أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-6-2017
1851
التاريخ: 8-1-2021
1759
التاريخ: 20-6-2017
1783
التاريخ: 7-1-2019
1965
|
تبادل الرسل والسفارات بين الدولتين ومصاعبها
انشغلت الدولتان العباسية والبيزنطية بتبادل الرسل والسفارات بينهما، وذلك لصعوبة هذه المهمة، من ناحية التهيئة والاعداد لهذه السفارات وكذلك عملية استقبال السفارات القادمة من الامبراطورية البيزنطية، وبخاصة على صعيد المستوى السياسي متمثلة بتسمية السفراء وطريقة التفاوض مع الدولة الاخرى وكيفية الخروج للقاء الاسرى في مراسم خاصة تحتاج الى الاموال والنفقات الكبيرة لاتمام التبادل. فضلاً عن عقد معاهدات الصلح والهدن ومدى نجاح السفراء في مفاوضاتهم او فشلهم وما يترتب على ذلك.
كالسفارات المتبادلة بين الخليفة المأمون والامبراطور تيوفيل التي اختلفت اغراضها ما بين طلب الصلح وتبادل الاسرى وتفقد شؤونهم في سجون الاسر البيزنطية (1). وكان فداء الاسير بالمال من بيت مال خصص جزء من امواله لافتداء الاسرى بأمر من الخليفة، ولم يحدث هذا الا في حالة واحدة في سنة (189هـ/804م)، عندما وافق الخليفة الرشيد على فداء الاسرى وافتدى جميع الباقين من بيت المال (2) . وهذا دليل على حاجة الدولتين للأموال لإنفاقها على تبادل الاسرى وتحديد السفارات التي تقوم بهذه المهمة.
وكذلك السفارات المرسلة الى الخليفة المعتصم لتقديم الاعتذار لما حصل بزبطرة وطلب تبادل الاسرى (3). فضلا عن الرسل الواردين الى الخليفة الواثق (4) ، والسفير جورجس بن فرناقس الذي ارسلته الامبراطورة ثيودورا لاجراء الفداء (5) ،واعقبه ارسال الخليفة المتوكل لرسوله نصر بن الازهر الى الامبراطورية البيزنطية لمعرفة اعداد الاسرى المسلمين في بيزنطة (6).
واخر سفارة اشتهرت في العصر العباسي هي السفارة التي ارسلها الامبراطور قسطنطين السابع الى الخليفة المقتدر لاجراء الفداء وطلب الصلح (7). واشتهرت هذه السفارة لكونها استقبلت بحفاوة كبيرة ظهرت فيها الابهة الكبيرة للخلافة العباسية (8).
فضلاً عن المصاعب التي تواجه الدولتين عند ارسال السفارات وما يرافقها من اعداد وبذل التكاليف المالية الباهظة لها ولاستقبالها على الوجه المطلوب، جاءت عملية اختيار السفراء غاية في الاهمية، حيث اهتم الخلفاء العباسيون بالرسل، وعدوا موقع الرسول من الخليفة موقع الدليل من المدلول والبعض من الكل ، والرسول على المرسل (9). فيجب ان يتمتع الرسول بالصفات الجسمانية كان يكون ممتلىء الجسم وضخم الاطراف ، ويحتاج الرسول الى الاقدام والجرأة والثبات (10).
وان يتمتع بصفات اخلاقية كالحلم وكظم الغيظ والصبر على طول المكث و تراخي المقام (11) .وان يكون اميناً صادقاً يحفظ اسرار دولته ويصونها (12). وهكذا جرى العرب المسلمون في اختيار رسلهم ممن عرف واشتهر بفضله ودهائه واستفاضت شهرته، وكانوا ينتقون من ظهر فضله اوزاد علمه او نضج فهمه او رفع منصبه ، و شهد الناس بذلك له (13) فاذا حصل الرسول على هذه الشروط كان حقيقاً ان يرسل بالمهمات ، ويحمل رسائل الخلفاء، وفي حالة اخفاقه بالاختبار فانه لا يرسل الى احد .
وكذلك اهتمت الامبراطورية البيزنطية باختيار سفرائها الموفودين الى الخلافة العباسية ووصل الامر الى حد المبالغة، خاصة وان بيزنطة كانت تنظر للخلافة نظرة اجلال وتقدير واحترام ومن البداهة ان يتصف السفير بالذكاء والثقافة والكياسة وسرعة البديهة وغيرها من الصفات الاخرى، واهتم الروم البيزنطيون بالصفات الجسمانية لسفرائهم (14) . هذه هي ابرز المشاكل التي واجهت الدولتين عند تبادل السفارات بينهما. فضلاً عن الانشغال في مدى نجاح السفارة او فشلها ، مما يظهر من اختلاف في التفاوض وشروط الصلح والهدن وتحديد زمان ومكان التبادل .
________________
(1) الطبري ، تاريخ ، 5/10/281 ؛ ابن الفراء ، المصدر السابق ، ص49
(2) المسعودي ، التنبيه ، ص177.
(3) ابن الفراء ، المصدر السابق ،ص34.
(4) الطبري ، تاريخ ، 6/11/19.
(5) المصدر نفسه ، 6/11/50.
(6) م.ن ، 6/11/61.
(7) مسكويه ، المصدر السابق ، 1/54.
(8) المصدر نفسه ، 1/53 ؛ ابو الحسن الهلال بن المحسن الصابي ، رسوم دار الخلافة ، تحقيق وتعليق : ميخائيل عواد ، ط2 ، (بيروت : دار الرائد العربي ، 1986) ، ص12 ؛ القاضي الرشيد بن الزبير ، الذخائر والتحف ،تحقيق : محمد حميد الله ، تقديم : صلاح الدين المنجد ، ( الكويت : دائرة المطبوعات والنشر، 1959) ، ص 131.
(9) ابو عمر احمد بن محمد بن عبد ربه الاندلسي ، العقد الفريد ، شرح وتصحيح : احمد امين ، (القاهرة: مطبعة لجنة التاليف والترجمة والنشر ، 1956) ، 2/251.
(10) ابن الفراء ، المصدر السابق ، ص12.
(11) المنجد ، المرجع السابق ، ص115.
(12) الهرثمي ، المصدر السابق ، ص22.
(13) القلقشندي ، المصدر السابق ، 1/151 ؛ ابراهيم احمد العدوي ، السفارات الاسلامية الى اوربا في العصور الوسطى ، (القاهرة : دار المعارف ، 1957) ، ص23.
(14) ابن الفراء ، المصدر السابق ، ص20 ؛ رنسيمان ، المرجع السابق ، ص184. وينظر : رنا صلاح طاقة، العلاقات الدبلوماسية بين العباسيين والبيزنطيين 132-320هـ/750-932م ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة الموصل ، 1999 ، ص55-63.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|