المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



فوائد المال و آفاته‏  
  
2210   05:48 مساءً   التاريخ: 22-4-2019
المؤلف : العلامة المحدث الفيض الكاشاني
الكتاب أو المصدر : الحقائق في محاسن الاخلاق
الجزء والصفحة : ص‏114-116
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /

أنّ مثل المال مثل حيّة فيها سمّ و ترياق ، ففوائدها ترياقها و غوائلها سمومها فمن عرف غوائلها و فوائدها أمكنه أن يتحرز من شرّها و يستدرّ منها خيرها.

و اما الفوائد فهي تنقسم إلى دنيوية و دينيّة ، أما الدّنيوية فلا حاجة إلى ذكرها فان معرفتها مشتركة بين أصناف الخلق ، و لو لا ذلك لم يتهالكوا على طلبها ، و أما الدينية فهي ثلاثة أنواع :

الّاول أن ينفقه على نفسه إما في عبادة او في استعانة على عبادة و الثاني ما يصرف إلى النّاس و هي أربعة أقسام : الصّدقة ، و المروة , و وقاية العرض ، و اجرة الاستخدام أما الصدقة فلا يخفى ثوابها و انها لتطفي غضب الرّب و أما المروة فنعني بها صرف المال إلى الأغنياء و الأشراف في ضيافة و هدية و اعانة و ما يجري مجراه ممّا يكتسب به العبد الاخوان و الاصدقاء و يكتسب به صفة السّخاء ، فانّه لا يوصف بالجود إلا من يصطنع المعروف و يسلك سبيل الفتوة و المروّة ، و هذا أيضا مما يعظم الثواب فيه فقد وردت أخبار كثيرة في الهداية و الضّيافات و إطعام الطعام من غير اشتراط الفقر و الفاقة في مصارفها.

وأما وقاية العرض فنعني بها بذل المال لدفع هجو الشعراء و ثلب‏(1) , السفهاء و قطع ألسنتهم و دفع شرهم و هذا أيضا مع تنجز فائدته في العاجلة من الحظوظ الدّينية قال رسول اللّه‏ (صلى الله عليه واله): «ما و قى المرء به عرضه فهو له صدقة»(2) , و أما الاستخدام فهو ان الأعمال التي يحتاج اليها الانسان لتهيئة أسبابه كثيرة و لو تولاه بنفسه لضاعت أوقاته و تعدر عليه سبيل الاخرة بالفكر و الذكر الذين هما أعلى مقامات السالكين.

النوع الثالث ما لا يصرفه الانسان إلى إنسان معين و لكن يحصل به خير عام ، كبناء المساجد و القناطير و الرّباطات و دار المرضى و نصب الجباب في الطرق و غير ذلك من الأوقات المرصدة للخيرات المؤبدّة الدارة بعد الموت المستجلبة بركة ادعية الصّالحين إلى أوقات متمادية.

فهذه جملة فوائد المال في الدين سوى ما يتعلّق بالحظوظ العاجلة من الخلاص من ذل السؤال و حقارة الفقر و الوصول إلى العزّ و المجد بين الخلق و كثرة الاخوان و الأعوان و الأصدقاء و الوقار و الكرامة في القلوب.

وأما الافات فدينيّة و دنيويّة أما الدينيّة فثلاثة أنواع :

الاول انه تجر إلى المعاصي ، فان الشّهوات متقاضية و العجز قد يحول بين المرء و بين المعصية و من العصمة أن لا تقدر ، و مهما كان الانسان آيسا عن نوع من المعصية لم تتحرك داعيته إليها فاذا استشعر القدرة عليه انبعثت الداعية ، و المال نوع من القدرة يحرك داعية المعاصي و ارتكاب الفجور فان اقتحم ما اشتهاه هلك   و إن صبر وقع في شدة، إذ الصّبر مع القدرة أشد و فتنة السّراء أعظم من فتنة الضراء.

الثّاني أن يجر إلى التنعم في المباحات و هذا أقل الدرجات فمتى يقدر صاحب المال على أن يتناول خبز الشعير و يلبس الثوب الخشن و يترك لذائذ الأطعمة كما كان يقدر عليه سليمان في ملكه ، فأحسن أحواله أن يتنعّم بالدنيا و يمرن عليه نفسه فيصير التنعم مألوفا عنده و محبوبا لا يصبر عنه و يجرّه البعض منه إلى البعض ، و إذا اشتد انسه به و ربما لا يقدر على التوصّل إليه بالكسب الحلال فيقتحم الشبهات و يخوض في المرايات و المداهنة و الكذب و النفاق و ساير الأخلاق الردّية لينتظم له أمر دنياه و تيسّر له تنعمه ، فان من كثر ماله كثرت حاجته الى الناس ، و من احتاج إلى النّاس فلا بد أن ينافقهم و يعصي اللّه في طلب رضاهم فان سلم من الافة الاولى‏ و هي مباشرة المحظورات فلم يسلم عن هذه اصلا ، و من الحاجة إلى الخلق تثور العداوة و الصداقة و يبتني عليه الحسد و الحقد و الرّياء و الكبر و الكذب و الغيبة و النميمة و ساير المعاصي التي تختص بالقلب و اللسان ، و لا يخلو عن التعدي أيضا إلى ساير الجوارح ، وكلّ ذلك يلزمه من شؤم المال و الحاجة إلى حفظه و إصلاحه.

الثالث و هو الذي لا ينفك عنه أحد و هو أنه يلهيه اصلاح ماله عن ذكر اللّه تعالى و كل ما يشغل عن اللّه فهو خسران.

ولذلك قال عيسى (عليه السلام): «في المال ثلاث خصال : أن يأخذه من غير حله فقيل إن أخذه من حله   قال : يضعه في غير حقّه فقيل : إن وضعه في حقّه ، فقال : يشتغله اصلاحه عن ذكر اللّه»(3).

وهذا هو الداء العضال ، فان أصل العبادات و مخها و سرّها ذكر اللّه تعالى و الفكر في جلاله و ذلك يستدعي قلبا فارغا ، و صاحب الضيعة يمسي و يصبح متفكرا في خصومة الفلاح و محاسبته و خيانته ، وخصومة الشّركاء و منازعتهم في الماء و الحدود ، و خصومة أعوان السّلطان في الخراج ، و خصومة الاجراء في التقصير في العمارة ، و صاحب التجارة يكون متفكرا في خيانة شريكه و انفراده بالربح و تقصيره في العمل و تضييعه المال ، و كذلك صاحب المواشي و هكذا ساير أصناف الأموال.

وأبعدها عن كثرة الشغل النقد المكنوز تحت الأرض ، ولا يزال بالفكر متردّدا فيما يصرف إليه و في كيفية حفظه و في الخوف ممن يعثر عليه ، و في دفع اطماع الناس عنه ، و أودية أفكار أهل الدّنيا لا نهاية لها ، و الذي معه قوت يومه أو سنته في سلامة عن جميع ذلك.

فهذه جملة الافات الدينيّة سوى ما يقاسيه أرباب الأموال من الخوف و الحزن و الغم و الهمّ و التعب في دفع الحساد و حفظ الأموال و كسبها ، فاذن ترياق المال أخذ القوت و صرف الباقي في الخيرات ، و ما عداها سموم و آفات.

__________________

(1) ثلبه ثلبا : أعابه و نقصه. م.

(2) احياء علوم الدين : ج 3 , ص 222 , و تنبيه الخواطر : ج1 , ص 160.

(3) تنبيه الخواطر : ج1 ص 162.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.