المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02

الري بالغمر (الري السطحي)
11-2-2018
أبرز المدارس الفلسفيّة
2024-10-05
Semantic roles and syntactic relations
2023-03-03
مضمون حق المرأة في الترشيح
26-3-2017
حكم السواك للصائم‌.
19-1-2016
التسمم الحاد والمزمن Chronic and Acute Toxicity
2023-11-07


الاستشارة  
  
2315   01:47 مساءً   التاريخ: 27-3-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 671-673.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2016 3293
التاريخ: 9-4-2016 3284
التاريخ: 9-4-2016 3080
التاريخ: 15-2-2018 3655

          تحتل الاستشارة مكانة متميزة في حياة الحاكم، فالحاكم _ ان لم يكن معصوماً _ هو بشر يُخطىء ويُصيب، والاستشارة لا تغير رأي الحاكم في كل الاوقات، بل انها تسلط اضواءً على الموضوع المستشارُ فيه فتنيره.

وهنا ينبغي الالتفات الى نقطة مهمة، وهي ان الامام امير المؤمنين (عليه السلام) قد جعل له مشاورين، وكان يشاور العقلاء قبل الاقدام على بعض الاعمال، ولكن كانت تلك المشاورة منحصرة في المواضيع الخارجية، ولم تكن في الاحكام الشرعية، فهو لم يستَشِر أحداً في معرفة الحكم الشرعي لانه كان عالماً به، بل كان الصحابة والعقلاء يسألونه عن الاحكام الشرعية عندما يعجزون عن معرفتها او استنباطها، وهكذا كانت الاستشارة الموضوعية ركناً من اركان حكم الامام (عليه السلام)، كما نستوحيه من رسائله وكلماته (عليه السلام)، فمنها:

1 _ قال (عليه السلام): «فلا تكُفُّوا عن مقالةٍ بحقِ، أو مَشورةٍ بعدلٍ، فإنّي لَستُ في نَفسي بفوقِ أن أخطِيءَ، ولا آمَنُ ذلكَ من فعلي، الا أن يكفي اللهُ من نفسي ما هوَ أملكُ بهِ منّي، فإنَّما أنا وأنتم عبيدٌ مملوكونَ لربٍّ لا ربَّ غيرهُ، يملكُ منّا ما لا نملِكُ من أنفسنا، وأخرجنا ممّا كُنّا فيهِ الى ما صلحنا عليهِ، فأبدلنا بعدَ الضلالةِ بالهدى، وأعطانا البصيرةَ بعد العمى».

2 _ وقال (عليه السلام) مخاطباً احد ولاته: «ولا تُدخلنَّ في مشورتكَ بخيلاً يعدلُ بكَ عنِ الفضلِ، ويعدُكَ الفقرَ، ولا جباناً يُضعفكَ عنِ الأمورِ، ولا حريصاً يُزيِّنُ لَكَ الشَرَهَ بالجورِ، فإنَّ البُخلَ والجُبنَ والحِرصَ غرائزُ شتّى يجمعها سوءُ الظنِّ بالله».

 3_ وقال (عليه السلام) ايضاً: «وأكثر مُدارسةَ العُلماءِ، ومنافثةَ الحُكماء، في تثبيت ما صلحَ عليهِ أمرُ بلادِكَ، وإقامَةِ ما استقامَ بهِ الناسُ قبلَكَ».

4 _ وقال (عليه السلام) لعبد الله بن العباس وقد اشار عليه في شيء لم يوافق رأيه: «لكَ أن تُشيرَ عليَّ وأرى، فإن عصيتُكَ فأطعني».

5 _ وفي حِكَمٍ اخرى له (عليه السلام): «..، مَن استبدَّ برأيهِ هَلَكَ، ومَن شاورَ الرجالَ شاركها في عُقولها»، و«الاستشارةُ عينُ الهدايةِ، وقد خاطرَ من استغنى برأيِهِ».

وفي تلك النصوص دلالات، منها:

اولاً: ينبغي الاقرار بان الحاكم _ غير المعصوم _ قد يُخطىء، فكيف نستطيع اجتناب اخطاء الحاكم؟ يعتقد الامام (عليه السلام) ان الاستشارة هي الحلّ الامثل لعلاج مشكلة خطأ الحاكم، وحتى لولم ينبع الخطأ عن تقصير، لكان قصور الانسان مدعاةً لارتكاب الاخطاء، ولذلك فان اجتماع عدة عقول تفكّر، قد يساهم في احتمالية تقليل الاخطاء الى ادنى حد ممكن.

ثانياً: ان الحاكم بحاجة الى لجنة مستشارين من اهل الاختصاص، وظيفتها تقديم النصح والمشورة له، ذلك لان الاستشارة عين الهداية، كما قال (عليه السلام)، ولجنة كتلك ينبغي ان لا تتصف بالبخل او الجبن او الحرص، فتلك صفات تشجّع على الفقر والتردد والظلم.

ثالثاً: الاكثار من الاستفادة من العلماء والحكماء واهل الرأي، ووظيفة الاختلاط بهم عملية مشابهة لوظيفة الاستشارة، ولا شك ان اهل العلم والمعرفة والمشورة هم عماد الحكومة.

رابعاً: ان استشارة الحاكم العادل لاهل الرأي والمعرفة لا تعني ان يكون ملزماً بالاخذ بها، بل له ان يُعلم المستشارين بانه إن عصاهم فعليهم الطاعة؛ لانه هو المسؤول الاخير في اتخاذ القرار.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.