المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

استعمال الأرض الحالي
4-12-2019
الهمامي
20-9-2016
{الله يبسط الرزق لـمن يشاء}
2024-07-25
أحمد بن يزيد
20-9-2020
الحقوق المالية في ظل القوانين الخاصة المنظمة للوظيفة العامة
2023-07-18
الميرزا رضا القزويني
16-8-2017


التطور الدلالي بين اللغة والنقد (ضروب الاشتقاق في العمليات التطورية)  
  
930   01:31 مساءً   التاريخ: 10-9-2017
المؤلف : د. فايز الداية
الكتاب أو المصدر : علم الدلالة، النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة : ص321- 327
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / التطور الدلالي / ماهية التطور الدلالي /

 

‏نعرض في هذا القسم تحليلات لضروب الاشتقاقات التي تظهر خلال عمليات التطور الدلالي، ذلك انه من النتائج التطبيقية الهامة لأنماط التطور: بروز أهمية الاشتقاق في تكوين مفردات العربية، ففي أحيان يكتسب الأصل اللغوي خصائص معينة(كأن يتسع مجاله، او يتحول الى المجرد الذهني) فينسحب هذا على مشتقات له، وفي احيان اخرى نجد التغير الجزئي يلحق بعض المشتقات خلال تفريعها من الاصل الذي يشترك معها في سمات عامة. وتعد الحالات التي يتمثل فيها التحول في مفردات معزولة عن سائر كلمات الاسرة الاشتقاقية قليلة.

ص320

‏والفائدة التاريخية للعربية الفصحى إنما هي معرفة طبيعة حركة النماء والتوالد سواء في منطلقها او فيما تؤول إليه اي اننا نتقدم في ميدان البحث الدلالي عندما نبدأ بوضع خطوط تبدأ بالأفعال او بالأسماء، ومن ثم تنشأ عنها فروع اخرى، وكذلك عند ادراكنا لأنواع الأسماء والافعال تفصيلياً، وبذا تتضح لنا صور من فاعلية الدلالة في اطوارها الاولى ؛ فالمواد اللغوية لم تبدأ جميعها من الاسماء المصدرية فالأفعال فبقية المشتقات. ولقد عرف الاستعمال اللغوي صوراً متعددة منطلقاً له، ولا يظهر لنا بعض الملامح في هذا المجال سوى افتراض هيئات عامة مستمدة من استقراء لما بين ايدينا من كتب ومصنفات تعرض لتطور الدلالة، وقد يكون في مراجعة المعاجم ومقارنتها بغيرها من اعمال اللغويين ‏فائدة كبيرة ايضاً.

‏ولقد اجتمع لي من خلال استقراء حالات التطور الدلالي في كتب النقد للقرن الرابع عدد من صور الاشتقاق تنتظم في خطوط اربعة هي( 1- الانتقال من اسم الى اسم. 2- الانتقال من اسم الى فعل. ٣ ‏- الانتقال من فعل الى اسم. 4- الانتقال من فعل الى فعل) وان ما نعرضه هنا ان هو الا نماذج تحليلية، ويمكن العودة الى سائر الحالات التي الشواهد التي تزيد تأكيدها:

‏1- واول امثلة انتقال الدلالة باشتقاق اسم من اخر يسبقه في الاستعمال هو:(المأقط) الذي ويروي في بيت لأم تأبط شراً:

‏يجدّل القرن ويروي الندمان                      ذو مأقط يرمي وراء الإخوان

‏فيقول ابن جني ان " المأقط: مجتمع الجيش للحرب وهو(مفعل) من الأقط لأنه لبن يجمع(1) "، وظاهر كلام ابن جني يدل على ان التفريع كان من الاسم(اقط)، بينما يبدو الامر لدى، ابن النحاس اكثر تعقيداً فثمة احتمالات عدة لـ(منشم) وبداية حركته في بيت زهير:

ص322

‏تداركتما عبساً وذبيان بعدما              تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم

فالأصمعي(2) يقول: ان منشم اسم لامرأة من خزاعة عطارة. فاذا اراد - العرب - الحرب ادخلوا ايديهم في عطرها، ثم تحالفوا فصاروا يتشاءمون بها. وابو عمرو الشيباني يقول انهم اذا خرجوا الى الحرب اشتروا الكافور منها لموتاهم فتشاءموا بها، وعلى هذا يكون نقل الدلالة دون تغيير في الصيغة. اما ابو عمرو بن العلاء فيذكران(منشم) من التنشيم وهو الشر. وفي الحديث: " كما نشم الناس في أمر عثمان ". قال ابو عبيدة معناه ابتدؤوا في الشر. وقال منشم اسم للحرب لشدتها ‏. وليس ثم امرأة بهذا الاسم فالعرب تقول " جاؤوا على بكرة ابيهم وليس ثمة بكرة " وفي هذا التحليل نجد الانتقال بين الاسم المصدر - الذي يتعلق بفعل من مادته نشم - الى اسم اخر مشتق هو منشم لكثرة الشرور في الحرب مما يتلاقى مع محيط الدلالة الاولى.

‏وثمة نمط من التغير الدلالي يكون مصحوبا بانتقال من صيغة التذكير الى التأنيث كما نرى في مادة(لبن) في بيت عمرو بن كلثوم:

‏تجور به اللبانة عن هواه                  اذا ما ذاقها حتى يلينا

فيقول ابن النحاس، ذو اللبانة اي ذو الحاجة، وجمعها لبانات، واللبان - بفتح اللام -الصدر، وأنشد لعنترة:

......... كأنهـــــــــــــــــــا            ‏أشطان بئر في لبان الأدهم(3)

وإننا لو اعدنا تصور التطور الدلالي في المادة اللغوية لرأينا 1- اللبن دلالة ‏على السائل المستمد من الثدي ٢- ثم اللبان دلالة على الصدر في الإنسان خاصة لعلاقة مجازية مرسلة، ولشدة حاجة العربي لفرسه واعجابه بها استعار لها التسمية المخصوصة بالمرأة أولا ثم المعمّمة لتشمل صدر الرجل ٣ - اللبانة وهذه صيغة

ص323

‏مؤنثة دلت على الحاجة. والارتباط واضح في ضرورة اللبن للطفل فهو الحاجة الاولى والاهم مما عداها لذا يتمثل بها للمطالب الاساسية.

٢- ومن امثلة الانتقال من الاسماء الى افعال ص المادة اللغوية ذاتها مع التطور في الدلالة، ما جاء لدى ابن النحاس حول بيت طرفة:

‏ووجه كأن الشمس حلت رداءها              عليه نقي اللون لم يتخدد

‏فقوله. " لم يتخدد: اي لم يضطرب، مشتق من الخد، لأنه انما قيل له خد لأنه يضطرب عند الأكل(4)، وفي قول لبيد:

‏فلحقن واعتكرت لها مدرية                 كالسمهرية حدها وتمامها

‏فالسمهرية هي الرماح، ومنه يقال: " اسمهرّ الامر اذا اشتد(5) " وفي قول عنترة:

أوروضة أنفاً تضمن نبتها                غيث قليل الدّمن ليس بمعلم

‏فالأنف: التام من كل شيء، وقيل: " هو كل شيء ومنه(استأنفت) الأمر(6) " وعبارة الشارح في كل من المواضع السابقة بينة في مسألة الاشتقاق.

ويورد ابن الانباري واحدا من الامثلة وهو يشرج بيت امرئ القيس:

‏فقلت له لما تمطى بصلبه               واردف اعجازاً وناء بكلكل

‏" فقوله(لما تمطى بصلبه) اي لما تمدد بوسطه. ويقال: تمطى الرجل اذا تمدد اي قد مطاه اي ظهره. ويقال مطوت أمطو اذا مددت في السير(7) " وهكذا نرى في هذه الحالة - أيضا - اسماً يتحول بالاشتقاق الى الحالة الفعلية وخلال ذلك تتنامى الدلالة.

‏وثمة مثال نلحظ فيه ان الانتقال الى الفعل ضامر لا يذكر ويكتفي ابن

ص324

‏الأنباري وابن النحاس بالإشارة الى الاسم الاول والاخر المنتقل إليه في قول طرفة:

‏واعلم مخروت من الانف مارن          عتيق متى ترجم به الارض تزدد

فيقال للدليل الهادي: الخريت، وسمي بهذا لأنه يهتدي الى مثل خرت الابرة - - كما ‏يذكر الاصمعي - وقال الآمدي:

‏على صرماء فيها اصرماه            وخريت الفلاة بها مليل(8)

فاسم الفاعل للمبالغة يجعلنا نقول بوجود الفعل(خرت) اي مرر الخيط من عين الابرة ومن ثم يشتهر من يقوم بهذا العمل بالبراعة وتنقل بعدها الى المجالات الاخرى مع صيغ المبالغة(خِرّيت).

٣- ومن الامثلة على تطور الدلالة، وذلك بالاشتقاق من الفعل الى الاسماء: العميد، فالعميد هو السيد كما جاء في بيت الاعشى:

‏لئن قتلتم عميدا لم يكن صددا                 لنقتلنْ مثله منكم فنمتثل

‏وقال ابو زيد: " هو المنتهى إليه في الشدائد كأنه من عمدت للشيء اعمد اذا قصدت اليه(9) " ويجيء ابن جني بشرح يستطرد فيه فيبسط اصل(من اجلك) لمرادفتها(من جراك) ونرى ان " اشتقاقه من(اجلت) الشيء اجله اذا حنيته قال: في عاجل انا اجله، اي جانبه وجاره(10) "، وفي موضع اخر يعلق على بيت ‏المتنبي:

‏مثلك يا بدر لا يكون ولا              يصلح الا لمثلك الدول

‏" فالدول جمع دولة، والدولة مشتقة من تداول الشيء(11) " واذا راجعنا

ص325

‏مفردات اخرى نجد ما يشبه الحركة الدائرية فالاسم(دولة) يشتق من الفعل(تداول) ومن ثم يؤخذ فعل(دالت) الدول.

‏واتى ابن الانباري بمثال(الغدير) فيظهر تخصصه ان اشتق من الفعل ذي الدلالة العامة:(غادر) في بيت عنترة:

هل غادر الشعراء من متردم          ام هل عرفت الدار بعْد تولم(12)

‏" فإنما سمي الغدير غديراً لان السيل غادره اي تركه، وقيل ايضاً إنما سمي غديراً لأنه يغدر بأهله، ويذكر الشارح في حديثه(الغدائر وهي الذوائب، واحدتها غديرة) دون ان يشرحها مفصلة ولا يخفى ان الدلالة هنا مخصصة لأن ‏هذه الذوائب تترك دون ان تضم الشعْر في عقاصه.

٤- ومن امثلة النمط الاخير وهو انتقال الدلالة من فعل الى فعل مع تطورها ما جاء لدى ابن النحاس(13) وهو يشرح حديثاً من الرسول(صلى الله عليه وآله) يقول: " ان أبغضكم الى وأبعدكم عني مجالس يوم القيامة الثرثارون المتفيهقون " فيعلق قائلا: " ويقال فهق النهر اذا امتلأ حق يفيض "، ونستنتج أن الحركة اتخذت مسارا من الفعل المادي المتصل بالنهر وفيضانه الى الفعل الكلامي المشابه في تدفقه المتزيد فيه لما عليه مياه الانهار في حالات خاصة، وبعدها اشتق الاسم المحدد(المتفيهق) واستعمل.

‏والمثال الاخر مستخرج من مناقشة تدور حول بيت المتنبي المشتمل على فعل ‏(التنهد):

‏قالت وقد رأت اصفراري منْ به                       وتنهدت فأجبتُها المتنهد

‏فأبو الفتح ابن جني يقول شارحاً: " التنهد هو التنفس بغلواء وشدة " ولكن متعقباً له يحاول أن يخطئ الشارح لعويص شعر المتنبي فيقول الاصفهاني

 ص326

‏صاحب(الواضح في مشكلات المتنبي) " هذا لا يعرف في العربية وانما يقال نقد ثدي المرأة اذا خرج فهو ناهد، ومنه نهد الرجل بزحفه اذا خرج للحرب، دهنه ثدي نواهد ونهد ؟ لخروجهن. واما قول المتنبي: تنهدت اي تكلفت اخراج ثديا افتنانا له واختبالا لقلبه(1) ".

‏ونحن نقبل تحليل ابن جني لأنه هو الصحيح اذا ما قيس بما هو واقع في الحياة العملية والسلوك العادي، وبذا نجد التطور فيما بين الصيغتين(نهد)، و(تنهد) فالأول تعني ظهور الثدي، او البروز والخروج عامة، والاخرى تفيد معنى اضافياً لازماً لبروز الصدر هو التنفس بشدة دليل التأثر الكبير والانفعال.

ص327

_______________

(1) التمام، ابن جني ١٣٦ ‏.

(2) شرح ابن النحاس 320-321.

(3) شرح ابن النحاس 744.

(4) شرح ابن النحاس 219.

(5) شرح ابن النحاس 412.

(6) شرح ابن النحاس 473 ‏.

(7) شرح ابن الانباري 75.

‏(8) شرح ابن النحاس 252.

(9) شرح ابن الانباري 181 ‏.

(10) شرح ابن النحاس 724.

‏(11) ‏ابن جني الفسر الصغير 178 ‏ب.

(12) شرح ابن الانباري 295.

(13) شرح ابن النحاس 475.

.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.