أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-14
1222
التاريخ: 7-11-2017
3717
التاريخ: 12-4-2016
3320
التاريخ: 4-3-2019
2702
|
إبّان حصول حلف العقبة الثانية في السنة الثالثة عشرة ليلة الثالث عشر من ذي الحجة بين رسول الإسلام وبين أهل يثرب الذي قد تم ضمنه استدعاؤه إلى تلك المدينة ووعدهم له بنصرته والدفاع عنه ومن اليوم التالي الذي بدأ المسلمون فيه بالهجرة تدريجاً عرف قادة قريش بأنّه تمّ اعداد مركز جديد لأجل نشر الدعوة الإسلامية في يثرب، ولهذا قد شعروا بالخطر لانّهم يخشون أن ينتقم منهم رسول اللّه بعد كلّ ذلك الأذى الذي آذوه به هو وأتباعه، وحتى لو فرض انّه لا يريد محاربتهم فهو يشكل خطراً لتجارة قريش التي تمر بقوافلها على مقربة من يثرب.
ولمواجهة هذا النوع من الخطر اجتمع أُولئك القادة نهاية شهر صفر سنة أربعة عشر من البعثة في دار الندوة للتوصل إلى حلّ لذلك.
اقترح بعض الحاضرين أن ينفى الرسول أو يسجن غير انّ هذا الاقتراح قد رفض وبالتالي قرّروا قتله، ولكن لم يكن قتل رسول اللّه بالأمر البسيط، لأنّ بني هاشم لن يدعوا الأمر يفوت بسلام وسيطالبون بثأره.
وقد قرروا أخيراً أن يعدّوا من كلّ قبيلة رجلاً شاباً حتى يهجموا على محمّد (صلى الله عليه واله) هجمة رجل واحد ويقطعوه إرباً إرباً في فراشه، و في هذه الحالة لن يكون القاتل واحداً و لن يستطيع بنو هاشم الأخذ بثاره، لأنّهم يعجزون عن محاربة جميع القبائل ويرتضون لا محالة بقبول الفدية وتنتهي المسألة، اختارت قريش لتنفيذ خطتها الليلة الأُولى من ربيع الأوّل وقد ذكر اللّه تعالى فيما بعد جميع خططهم الثلاث وقال: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].
وإثر قرار قريش هذا أطلع ملك الوحي رسول اللّه على خطة المشركين المشؤومة، وأبلغه أمر اللّه بأن اترك مكة واتّجه نحو يثرب. وهنا كان على النبي (صلى الله عليه واله) أن يضللهم ويخفي أثره حتى يمكنه الخروج من مكة، ولأجل ذلك كانت هناك حاجة إلى شخصية مضحية تبيت في فراشه (صلى الله عليه واله) ، كي يتصوّر المهاجمون بأنّه (صلى الله عليه واله) مازال هناك، و بالتالي يركزون على البيت ويغفلون عن سيطرة الطرق ومراقبتها، ولم تكن هذه الشخصية سوى علي (عليه السلام) ، ولهذا كشف رسول اللّه (صلى الله عليه واله) عن خطة قريش لعلي (عليه السلام) وقال: «امضي إلى فراشي ونم في مضجعي والتف في بردي الحضرمي ليروا أنّي لم أخرج» فأطاع علي ما أمر به، وحاصر جلاوزة قريش ومرتزقتهم بيت رسول اللّه وداهموه بسيوف مسلولة، فنهض عليٌّ من الفراش.
أُولئك الذين كانوا يعتقدون إلى تلك اللحظة بنجاح ودقة خطتهم مئة بالمئة ظلّوا حيارى محبطين ينظرون إليه قائلين : أين محمّد؟ فأجاب : «هل أودعتموه عندي لتسألوني عنه؟ قمتم بفعل اضطره إلى ترك البيت».
وفي هذه الأثناء هاجموا علياً (عليه السلام) ووفقاً لنقل الطبري آذوه وسحبوه إلى المسجد الحرام، وبعد احتجاز مؤقت أطلقوا سراحه، وانطلقوا باتجاه المدينة يقتفون أثر رسول اللّه في حين كان (صلى الله عليه واله) مختبئاً في غار ثور.
وقد خلّد القرآن المجيد تضحية علي (عليه السلام) العظيمة هذه في التاريخ وقدمه ضمن آية على أنّه من الذين يضّحون بأنفسهم في سبيل اللّه { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة: 207] قال المفسرون: قد نزلت هذه الآية حول التضحية العظيمة لعلي (عليه السلام) ليلة المبيت.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|