أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
2151
التاريخ: 25-06-2015
2192
التاريخ: 14-08-2015
2010
التاريخ: 5-7-2021
2977
|
ناصيف اليازجي "1800-1871"، وكان معاصرًا لرفاعة الطهطاوي نجده يحرص على كتابة المقامات، حتى بلغت ستين مقامة جمعها في كتاب سماه "مجمع البحرين" طبع لأول مرة ببيروت سنة 1856، وبينما كان النثر يتطور في مصر، ويسير بخطى واسعة نحو التحرير والانطلاق، كان لا يزال أسلوب المقامة سائدًا في بلاد الشام، وكان القوم يعدونه مجتلى فخارهم بمعرفة ذخائر اللغة وغريبها، وقدرتهم الفائقة على محاكاة الحريري، والقاضي الفاضل والسيوطي في أسجاعهم، يقول الشيخ ناصيف في مستقل مقامته الخزرجية: "قال سهيل بن عباد، دخلت بلاد العرب، في التماس بعض الأرب، فقصدت نادي الأوس والخزرج، لأتفرج وأتخرج، وآخذ من ألسنتهم بعض المنهج، فلما صرت في بهرة النادي، أخذ بمجامع فؤادي، فجلت بين القوم ساعة، وأنا أحدق إلى الجماعة، وإذا شيخنا ميمون بن خزام، قد تصدر في ذلك المقام، وهو يقول: من أراد أن يعرف جهينة أو شاعر مزينة، فليحضر ليسمع ويرى، فإن كل الصيد في جوف الفرا، فعمد إليه رجل وقال، أطرق كرى، إن النعامة في القرى، فقال الشيح: كل فتاة بأبيها معجبة، فكن سائلًا أو مسئولًا لنرى ما في القداح من الأنصبة ... إلخ".؟ وكان له بجانب ذلك الأسلوب مرسل خال من السجع، ولكنه لم يرتفع فيه إلى درجة الأسلوب الأدبي، وكان يلجأ إليه حين يشرح قضية، أو يخوض في مسألة اجتماعية أو تاريخية، ولعله اصطنع هذا الأسلوب حين رأى رواجه لدى كتاب مصر في أخريات حياته، ولقد تأثر بلبنان خاصة، وبلاد الشام عامة بتلك النهضية التي تفتحت أزهارها بمصر، ولا أدل على ذلك من قول المعلم بطرس البستاني الذي كان معاصرًا لرفاعة الطهطاوي 1819-1883 عند كلامه على حال اللغة في عهده، وكيف تدهورت، ودخلها كثير من الكلمات الأعجمية، بل إن هؤلاء الأعاجم قد حاولوا جاهدين إفساد لغتنا: "ومع أننا نرى العجم والتتر، والإفرنج من الجهة الواحدة آخذين في توسيع دائرة لغاتهم، وإدخالها بين العرب، والمتفرنجين من الجهة الواحدة آخذين في إفساد، وإماتة لغة أمتهم بواسطة إبدالهم كلماتها المأنوسة بكلمات أجنبية نافرة لا تليق باللغة العربية، كما أن ملبوس أهلها لا يليق بالعرب، مع أنه كما أن الناس تحتاج إلى الناس، كذلك اللغات تحتاج إلى غيرها، ولكن يجب الاقتصار على ما لا وجود له في أصل تلك اللغة مما يزيدها قوة وحسنًا لا تنافرًا وثقلًا.
هذا ولا ينبغي أن نغفل عن تلك الكلمات النافرة الميتة الموجودة في قواميس اللغة العربية مما لا فائدة منه للعرب إلا التثقيل على الذهن العربي، والقلم الشرقي".
وبعد أن يتكلم على اللغات الدارجة التي نشأت في كل قطر عربي، وزاحمت اللغة الفصحى، وما في ذلك من مضرة باللغة وخسارة فادحة، تلفت حوله فوجد حقول الآداب العربية يبابا، وأخذ يتحسر على ما منوا به من فقد علمائهم، وكتابهم، وأطبائهم وشعرائهم وخطبائهم، ومدارسهم وفلاسفتهم، ثم نوه بما قام به رجال الإرساليات التبشيرية في ربوع الشام من بعث تلك النهضة على يد مدارسهم ومطابعهم، ثم يقول: "وقد فعل محمد علي في هذا الجيل بكتب الإفرنج ما فعله كرولس الكبير بكتب العرب، فأمر بترجمة أطايبها إلى اللغة العربية، وسلمها مع كثير من الكتب العربية القديمة للمطبعة المعتبرة الموجودة في بولاق من الإقليم المصري، فخرج منها كتب شتى في اللغة والطب والطبعات، والتاريخ وهلم جرا، فزين لغته العربية بكامل الفنون والصنائع من العربية والإفرنجية، وعسى أن يحذو أنجاله، وحفدته حذوه في هذا الأمر".
ونرى من هذا النص أن البستاني كان واقفًا على مدى ما تحتاجه اللغة العربية من إصلاح، وما أصابها من ضعف، وما قام به محمد علي، ورجاله في سبيل تنميتها، وبث روح الحياة في أوصالها بنقل علوم الغرب إليها.
ونرى كذلك أن البستاني في هذه المقالة قد اصطنع الأسلوب المرسل غير المسجوع، وآثر السهولة في التعبير، وكان من دعاة هذا الأسلوب، ونعى على هؤلاء المتحذلقين الذين يتمسكون بأسلوب الحريري المسجوع، أو الذين ينقبون في المعاجم جريا وراء كلمة غريبة: "ولكن إذا وجد قوم من أصحاب الغنى، والخطر يلذ لهم الفحص عن الأمور القديمة، والتفتيش عن المواد السالفة، ويقصدون ذلك بالذات، فلنترك لهم الحرية التامة في هذا الأمر، وتكلفهم المحافظة على اللغة القديمة، ولندع تكأكؤ الأعرابي وأساجيع الحريري، وفيروز باديات الفيروزآبادي موضوعات لتأملاتهم الدائمة، ودرسهم الأبدي"، ولعله كان يائسًا من أهل جيله؛ لأنه ذكر بعد هذا قوله: "والظاهر أن هذا لإصلاح محفوظ للأجيال المستقبلة".
ومع سلامة عبارته في مجملها إلا أنها لم تخل من الأخطاء اللغوية، والنحوية فاستخدم واسطة وصحتها وساطة، وأدخل باء الإبدال على المأخوذ لا على المتروك كما هي القاعدة في قوله: "وإماتة لغة أمهم بواسطة إبدالهم كلماتها المأنوسة بكلمات أجنبية نافرة"، ولم يخل أسلوبه كذلك من الركاكة كقوله: "وعلى أنه كما أن الناس تحتاج إلى الناس كذلك اللغات ... " إلخ.
ومع وجود المترسلين أمثال البستاني في لبنان، فإن الموضوعات التي طرقوها لم تكن جديدة، ولم تعمل على إثراء اللغة، والأفكار، والصور ولم يزودوها بشيء من ينابيع الثقافة الغربية، لقد حاول البستاني تنبيه قومه إلى ما هم فيه من جمود فكري، وأدبي لعلهم يستيقظون من سباتهم بقوله:
"إن العرب في أيامنا هذه قنوعون جدا في أمر الأدب، فإنهم يكتفون بأقله، ويحسبون أنفسهم أنهم قد وصلوا إلى أعلى طبقات العلم، مع أنهم لم يقرعوا بابه، فمن تعلم منهم كتاب الزبور أو القرآن يقال أنه ختم عليه، وإذا تعلم شيئًا من النحو والصرف يقال عنه إنه علامة زمانه، وإذا نطق بشعر فلا يبقى عندهم لقب يصفونه به، وما ذاك إلا؛ لأن ظهور نور قليل في العاقل كاف، لأن يغشى على عيني الجاهل".
ونخلص من هذا العرض الموجز لحال الأدب، واللغة في العراق والشام، ومصر إلى أن النهضة في مصر سبقت سواها من أقطار العروبة، وشبت وقويت. وأخذت اللغة تنمو وتزدهر، يرفدها تياران قويان أحدهما عربي قديم نشأ من إحياء التراث العربي ونشر ذخائره، والعكوف على دراسته والإفادة منه، فنضح على ألسنتهم وأقلامهم بيانا قويًا، ولغة سليمة، وثانيهما تيار الثقافة الغربية يجلب معه موضوعات جيدة، وأفكارًا حديثة وكلمات تحيا أو تعرب، فتقوى اللغة، وتشتد وتحاول أن تجاري حضارتنا وتنهض بثقافتنا.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|