المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الكلمات التي تشفي من هوس (حسنا)
30-4-2017
التحويل لدى المـصارف بسعر السوق في حالة تغيير الأسعار في "السوق الوسيط"
2024-05-09
Maori English: phonology Background
2024-04-22
MUSCARINIC AGONISTS
8-10-2017
التطفل المدمر Destructive Parasitism
19-1-2018
Sierpiński Number of the First Kind
15-12-2020


الأقوال في الرأس‏ - رأس الحسين -  
  
2608   02:08 صباحاً   التاريخ: 18-4-2019
المؤلف : السيد نعمة الله الجزائري .
الكتاب أو المصدر : رياض الابرار
الجزء والصفحة : ج‏1، ص250-256.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016 3739
التاريخ: 18-10-2015 3645
التاريخ: 8-04-2015 3521
التاريخ: 29-3-2016 3484

قال ابن نما: و أمّا الرأس الشريف اختلف الناس فيه، فقال قوم: إنّ عمر بن سعد دفنه بالمدينة لأنّ يزيد أرسل الرأس إلى المدينة بشارة للناس بذلك.

و عن منصور بن جمهور: إنّه دخل خزانة يزيد ثمّ اخرج بعده و دفن بدمشق عند باب مراديس عند برج الثالث كما بيّن مشرف، و حدّثني جماعة من أهل مصر أنّ مشهد الرأس عندهم يسمّونه المشهد الكريم عليه من الذهب شي‏ء كثير يقصدونه في المواسم و يزورونه و يزعمون أنّه مدفون هناك، و الذي عليه المعوّل من الأقوال إنّه أعيد إلى الجسد بعد أن طيف به في البلاد و دفن معه.

و قال السيّد طاب ثراه: فأمّا رأس الحسين (عليه السّلام) فروي إنّه اعيد و دفن بكربلاء مع جسده الشريف، و كان عمل الطائفة على هذا المعنى.

و روى أبو العلاء الحافظ: إنّه دفن بالبقيع عند قبر أمّه فاطمة (عليها السّلام)‏ .

و ذكروا أنّ سليمان بن عبد الملك بن مروان أخرج الرأس من خزائن بني أميّة و دفنه بدمشق في مقابر المسلمين، فلمّا ولّي ابن عبد العزيز نبشه و أخذه، و اللّه أعلم ما صنع به، فالظاهر من دينه إنّه بعثه إلى كربلاء فدفن مع جسده (عليه السّلام).

هذه الأقوال للعامّة و المشهور بين علماء الطائفة: إنّه دفن مع جسده ردّه عليّ بن الحسين.

و في أخبار كثيرة: إنّه دفن عند قبر أمير المؤمنين (عليه السّلام)‏ .

و روي إنّ يزيد بعث عليّ بن الحسين و النساء إلى المدينة و مرّوا على كربلاء فوجدوا جابر بن عبد اللّه الأنصاري و جماعة من بني هاشم أتوا إلى زيارة قبر الحسين (عليه السّلام) و اجتمع‏ عليهم نساء تلك القرى و تلاقوا بالبكاء و الحزن و اللطم و أقاموا المآتم المقرحة للأكباد .

و عن أبي حبّاب الكلبي قال: حدّثنا الجصّاصون قالوا: كنّا نخرج إلى الجبّانة في الليل عند مقتل الحسين (عليه السّلام) فنسمع الجنّ ينوحون عليه فيقولون، شعر:

مسح الرسول جبينه فله بريق في الخدود           أبواه من عليا قريش جدّه خير الجدود

فانفصلوا من العراق إلى المدينة، فلمّا قرب عليّ بن الحسين (عليه السّلام) من المدينة ضرب فسطاطه و نزل و قال: يا بشير رحم اللّه أباك لقد كان شاعرا، فهل تقدر على شي‏ء منه؟

قلت: بلى إنّي شاعر، قال: فادخل المدينة وانع أبا عبد اللّه، قال: فدخلت المدينة راكبا، فلمّا بلغت مسجد النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) رفعت صوتي بالبكاء و قلت شعر:

يا أهل يثرب لا مقام لكم بها                قتل الحسين فأدمعي مدرار

الجسم منه بكربلا مضرّج‏                  و الرأس منه على القناة يدار

ثمّ قلت: هذا عليّ بن الحسين مع نسائه نزلوا بساحتكم و أنا رسوله إليكم أخبركم بقدومه، فما بقيت في المدينة مخدّرة إلّا برزن من خدورهنّ مكشوفة شعورهنّ مخمّشة وجوههنّ ضاربات خدودهنّ، فلم أر باكيا أكثر من ذلك اليوم و سمعت جارية تنوح على الحسين و تقول، شعر:

نعى سيّدي ناع نعاه فأوجعا                 و أمرضني ناع نعاه فأفجعا

فعيناي جودا بالدموع و اسكبا              وجودا بدمع بعد دمعكما معا

على من دعى عرش الجليل فأفزعا                 فأصبح هذا المجد و الدّين أجدعا

على ابن نبيّ اللّه و ابن وصيّه‏             و إن كان عنّا شاحط الدار شسعا

فخرج الناس من المدينة إلى عليّ بن الحسين، فأتيت إليه و هو داخل الفسطاط فخرج يبكي و ارتفعت أصوات الناس بالبكاء، فأشار إلى الناس بالسكوت. ثمّ خطب و قال في خطبته: أيّها الناس إنّ للّه و له الحمد ابتلانا بمصائب جليلة و ثلمة في الإسلام عظيمة؛ قتل أبو عبد اللّه و عترته و سبي نساؤه و صبيته و داروا برأسه في البلدان من فوق عامل السنان، فأيّ عين منكم تحبس دمعها عن انهمالها فلقد بكت السبع الشداد لقتله و بكت البحار بأمواجها و السماوات بأركانها و الأرض بأرجائها و الأشجار بأغصانها و الحيتان و لجج البحار و الملائكة المقرّبون و أهل السماوات أجمعون، أيّها الناس أصبحنا مطرودين مشردّين مبعدين عن الأمصار كأنّا أولاد ترك و كابل من غير جرم اجترمناه و لا مكروه ارتكبناه، و اللّه لو أنّ النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) تقدّم إليهم في قتالنا كما تقدّم إليهم في الوصاية بنا لما ازدادوا على ما فعلوا بنا، فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون من مصيبة ما أعظمها و أوجعها و أفجعها .

و روي عن الصادق (عليه السّلام): أنّ زين العابدين (عليه السّلام) بكى على أبيه أربعين سنة صائما نهاره قائما ليله، فإذا حضر الإفطار جاء غلامه بطعامه و شرابه فيقول: كل يا مولاي فيقول: قتل ابن رسول اللّه جائعا، قتل ابن رسول اللّه عطشانا، فيكرّر ذلك و يبكي حتّى يبل طعامه من دموعه ثمّ يمزج شرابه بدموعه، فلم يزل كذلك حتّى لحق باللّه عزّ و جلّ.

و روي أنّه قال له: يا سيّدي أما آن لحزنك أن ينقضي و لبكائك أن يقلّ؟

فقال لي: ويحك إنّ يعقوب كان نبيّا ابن نبيّ كان له اثنا عشر ابنا، فغيّب اللّه سبحانه واحدا منهم فشاب رأسه من الحزن واحدودب ظهره من الغمّ و ذهب بصره من البكاء و ابنه حيّ في دار الدّنيا، و أنا فقدت أبي و أخي و سبعة عشر من أهل بيتي صرعى مقتولين فكيف ينقضي حزني و يقلّ بكائي؟

و عن الرضا (عليه السّلام) تقريرا: أنّ زين العابدين (عليه السّلام) كان في حبس ابن زياد و قد أمكنه اللّه تعالى، فخرج و ولّى تجهيز أبيه الحسين (عليه السّلام) لأنّ الإمام لا يلي أمره و دفنه إلّا إمام مثله.

و في الكافي عن عبد اللّه الأودي قال: لمّا قتل الحسين (عليه السّلام) أراد القوم أن يوطئوه الخيل.

فقالت فضّة لزينب: يا سيّدتي إنّ سفينة كسرت به في البحر فخرج به إلى جزيرة فإذا هو بأسد فقال: يا أبا الحارث أنا مولى رسول اللّه، فهمهم بين يديه حتّى وقفه على الطريق و الأسد رابض في ناحيته، فدعيني أمضي إليه فأعلمه ما هم صانعون غدا، قال: فمضت إليه فقالت: يا أبا الحارث فرفع رأسه، ثمّ قالت: أتدري ما يريدون أن يعملوا غدا بأبي عبد اللّه؟

يريدون أن يوطئوا الخيل ظهره قال: فمشى حتّى وضع يديه على جسد الحسين (عليه السّلام)، فأقبلت الخيل، فلمّا نظروا إليه قال لهم عمر بن سعد لعنه اللّه: فتنة لا تثيروها انصرفوا، فانصرفوا.

تقول: سفينة بفتح (السين) و كسر (الفاء) مولى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) و قد كسرت به السفينة في البحر، فخرج على جزيرة من جزائر البحر و دلّه الأسد على الطريق‏ .

و عن عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) قال: لمّا قتل الحسين (عليه السّلام) جاء غراب فتمرّغ في دمه ثمّ طار فوقع بالمدينة على جدار فاطمة بنت الحسين فنظرت إليه و بكت و قالت، شعر:

نعب الغراب فقلت من تنعاه ويلك يا غراب‏                  قال الإمام فقلت من قال الموفّق للصواب‏

إنّ الحسين بكربلاء بين الأسنّة و الضراب‏ فنعته لأهل المدينة فقالوا: قد جاءتنا بسحر عبد المطّلب، فما كان بأسرع أن جاءهم الخبر بقتل الحسين (عليه السّلام)‏ .

و روي أنّه لمّا حمل رأسه إلى الشام جنّ عليهم الليل فنزلوا عند رجل من اليهود، فلمّا شربوا و سكروا قالوا: عندنا رأس الحسين، فقال: أروه لي و هو في الصندوق يسطع منه، النور فاستودعه اليهودي منهم و قال للرأس: اشفع لي عند جدّك، فقال الرأس: إنّما شفاعتي للمحمّديّين و لست بمحمّدي فجمع اليهود أقرباءه فوضع الرأس في طشت و صبّ عليه ماء الورد و وضع عليه العنبر و قال لأقربائه: هذا رأس ابن بنت محمّد ثمّ قال: يا لهفاه حيث لم أجد جدّك محمّدا فأسلم على يديه و لم أجدك حيّا فأسلم على يديك و أقاتل بين يديك لتشفع لي يوم القيامة، فقال الرأس: إن أسلمت فأنا لك شفيع، فأسلم الرجل و أقرباؤه.

و لعلّ هذا اليهودي كما قيل كان شاعر قنسرين، لأنّه أسلم بسبب رأس الحسين (عليه السّلام) و جاء ذكره في المراثي و الأشعار .

و عن الحلبي عن أبي عبد اللّه (عليه السّلام) قال: قلت جعلت فداك ما تقول فيمن ترك زيارة

الحسين (عليه السّلام) و هو يقدر على ذلك؟

قال: إنّه قد عقّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) و عقنا و استخف بأمر هو له، و من زاره كان اللّه له من وراء حوائجه و كفى ما أهمّه من أمر دنياه، و إنّه ليجلب الرزق على العبد و يخلف عليه ما أنفق و يغفر له ذنوب خمسين سنة و يرجع إلى أهله و ما عليه وزر و لا خطيئة فإن هلك في سفره نزلت الملائكة فغسلته و فتح له باب إلى الجنّة يدخل عليها روحها حتّى ينشر، و إن سلم فتح الباب الذي ينزل منه رزقه فجعل له بكلّ درهم أنفقه عشرة آلاف درهم و إنّ اللّه تبارك و تعالى نظر لك و ذخرها لك عنده و الحمد للّه‏ .

و روي أنّ موضع حبس زين العابدين (عليه السّلام) هو اليوم مسجد- يعنى للفرح- يحبسه فيه‏ .

و عن الرضا (عليه السّلام): أنّ يزيد لعنه اللّه وضع رأس الحسين (عليه السّلام) أمامه و كان يلعب بالشطرنج و يشرب الفقاع، فمن نظر إلى الفقاع أو إلى الشطرنج فليذكر الحسين (عليه السّلام) و ليلعن يزيد و آل زياد، يمحو اللّه عزّ و جلّ بذلك ذنوبه و لو كانت كعدد النجوم‏ .

و عن يزيد بن عمر بن طلحة قال: ركب أبو عبد اللّه (عليه السّلام) مع ابنه إسماعيل و أنا معهم حتّى إذا جاز الثوية بين الحيرة و النجف عند ذكوات بيض فنزل و صلّى هناك و قال لابنه إسماعيل: قم فسلم على جدّك الحسين فقلت: جعلت فداك أليس الحسين بكربلاء؟

فقال: نعم، ولكن لمّا حمل رأسه إلى الشام سرقه مولى لنا و دفنه بجنب أمير المؤمنين صلوات اللّه عليهما .

و عنه (عليه السّلام) قال: إنّ الملعون ابن زياد لمّا بعث برأس الحسين إلى الشام ردّ إلى الكوفة فقال: اخرجوه منها لا يفتننّ به أهلها، فصيّره اللّه عند أمير المؤمنين (عليه السّلام) فالرأس مع الجسد و الجسد مع الرأس‏ .

أقول: لعلّ المعنى أنّه بعد ردّه إلى أمير المؤمنين (عليه السّلام) صار إلى كربلاء مع الجسد، و قيل: المعنى أنّه صعد به مع الجسد إلى السماء كما ورد في بعض الأخبار، أو أنّ بدن أمير المؤمنين (عليه السّلام) كالبدن لذلك الرأس، لأنّهما من نور واحد.

و روى الشيخ و الكليني قدّس اللّه روحهما أخبارا كثيرة في أنّ الرأس بعد ردّه دفن عند قبر أمير المؤمنين (عليه السّلام).

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.