المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

لمحة عن اللغات السامية
16-7-2016
الهمداني والحياة اللغوية في القرن الرابع الهجري
21-4-2019
الامارات أيام المعتمد
20-3-2018
النشاط والبهجة
2024-08-16
مَنْ هم أهل البيت
4-12-2015
المعتقدات – وقوة المعتقدات
24-11-2016


الزيارة الجامعة  
  
3071   11:34 صباحاً   التاريخ: 13-4-2019
المؤلف : إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني.
الكتاب أو المصدر : فرائد السمطين
الجزء والصفحة : ج‏2، ص 178-184.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

[زيارة الجامعة الكبيرة التي تزار بها كل واحد من أئمة أهل البيت عليهم السلام‏]

- [قال الحاكم: و] أخبرني عليّ بن محمد بن موسى، قال: حدثنا محمد بن [عليّ بن‏] الحسين الفقيه الرازي‏ قال: حدثنا عليّ بن أحمد الدقاق في آخرين، قالوا: حدثنا أبو الحسن محمد بن أبي عبد اللّه الأسدي‏ قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا موسى بن عبد اللّه النخعي‏ قال:

قلت لعليّ بن محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين ابن عليّ بن أبي طالب- عليهم الصلاة و السلام-: علّمني يا ابن رسول اللّه قولا أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم.

فقال: إذا صرت إلى الباب فقف و اشهد الشهادتين و أنت على غسل، فإذا دخلت و رأيت القبر فقف و قل: «اللّه أكبر، اللّه أكبر» ثلاثين مرّة، ثم امش قليلا و عليك السكينة و الوقار، و قارب بين خطاك، ثم قفّ و كبّر اللّه ثلاثين مرة، ثم ادن من القبر و كبّر اللّه أربعين مرّة، تمام مائة تكبيرة، ثم قلّ:

السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة [و موضع الرسالة] و مختلف الملائكة، و مهبط الوحي، و معدن الرحمة و خزّان العلم، و منتهى الحلم، و أصول الكرم، و قادة الأمم، و أولياء النعم، و عناصر الأبرار، و دعائم الأخيار، و ساسة العباد، و أركان البلاد، و أبواب الإيمان، و أمناء الرحمن، و سلالة النبيّين، و صفوة المرسلين، و عترة خيرة ربّ العالمين و رحمة اللّه و بركاته.

السلام على أئمة الهدى، و مصابيح الدجى، و أعلام التقى و ذوي النهي و أولي الحجى، و كهف الورى، و ورثة الأنبياء و المثل الأعلى و الدعوة الحسنى، و حجج اللّه على أهل الدنيا و الآخرة و الأولى‏ و رحمة اللّه و بركاته.

السلام على محالّ معرفة اللّه‏ و مساكن بركة اللّه، و معادن حكمة اللّه، و حفظة سرّ اللّه، و حملة كتاب اللّه، و أوصياء نبيّ اللّه و ذرّيّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله [و رحمة اللّه‏] و بركاته.

السلام على الدعاة إلى اللّه و الأدلّاء على مرضاة اللّه، و المستوفرين في أمر اللّه، و الثابتين في محبة اللّه‏ و المخلصين في توحيد اللّه، و المظهرين لأمر اللّه و نهيه، و عباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون و رحمة اللّه و بركاته.

السلام على الأئمة الدعاة و القادة الهداة، و السادة الولاة، و الذّادة الحماة و أهل الذكر و أولي الأمر، و بقيّة اللّه و خيرته و حزبه و عيبة علمه، و حجّته و صراطه و نوره [و برهانه‏] و رحمة اللّه و بركاته.

أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، كما شهد اللّه لنفسه و شهدت له الملائكة و أولو العلم من خلقه، لا إله إلّا هو العزيز الحكيم، و أن الدين عند اللّه الإسلام‏ .

و أشهد أن محمدا عبده [المنتجب‏] و رسوله المرتضى، أرسله بالهدى و دين الحقّ ليظهره على الدين كلّه و لو كره المشركون.

و أشهد أنكم الأئمة الهادون المهديّون الراشدون المكرّمون المقرّبون، المتّقون الصادقون المصطفون المطيعون للّه، القوّامون بأمره، العاملون بإرادته، الفائزون بكرامته.

اصطفاكم بعلمه، و ارتضاكم لغيبه‏ و اختاركم لسرّه، و اجتباكم بقدرته، و أعزّكم بهداه، و خصّكم ببرهانه، و انتجبكم لنوره، و أيّدكم بروحه، و رضيكم خلفاء في أرضه و حججا على بريّته، و أنصارا لدينه، و حفظة لسرّه، و خزنة لعلمه، و مستودعا لحكمته، و تراجمة لوحيه، و أركانا لتوحيده، و شهداء على خلقه، و أعلاما لعباده، و منارا في بلاده، و أدلّاء على صراطه.

عصمكم اللّه من الزلل، و آمنكم من الفتن، و طهّركم من الدنس، و أذهب عنكم الرجس و طهّركم تطهيرا. فعظّمتم جلاله، و أكبرتم شأنه، و مجّدتم كرمه، و أدمتم ذكره، و وكّدتم ميثاقه، و أحكمتم عقد طاعته، و نصحتم له في السرّ و العلانية، و دعوتم إلى سبيله بالحكمة و الموعظة الحسنة، و بذلتم أنفسكم في مرضاته، و صبرتم على ما أصابكم في جنبه، و أقمتم الصلاة و آتيتم الزكاة، و أمرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر، و جاهدتم في اللّه حقّ جهاده حتى أعلنتم دعوته، و بيّنتم فرائضه، و أقمتم حدوده، و نشرتم شرائع أحكامه، و سننتم سنّته، و صرتم في ذلك منه إلى الرضا، و سلّمتم له القضاء، و صدّقتم من رسله من مضى.

فالراغب عنكم مارق، و اللازم لكم لاحق، و المقصّر في حقّكم زاهق، و الحقّ معكم و فيكم و منكم و إليكم، و أنتم أهله و معدنه، و ميراث النبوّة عندكم، و إياب الخلق إليكم، و حسابهم عليكم، و فصل الخطاب عندكم [و آيات اللّه لديكم و عزائمه فيكم، و نوره و برهانه عندكم‏]، و أمره إليكم‏ .

من والاكم فقد و الى اللّه، و من عاداكم فقد عادى اللّه، و من أحبّكم فقد أحبّ اللّه، و من أبغضكم فقد أبغض اللّه، و من اعتصم بكم فقد اعتصم باللّه.

أنتم السبيل الأعظم، و الصراط الأقوم، و شهداء دار الفناء، و شفعاء دار البقاء، و الرحمة الموصولة، و الآية المخزونة، و الأمانة المحفوظة، و الباب المبتلى به الناس.

من أتاكم نجا، و من لم يأتكم هلك، إلى اللّه تدعون، و عليه تدلّون، و به تؤمنون، و له تسلّمون، و بأمره تعملون، و إلى سبيله ترشدون، و بقوله تحكمون.

سعد [و اللّه‏] من والاكم، و هلك من عاداكم، و خاب من جحدكم، و ضلّ من فارقكم، و فاز من تمسّك بكم، و أمن من لجأ إليكم، و سلم من صدّقكم، و هدي من اعتصم بكم.

من اتّبعكم فالجنّة مأواه، و من خالفكم فالنار مثواه، و من جحدكم كافر، و من حاربكم مشرك، و من ردّ عليكم [فهو] في أسفل درك من الجحيم.

أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى، و جار لكم‏ فيما بقي، و أن أرواحكم [و نوركم و طينتكم واحدة طابت و طهرت، بعضها] من بعض‏ .

خلقكم اللّه أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين؛ حتّى منّ علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن اللّه أن ترفع و يذكر فيها اسمه، و جعل صلواتنا عليكم، و ما خصّنا به من ولايتكم، طيبا لخلقنا، و طهارة لأنفسنا، و تزكية لنا، و كفّارة لذنوبنا، فكنّا عنده مسلّمين بفضلكم، و معروفين بتصديقنا إيّاكم فبلغ اللّه بكم أشرف محل المكرمين، و أعلى منازل المقرّبين، و أرفع درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لا حق، و لا يفوقه فائق، و لا يسبقه سابق، و لا يطمع في إدراكه طامع، حتى لا يبقى ملك مقرّب، و لا نبيّ مرسل، و لا صدّيق و لا شهيد، و لا عالم و لا جاهل، و لا دنيّ و لا فاضل، و لا مؤمن صالح، و لا فاجر طالح‏ و لا جبّار عنيد، و لا شيطان مريد، و لا خلق فيما بين ذلك شهيد، إلّا عرّفهم جلالة أمركم، و عظم خطركم، و كبر شأنكم، و تمام نوركم، و صدق مقاعدكم، و ثبات مقامكم، و شرف محلّكم و منزلتكم عنده، و كرامتكم عليه، و خاصّتكم لديه، و قرب منزلتكم منه.

بأبي أنتم و أمّي و أهلي و مالي و أسرتي أشهد اللّه و أشهدكم أنّي مؤمن بكم و بما آمنتم به، كافر بعدوّكم و بما كفرتم به، مستبصر بشأنكم و بضلالة من خالفكم، موال لكم و لأوليائكم، مبغض لأعدائكم و معاد لهم، سلم لمن سالمكم، حرب لمن حاربكم، محقّق لما حقّقتم‏ مبطل لما أبطلتم، مطيع لكم، عارف بحقّكم مقرّ بفضلكم محتمل لعلمكم، محتجب بذمّتكم، معترف بكم، مؤمن بإيابكم‏ مصدّق برجعتكم، منتظر لأمركم، مرتقب لدولتكم، آخذ بقولكم، عامل بأمركم مستجير بكم زائر لكم، عائذ بكم لائذ بقبوركم، مستشفع إلى اللّه [عزّ و جلّ‏] بكم‏ و متقرّب بكم إليه، و مقدمكم أمام طلبتي و حاجتي‏ و إرادتي في كل‏ أحوالي و أموري، مؤمن بسرّكم و علانيتكم و شاهدكم و غائبكم، و أوّلكم و آخركم، و مفوّض في ذلك كله إليكم، و مسلّم فيه معكم، و قلبي لكم مؤمن‏ و رأيي لكم تبع، و نصرتي لكم معدّة حتى يحيي اللّه [تعالى‏] دينه بكم و يردّكم في أيّامه، و يظهركم لعدله، و يمكّنكم في أرضه.

فمعكم معكم لا مع عدوّكم‏ آمنت بجدّكم (عليه السلام)‏ و تولّيت آخركم بما تولّيت به أوّلكم، و برئت إلى اللّه [تعالى‏] من أعدائكم [و من الجبت و الطاغوت‏] و الشياطين و إخوانهم الظالمين لكم‏ [و] الجاحدين لحقّكم [و] المارقين من ولايتكم‏ [و الغاصبين لإرثكم و] الشاكّين فيكم، المنحرفين عنكم، و من كل وليجة دونكم [و كل مطاع سواكم، و من الأئمة الذين يدعون إلى النار] فثبّتني اللّه أبدا ما حييت على موالاتكم و محبّتكم و دينكم، و وفّقني لطاعتكم، و رزقني شفاعتكم، و جعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه، و جعلني ممن يقتصّ آثاركم و يسلك سبيلكم و يهتدي بهداكم، و يحشر في زمرتكم [و يكرّ في رجعتكم‏]، و يملّك في دولتكم، و يشرّف في عافيتكم، و يمكّن في أيّامكم، و تقرّ عينه غدا برؤيتكم.

بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي من أراد اللّه بدأ بكم و من وحّده قبل عنكم، و من قصده توجّه إليكم‏ .

مواليّ لا أحصي ثناءكم، و لا أبلغ من المدح كنهكم، و من الوصف قدركم، و أنتم نور الأخيار و هداة الأبرار، و حجج الجبّار.

بكم فتح اللّه و بكم يختم، و بكم ينزل الغيث [و بكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلّا بإذنه، و بكم‏] يكشف الضرّ، و عندكم ما نزلت به رسله و هبطت به ملائكته، و إلى جدّكم بعث الروح الأمين‏

- و إن كانت الزيارة لأمير المؤمنين [(عليه السلام)‏] فقل: «و إلى أخيك بعث الروح الأمين»-. آتاكم اللّه ما لم يؤته أحدا من العالمين‏ طأطأ كل شريف لشرفكم، و بخع كل متكبّر لطاعتكم، و خضع كل جبّار لفضلكم، و ذلّ كل شي‏ء [لكم‏] و أشرقت الأرض بنوركم، و فاز الفائزون بولايتكم.

بكم يسلك إلى الرضوان، و على من جحد فضلكم غضب الرحمن‏ .

بأبي [أنتم‏] و أمي و نفسي و مالي و أهلي ذكركم في الذاكرين، و أسماؤكم‏ في الأسماء، و أجسادكم في الأجساد، و أرواحكم في الأرواح، و أنفسكم في النفوس، و آثاركم في الآثار، و قبوركم في القبور.

فما أحلى أسماءكم، و أكرم أنفسكم، و أعظم شأنكم، و أجلّ خطركم، و أوفي عهدكم.

كلامكم نور، و أمركم رشد، و وصيّتكم التقوى، و فعلكم الخير، و عادتكم الإحسان، و سجيّتكم الكرم، و شأنكم الحق و الصدق و الرّفق‏ و قولكم حكم [و حتم‏] و رأيكم علم و حلم و حزم.

إن ذكر الخير كنتم أوّله و أصله و فرعه و معدنه و مأواه و منتهاه.

بأبي أنتم و أمي و نفسي [و أهلي و مالي‏] كيف أصف حسن ثناءكم؟ و [كيف‏] أحصي جميل بلائكم؟ و بكم أخرجنا اللّه من الذلّ، و فرّج عنّا غمرات الكروب، و أنقذنا من شفا جرف الهلكات، و من النار.

بأبي أنتم و أمي و نفسي [بموالاتكم علّمنا اللّه معالم ديننا، و أصلح ما كان فسد من دنيانا] و بموالاتكم تمت الكلمة، و عظمت النعمة، و ائتلفت الفرقة، و بموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة، و لكم المودّة الواجبة، و الدرجات الرفيعة، و المقام المحمود [عند اللّه تعالى‏] و المكان المعلوم‏ و الجاه العظيم، و الشأن الكبير و الشفاعة المقبولة.

ربّنا آمنّا بما أنزلت و اتّبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب. سبحان ربّنا إن كان وعد ربّنا لمفعولا.

يا وليّ اللّه إن بيني و بين اللّه عزّ و جلّ ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاكم، فبحق من ائتمنكم على سرّه، و استرعاكم أمر خلقه، و قرن طاعتكم بطاعته، لمّا استوهبتم ذنوبي، و كنتم شفعائي فإني لكم مطيع‏ من أطاعكم فقد أطاع اللّه، و من عصاكم فقد عصى اللّه [و من أحبّكم فقد أحبّ اللّه‏] و من أبغضكم فقد أبغض اللّه.

اللّهمّ [إنّي‏] لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد و أهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي، فبحقّهم الذي أوجبت لهم عليك؛ أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم و بحقهم [و] في زمرة المرحومين بشفاعتهم‏ إنك أرحم الراحمين، و صلى اللّه على محمد و آله و سلم تسليما كثيرا .

[ثم قال الإمام عليّ الهادي (عليه السلام) و إذا أردت الانصراف فقل [عند الوداع‏] السلام عليك سلام مودّع لا سئم و لا قال و رحمة اللّه و بركاته إنه حميد مجيد، السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، سلام وليّ غير راغب عنكم، و لا مستبدل بكم و لا مؤثر عليكم، و لا منحرف عنكم و لا زاهد في قربكم، و لا جعله [اللّه‏] آخر العهد من زيارة قبوركم و إتيان مشاهدكم.

و السلام عليكم [و] حشرني اللّه في زمرتكم، و أوردني حوضكم و جعلني من حزبكم و أرضاكم عنّي، و مكّنني في دولتكم [و أحياني في رجعتكم‏] و ملّكني في أيّامكم، و شكر سعيي [بكم‏] و غفر ذنبي بشفاعتكم، و أقال عثرتي بحبّكم، و أعلى كعبي بموالاتكم، و شرّفني بطاعتكم، و أعزّني بهداكم‏ و جعلني ممن أنقلب- مفلحا منجعا غانما سالما معافا غنيا فائزا برضوان اللّه تعالى و فضله و كفايته- بأفضل ما ينقلب‏ به أحد من زواركم و مواليكم و محبّيكم و شيعتكم.

و رزقني اللّه العود ثم العود أبدا ما أبقاني ربيّ بنيّة [صادقة] و إيمان و تقوى و إخبات و رزق واسع حلال طيّب.

اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتهم و ذكرهم و الصلاة عليهم، و أوجب لي المغفرة و الخير و البركة و الفوز و الإيمان و حسن الإجابة، كما أوجبت لأوليائك العارفين بحقهم، المؤمنين بطاعتهم‏ و الراغبين في زيارتهم، المتقرّبين إليك و إليهم.

بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي اجعلوني في همّكم، و صيّروني في حزبكم، و أدخلوني في شفاعتكم، و اذكروني عند ربّكم.

اللّهم صلّ على محمد و آل محمد [و أبلغ أرواحهم و أجسادهم مني السلام، و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته، و صلى اللّه على سيّدنا محمد و آله و سلّم تسليما كثيرا] و حسبنا اللّه و نعم الوكيل، نعم المولى و نعم النصير .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.