أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-03-2015
8725
التاريخ: 3-03-2015
18267
التاريخ: 12-08-2015
3746
التاريخ: 3-03-2015
23494
|
نشأ النحو في أحضان البصرة والكوفة كما ذكرنا ، وتطور على أيدي العلماء الخالفين من كلا البلدين حتى وصل الى درجة عالية من النضج والاستقرار ، وذهبت البصرة بالشهرة الكبرى في الميدان ، لكن الكوفة نافستها بحق وبخاصة آخر عهد المدرستين حيث تصدر لإمامة البصرة محمد بن يزيد المبرد (ت 285هـ) ، وحيث رأس علماء الكوفة أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب (ت 291) . وشهدت بغداد نشاطاً حيا في حلقتي هذين العالمين الجليلين ، واشتد بينهما الصراع ، وكثرت المناظرات مما جعل الدارسين يقبلون عليهما كليهما ويأخذون عنهما معاً ، ثم يتخيرون من هذا ومن ذاك ما يراه كل واحد مناسباً لتفكيره واتجاهه .
ازدهر هذا النشاط إذن أواخر القرن الثالث ، وما كاد القرن الرابع يبدأ حتى أخذت مدرسة بغداد تتميز بمنهجها الخاص . ولم يكن هذا المنهج جديداً من حيث الأسس أو طرائق الاستنتاج ، ولكنه منهج ينبني على الانتقاء من المدرستين البصرية والكوفية ، ومن ثم رأينا
ص159
الرواد الأول لمدرسة بغداد يقبلون على الكوفة ويزيدون من الأخذ عنها لكنهم يأخذون عن البصرة ، وإن كان ميلهم الى الكوفة أشد ، وأشهر هؤلاء الرواد ابن كيسان (ت 299هـ) وابن شقير (ت 315) وابن الخياط (ت 320هـ) .
وفي الاتجاه الثاني كان عدد آخر من العلماء يقبلون على البصرة ويأخذون عن الكوفة لكن ميلهم الى البصرة أشد ، وأشهر هؤلاء الزجاجي (ت 337) ، وأبو علي الفارسي (ت 377هـ) وأبو الفتح عثمان بن جني (ت 392هـ) . ويعتبر أبو علي وتلميذه ابن جني مثالا عجيباً على التلمذة والصحبة والنشاط العالية في الدرس اللغوي ، كما أن أعمال ابن جني على وجه الخصوص تمثل تقدماً كبيراً جداً في المنهج وفي الأسلوب وفيما وصل إليه من نتائج بحيث إن كثيراً جداً مما قرره هذا العالم الكبير منذ ألف عام قد وجد قبولاً من أحدث مناهج الدرس اللغوي .
وبعد هذين العالمين بدأ العلماء يتتابعون ـ في بغداد ـ واحداً في إثر واحد ، مع اتجاه اقوى الى مدرسة البصرة ، نذكر لك منهم الزمخشري وابن الشجري وأبا البركات الأنباري وأبا البقاء العكبري وابن يعيش والرضي الإستراباذي .
ص160
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|