أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-6-2022
1973
التاريخ: 6-03-2015
3767
التاريخ: 6-03-2015
3411
التاريخ: 6-4-2016
3401
|
قال ابن طلحة رحمه الله تعالى الجود و الكرم غريزة مغروسة فيه و صرفه لصنوف زخارف الدنيا عنه نهج ما زال يقتفيه و إيصال صلاته إلى المعتفين يعتده من مناقب معانيه و إبقاء الأموال عنده يعتقده من مثالب من يعانيه و يرى إخراج الدنيا عنه خير ما يحتقبه من عمله و يجتبيه و حجته في ذلك واضحة فإنه حرام على الولد مجامعة مطلقة أبيه وقد نقل عنه من تتابع إرفاده بموجوده و وقائع استنفاده فيه جل مجهوده ما يشهد له بكرمه و جوده و ينضذه في سلك سجاياه مع ركوعه و سجوده.
فمنها ما نقل عنه (عليه السلام) رواه سعيد بن عبد العزيز قال إن الحسن (عليه السلام) سمع رجلا يسأل ربه تعالى أن يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف الحسن (عليه السلام) إلى منزله فبعث بها إليه.
ومنها أن رجلا جاء إليه (عليه السلام) و سأله حاجة فقال له يا هذا حق سؤالك يعظم لدي و معرفتي بما يجب لك يكبر لدي و يدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله و الكثير في ذات الله عز و جل قليل و ما في ملكي وفاء لشكرك فإن قبلت الميسور و رفعت عني مئونة الاحتفال و الاهتمام لما أتكلفه من واجبك فعلت فقال يا ابن رسول الله أقبل القليل و أشكر العطية و أعذر على المنع فدعا الحسن (عليه السلام) بوكيله و جعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها فقال هات الفاضل من الثلاثمائة ألف درهم فأحضر خمسين ألفا قال فما فعل الخمسمائة دينار قال هي عندي قال أحضرها فأحضرها فدفع الدراهم و الدنانير إلى الرجل فقال هات من يحملها لك فأتاه بحمالين فدفع الحسن (عليه السلام) إليه رداءه لكراء الحمالين فقال مواليه و الله ما بقي عندنا درهم فقال لكني أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم.
ومنها ما رواه أبو الحسن المدائني قال خرج الحسن و الحسين و عبد الله بن جعفر (عليه السلام) حجاجا ففاتهم أثقالهم فجاعوا و عطشوا فمروا بعجوز في خباء لها فقالوا هل من شراب فقالت نعم فأناخوا بها و ليس لها إلا شويهة في كسر الخيمة فقالت احلبوها و امتذقوا لبنها ففعلوا ذلك و قالوا لها هل من طعام قالت لا إلا هذه الشاة فليذبحنها أحدكم حتى أهيئ لكم شيئا تأكلون فقام إليها أحدهم فذبحها و كشطها ثم هيأت لهم طعاما فأكلوا ثم أقاموا حتى أبردوا فلما ارتحلوا قالوا لها نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه فإذا رجعنا سالمين فألمي بنا فإنا صانعون إليك خيرا. ثم ارتحلوا و أقبل زوجها و أخبرته عن القوم و الشاة فغضب الرجل و قال ويحك أ تذبحين شاتي لأقوام لا تعرفينهم ثم تقولين نفر من قريش ثم بعد مدة ألجأتهم الحاجة إلى دخول المدينة فدخلاها وجعلا ينقلان البعر إليها و يبيعانه و يعيشان منه فمرت العجوز في بعض سكك المدينة فإذا الحسن ع على باب داره جالس فعرف العجوز و هي له منكرة فبعث غلامه فردها فقال لها يا أمة الله أ تعرفينني قالت لا قال أنا ضيفك يوم كذا و كذا فقالت العجوز بأبي أنت و أمي لست أعرفك فقال فإن لم تعرفيني فأنا أعرفك فأمر الحسن (عليه السلام) فاشترى لها من شاء الصدقة ألف شاة و أمر لها بألف دينار و بعث بها مع غلامه إلى أخيه الحسين (عليه السلام) فقال بكم وصلك أخي الحسن فقالت بألف شاة و ألف دينار فأمر لها بمثل ذلك ثم بعث بها مع غلام إلى عبد الله بن جعفر (عليه السلام) فقال بكم وصلك الحسن و الحسين (عليهما السلام) فقالت بألفي دينار و ألفي شاة فأمر لها عبد الله بألفي دينار و ألفي شاة و قال لو بدأت بي لأتعبتهما فرجعت العجوز إلى زوجها بذلك.
قلت هذه القصة مشهورة و في دواوين جودهم مسطورة و عنهم (عليه السلام) مأثورة و كنت نقلتها على غير هذه الرواية و إنه كان معهم رجل آخر من أهل المدينة و إنها أتت عبد الله بن جعفر فقال ابدئي بسيدي الحسن و الحسين فأتت الحسن فأمر لها بمائة بعير و أعطاها.
الحسين ألف شاة فعادت إلى عبد الله بن جعفر فسألها فأخبرته فقال كفاني سيداي أمر الإبل و الشاة و أمر لها بمائة ألف درهم و قصدت المدني الذي كان معهم فقال لها أنا لا أجازي أولئك الأجواد في مدى و لا أبلغ عشر عشيرهم في الندى و لكن أعطيتك شيئا من دقيق و زبيب فأخذت و انصرفت. رجع الكلام إلى ابن طلحة رحمه الله.
قال و روي عن ابن سيرين قال تزوج الحسن امرأة فأرسل إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم. قال إشارة عزيزة و عبارة وجيزة كل من علم أن الدنيا غرور و التمتع بها غرور و إمساكها محذور من اغتر بها يجور فإنه يجود ببذلها و لا ترغب نفسه في وصلها و قد كان الحسن (عليه السلام) عارفا بختلها عازفا عن الركون إلى أهلها و كان كثيرا ما يتمثل و يقول:
يا أهل لذات دنيا لا بقاء لها إن اغترار بظل زائل حمق
وروى ابن عائشة قال دخل رجل من أهل الشام المدينة فرأى رجلا راكبا بغلة حسنة قال لم أر أحسن منه فمال قلبي إليه فسألت عنه فقيل لي إنه الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فامتلأ قلبي غيظا و حنقا و حسدا أن يكون لعلي (عليه السلام) ولد مثله فقمت إليه فقلت أنت ابن علي بن أبي طالب فقال أنا ابنه فقلت أنت ابن من و من و من و جعلت أشتمه و أنال منه و من أبيه و هو ساكت حتى استحييت منه فلما انقضى كلامي ضحك و قال أحسبك غريبا شاميا فقلت أجل فقال فمل معي إن احتجت إلى منزل أنزلناك و إلى مال أرفدناك و إلى حاجة عاوناك فاستحييت منه و عجبت من كرم أخلاقه فانصرفت و قد صرت أحبه ما لا أحب أحدا غيره.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|