أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2018
1470
التاريخ: 11-4-2021
2224
التاريخ: 29-11-2016
2059
التاريخ: 14-11-2017
1396
|
أهم الأحداث السياسية الداخلية في عهد معاوية
حركة الخوارج:
كانت لمعركة صفين نتائج بالغة الخطورة على الوضع الإسلامي العام، وهي خطوة أخرى في الطريق الذي بدأ بقتل عثمان بن عفان، فحينما لاح خطر الهزيمة، رفع أهل الشام المصاحف على أسنة رماحهم، عملا بمشورة عمرو بن العاص، فأحدثوا في أهل العراق الأثر المطلوب، خاصة في القراء الأتقياء. ولقد فطن علي [عليه السلام] للخدعة، وحذر أتباعه من المكيدة، إلا أنه لم يستطع أن يزيل ذلك الأثر من النفوس، فضلا عن العقول، بل إن نفراً من رجاله هددوه إذا لم يستجب إلى كتاب الله. وهكذا لم تذهب كثرة أصحابه مذهبه، واستكرهته على غير ما أحب.
وبرزت جماعة في صفوفه عارضت التحكيم، وأنكرت عليه القبول به، وألحوا في أن يمضي بهم إلى القتال حتى ينفذ حكم الله. وهؤلاء هم الخوارج.
ويبدو أن بعض الذين قبلوا إيقاف القتال أدركوا أنهم تسرعوا كثيراً في هذا الأمر الذي حمل في طياته بشائر النصر لمعاوية، مما يهدد مصالحهم بشكل أعظم من ذي قبل، لذلك أعلنوا توبتهم، وطالبوا باستئناف القتال ومارسوا الضغوط المختلفة على كي يستأنف الحرب بعد أن يعلن توبته. إلا أن عليا رفض الإذعان، فما كان من هؤلاء إلا أن أعلنوا التمرد عليه، وانحازوا إلى جماعة الخوارج.
نتيجة لهذا التباين في المواقف انسلخ من جيش على أثنا عشر ألفا، فلحقوا بحروراء واعتزلوا فيها، فعرفوا بالحرورية.
ومنذ ذلك اليوم نشأ في الإسلام حزب جديد كان له في تاريخه أثر بعيد في الناحيتين السياسية والدينية.
ويبدو أن معاوية كان أبغض إلى الخوارج من علي [عليه السلام] لاعتقادهم بأنه انحرف عن المسار الإسلامي. ومن جهة أخرى، فقد أقلق أمرهم الخليفة الأموي بفعل عدم تجاوبهم مع الحلول السلمية، فاضطر أن يواجههم بالعنف.
من الملاحظ أنه طرأ تعديل على وضع الخوارج ترافق مع التعديل الذي طرأ على وضع الخلافة حين انتقلت من الكوفة إلى دمشق، وقد تمثل بانتقال مركز الثقل للنشاط الحروري من الكوفة إلى البصرة، وتمزق الحركة الخوارجية قبل نضوجها، وأخذها شكل الحزب العقائدي.
لذلك لا يمكننا إلا أن نتحدث عن فرق عقائدية للخوارج، متنافرة ومتعادية، مما أثر سلبا على قدراتهم العسكرية، وأتاح للسلطة الأموية فرصة القضاء عليهم. وكانت معركة النهروان المعركة الأولى والأخيرة التي اجتمع فيها الخوارج تحت قيادة واحدة، ضد عدو واحد، وتفرق شملهم بعد ذلك.
وعارض خوارج الكوفة، بقيادة فروة بن نوفل الأشجعي، مبدأ الصلح الذي تم بين الحسن ومعاوية فخرجوا في وجه هذا الأخير، وتقدموا نحو الكوفة، ونزلوا النخيلة. وجرت عدة اصطدامات بينهم وبين القوى العسكرية التي كان يرسلها معاوية لإخضاعهم.
وتعتبر الحركة التي قادها المستورد بن علقمة (43ه/663م) من أكبر حركاتهم ضد معاوية. وقد اصطدم بهم الوالي الأموي على الكوفة وهو المغيرة بن شعبة، في المزار بين واسط والبصرة وقتل زعماءهم، ونجح في وضع حد لنشاطهم، كما أبعد خطرهم عن الكوفة. وقد ساعده في مهمته: التوزيع القبلي للخوارج وأهل الكوفة، وقوة السلطة المركزية، والسياسية الشديدة التي نفذها ضدهم في العراق، واتجاه أهل الكوفة نحو التشيع لآل علي، والجدير بالذكر أن الخوارج حاولوا، أكثر من مرة، استقطاب الكوفيين للقتال في صفوفهم، فأخفقوا. بل إن الكوفيين آثروا القتال ضدهم مدفوعين بمصالحهم السياسية.
ولزم خوارج الكوفة الهدوء لعدة سنوات إلى أن سنحت لهم فرصة أخرى للثورة على الحكم الأموي بقيادة حيان بن ظبيان السلمي في عام (58ه / 678م). وانتهت هذه الثورة بمقتلهم جميعا في العام التالي في معركة جرت في بانقيا.
ونهج خوارج البصرة نهج إخوانهم خوارج الكوفة، فلم يركنوا إلى الهدوء رغم النكبات التي حلت بهم. وتفاقم خطرهم مرة أخرى في العراق في عام (41ه/661م) فخرجوا بقيادة سهم بن غالب والخطيم الباهلي، فتصدى لهم الوالي الأموي ابن عامر وأخضعهم. ويبدو أنه تساهل معهم وغلب عليه جانب اللين، فاضطر معاوية إلى عزله وولى زياد بن أبيه البصرة في عام (45ه/ 665م)، فتعقبهم بشدة وأخذهم بالشبهة وقتلهم بالظنة حتى تمكن من إخضاعهم، إلا أنهم نشطوا بعد وفاته في عام (53ه/673م)، فتصدى لهم ابنه عبيد الله الذي ولاه معاوية البصرة في عام (55ه) فلاحقهم وسجن بعضهم وقتل البعض الآخر. ولم يزل عبيد الله واليا على البصرة يطارد الخوارج ويضيق عليهم حتى توفي معاوية.
وهكذا لم تهدأ بلاد العراق تماما طوال عهد معاوية رغم شدة الولاة وعنفهم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|