم فجاعوا و عطشوا فمروا بعجوز في خباء لها فقالوا هل من شراب فقالت نعم فأناخوا بها و ليس لها إلا شويهة في كسر الخيمة فقالت احلبوها و امتذقوا لبنها ففعلوا ذلك و قالوا لها هل من طعام قالت لا إلا هذه الشاة فليذبحنها أحدكم حتى أهيئ لكم شيئا تأكلون فقام إليها أحدهم فذبحها و كشطها ثم هيأت لهم طعاما فأكلوا ثم أقاموا حتى أبردوا فلما ارتحلوا قالوا لها نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه فإذا رجعنا سالمين فألمي بنا فإنا صانعون إليك خيرا. ثم ارتحلوا و أقبل زوجها و أخبرته عن القوم و الشاة فغضب الرجل و قال ويحك أ تذبحين شاتي لأقوام لا تعرفينهم ثم تقولين نفر من قريش ثم بعد مدة ألجأتهم الحاجة إلى دخول المدينة فدخلاها وجعلا ينقلان البعر إليها و يبيعانه و يعيشان منه فمرت العجوز في بعض سكك المدينة فإذا الحسن ع على باب داره جالس فعرف العجوز و هي له منكرة فبعث غلامه فردها فقال لها يا أمة الله أ تعرفينني قالت لا قال أنا ضيفك يوم كذا و كذا فقالت العجوز بأبي أنت و أمي لست أعرفك فقال فإن لم تعرفيني فأنا أعرفك فأمر الحسن (عليه السلام) فاشترى لها من شاء الصدقة ألف شاة و أمر لها بألف دينار و بعث بها مع غلامه إلى أخيه الحسين (عليه السلام) فقال بكم وصلك أخي الحسن فقالت بألف شاة و ألف دينار فأمر لها بمثل ذلك ثم بعث بها مع غلام إلى عبد الله بن جعفر (عليه السلام) فقال بكم وصلك الحسن و الحسين (عليهما السلام) فقالت بألفي دينار و ألفي شاة فأمر لها عبد الله بألفي دينار و ألفي شاة و قال لو بدأت بي لأتعبتهما فرجعت العجوز إلى زوجها بذلك.

قلت هذه القصة مشهورة و في دواوين جودهم مسطورة و عنهم (عليه السلام) مأثورة و كنت نقلتها على غير هذه الرواية و إنه كان معهم رجل آخر من أهل المدينة و إنها أتت عبد الله بن جعفر فقال ابدئي بسيدي الحسن و الحسين فأتت الحسن فأمر لها بمائة بعير و أعطاها.

الحسين ألف شاة فعادت إلى عبد الله بن جعفر فسألها فأخبرته فقال كفاني سيداي أمر الإبل و الشاة و أمر لها بمائة ألف درهم و قصدت المدني الذي كان معهم فقال لها أنا لا أجازي أولئك الأجواد في مدى و لا أبلغ عشر عشيرهم في الندى و لكن أعطيتك شيئا من دقيق و زبيب فأخذت و انصرفت. رجع الكلام إلى ابن طلحة رحمه الله.

قال و روي عن ابن سيرين قال تزوج الحسن امرأة فأرسل إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم. قال إشارة عزيزة و عبارة وجيزة كل من علم أن الدنيا غرور و التمتع بها غرور و إمساكها محذور من اغتر بها يجور فإنه يجود ببذلها و لا ترغب نفسه في وصلها و قد كان الحسن (عليه السلام) عارفا بختلها عازفا عن الركون إلى أهلها و كان كثيرا ما يتمثل و يقول:

يا أهل لذات دنيا لا بقاء لها                      إن اغترار بظل زائل حمق

وروى ابن عائشة قال دخل رجل من أهل الشام المدينة فرأى رجلا راكبا بغلة حسنة قال لم أر أحسن منه فمال قلبي إليه فسألت عنه فقيل لي إنه الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فامتلأ قلبي غيظا و حنقا و حسدا أن يكون لعلي (عليه السلام) ولد مثله فقمت إليه فقلت أنت ابن علي بن أبي طالب فقال أنا ابنه فقلت أنت ابن من و من و من و جعلت أشتمه و أنال منه و من أبيه و هو ساكت حتى استحييت منه فلما انقضى كلامي ضحك و قال أحسبك غريبا شاميا فقلت أجل فقال فمل معي إن احتجت إلى منزل أنزلناك و إلى مال أرفدناك و إلى حاجة عاوناك فاستحييت منه و عجبت من كرم أخلاقه فانصرفت و قد صرت أحبه ما لا أحب أحدا غيره.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.