أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-2-2019
![]()
التاريخ: 4-3-2019
![]()
التاريخ: 17-2-2019
![]()
التاريخ: 14-2-2019
![]() |
اهتم امير المؤمنين (عليه السلام) وهو في المدينة بالقرب من رسول الله (صلى الله عليه واله)، بالقرآن الكريم أيما اهتمام. وقد كان ذلك الاهتمام غير منفك عن اهتمام آخر وهو اهتماماته الحربية في المعارك والغزوات التي ابقت شوكة الدين قوية فعالة عجز المشركون عن كسرها . ولكن الاهتمام بالقرآن الكريم كان اهتماماً استثنائياً، فلا عجب ان يقول (عليه السلام): «والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما أُنزلت وأين نزلت، وأن ربي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً سؤولاً » واهتم بالخصوص بـ «جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله)» حتى يُصان من التحريف بعد وفاة خاتم الانبياء (صلى الله عليه واله).
وقد كان النبي (صلى الله عليه واله) يبذل الوقت والجهد لتعليم علي (عليه السلام) معاني القرآن الكريم وأسراره وخفاياه. وكان الامام (عليه السلام) يجهر بذلك مصرحاً: «ما نزلت على رسول الله (صلى الله عليه واله) آية من القرآن الا أقرأنيها وأملاها عليَّ فكتبتها بخطي وعلّمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، ودعا الله عزّ وجلّ ان يعلمني فهمها وحفظها. فما نسيت آية من كتاب الله عزّ وجلّ ولا علماً أملاهُ عليَّ فكتبته وما ترك شيئاً علمه الله عزّ وجل من حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي، وما كان او يكون من طاعة او معصية الا علمنيه وحفظته، فلم أنس منه حرفاً واحداً. ثم وضع يده على صدري ودعا الله تبارك وتعالى، بأن يملأ قلبي علماً وفهماً، وحكمةً ونوراً، ولم أنسَ من ذلك شيئاً ولم يفتني من ذلك شيء لم أكتبه...» .
وكان علي (عليه السلام) يعلم الناس القرآن وأحكام الدين، ويؤيده رواية عن الامام ابي جعفر (عليه السلام) يقول فيها: «كان علي (عليه السلام) اذا صلى الفجر لم يزل معقّباً الى ان تطلع الشمس. فاذا طلعت اجتمع اليه الفقراء والمساكين وغيرهم من الناس ليعلمهم الفقه والقرآن». والظاهر ان ذلك كان في عهد خلافته. ولكن لا يتنافى انه حصل في عهد النبي (صلى الله عليه واله) أيضاً. فكان الناس يسمعون من رسول الله (صلى الله عليه واله) نصوص القرآن الكريم، وكانوا يسمعون من علي (عليه السلام) تفسيرها في مسجد المدينة. ولا يتنافى ايضاً أن علياً (عليه السلام) كان يجهد في تحفيظ الناس آيات القرآن المجيد . ويؤيده قول عبد الله بن مسعود: «قرأت سبعين سورة من فيّ رسول الله (صلى الله عليه واله). وقرأت البقية على اعلم هذه الامة بعد نبينا (صلى الله عليه واله) علي بن ابي طالب (عليه السلام)» .
الدلالات العلمية للنصوص
1- كان الامام (عليه السلام) مستوعِباً لمفردات القرآن الكريم استيعاباً تاماً من حيث الايمان والفهم والادراك والتأويل والتفسير، بالاضافة الى الحفظ والكتابة. فكان القرآن محور حياة علي (عليه السلام)، في العمل والجهاد والخطاب والتبليغ.
2- لم ينقل لنا التأريخ ان صحابياً أدرك فهم علوم القرآن الكريم وتعلمها من رسول الله (صلى الله عليه واله) كما أدركها علي (عليه السلام) وتعلمها منه (صلى الله عليه واله). فقد تعلم (عليه السلام) الناسخ والمنسوخ، والتأويل والتفسير، والمحكم والمتشابه، والحلال والحرام،والعام والخاص، والمطلق والمقيّد، والمجمل والمبيّن، والرخص والعزائم، والاداب والسنن. وهذا العلم الرباني بكتاب الله من قبل علي (عليه السلام) كانت له آثار خطيرة على مجمل حياته مع رسول الله (صلى الله عليه واله)، وبعد وفاته (صلى الله عليه واله)، وخلال فترة الانتظار، وفي فترة الخلافة وحتى استشهاده.
3- لم يحفظ علي (عليه السلام) القرآن لمجرد الاستظهار، بل كان يتعلمه من النبي (صلى الله عليه واله) من اجل تعليمه للمسلمين ايضاً. ولا شك ان تجمع الفقراء والمساكين في المسجد بعد طلوع الشمس ، وتعليمهم الفقه والقرآن له مغزى كبير، وهو: ان هؤلاء المستضعفين كانوا يرون في احكام الدين بريق أملٍ ، يحقق لهم العدالة والكرامة وعبادة الخالق عزّ وجلّ بحرية. أي انهم كانوا يرون في الدين الجديد بريق أملٍ في الحياة المملوءة بالمعاني الجليلة السامية.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|