المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2777 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أمراض الخلية
2024-12-28
Alternative analyses Scobbie (1992), Donegan (1993)
2024-12-28
Alternative analyses
2024-12-28
هل يتحقق تحصيل وجوب المعرفة بالتقليد ؟
2024-12-28
الادراك بالعقل البديهي والإدراك بالقلب من اقسام الفطرة
2024-12-28
معنى قوله تعالى : وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
2024-12-27

التهوية المطلوبة لصيصان الدجاج البياض المربى في المنازل
6-12-2021
الواثق.
2024-01-06
Coin Problem
18-5-2020
المميزة الديناميكية
17-9-2021
7- مملكة اشنونا
21-9-2016
إعلانات الترانزيت
4/9/2022


الهوامش الدلالية (هامش التطور بين المحسوسات)  
  
1509   09:17 صباحاً   التاريخ: 2-5-2018
المؤلف : د. فايز الداية
الكتاب أو المصدر : علم الدلالة، النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة : ص352- 369
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / التطور الدلالي / ماهية التطور الدلالي /

 

التوسع والتعميم: (أ)

3٦ ‏- فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع               فألهيتها عن ذي تمائم محول

‏ (امرؤ القيس)

" ومعنى محول: قد اتى عليه حول ، والعرب تقول لكل صغير: محول ومحيل ، وان لم يأت عليه حول كما قال:

‏من القاصرات الطرف لو دبّ مْحول         من الذّر فوق الإتب منه لأثرا(1)”

‏ * تطورت دلالة (محول) من الطفل ذي الحول الواحد ، الى كل صغير.

٣٧ ‏- فإذا ظُلمت فإن ظلمي باسل                مرُّ مذاقته كطعم العلقم

‏(عنترة)

‏" والعلقم: الحنظل ، ويقال لكل مر علقم” (2).

* الدلالة تطورت من المادة المحدودة الى كل مُرّ.

‏38- هل غادر الشعراء من متردم           أم هل عرفت الربع بعد توهم

‏ (عنترة في رواية)

" والربع المنزل في الربيع ثم كثر استعمالهم اياه حتى قيل: ربع وان لم يكن في الربيع وكذلك دارمن التدوير ، ثم كثر استعمالهم ذلك حق قيل: دار وان لم تكن مدورة” (3) .

ص352

٣٩- يعطي فتعطى من لهى يده اللُّهى                      وترى برؤية رأيه الآراء

‏(المتنبي)

“ (اللُّهى) العطايا ، واحدتها لهوة ، واصل اللهوة القبضة من الطعام تلقى في فم الرحى فشبهت العطايا بها قال عمرو بن كلثوم:

يكون ثفالها شرقي نجد                ولهوتها قضاعة اجمعينا (5)”

٤٠ ‏- وهل ردّ باللقان وقوفه                  صدور العوالي والمطهمة القبا

‏(المتنبي)

“ والعوالي جمع عالية: الرمح من ذراعين من اعلاه الى نصفه ، ثم كثر ذلك حتى قيل للرماح: العوالي (6)”.

*‏ الاتساع من جزء الرمح الى الدلالة عليه كله باللفظ (عالية ، عوال)

41- اذا جلب الناس الوشيج فإنه           ‏بهن وفي لبابهن يحطم

(المتنبي)

‏" الوشيج عروق القنا ثم صار ام لها قال زهير:

....................            ‏وهل ينبت الخطيّ الا وشيجه ؟” (7)

‏* من الدلالة مل الجزء الى الدلالة على الكل (الوشيج).

42. يا برق يخفي للقتول كأنه                غاب تشيمه حريق يبّس

‏ (أبو قلابة الهذلي)

" قال (تشيمه) دخل فيه. هذا من قولهم: شمت السيف اي اغمدته (8)”

‏* تطور من الدلالة على الدخول المادي المحدود: السيف في الغمد.

ص253

التوسع والتعميم(ب):

 ٤٣- وقوفاً بها صحبي عليّ مطيهم         ‏          يقولون لا تهلك اسى وتجمّل

‏ (امرؤ القيس)

“ المطية: الناقة ، وإنما سمّي المطية لأنه يركب مطاها ، أي ظهرها (9)”

‏ * تطور من الجزء. الظهر ، الى الناقة كلها (مطية)

44- أو ملمع وسقت لأحقب لاحه                    طرد الفحول وضربها وكدامها

‏(لبيد)

‏" والمُلمع: الأتان التي قد استبان حملها في ضرعها ، وذلك انه يشرقُ للّبن.

يقال لذوات الحافر والسباع: قد ألمعت ؛ وهي أتنٌ ملاميع.

‏ويقال للشاة اذا استبان حملها فأشرق فرعها ووقع فيه اللبن واللبأ: اضرعت فهي مضرع ، ويقال: سألت فلاناً فأضرع أي تغير وجهه ، يريد عند المسألة”(10).

‏* من الدلالة على ضرع الشاة في حالة الحمل ، الى تغير الوجه عند المسألة وما يشابهها.

‏45- ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه                    ‏يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم (زهير بن أبي سلمى)

‏" قال يعقوب: يذد: يدفع. يقال ذدت الابل فأنا اذودها ذوداً ، وذياداً عن الحوض ، واذا نحيتها عنه. وقد أذدت الرجل ، إذا أعنته على ذياد

ص354

‏الإبل” (11).

‏* التطور من ذود الابل والغنم منعها من الاندفاع الى الحوض ، الى منع الاعداء والدفاع عن الحمى.

٤٦- اذ تستبيك بذي غروب واضح                     عذب مقبله لذيذ المطعم

‏(عنترة)

‏الوضح: البياض. والوضح: اللبن سمي وضحا لبياضه قال الشاعر:

‏عقّوا بسهم فلم يشعر به احد                   ثم استفاؤوا وقالوا حبذا الوضح

‏* جرى تعميم وتوسع في ‏: (و ض ح) بعد اختصاص باللبن فغدا دالاً على كل أبيض(12).

‏47- على الذبل جياش كأن اهتزامه              اذا جاش فيه حميه غلي مرجل

‏(امرؤ القيس)

‏" الجياش: الذي يجيش في عدوه ، كما ‏تجيش القدر في غليانها ، وجاش يقع بمعنى التكثير (13)”.

‏* التطور ههنا يتخذ مسارين 1- يتسع المعنى فيشمل غليان القدر ، وسرعة الفرس ثم تسعى الفرس نفسها بواحد من مشتقات الاصل اللغوي (ج ي ش) جياش.

2- تتطور الدلالة من المجال الحسي بطرفيه السابقين الى مجال مجرد هو التكثير.

ص355

٤٨- فبثهن عليه واستمر به                 صمع الكعوب بريات من الحرد

‏(النابغة)

‏" الصمع: الضوامر الواحدة صمعاء ، ومنه يقال: أذن صمعاء اذا كانت ملتزقة بالرأس ومنه قيل: صومعة لأن رأسها قد دقق ، ويقال: فلان اصمع القلب اي حديده (14)” .

* التطور يمكن تصوره منطلقاً من الأذن أن الصمعاء أي الدقيقة المتلزقة ثم يتحول الى الضمور في الحيوان وبعدها يعم الموجودات الأخرى فتسمى أشكال فيها تميز الدقة كا‏لصومعة. 2- وثمة اتجاه اخر تتطور فيه الدلالة من الحسية الى مجال ذهني نفسي: الشجاعة.

49- سلي عن سيرتي فرسي وسيفي                   ورمحي والهملّعة الدقاقا

(المتنبي)

‏" الهملعة: الناقة الخفيفة وأصله الذئب لخفته في السير وحركته” (15).

‏* الدلالة على محسوس محدد هو الذئب تنتقل الى محسوسات اخرى بفعل الوصف (الناقة) وبذا تفتح مجال التوسع كما ‏يرى في بسط المادة في القاموس المحيط فهي تشمل الحسي الاكثر اتساعاً وكذا المعاني التجريدية الذهنية:” الهملع: المتخطرف الذي يوقع وطأة توقيعاً شديداً من خفة وطئه ، والذئب والخب: الخبيث ، ومن لا وفاء له ولا يدوم على اخاء ، والجمل السريع”.

ص356

‏" المهجة خالص النفس ، ويقال: المهجة دم القلب ، ومنه قيل لبن امهجان وامهج وماهج للخالص” (16).

* 1- الدلالة تنتقل من محسوس معين (دم القلب) الى اللبن وسواه مما هو خالص. 2- وثمة تطور من الحسي الى المجرد الذهني: الخالص في المحسوسات الى النفس.

٥١ ‏- وتردي الجياد الجرد فوة جبالنا              وقد ندف الصنّبر في طرقها العطبا (المتنبي)

‏" (تردى) من الرديان وهو ضرب من العدو. قال الاصمعي: سألت المنتجع بن النبهان ما الرديان ؟ قال: عدو الحمار بين آريه ومتمعكه” (17).

*‏ الدلالة على حركة محددة تتسع لتدل على حركة اكبر مجالاً: حركة الجياد وكأنما حدث هذا بفعل التصوير متدرجاً.

‏52- نفذت علي السابري وربما                   تندق فيه الصعدة السمراء

‏(المتنبي)

‏" السابري: يعني الثوب الرقيق ، وكذلك كل ثوب رقيق عندهم سابري ، قال ابو علي - الفارسي - يرفعه بإسناده الى عكرمة في قوله تعالى {وقدر فيها اقواتها} [‏فصلت 41/10] قال: السابري لا يصلح الا (بنيسابور) والعصب لا يصلح إلا باليمن" (18).

*‏ تتسع الدلالة هنا من نوع معين من الثياب (المصنوعة بنيسابور) لتشمل كل ثوب رقيق.

ص357

‏53- يتخوف الخريت من خوف التوا               فيها كما ‏يتلون الحرباء

(المتنبي)

‏" الخريت الدليل ، وخرت الابرة ، وخرتها ايضا ثقبها ، وكذلك خرت الاذن ، وسمي الدليل خِيريتاً لاهتدائه في الطريق الخفية كخفاء ثقب الإبرة ونحوها” (19).

* ويظهر لنا ان الدلالة تطورت من الحسي المحدود - خرت الابرة - الى اكثر من محسوس: ثقب الاذن والحريق الخفية وبعد هذا الاتساع في الدلالة الحسية غدا واحد من المشتقات منتقلا الى المجال التجريدي: الخريت: الماهر.

 54- وبلدة فيها زور                   صعراء تخطى في صعر

 (ابو نواس)

‏" والزور: الاعوجاج ، ومنه شهادة الزور لأنها المعدولة عن جهتها ، ومنه قولهم: زورت عليه كلاما ، لأنه جاءه بما هو مخالف للحق وبجانب له. ومنه قوس زوراء ، وهي المعوجة قال (امرؤ القيس): 

‏عارض زوراء من نشم               غير باناة على وتره

‏ومنه بعير أزور ، وهو المائل في شق. ومنه قولهم: أزور اذا جنح قال عنترة:

 فازور من وقع القنا بلبانه            وشكا إليّ بعبرة وتحمحم

يصف أنه مال عن الطعن” (20).

ص358

‏ يمكن تصور التطور بادئاً من محسوسات معينة كالقوس ثم اتسعت الدلالة لتشمل عددا من المحسوسات كالفرس التي تميل ، حتى غدت مرتبطة بـ كل اعوجاج ، وبعدها انتقلت الى التجريد: الشهادة.

‏التخصيص: (أ)

‏55- طيّ القراري الحبر                             لم يتقّعدها الطير

(لأبي نواس)

‏" الحبر جمع حبرة واصل التحبير: التحسين. وقيل لها حبرة لحسنها” (21).

* الدلالة تخصص بنوع معين (الحبرة) بعد ان كان الاصل اللغوي عام الدلالة على التحسين.

56- اذا العرب العرباء رازت نفوسها                فأنت فتاها والمليك الحلاحل

‏(المتنبي)

‏" الحلاحل: اصله الخالص من كل شيء ويقال للرجل اذا كان من صميم القوم: حلاحل” (22).

‏ * خصصت دلالة اللفظ بعد عمومها: (الحلاحل).

‏التخصيص: (ب)

‏57- نداماي بيض كا‏لنجوم وقينة                ‏تروح الينا بين برد ومجسد

(طرفة)

‏" المجسد: الثوب المصبوغ بالزعفران حتى يكاد يقوم قياماً. والجساد:

ص359

‏الزعفران ويقال قد جسد به الدم ، اذ يبس عليه واجتمع. والمجُسد والمجسد عن الطوسي: الثوب المشبع بالصبغ” (23).

‏ * تبدو الدلالة مخصصة بعد عموم فاصل الكلمة (مجسد) كل مصبوغ بالزعفران ولكنهم خصصوها بالدلالة على الثوب من المصبوغات.

58- واروع نباض احذ ململم                  كمرداة صخر في صفيح مصّمد

‏(طرفه)

‏" اروع يعني قلبها ، وهو الحديد السريع الارتياع من القلوب لحدته. ويقال راعني الامر يروعي روعة اذا افزعك” (24).

‏* تخصص دلالة ( اروع ) بالقلب بعد نقل الصفة الى الاسمية بفك التركيب المؤلف مز. الاسم والصفة ( قلب اروع ) وما دام السياق يفهم الدلالة فهي تمثل تحولا د‏لاليا بالتخصيص ههنا.

٥٩ ‏- كأن فتات العهن في كل منزل         نزلن به حب الفنا لم يحطم

(‏ زهير بن ابي سلمى )

‏العهن _ ههنا. الصوف المصبوغ ، ويقال: لكل صوف عهن الا في قول الاصمعي ، فانه رغم انه لا يقال له عهن حتى يكون مصبوغا(25).

‏* يمكن ان نستنتج هنا ان دلالة (العهن) كانت تصلح لعموم الصوف ، ثم خصصت بالمصبوغ منه.

٦٠ - ولست بحلال التلاع مخافة     ولكن متى يسترفد القوم ارفد

‏                                                                                    (طرفه)

 ص360

‏" ومعنى يسترفد يستعطي ، و( الرفد ): العطية وقيل الرفد: المعونة”(26).

*‏ يمكن ان يكون المعنى تحول من العموم (كل عطية) الى خصوص هو: العطاء للمعونة ؟

٦١ ‏. كأن دماء الهاديات بنحره       عصارة حناء بثيب مرجل

 (امرؤ القيس)

‏" الهاديات: يريد اوائل الوحش ، واول كل شيء، هاديه ، ومنه سمي العنق هاديا”(27).

*‏ بعد الدلالة على العموم (اول كل شيء )، ينتقل الى خصوص: (العنق: الهادي)

62‏- وكذا الكريم اذا اقام ببلدة       سال النضار بها وقام الماء

 ( المتنبي )

‏" النضار: الذهب ، وقال بعضهم: الذهب يقال له النضار بالكسر في النون لأنه جمع نضر وهو الذهب ، فأما النضار بالضم فهو الخالص من كل شيء"(28).

*‏ يمكن ان تكون الدلالة منتقلة من العموم ( الخالص من كل شيء: النضار ) الى تخصيصها بالذهب.

٦٣ - فتبيت تسد مسئدا في نيها          اسادها في المهمة الانضاء

 (المتنبي)

ص361

" (الآساد): اغذاذ السير ، ومثله (الايساد) يقال: اسادت السير واوسدته أي اغذذته كلاها بمعنى ، ويقال (الآساد): سير الليل خاصة”(29).

‏ * احتمال لتخصيص الدلالة (بنوع من السير) بدلا من السير السريع عامة).

64 ‏ - اذ سار ذو التاج الهمام يجفل          لجب يجاوب حجرتيه صهيلا

(‏ رجل من كنده )

‏" ‏اللجب الكثير الصوت ، واللجب: الصوت بعينه” (30).

‏* يمكن ان نستنتج ان المادة اللغوية (لجب) تستعمل للدلالة على كثرة الاصوات وهي تمثل خصوصا يمكن تفله الى عموم (الصوت).

انتقال الدلالة: (أ)

٦٥ ‏- مشعشعة كأن الحص فيها      اذا ما الماء خالطها سخينا

‏(عمرو بن كلثوم)

‏" (المشعشعة) الخمر التي ارق مزجها ، وما مزج فارق مزجه فهو شعشع ومنه قيل رجل شعشاع اذا كان طويلا خفيف اللحم” (31).

‏ *الدلالة تغير مجالها من اللون الذي يجد اصله - كما ‏جاء لدى ابن النحاس - في الظل الرقيق وكانه ناتج عن ضياء الشمس الخفيف من بين الغيم ، الى اخر هو جسم الانسان ( فالشعشاع ) هو ( النحيف ، خفيف اللحم ، الطويل ).

 ص362

٦٦ ‏. فداني ولم يضنن علي بنصره     ورد غداة القاع ردة ماجد

                                                                  ( عروة بن مرة الهذلي )

‏" (عين القاع واو) كأنه من معنى: قاع الفعل الناقة يقوعها قياعا اذا علاها ، وذلك ان القاع كل مطمئن حر الطين. والتقاؤهما ان الارض المنخفضة تعلوها الاشياء لانخفاضها (32).

‏* انتقلت الدلالة من تسمية الارض في حالات خاصة ، الى الفعل المخصوص وذلك بفضل الكناية.

٦7 ‏. الا ابلغا افناء لحيان اية            وكنت متى تجهل خصيمك يجهل

( سويد بن عيرة الخزاعي )

‏" الافناء مقصور مفرده ، ولامه مشكلة ، وينبغي عندي ان تكون من الواو من قولهم شجرة فنواء ووجه التقائهما ان افناء الناس جهاتهم ، ونواحيهم ، وشجرة فنواء اي لها افنان ونواح” (33).

‏* الدلالة تنتقل من مجال تسمية الشجر الكبير ، الى تسمية الجماعة من الناس. والربط هنا هو العمل التشبيهي لدى المستخدم للغة.

‏68” وفي شرح لبيت هذلي يستطرد ابن جني فيشرح الصلة بين اسم المرأة: الماوية ، والماء فهو يقارن النسبة الى الماء بالماوي الى الشاة بالشاوي بحالة هي: الهداوة ويفترض ان اصلها هدا. واشارة الناقد التي نستنتج منها انتقال الدلالة هي ان” الماوية انما هي منسوبة الى الماء وبها سميت المرأة لصفائها وبريقها” (34).

ص363

‏* (فالماء) مجال له خصائصه الجوهرية واعراضه التي فيها صلاحيته - لصفائه. لأنه ينظر الانسان فيه ليرى صورته منعكسة فيه ، و (الماوية) تمثل مجالا اخر جوهره ان يعكس صور الانسان والاشياء.

‏69- اصحرت اذ دبوا الخمر         شكرا وحر من شكر

 (ارجوزة أبي نواس )

‏" يقال فلان يدب لي الخمر والضراء ، اي يساترني ، ولا يواجهنى فيها. والخمر ما وراك من الشجر ، قال الشاعر:

‏الا يا زيد  والضحاك سيرا              ‏فقد جاوزتما خمر الطريق

‏ومنه قيل” الخمار: يستر الوجه. ويجوز ان تكون الخمر مأخوذة من هذا المعنى لأنها تغطي العقل ، وتستر عليه دون صاحبه” (35).

* الدلالة تنتقل من مجال الغطاء الماذي فتسي الشجر. وغطاء الوجه. الى مجال اخر هو: الشراب المسكر. ويمكن تصور نمو الدلالة بعد اتصالها بالشراب لتغدو من الدلالات المجردة.

٧٠ ‏_ بعيدة ما بين الجفون كأنما     عقدتم اعالي كل هدب بحاجب

(‏ المتنبي )

‏" والهدب: الشعر الذي على حروف العين ، ومنه هدب الازار وهدابه قال امرؤ القيس:

        ‏فظل العذارى يرتمين بلحمها          وشحم كهداب الدمقس المفتل (36)"

 ص364

‏* الدلالة انتقلت من الشعر في جزء من الوجه الى مجال اخر هو الثياب واطرافها والرابطة هنا تشبيهية.

٧١ ‏- اذا نكتت كنانته استبنا        ‏بأنصلها لأنصلها ندوبا

( المتنبي )

‏* انتقلت الدلالة من الفارس الى كنانته والرابط هنا علاقة مجازية مرسلة.

72 ‏- وصفراء البراية فرع قان         ‏تضمنها الشرائع والنهوج   

(عمرو بن الداخل الهذلي )                                           

‏" كان ابو علي. الفارسي -  يجعل عين القان ياء ، ويأخذه من قينت الشيء ، اي حسنته وزينته ، ويذهب الى ان الشجر يحسن موضعه ويجمله. وليس عندي ان يكون: العين هو القيد من هذا ، وذلك انه بمنزلة الخلخال ، والسوار من المرأة وهما للجمال والزينة، قال ذو الرمة:

دانى لي القيد في ديمومة قذف        قينيه وانحسرت عنه الأناعيم

‏ويكشف عما نحن بسبيله قول ابي نواس:

‏اذا قام غنته على الساق حلما                             ‏لها خطوة عند القيام قصير

‏فجعل القيد حلية ، اي هو في مكان الحلية من لابسها ما ، وهو ايضا من جوهر الارض كالفضة والذهب” (37).

‏ * يتغير المجال الدلال وتنتقل فيه الدلالة من (القيد والعبودية) الى (الزينة والتحسين) لمجاورة الادوات في كلتا الحالتين فالقيد الحديدي يحيط بالمعصم وبالأقدام ، وكذا ادوات الزينة كالأساور وما اليها وقد يكون للتطور

‏ص365

‏الاجتماعي اثر في هذا فالقيان الاسيرات يتحولن الى مغنيات وراقصات فترتبط صورتهن بجزئياتها بالتسمية المنقولة: القين.

انتقال الدلالة: ( ب )

٧٣ ‏- الا كل ماشية الخيزلى                فدا كل ماشية  الهيدبى

( المتنبي )

‏" الخيزلى: مشية فيها تفكك وتحرك من مشي النساء ، ومن مشي الخيل ايضا. يقال هي تمشي” الخيزلى ) والخوزرى بمعنى واحد"(38).

‏ويقول في القاموس المحيط:

" ‏خزل والتخزل والانخزال مشية في تثاقل..... والاخزل من الابل ما ذهب

‏سنامه كله ، والانخزال الانفراد والحذف والاقتطاع....”     

‏* الدلالة تنتقل من مجال الحيوان. اقتطاع سنامه ، ومن ثم ضعفه ومشيه المتباطئ - الى الانسان ومشيه بفعل المشابهة.

74- يعلمن حين تحيي حسن مبسمها             وليس بعلم الا الله بـــــــــــــالشنب

                                                                                    ( المتنبي )

“ الشنب هو برد الريق قال الراجز:

يا بأبي انت و فوك  الأشنب         كأنما ذر عليه الزرنب

‏او زنجبيل عابق مطيب

‏ويقال هو حدة الانياب”(39).

 ص366

‏* انتقلت الدلالة من الريق الى حدة ( الانياب ) من الاسنان بعلاقة المجاورة.

‏75 - جمد القطار ولو راته كما رأى           بهتت فلم تتبجس الانواء

‏" الانواء جمع نوء ، والنوء سقوط النجم في المغرب وطلوع اخر يقابله في المشرق ، ويسمى النجم نوءا ، يقال: سقينا بنوء كذا ، اي من ماء السحابة التي نشأت في وقت نوء ذلك النجم” (40).

‏* تنتقل الدلالة من النجم الى الزمن الذي يتحرك فيه ومن ثم تسمى السحابة التي نشأت في هذا الوقت: النوء وهذه العلاقة تندرج ضمن علاقات المجاز المرسل.

76‏. وتردي الجياد الجرد فوق جبالنا         وقد ندف الصنبر في طرقها العطبا

‏(المتنبي)

‏" الصنبر: السحاب البارد ، والصنبر ايضا هو اليوم الثاني من ايام العجوز. تقول العرب: صن ، وصنبر ، واختهما وبر ، ومطفئ الجمر ، وملقي الظعن فذلك خمسة ايام وقيل انها سبعة” (41).

‏ * تنتقل الدلالة من مجال الى اخر بفعل العلاقة المجازية المرسلة.

77- اجمعوا امرهم بليل فلما                    اصبحوا اصبحت لهم غوغاء

‏" فالغوغاء: الرذال من الناس. والغوغاء من الجراد: الصغار الذي يركب بعضه بعضا”(42).

ص367

‏* الدلالة تنتقل من مجال الدويبات الطائرة: الجراد الى: الانسان برابطة المشابهة.

٧٨ ‏- باتت واسبل واكف من ديمة      يروي الخمائل دائما تسجـــــامها

(‏ لبيد )

‏اسبل: سال واسترخى ، يقال: اسبل ازاره ورفله. ويقال: جاء يجر سبلته. اذ جاء يجر ازاره. وقال ابو زيد: يقال: اسبلت السماء اسبالا وهو المطر وهو بين السحاب والارض حين يخرج من السحاب ولم يصل الى الارض. والاسم السبل وهو المطر. قال اوس بن حجر.

‏وقتلى كمثل جذوع النخيــ              ـــل يغشاهم سيل منهمر

‏و قال جرير:

لم الق مثلك بعد عهدك منزلا         فسقيت من سبل السماك سجالا

‏وقال عمر بن ابي ربيعة:

‏الم تريع على الطلل      ‏ومغنى الحي كا‏لخلل

تعفي رسمه الاروا       ح مرصبا مع الشمل

وانداء تباكره               و جون واكف السبل (43)

‏* تنتقل الدلالة هنا من مجال: المطر في بعض صوره ، الى: الملابس واطرافها. 79‏- لخولة اطلال ببرقة ثهمد         تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد

‏                                                                               (طرفة)

ص368

‏" تلوح معناه تبرق. ويقال للثور الوحشي لياح ولياح ، لبريقه وبياضه” (44).

‏ * تنتقل الدلالة - بالاشتقاق - من مجال البرق ولمعانه الى: الثور تسمية له والرابط المشابهة في الظهور والتميز على البعد.

ص369

 ___________________

(1) شرح ابن النحاس 120-121.

(3) نفسه 459.

(4) شرح ابن النحاس 455 ، 306.

(5) الفسر الكبير ، ابن جني ٩٢ ‏- ٩3 ‏.

(6) الفسر الكبير ، ابن جني 170 ‏، الفسر الصغير ٢٩ ‏ب.

‏(7) الفسر الصغير ، ابن جني ٢٧4 ‏ ، ٢٧٥ ‏أ.

‏(8) التمام ، ابن جني ٨٢ ‏.

(9) شرح ابن الانباري 24-25.

(10) شرح ابن الانباري 542.

(11) شرح ابن الأنباري 286.

(12) شرح  ابن الأنباري 307.

(13) شرح ابن النحاس 169.

(14) شرح ابن النحاس 745.

(15) الفسر الصغير ، ابن جني 181 أ.

(16) الفسر الكبير ، ‏ابن جني 43.

(17) الفسر الكبير ، ابن جني 175.

(18) الفسر الكبير ، ابن جني 72.

(19) الفسر الصغير ، ابن جني 11 ب.

(20) تفسير الأرجوزة ، ابن جني 13-14.

(21) الأرجوزة ، ابن جني 133.

(22) الفسر الصغير ، ابن جني 223 ب.

(23) شرح‏ ابن الانباري 189.

(24) شرح ابن الانباري ١٧٩‏.

(25) ‏شرح ابن النحاس ٣١٢ .

‏(26) شيح ابن النحاس 256.

‏(27) نفسه ١٧٨ .

‏(28) الفسر ، ابن جني ٨٦ .

(29) الفسر الكبير ، ابن جني ٧٨ ‏، الفسر الصغير ١١ ‏أ.

‏(30) شرح ابن الانباري ١١ .

‏(31) ابن الانباري ٣٧٢ ‏، شرح ابن النحاس ٦١٥ .

(32) ‏ التمام في تفسير بقية اشعار هذيل ، ابن جني ٤٨ .

‏(33) التام ، ابن جني ١٢٧ .

‏(34) التام ، ابى جني ٦٥ .

(35) الارجوزة ، ابن جني ١٦٦ ‏- ١٦٧ .

‏(36) العسر الكبير ، ابن جني 335.

(37) التمام ، ابن جني ٢٩ .

(38) الفسر ، ابن جني 121 .

(39)  الفسر الكبير ، ابن جني ١٤ ‏2 .

(40) الفسر الكبير ، ابن جني 89.

(41) الفسر الكبير ، ابن جني 177.

(42) شرح ابن الانباري ٤٥٢.

(43) شرح ابن الانباري 558.

(44) شرح ابن الانباري 133.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.