المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ما المقصود باللك Lac؟
11-4-2021
Vulcanization of Rubber
31-1-2017
تعريف الضغوط النفسية
31-8-2020
التنسيق
2-5-2016
أوقات صلاة الفرائض غير اليوم والليلة
2024-05-04
تقاليد المثقفين
11-2-2017


اضطهاد شيعة علي (عليه السلام)  
  
3507   09:05 صباحاً   التاريخ: 5-03-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص335-336.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

بلغ هذا التدبير المشؤوم من قبل معاوية مبلغا بحيث أن الخطيب اذا صعد المنبر لا بد له ان يبتدأ بلعن عليّ و أهل بيته (عليهم السّلام) و البراءة منهم؛ و كان بلاء أهل الكوفة اكثر من سائر البلدان لما بها من كثرة الشيعة و الموالين لأهل البيت، و كان زياد بن أبيه حاكما على البصرة و الكوفة و كان يعرف شيعة عليّ (عليه السلام) رجلا و امرأة صغيرا و كبيرا، لانّه كان واليا لعلي (عليه السلام) سنين متوالية.

فبدأ ذلك الظالم المنافق بالقبض عليهم تحت كل حجر و مدر فقتلهم و أعمى بعضهم بادخال الميل في أعينهم، و قطع أرجل و أيدي البعض الآخر، و صلبهم على جذوع النخل، فكان هذا دأبه حتى لم يبق شيعيّ في العراق الّا و قد قتل أو صلب أو حبس أو فرّ الى البلدان النائية.

و كتب معاوية الى عمّاله و ولاته في جميع الارضين و الامصار: أن لا تجيزوا لأحد من شيعة علي و لا من أهل بيته و لا من أهل ولايته الذين يروون فضله و يتحدثون بمناقبه، شهادة.

وكتب الى عماله، انظروا من قبلكم من شيعة عثمان و محبيه و أهل بيته وأهل ولايته الذين يروون فضله و يتحدثون بمناقبه فأذنوا لهم باقامة مجالسهم و قرّبوهم و شرّفوهم و اكتبوا إليّ بما يروي كل واحد منهم فيه باسمه و أسم أبيه و من هو، حتى أصله بالخلع و الهدايا.

ففعل المنافقون و أهل الدنيا ذلك، و بعث إليهم معاوية بالهدايا و الخلع، و اكثر لهم القطائع و الموالي، فلم يكن أحد يأتي عامل مصر من الامصار و لا قرية فيروي في عثمان منقبة أو يذكر له فضيلة الّا كتب اسمه و قرب و شفع و أخذ الهدايا الكثيرة.

فلبثوا بذلك ما شاء اللّه، ثم كتب الى عماله ان الحديث قد كثر في عثمان و فشا في كل مصر و من كل ناحية فاذا جاءكم كتابي هذا فادعوهم الى الرواية في فضائلي و مناقبي فذلك أحبّ إليّ و أقرّ لعيني و أدحض لحجة أهل بيت النبي و أشدّ عليهم.

فقرأ كل قاض و أمير كتابه على الناس، و أخذ الناس في الرواية فيه و في فضائله و مناقبه حتى كتبت و نشرت في جميع البلدان و كانت تقرأ على المنابر و تعطى الى معلمي الكتاتيب حتى يعلموها صبيانهم كما يتعلمون القرآن و أيضا يعلمون بناتهم و نساءهم حتى تثبت محبة معاوية و عشيرته في قلوبهم.

وكان هذا الى سنة (57) للهجرة قبل موت معاوية بسنة، و في هذه السنة حجّ الحسين (عليه السلام) و ذهب الى مكة و معه عبد اللّه بن جعفر بن عبد اللّه بن عباس و رجال و نساء من بني هاشم مع مواليهم و جمع من الشيعة.

واجتمع في منى اكثر من الف نفر من بني هاشم و غيرهم من الناس عند الحسين ثم أرسل الى الصحابة و التابعين و الانصار المعروفين بالصلاح و السداد و ابنائهم ممن كان هناك و يمكن الوصول إليه فدعاهم.

ثم قام الحسين (عليه السلام) فيهم خطيبا فحمد اللّه و اثنى عليه و صلّى على نبيّه (صلى الله عليه واله) وقال: «أما بعد فانّ هذا الطاغية قد فعل بنا و بشيعتنا ما قد رأيتم و علمتم و شهدتم، و انّي أريد أن أسألكم عن شي‏ء فان صدقت فصدقوني و ان كذبت فكذبوني، اسمعوا مقالتي و اكتبوا قولي ثم ارجعوا الى أمصاركم و قبائلكم فمن آمنتم به من الناس و وثقتم به فادعوهم الى ما تعلمون من حقنا، فانّي أتخوّف أن يدرس هذا الامر و يذهب الحق و يغلب الباطل و اللّه يتمّ نوره ولو كره الكافرون.

فبدأ بالكلام وما ترك شيئا من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) الّا ذكرها واحدة بعد واحدة و ذكر الآيات التي نزلت في حقّ أمير المؤمنين (عليه السلام) و أهل بيته فصدقوه؛ ثم قال: (قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله): من زعم انّه يحبّني و يبغض عليّا فقد كذب ليس يحبّني من يبغض عليّا.

فقال له قائل : يا رسول اللّه، و كيف ذلك؟ (ما الضرر لو أحبّك أحد و أبغض عليّا).

قال: لانّه منّي و أنا منه (و لا يمكن حبّي و بغضي في آن واحد) من أحبّه فقد أحبّني (و من أحبّني فقد أحبّ اللّه) و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه».

فصدّقوه كلّهم، و قال الصحابة : اللهم نعم قد سمعنا، و يقول التابع : اللهم قد حدثنيه من أثق به وأصدقه و آتمنه فقال (عليه السلام) في آخر كلامه : أنشدكم اللّه ألا حدثتم به من تثقون به و بدينه، فسكت (عليه السلام) ثم تفرّق الناس‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.