أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-9-2020
1631
التاريخ: 1-5-2021
2446
التاريخ: 4-1-2020
1673
التاريخ: 2023-04-09
1094
|
إستدلّ البعض برواياتٍ يظهر منها أنّ الأخلاق غير قابلةٍ للتغيير ، ومنها :
1 ـ الحديث المعروف الوارد عن الرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، حيث قال : «النّاسُ مَعادِنٌ كَمَعادِنِ الذَّهبِ وَالفِضَّةِ ، خِيارُهُم فِي الجَاهِليّةِ خِيارُهُم فِي الإسلامِ».
2 ـ الحديث الآخر الوارد أيضاً عن الرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) : «إذا سَمِعتُم أَنَّ جَبَلاً زالَ عَن مَكانِهِ فَصدِّقُوهُ ، وَإذا سَمِعتُم بِرَجُلٍ زَالَ عَن خُلقِهِ فَلا تُصَدِّقُوهُ! فإنَّهُ سَيعُودُ إلى ما جُبِلَ عَلَيهِ» ([1]).
الجواب : إنّ تفسير مثل هذهِ الروايات ، وبالنّظر للأدلة السّابقة ، والروايات التي تصرّح بإمكانية تغير الأخلاق ، ليس بالأمر العسير ، لأنّ النّقطة المهمّة والمقبولة في المسألة ، أنّ نفوس الناس بالطبع متفاوتة ، فبعضها من ذَهبٍ والبعض الآخر من فضّةٍ ، ولكنّ هذا لا يدلّ على عدم إمكانية تغيير هذه النفوس والطبائع.
وبعبارةٍ اخرَى : إنّ مثل هذهِ الصّفات النّفسية في حدّ المقتضي : ليس علّةً تامّةً ، ولذلك رأينا وبالتجربة أشخاصاً تغيّرت أخلاقهم بالكامل ، ويعود الفضل في ذلك للتربية والتعليم.
وعلاوةً على ذلك ، إنّنا إذا أردنا أن نعمّم الحكم ، في الحديث الشّريف ، على جميع النّاس ، فهذا يعني أنّهم كلّهم ذَووا خُلقٍ حَسنٍ. فبعضهم حسنٌ والبعض الآخر أحسَن ، (كما هو الحال في الذّهب والفضّة). وعليه فَلَن يبقى مكانٌ للأخلاق السّيئة في طبع الإنسان. (فتأمّل).
وبالنّسبة للحديث الثاني ، نرى أنّ المسألة أيضاً هي من باب المُقتضي ، وليس علّةً تامّةً ، أو بعبارة اخرَى : إنّ الحديث ناظرٌ لأغلبية الناس ، وليس جميعهم ، وإلّا لخالف مضمون الحديث ، صريح التّأريخ ، الذي حكى لنا قَصصاً حقيقيّةً عن أفرادٍ إستطاعوا تغيير أنفسهم وبقوا على ذلك حتّى الممات.
ولخالف أيضاً التّجارب اليوميّة ، التي رأينا فيها الكثير من الأشخاص الفاسدين ، غيّروا طريقة حياتهم بسبب التّعليم والتربية ، وإستمروا يسيرون في خطّ الهداية والصّلاح حتى الممات.
وخُلاصة القول : أنّه وفي نفس الوقت الذي تختلف فيه سَجايا النّاس ، لا يوجد أحد مجبور على الرّذائل والأخلاق السّيئة ، وكذلك الحال بالنسبة للأخلاق الحسنة ، فذَوُوا السّجايا الطيّبة إذا ما إتّبعوا هواهم ، سيسقطون إلى الحضيض ، وذَووا السّجايا الخبيثة ، قادرون على بناء أنفسهم وذاتهم ، من موقع التّهذيب والتزكية ، والوصول إلى أعلى درجات الكمال الرّوحي.
ويجب التّنويه إلى أنّ بعض الأفراد الفاسدين والمفسدين ، ولأجل توجيه أعمالهم المخالفة للطريق السّليم ، يتذرّعون بحججٍ واهيةٍ من هذا القبيل ؛ وأنّ الله تعالى قد جَبَلنا على ذلك الخُلق السّيء. وإن شاء أن يُغيّرنا لفعل؟! ....
وعلى كلّ حال ، فإن الإعتقاد بعدم إمكانيّة تغيير الأخلاق ، ليس له نتيجةٌ إلّا الوقوع في وادي الإعتقاد بالَجبر ، ورفض ما دعا إليه الأنبياء ، والقول بأنّ سعي علماء الأخلاق وأطّباء النفس في إصلاح النفوس ، هو سعيٌ غير مثمر ، ويترتب على ذلك بالتّالي فساد المجتمعات البشرية.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|