1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الزوج و الزوجة :

دفاع الزوجة عن زوجها

المؤلف:  د. رضا باك نجاد

المصدر:  الواجبات الزوجية للمرأة في الاسلام

الجزء والصفحة:  ص91ـ97

6-11-2017

3610

ثبت بالتجربة ان العلاقة السيئة بين زوجة الرجل ووالدته تنعكس بأعباء مالية أكثر على الزوج؛ لأنه يضطر عند ذاك الى شراء بعض الأشياء الخفية لزوجته، والى شراء بعض الأشياء سرّاً لوالدته. ولو كانت الامور مكشوفة بسبب اطلاع الجانبين عليها لما اضطر الزوج الى شراء هذا المقدار لوالدته وهذا المقدار لزوجته. ومن الطبيعي أن الأم كثيرا ما تتذمر وتدمدم على ابنها متهمة إياه بأنه قد نسيها وصار يقدم كل ما لديه لزوجته، ولهذا يجد نفسه مرغماً الى التصرّف على النحو الذي يتصرف فيه جميع الرجال الذي يلجون ميدان الصراع بين الأم والزوجة في سبيل نيل رضا الأم.

المبحث الآخر يتناول العلاقة بين الزوجة وعمل الزوج. فإذا كان  بائع نفط تعيّرهُ وتقول له إن رائحة النفط لا تفارق بدنك، بينما الزوج هو الذي يشم النفط بدلا من شم العطور. وإذا كان زوجها طبيبا تقول له زوجته لم أعد أعرف ليلي بدلا من نهاري؛ ففي الليلة البارحة أيقظونا من النوم مرتين. بينما الطبيب هو الذي يتجرع ما يشاهده من آلام المرضى ويكابد العناء بسبب ما يسمعه من آهات المتألمين وأنين المتوجعين وزفرات المحتضرين، ويعود الى بيته منهكا من تلك المعاناة. وإذا كان زوجها صاحب دكان تؤنبه قائلة إنك تخرج صباح والأطفال نيام، وتعود ليلا والأطفال نيام، فما ذنب الأطفال حتى لا يروا أباهم. والحقيقة هي أنه لا يوجد عمل يخلو من المتاعب، ولا يوجد رجل يقضي نهاره باللهو والراحة، ثم يَسكُّ النقود ويجلبها الى البيت. ففي كل عمل عناء ومشقة، وكسب الرزق ليس أمرا هينا، وليس بميسور الإنسان تطويع الحياة كما يشاء. وإنما يجب ان يعمل المرء فيها ويبذل جهده، وإذا لم تأت الامور حسب ما يشتهي، يجب عليه ان يتكيف معها الى ان ينتهي العمر. ولو وضع الرجل الخيار أمام زوجته لانتقاء العمل الذي يجب ان يمارسه لكسب لقمة العيش لبقيت حائرة لا تدري بما تجيب، لأن الناس لا تتوفر فيهم جميع الشروط المناسبة لجميع الأعمال، ويجب على المرأة ان تشكر الله لأن زوجها ليس عاطلا عن العمل حتى لا يقصد مراكز القمار والخمر والملاهي، بل ينبغي لها ان تفتخر بأن زوجها يعمل.

إذا كان عمل زوجك ليلا عليك السعي لأن تناموا أنت والأطفال في النهار حتى لا تكون هناك ضجة ولكي تتيحوا له فرصة النوم.

هناك عدة طرق لمعرفة مدى حماقة أو ذكاء المرأة، وإحدى تلك الطُرق تتلخص في مدى تشجيعها لعمل الزوج او عدم تشجيعها له، وهل تثبطه عن عمله ام تحثه عليه. لأن هذا التشجيع يمثل دفعا غير مباشر له للعمل وخاصة إذا كان مضطرا للعمل في الغربة.

... ان مسألة الحجاب تنطوي على ثلاثة مباحث هي:

أولا: موضوع عفاف المرأة والرجل.

وثانيا: بقاء جمال المرأة على امتداد التاريخ.

وثالثا: تطبيق الحكم الإلهي والإنساني بدلا من قانون الغابة والحيوانات ...

من الطبيعي ان الرجل يأتي الى البيت للاستراحة من إرهاق العمل والضوضاء والصياح، معنى هذا ان المرأة يجب ان تحافظ على الهدوء في البيت قدر الإمكان ولا تثير الضجيج والصياح، وان تتكلم بهدوء ووقار. وإذا كان لديها أمر يستلزم رفع صوتها، من الأفضل ان تقترب حتى تتكلم بصوت منخفض.

يجب ان لا تتجشأ المرأة بصوت عال، ولا تسعل ولا تزكم زكاما متواليا. ولا بد لها من مراعاة الموضع الذي تلقي فيه بصاقها او مخاطها، وأن تختار مكانا لذلك بحيث يثني زوجها على حسن أدبها. وإذا حكها رأسها او جسمها تحكه بأنملة أصبع واحد، ومن الأفضل ان يكون ذلك من وراء الثوب ـ إن كان يكفي -.

وعلى المرأة ان تشغل المذياع او التلفزيون – إن أرادت – بشكل لا يضايق الرجل، وإذا كان  يتفرج على شيء ما يجب ان لا تتلكم. ولو أراد الأب تقسيم بعض طعامه على أطفاله يجب ان تقول لهم انظروا كم يحبكم أبوكم! وإذا أراد الأب أن يأخذ أطفاله للتجوال يجب ان تسأله، وهل آتي أنا أم لا ؟

روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (أغلب أعداء المؤمنين زوجة السوء)(1). ونقل ان موسى (عليه السلام) أوحى إليه: (من أعطي زوجة صالحة فقد أعطي خير الدنيا والآخرة)(2). وجاء أيضا: (شر الأشياء المرأة السوء)(3).

سبقت الإشارة الى ان المرأة إذا التزمت ببعض آداب الحياة يمكن ان تكون ملاكا. وهذه الأحاديث كلها مروية عن الرسول او عن أهل بيته.

ومعنى هذا الكلام هو ان المرأة يمكنها ان تتصف ببعض الفضائل التي تكون من خلالها ملاكا إلهياً مقرباً. وكل مَن يتجاوز نقطة الوسط ويقترب الى جانب التحلي بصفات الملاك يكون قد أمسك حينذاك بحبل الكمال والرقي وينتقل بعده الى ركوب جناح الرحمة، ليتمكن من طي الطريق بسرعة.

مثلما ان فتح البلدان أسهل من إدارتها، يجب القول بأن الزواج وما يترتب عليه من لذة جنسية ومكاسب اقتصادية وظروف حياتية جديدة وخروج من حالة الوحدة، ودخول في حالة الاستقرار والاستقلال، يعتبر بمثابة فتح للبلاد، ويأتي الدور من بعده للامتثال لأحكام الإسلام في ما يخص الحياة الزوجية، وذلك يعني الوصول الى مرحلة إدارة البلاد.

يؤدي الزواج الى إقحام المرأة في حيّز الحياة الاجتماعية الى آخر حياتها، ولهذا يجب عليها ان تعلم بأن الفضل في دخولها الى حيّز المجتمع يعود الى الزوج ، ولهذا يجب عليها أن ترعاه وترعى حقوقه.

تعيش الفتاة البكر في أحلام لامتناهية من البحث عن الزوج المثالي. امّا الفتى الذي لم يتزوج بعد، فيرى في أحلامه المشرقة الحلوة بأن النجاح في الحياة لا يتحقق إلا في ظل وجود الزوجة والأولاد. ولهذا السبب أقول: أيتها الفتاة التي وصلتِ الى امنيتك الخيالية، إذا لم تجدي في زوجك كل ما كنت تبحثين عنه، عليك ان تلتفتي الى أن زوجك قد وصل الى أقل بكثير مما كان يطمح إليه من النجاح في الحياة. ولا شك في أن تعويضه عن هذا النقص هو العالم القادر على توفير حياة هانئة لك ولأسرتك.

عند تأجج لهيب البؤر الجنسية لدى الفتاة والفتى من خلال ظهور علامتي الاحتلام والحيض، يجد كل واحد منهما نفسه بحاجة الى ان يحب إنسانا ويحبه إنسان، وبعد تكامل هذه الغريزة يبدأ كل واحد منهما بالميل الى الزواج. وتأخذ نفسه بالتطلع إليه باشتياق ولهفة.

وبعد الزواج يجب ان يتأكد للرجل بأن هناك من يحبه. وليس هناك شيء أكثر ثباتا من محبة الزوجة له بالقدر الذي يبتغيه.

إن عيش الرجل بالتعقل والأمل، وعيش الزوجة بالعاطفة والأمل يدل على ان التعقل يستسلم أمام العاطفة حتى وإن كانت له القيمومة عليها في سبيل الحفاظ على مكاسب الحياة. ولهذا السبب يجب على المرأة استثمار طاقتها العاطفية ووضع التعقل على الطريق الذي يجب ان يسلكه، وإلا فإن السعادة سترحل عن تلك الأسرة.

الطابع السائد في الأحكام الإلهية الواردة في القرآن الكريم هو ذكر الصفة الغالبة؛ أي صفة التذكير، ولكن المراد هو كلا الجنسين. فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}[البقرة: 183] بصيغة الجمع المذكر في حين ان حكم الصيام يشمل المرأة أيضا.

وهكذا الحال بالنسبة لجميع الكلمات التي يستخدمها الناس في محاوراتهم؛ فإذا جاء التخصيص فالأمر يدل على من جاء عليه التخصيص، وإلا فإن الضمير الغالب يشمل كلا من الرجل والمرأة، إلا إذا جاء المعنى بشكل يفهم منه خصوص الرجل. وفردية الضمير في كل لغة إذا لم تخصص جنسا معينا، فالمراد منها هو المذكر.

وهذا المعنى لا ينطبق على ضمير التأنيث المدغم في ضمير التذكير فحسب، بل نلاحظ هذا المعنى حتى في القرآن الكريم الذي يقدم خلق الذكر على نحو يجعل ضمير التأنيث وكأنه مدغم في ضمير التذكير، فهو يتحدث عن خلق آدم ولكن لا يتطرق الى ذِكر خلق حوّاء. غير ان الميزة الموجودة في القرآن هي أنه يركز على إيراد صيغة المذكر في المواضع التي يتحدث فيها عن المباحث الاجتماعية كالاستخلاف والفساد وسفك الدماء في الأرض, ولكنه ما إن ينتقل الى الحديث عن المسائل العضوية كالطعام والجماع يأتي على ذكر اسم الرجل والمرأة الى جانب بعضهما. وهذا أمر مغاير لما هو موجود في الكتب الأخرى. إذ ان شبهة مجيء الضمير المؤنث في مقابل المذكر تشبه خلق المرأة في مقابل خلق الرجل. أي كما أن الضمير في كل لغات العالم إذا كان مجهولا يدل على الرجل أو زوجة الرجل، أما إذا جاء بصيغة الجمع لا يبقى ثمة داع للتساؤل عن دلالته. وفي ضوء ما مر ذكره لا يمكن اعتبار خلق حواء مقدما او متأخرا على خلق آدام.

لقد أوردت هذه المطالب من أجلكِ أيتها المرأة لتضيفيها الى المطالب السابقة، وتثني على ما منحكيه القرآن من قيمة. ولا تنسي ان حياة المرأة كانت قبل نزول القرآن على النحو التالي:

كانوا في الجاهلية يبيعون المرأة او يقايضونها بالإبل والغنم، ويدفنونها حية... ثم جاء الإسلام، ونزلت سورة النساء بكل ما فيها من معان، وطال انتظار الرجال ولم تنزل سورة باسم الرجال، وذكر اسم الرجل والمرأة الى جانب بعضهما وخاطبهما بخاطب واحد، وسماهما الى الأبد بكلمة واحدة وهي كلمة الوالدين، وكان رسول الله يقبل يد ابنته في كل يوم. أي ان الإسلام لم ترد في أي باب من أبوابه كلمة تشير الى أن المرأة أدنى من الرجل، بل يؤكد بشكل صريح الى أفضلية بعض الرجال وأفضلية بعض النساء. وينص المذهب الشيعي على أصل عصمة امرأة؛ وهي بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) بمعنى ان المرأة يمكن ان تكون في موضع لا تتدنس في بالذنوب والمعاصي، أي أنها تكون محصنة بحصن لا تخترقه المعصية. وحتى عندما يأتي ذكر أهل البيت في القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33] فإن أحد أفراد هذا البيت هو فاطمة سلام الله عليها. وهكذا يكرم الإسلام المرأة ولا يعتبرها أدنى منزلة من الرجل.

إن الإسلام يكرم البنت الى حد كبير، ويوجب تقديمها على الابن حتى عند تقديم الهدايا. وإذا اعطيت لهما سوية، يجب ان تقدم الى البنت باليد اليمنى، وإذا صارت أما – وكان أبنها يصلي صلاة مستحبة – ونادته يتعين عليه ان يجيبها وإن كان في الصلاة، ويعتبرها الإسلام في فترة الحمل والرضاع كالمجاهد في سبيل الله، وإذا دخلت في سن الشيخوخة لم يكن رسول الله يفرق بينها وبين الرجل الذي وصل الى مرحلة الشيخوخة، قائلا: (من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة)(4).

______________

1ـ مستدرك وسائل الشيعة (طبعة آل البيت) ج14، ص165.

2ـ المصدر السابق ص168.

3ـ المصدر السابق ص165.

 4ـ بحار الأنوار،ج76, ص107.