المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



بطولته في فتح الطائف  
  
3947   11:03 صباحاً   التاريخ: 10-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص115-117.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

لما فض الله تعالى جمع المشركين بحنين تفرقوا فرقتين فأخذت الاعراب ومن تبعهم إلى أوطاس واخذت ثقيف ومن تبعها إلى الطائف، فبعث النبى (صلى الله عليه واله) أبا عامر الأشعري إلى أوطاس في جماعة منهم أبو موسى الأشعري، وبعث أبا سفيان صخر بن حرب إلى الطائف، فأما أبو عامر فانه تقدم بالراية وقاتل حتى قتل دونها، فقال المسلمون لأبى موسى: أنت ابن عم الامير وقتل، فخذ الراية حتى نقاتل دونها فأخذها أبو موسى فقاتل هو والمسلمون حتى فتح الله عليهم.

وأما أبو سفيان فانه لقيته ثقيف فضربوه على وجهه فانهزم ورجع إلى النبى (صلى الله عليه واله) فقال: بعثتنى مع قوم لا يرفع بهم الدلاء من هذيل والاعراب فما أغنوا عنى شيئا، فسكت النبى (صلى الله عليه واله) عنه ثم سار بنفسه إلى الطائف فحاصرهم أياما ثم بعث أمير المؤمنين (عليه السلام) في خيل وأمره ان يطأ ما أجدو ويكسر كل صنم وجده فخرج حتى لقيته خيل خثعم في جمع كثير فبرز لهم رجل من القوم يقال له شهاب في غبش الصبح فقال: هل من مبارز؟ فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): من له؟ فلم يقم اليه أحد، فقام اليه أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فوثب أبو العاص بن الربيع زوج بنت النبى (صلى الله عليه واله) فقال: تكفاه ايها الامير فقال: لا ولكن ان قتلت فأنت على الناس فبرز اليه اميرالمؤمنين وهو يقول:

ان على كل رئيس حقا     *     أن يروى الصعدة أوتدقا

ثم ضربه فقتله ومضى في تلك الخيل حتى كسر الاصنام وعاد إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو حاصر أهل الطائف، فلما رآه النبى (صلى الله عليه واله) كبر للفتح وأخذ بيده فخلا به وناجاه طويلا، فروى عبدالرحمن بن سيابة، واجلح جميعا، عن أبى الزبير، عن جابر بن عبد الله الانصارى، أن رسول الله (صلى الله عليه واله) لما خلى بعلى (عليه السلام) يوم الطائف أتاه عمر بن الخطاب فقال أتناجيه دوننا وتخلو به؟ فقال: يا عمر ما أنا إنتجيته بل الله إنتجاه، قال: فأعرض عمر وهو يقول: هذا كما قلت لنا قبل الحديبية { لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [الفتح: 27] فلم ندخله وصددنا عنه، فناداه النبى (صلى الله عليه واله): لم أقل لكم انكم تدخلونه في ذلك العام، ثم خرج من حصن الطائف نافع بن غيلان بن معتب في خيل من ثقيف أميرالمؤمنين (عليه السلام) ببطن وج فقتله، وانهزم المشركون ولحق القوم الرعب فنزل منهم جماعة إلى النبى (صلى الله عليه واله) فأسلموا وكان حصار النبى (صلى الله عليه واله) الطائف بضعة عشر يوما.

وهذه الغزاة ايضا مما خص الله سبحانه فيها أميرالمؤمنين (عليه السلام) بما انفرد به من كافة الناس وكان الفتح فيها على يده، وقتل من خثعم به دون سواه، وحصل من المناجاة التى أضافها رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى الله عز اسمه ما ظهر به من فضله وخصوصيته من الله تعالى بما بان به من كافة الخلق، وكان من عدوه فيها ما دل على باطنه وكشف الله عن حقيقة سره وضميره، وفي ذلك عبرة لأولى الالباب.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.