المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



الخليل (نشاطه العقلي والعلمي)  
  
2308   06:26 مساءاً   التاريخ: 27-02-2015
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : المدارس النحوية
الجزء والصفحة : ص30 -33
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / المدرسة البصرية / أهم نحاة المدرسة البصرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-03-2015 1597
التاريخ: 12-08-2015 1289
التاريخ: 27-02-2015 2309
التاريخ: 27-03-2015 2402

 نشاطه العقلي والعلمي

هو الخليل(1) بن احمد الفراهيدي البصري ، عربي من أزدعمان ، ولد سنة مائة للهجرة ، وتوفي سنة مائة وخمس وسبعين، ومنشؤه ومرباه وحياته في البصرة ، وقد أخذ يختلف منذ نعومة أظفاره الى حلقات المحدثين والفقهاء وعلماء اللغة والنحو ، وأكب إكباباً على حلقات أستاذيه عيسى بن عمر وأبي عمر وبن العلاء ، كما أكب على نقل من علوم الشعوب المستعربة ، وخاصة العلوم الرياضية ، وكان صديقاً لابن المقفع مواطنه ، فقرأ كل ما ترجمه وخاصة منطق أرسططاليس ، كما قرأ ما ترجمه غيره من علم الإيقاع الموسيقى عند اليونان ، وحذق هذا العلم حذقاً جعله يؤلف فيه كتاباً كان الأصل الذي اعتمد عليه إسحق الموصلي في تأليف كتابه الذي صنفه في النغم واللحون.

وكان عقل الخليل من العقول الخصبة النادرة ، فهو لا يلم بعلم حتى يلتهمه التهاماً ، بل حتى يستوعبه ويتمثله وينفذ منه الى ما يفتح به أبوابه الموصدة ، وحقاً ما قاله ابن المقفع فيه من أن عقله كان أكثر من عمله ، وهو عقل جعله يتصل بكل علم ويحوز لنفسه منه كل ما ينبغي من ثراء في التفكير ودقة في الاستنباط ،

ص30

دقة تذهل كل من يقف على وضعه لعروض الشعر ورفعه لصرح النحو ورسمه المنهج الذي الف عليه معجم العين أول معجم في العربية . ولما أدركته الشهرة لم يستغلها لنفسه وتحقيق ما حققه بعض معاصريه من الثراء العريض ، بل مضى مزدريا للشهرة وما قد يطوى فيها من مجد مادي ، مكتفياً بكفاف العيش ، وفي ذلك يقول النضر بن شميل أحد تلاميذه : " أقام الخليل في خص من أخصاص البصرة لا يقدر على فلس وأصحابه يكسبون بعلمه الأموال " .

وعلى هذا النحو كان يزدري الخليل متاع الحياة الدنيا الذي كان الناس يشغفون به من حوله ، ومتاع واحد هو الذي كان يلتمسه ويسعى إليه ويلح في السعي ، هو المتاع العقلي الذي جعله بتكلف الجهد العنيف الممض في فتح أبواب العلوم اللغوية التي طال على العلماء من قبله ومن حوله قرعها دون أن تنفتح لهم ، حتى إذا مستها عصاه السحرية انفتحت أغلاقها وفارقتها طلاسمها ، وذلت له وانقادت . وأول ما يلاحظ من ذلك اكتشافه علم العروض اكتشافاً ليس له سابقة ولا تدانيه لاحقة ، إذ استطاع أن يرسمه بكل أوزانه وحدوده وتفاعليه وتفاريعه ، غير مسبق لمن جاءوا بعده شيئاً يضيفونه إليه . وهو يحمل في تضاعيفه ما يشهد يتمثله تمثلاً رائعاً للنغم وعلم الإيقاع ومواضعه ، كما يحمل ما يشهد ما يشهد لنظريات العلوم الرياضية في عصره علماً وفقها وتحليلاً ، وخاصة نظريتي المعادلات ، والتباديل والتوافيق ، فقد اشتق له تفاعيل خاصة ، وأدارها في دوائر كدوائر المهندسين مستخدماً إشارات من النقط والحلقات تصور ما يجري في التفعيلات من زحافات ، كما تفسح لأجزائها في التقدم والتأخر ، بحيث تجمع الأوزان العروضية التي عرفها العرب ومالا يُحصى من أوزان جديدة لم يعرفوها ولا ألفوها ، مما أتاح للعباسيين أن ينظموا على أوزان جديدة أهملها أسلافهم ولم يدعوا فيها شيئاً من منظوماتهم .

ولم يستغل الخليل نظرية التباديل والتوافيق الرياضية في وضعه علم العروض فحسب ، فقد استغلها أيضاً في وضع منهج قويم لمعجم العين المشهور ، إذ بناه على تقليب كل الصيغ الأصلية ، بحيث تندرج فيه مع كل كلمة الكلمات الأخرى التي تجمع حروفها وتختلف في ترتيبها بتقديم بعض منها على بعض ،

ص31

فكتب مثلا يوضع معها : كبت ،  وتكب ، وتبك ، وبكت ، وبتك . وبذلك حصر في المعجم جميع الكلمات التي يمكن أن تقع في العربية ، مميزاً دائماً بين ما استعملته العرب منها وما اهملته ولم تنطق به ، على نحو ما ميز في العروض بين الأوزان المستعملة والأخرى المهملة . ورأى أن يكون ترتيب الكلمات في المعجم على مخارج الحروف ومواقعها من الجهاز الصوتي وهو الحلق واللسان والفم والشفتان ، بادئاً بحرف العين وبه سماء . وهو صنيع يلتقي فيه بصنيع الهنود في ترتيبهم لحروف لغتهم السنسكريتية وربما عرف ذلك من بعض نازلتهم في موطنه ،وهي في معجمه مرتبة على هذا النحو(2) :

العين ، الحاء ، الهاء ، الخاء ، الغين ، القاف ، الكاف ، الجيم ، الشين ، الضاد ، الصاد، السين ، الزاي ، الطاء ، الدال ، التاء ، الظاء ، الذال ، الثاء ، الراء ، اللام ، النون ، الفاء ، الباء ، الميم ، الياء ، الواو ، الألف .

وهو  ترتيب أساسه كما ذكرنا آنفاً مخارج الحروف ومدارجها ، وهي عنده سبعة عشر مخرجاً موزعة على الجوف والحلق وأول الفم ومناطق اللسان وحافته وطرفه والثنايا والشفة السفلى والشفتين . واتهم القدماء مادة هذا المعجم وقالوا إنها ليست قوية(3) ، غير أنهم اتفقوا على أنه هو الذي رسم منهجه له ، لما لاحظوه من التقاء منهجه بمنهج علم العروض الذي رسمه ، وقيام المنهجين جميعاً على أساس نظرية التباديل والتوافيق الرياضية .

ويظهر أنه عرف المباحث الصوتية عند الهنود وكانت قد نمت عندهم نمواً واسعاً(4) ، وأضاف على ضوئها مادة صوتية غزيرة نقل منها تلميذه سيبويه في كتابه نقولاُ كثيرة ، كما نقلت منها الكتب المتأخرة ، وهي ترد الى ثلاثة جوانب ، أولها ذوق أصوات الحروف عن طريق فتح الفم بألف مهموزة يليها الحرف المذاق ساكناً ، فيقال في الباء أب وفي التاء أت وهلم جرا(5) . وبذلك يتضح صوت الحرف بالوقوف عليه عليه ساكناً والمكث عنده قليلاً ، بخلاف ما

ص32

لو وصل بحرف بعده فإننا حينئذ لا نتمكن من إشباع الصوت ، إذ نتهيأ للنطق بصوت الحرف التالي له . وثاني هذه الجوانب وصف الأجراس الصوتية للحروف من همس وجهر وشدة ورخاوة واستعلاء واستفال ، مما يتناثر في صحف كتاب سيبويه ، وجعله ذلك يقف عند أصوات الحركات وما يداخلها من إمالة وروم وإشمام . والإمالة معروفة، الروم حركة مختلسة ضعيفة ، اما الإشمام فهو ان تذيق الحرف الضمة او الكسرة بحيث لا تكاد تُسمع وإنما ترى في حركة الشفة ، فهو أقل من الروم همساً وخفة . وأما الجانب الثالث فهو ما يحدث للصوت في بنية الكلمة من تغير يفضى الى القلب أو الحذف أو الإعلال أو الإبدال أو الإدغام ، وقد عرض على هذا الجانب مادة اللغة عرضاً تدافعت سيوله وأمواجه تدافعاً عند سيبويه . وجعله عمق نظره في هذه الجوانب الصوتية وخاصة الجانب الثاني يحاول أن يصوغ شكل الاصوات صياغة دقيقة ، مما جعله يدخل على النقط أو الإعجام علامات للروم والإشمام والتشديد والهمزة المتصلة والمنقطة(6) ، واخترع علامات الضبط التي لا تزال نستعملها الى اليوم إذ أخذ من حروف المد صورها مصغرة للدلالة عليها ، فالضمة واو صغيرة في أعلى الحرف لئلا تلتبس بالواو المكتوبة ، والكسرة ياء متصلة تحت الحرف ، والفتحة ألف مبطوحة فوقه(7) . وكان له في النقط والشكل كتاب اتخذه الأسلاف إمامهم مُدداً متطاولة من الزمن . وما زال يوالي هذا النشاط العقلي والعلمي حتى توفى سنة 175 للهجرة .

___________________

(1) انظر في ترجمة الخليل أبا الطيب اللغوي ص 27 والزبيدي ص 43 والسيرافي ص 38 ونزهة الألباء ص 45 والأنساب للسمعاني الورقة 421 ومعجم الأدباء 11 /72 ومقدمة تهذيب اللغة للأزهري وابن خلكان في الخليل وإنباء الرواة 1 /341 وتهذيب الأسماء واللغات 1 /177 وتهذيب التهذيب 3 /163 وطبقات القراء لابن الجزري 1 /275 وسرح العيون لابن نباتة (طبعة دار الفكر العربي) ص 268 ومرآة الجنان 1 /362 وشذرات الذهب 1 /275 وروضات الجنات ص 272 وبغية الوعاة ص 243 .

(2)  انظر ذلك في مقدمة لسان العرب .

(3) المزهر للسيوطي (طبعة الحلبي) 1 /77 وما بعدها .

(4) راجع التطور النحوي للغة العربية لبرجثتراسر ص 5 .

(5)  مقدمة لسان العرب .

(6)  المحكم في نقط المصاحف للداني ص 6 .

(7) الداني ص 7 .




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.