أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
8135
التاريخ: 12-08-2015
3672
التاريخ: 3-03-2015
7982
التاريخ: 3-03-2015
1717
|
كانت بغداد حاضرة الخلافة العباسية هي السوق التي كان يروج فيها العلم والأدب، فكان يرتحل إليها العلماء من الأقطار كافة، كل يحمل إليها طابع بلده الخاص، أو بتعبير آخر مدرسة بلده في الفن المختص به، فالتقت لكل علم وفن ألوان وطوابع مختلفات، احتكت وتمازجت وكان منها ألوان جديدة مطبوعة بالسمة البغدادية العامة. وذلك ما كان في النحو، فقد نشر الكوفيون فيها نحوهم وقصدها نحاة بصريون أيضا، ونشأت طبقة جديدة في بغداد اختارت من المذهبين وكونت ما عرف بالمذهب البغدادي الذي أرخه, ووصفه أبو الطيب اللغوي بهذه الكلمات الموجزات:
"فلم يزل أهل المصرين على هذا حتى انتقل العلم إلى بغداد قريبا، وغلب أهل الكوفة على بغداد، وحدثوا الملوك، فقدموهم، ورغب الناس في الروايات الشاذة، وتفاخروا بالنوادر، وتباهوا بالترخيصات، وتركوا الأصول، واعتمدوا على الفروع، فاختلط العلم"(1).
ص93
وما أصدق ما قال هذا اللغوي الحلبي في تصوير الحال.
ولما عرض أبو الطيب لأشهر أعلام المذهب البغدادي، وهو ابن قتيبة، نقده بما لا يخرج عما تقدم فذكر الذين أخذ عنهم، ثم قال: "إلا أنه خلط بحكايات عن الكوفيين لم يكن أخذها عن ثقات, وكان يتسرع في أشياء لا يقوم بها نحو تعرضه لتأليف كتابه في النحو، وكتابه في تعبير الرؤيا، وكتابه في معجزات النبي -صلى الله عليه وسلم- و"عيون الأخبار" و"المعارف" و"الشعر والشعراء" ونحو ذلك مما أزرى به عند العلماء، وإن كان نفق بها عند العامة ومن لا بصيرة له"(2).
وقد عقد ابن النديم لهذه الطبقة بابا عنوانه "من خلط بين المذهبين" عد منهم ابن قتيبة "270" وأبا حنيفة الدينوري "290" وابن كيسان "320" ومحمد بن أحمد بن منصور الوراق "320" ونفطويه "233"(3).
ونستطيع أن نزيد على هؤلاء: سليمان الحامض "305" وأبا علي الأصفهاني الملقب بلغدة، وابن السراج "316"، وأبا بكر بن الخياط "320" وأبا عبد الله الكرماني "329" وكلاب بن حمزة العقيلي وغيرهم, وللكشي كتاب "تخليط المذهبين". والطابع البصري أغلب على ما يسمى بالمذهب البغدادي في الجملة كما هو الشأن في بقية الأمصار. ولا عجب
ص94
في ذلك؛ فإن الأصالة التي فيه فرضت نفسها كما يقولون، وكان مما أخذ من المذهب الكوفي مسائل اتجهوا فيها اتجاها أصح وأيسر.
وانتهينا إلى لزوم تصحيح التسمية الشائعة: المذهب البصري والمذهب الكوفي والمذهب البغدادي، وأن الأصوب أن يقال: نحاة بصريون, ونحاة كوفيون, ونحاة بغداديون ... إلخ, يختلف سهم كل فريق من حيث النزعة السماعية والنزعة القياسية عن نصيب غيره كما وكيفا.
ص95
_________________
(1) مراتب النحويين ص90, وانظر فيه أيضا ص101 حيث يقول: "بغداد مدينة ملك وليست بمدينة علم, وما فيها من العلم فمنقول إليها ... إلخ" .
(2) المصدر السابق ص85.
(3) الفهرست ص115, وقال ابن النديم: "كان ابن قتيبة يغلو في البصريين إلا أنه خلط بين المذهبين، وحكى في كتبه عن الكوفيين, وكان صادقا فيما يرويه، عالما باللغة والنحو وغريب القرآن ومعانيه، والشعر والفقه، كثير التصنيف والتأليف, وكتبه في الجبل مرغوب فيها". وانظر في هذا المصدر ترجمة نفطويه أيضا.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|