1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التوحيد

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : شبهات و ردود : الامام المهدي (عليه السلام) :

لا توجد مشكلة في الايمان بولادة الامام المهدي في المستقبل وعندما يأذن الله

المؤلف:  السيد سامي البدري

المصدر:  شبهات وردود

الجزء والصفحة:  ج4 , ص 139 - 147

16-11-2016

1204

[هذا الجواب من المؤلف على كتاب احمد الكاتب الذي طبعه في لندن سنة 1997 باسم (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى ... الى ولاية الفقيه) وعلى نشرة (الشورى) اللذان طرح فيهما شبهات حو الشيعة].

[نص الشبهة]‏ :

لا مشكلة في الايمان بولادة الامام المهدي في المستقبل وعند ما يأذن الله ، ولا داعي الى الاصرار على ولادته في الماضي السحيق و بقائه على قيد الحياة بصورة غير طبيعية .

[الجواب على الشبهة] :

إن الامر الذي يفرض الايمان بولادة المهدي الموعود في الماضي السحيق و كونه الثاني عشر من الائمة و التاسع من ذرية الحسين هو صحة اطروحة التشيع الامامي الاثني عشري و صحة إمامة آباء المهدي (عليه السلام) فلو لم تصح إمامة آبائه (عليهم السلام) لم تصح إمامته، ثمّ الدليل القاطع تاريخيا على ولادته و نص ابيه عليه و ممارسته وظيفته كإمام بعد وفاة ابيه كما مرت الاشارة الى ذلك من خلال البحوث السابقة.

أما الامر الذي يفرض الايمان ببقاء المهدي على قيد الحياة بصورة غير طبيعية فهو النقل المتواتر للشيعة عن الائمة (عليهم السلام) بان الثاني عشر منهم له غيبة طويلة، مضافا الى سبق تجارب مماثلة في الامم السابقة قص القرآن علينا خبرها كقصة غيبة عيسى و قصة طول عمر نوح و قد شاء الله تعالى ان يتكرر ما جرى في الامم السابقة في امة النبي الخاتم ان يكون عمره كعمر نوح و غيبة كغيبة عيسى‏ (1).

وإضافة الى هذا النقل المتواتر عن المعصومين الذي يفرض علينا الايمان بولادة المهدي فهناك أمر مهم متفق على وقوعه في آخر الزمان ينبه على صحة الاطروحة الشيعية للمهدي الموعود و كفايتها في تحقيق الاهداف المرجوة و عدم كفاءة الاطروحة السنية للمهدي الموعود في تحقيق ذلك و يتمثل هذا الامر بظهور عيسى في آخر الزمان و فيما يلي عرض موجز لهذه القضية:

إن التصور القرآني عن عيسى يفيد ان الله تعالى بعثه مبشرا بالنبي الموعود ( وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ‏ ) الصف/ 6، ويؤكد التصور القرآني ان التبشير بالنبي محمد (صلى الله عليه و آله) لم يبدأ بعيسى بل مارسه الانبياء جميعا.

ومما لا شك فيه هو ان احد ابرز الاهداف من المجيء الثاني لعيسى هو إقامة الشهادة للنبي المكي و دعوة المسيحيين و النصارى للاسلام. و سواء افترضنا ان عيسى سوف يظهر قبل المهدي للتمهيد لظهوره أو يظهر بعد ظهوره مؤيدا للمهدي في مواجهته للمسيحيين و اليهود لإتمام الحجة عليهم قبل وقوع العذاب الالهي الشامل الموعود على المكذبين منهم فإن ظهور عيسى سوف يكون بحاجة الى استيعاب علمي و قيادي من قبل المهدي الموعود باعتباره يقوم شاهدا له و للرسالة التي يرفع شعارها و كتابها و تابعا له.

والمهدي على التصور السني لن يكون قادرا على استيعاب المسيح بل هو غير قادر على استيعاب طوائف المسلمين.

لن يكون قادرا على استيعاب المسيح لان المسيح نبي و رسول معصوم و مؤيد الهيا بالمعجزات ومثله لا يمكن ان يستوعبه انسان غير مؤيد بالمعجزات و العصمة و العلم التام.

ولن يكون قادرا على استيعاب الامة المسلمة بلا تأييد الهي بالمعجزة و العصمة و العلم التام لوجود مشكلات اساسية:

منها: مشكلة إثبات كونه المهدي الموعود، فهو من دون التأييد الالهي الخاص لن يكون قادرا على كسب القناعة الموضوعية التامة من الآخرين.

ومنها: مشكلة إقناع علماء زمانه بالخضوع لآرائه في الجرح و التعديل و تخريج الحديث و الاستنباط منه فهو على أكثر تقدير مجتهد كباقي المجتهدين يجوز للعوام ان يرجعوا اليه و يخضعوا لأفكاره اما المجتهدون الآخرون فلا يوجد أي مبرر للخضوع لفهمه اما تخريجه للحديث و آراؤه في الجرح و التعديل فستكون المشكلة فيها أعظم لو تجاوز فيها ائمة الجرح و الحديث التاريخيين كالبخاري و أحمد بن حنبل و يحيى بن معين و غيرهم.

ومنها: مشكلة النظام السياسي الذي يسمح له ان يشكل تجمعه الحركي إذ الانبياء مع التأييد الالهي لم يسلموا من الاستضعاف فكيف بالمهدي غير المؤيد.

ومنها: مشكلة الشيعة الذين لن يؤمنوا بمثل مهدي غير معصوم و غير منصوص عليه و لم يكن ابنا للحسن العسكري (عليه السلام) و ليس هو الا مهديهم.

وقد يقول قائل: بأننا نفترض ان المهدي بالتصور السني مؤيد بالمعجزة و العلم التام و العصمة.

قلنا: ان هذا الافتراض سيجعل من المهدي على الاطروحة السنية نبيا لأننا افترضنا ان علمه علم تام لم يستمد من معلم بشري، وليس من شك ان هذا الفرض سوف يكون خلاف القرآن الذي نص على ان محمدا خاتم النبيين.

وهذا بخلاف المهدي على التصور الشيعي فهو ليس نبيا بل هو عالم مطهر معصوم وارث لتراث جده عن طريق آبائه ملهم بذلك العلم الموروث معرَّف بالنص عليه من قبل ابيه المعرَّف من قبل آبائه المعصومين حتى ينتهي الامر الى النبي (صلى الله عليه و آله) الذي عرَّف بهم جميعا و بعلي في الغدير خاصة و قد وجدت مثل هذه الحالة/ أي حالة عالم مطهر وارث للعلم ملهم به و ليس بني/ في الامم السابقة وقص القرآن علينا خبرها (2).

إذن لا بد من مهدي مؤيد بالعلم و العصمة و المعجزة و ليس بنبي و ليس هو إلا المهدي على الطرح الشيعي الذي يستوعب ما عجز عنه المهدي على الطرح السني.

يستوعب المهدي على التصور الشيعي ظاهرة المسيح لان هذا المهدي كان قد بشر به عيسى كما بشر بجده النبي (صلى الله عليه و آله) و ابيه علي) عليه السلام‏ (3)، و هو معصوم وارث لتراث النبوة الخاتمة الذي كتبه علي (عليه السلام) بيده و أملاه النبي (صلى الله عليه و آله) عليه و وارث ايضاً لتراث النبوات الاسرائيلية الذي اجتمع عند عيسى و منه انتقل عبر آخر اوصيائه الى آباء النبي ثمّ الى ابي طالب ثمّ الى النبي ثمّ الى علي و الائمة من ذريته‏ (4). مضافا الى ذلك هو ملهَم بهذا العلم كما أُلهِم آباؤه من قبل، مضافا الى ذلك هو مؤيد بالخوارق التكوينية كما كان وصي سليمان آصف مؤيد بها (5) ولم يكن نبيا بل كان وصيا وارثا للعلم و كذلك‏ المهدي بن الحسن العسكري (عليه السلام) .

وإذا كان المهدي على التصور الشيعي قادرا على استيعاب ظاهرة عيسى (عليه السلام) و هو نبي و رسول و صار من جنوده و انصاره و مؤيديه فهو على استيعاب طوائف امة جده اقدر.

ان المهدي على التصور الشيعي يظهر على جيش مُعَدّ و هم الشيعة و فيهم العلماء و الفقهاء و المفكرون و السياسيون و العسكريون و مختلف المواقع الاجتماعية بل لهم دولة قائمة قبل ظهوره بَنَت وجودها السياسي الفكري على الاعتقاد به.

ان علماء الشيعة و مراجعهم معلنون سلفاً منذ ان تبوءوا مواقعهم كموجهين للشيعة في عصر الغيبة انهم بإزاء المهدي بن الحسن العسكري متبعون لقوله و مؤتمرون لأمره كما هو شأنهم مع آبائه من قبل، نعم هم بحاجة الى ان يثبت لهم ان الشخص الذي يخاطبهم هو محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام) الذي ولد سنة 255 هجرية و حين يثبت لهم ذلك فهم أطوع له من الامة لسيدها.

وهكذا المسلمون السنة فإنهم حين يواجهون انسانا مسلما مؤيدا بالخوارق عالما بالقرآن و السنة علما لا يدع لأحد معه مقالا، عالما بآراء المذاهب الاسلامية القائمة و البائدة وتخريجات الحديث و أدلتها و نقاط ضعفها و هو فوق ذلك بيده صحيفة ابيه علي (عليه السلام) التي كتبها بيده عن النبي (صلى الله عليه و آله) مباشرة و هي خاضعة للفحص العلمي الاركيولوجي، ليس‏ من شك فإن مثل هذا الانسان سيكون قادرا على استيعاب كل طوائف الامة.

قد يقول قائل لما ذا لم يجعل الله تعالى عدد الائمة على الطرح الشيعي مفتوحاً و غير مقيد باثني عشر ليكون آخرهم حيا بالحياة الطبيعية عند ظهور عيسى (عليه السلام) ؟

والجواب هو ان حصر عدد الائمة المعصومين بعد النبي باثني عشر او إبقاءه مفتوحا حتى تنقضي الدنيا امر مرتبط بتقدير الله تعالى و قد قدَّر ان يكون عدد الائمة اثني عشر و من ثمّ يطيل عمر الثاني عشر ليحقق به وعده الذي وعده لأنبيائه.

وخلاصة الكلام :

ان التصور القرآني الذي يفيد بظهور عيسى في آخر الزمان مؤيدا للمهدي أو ممهدا لظهوره يقتضي ان تكون إمامة المهدي مستوعبة لعيسى النبي الرسول المعصوم المؤيد الهيا و لن تستوعبه هذه الامامة إذا لم تكن معصومة، الا إذا افترضنا ان يكون صاحبها نبيا أو قبلنا بالتصور الشيعي للمهدي و ان الله تعالى أطال عمره لاستيعاب ظاهرة عيسى و تحقيق امور أخر من قبيل امتحان المؤمنين و تمحيصهم و غير ذلك.

وليس من شك ان فرضية نبوة المهدي الموعود باطلة بالضرورة، فلم يبق لنا الا المهدي على التصور الشيعي الذي يحفظ لنا اطروحة النبوة الخاتمة و يفترض قدرا أدنى من خرق القانون وهو ان يطيل الله تعالى عمر انسان كما أطال عمر نوح (عليه السلام) وكما أطال عمر عيسى (عليه السلام) .

__________________

( 1) نبه القرآن على ظواهر خاصة مضت في الامم السابقة انها سيجري نظيرها في الآخرين، و نموذج ذلك ما جاء في سورة الصافات حيث ذكر الله تعالى اربعة انبياء بظواهر متميزة في سيرتهم و هم 1. نوح و إبطاء نزول العذاب الذي أنذر به و طول عمره، 2. رجعة ارميا. 3. قصة ابراهيم و اسماعيل 3. قصة موسى و هارون. ثمّ ذكر عنهم القرآن انه ابقى ذكرهم في أمة محمد (صلى الله عليه و آله)  كما في قوله تعالى {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} [الصافات: 77 - 79]. وقوله تعالى: { وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * ... وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ } [الصافات: 114 - 120]. وقال تعالى {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الصافات: 107 - 109]. {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 123] {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ} [الصافات: 78] . و(الآخِرين) مصطلح قرآني اراد به القرآن الامم المحجوجة بالقرآن، و قوله تركنا عليه أي ابقينا ذكره و إذا كان المراد هو الذكر العام فإن غير هؤلاء الانبياء قد ذكر ايضا إذن مراده الذكر الخاص و هو ان يكون لذكرهم خصوصية في هذه الامة لاثبات أمر مشابه يحصل يستنكره البعض أو يستغربه، فتجي‏ء التجربة النبوية السابقة لترفع الغرابة او لتثبت الامر الذي يستنكر، من قبيل الاستغراب من العمر الطويل للمهدي و بطء نزول العذاب الذي أنذر به النبي (صلى الله عليه و آله)  فتأتي قصة نوح شاهدا، أو من قبيل حصر الامامة بعد النبي في اثني عشر من أهل بيته فتأتي قصة ابراهيم و اسماعيل و رفع القواعد من البيت و ابتلائه بذبح ولده و ابتلاء الولد بطاعة ابيه ثمّ مكافأة الولد بان جعل الله في ذريته النبي محمد و اثني عشر إماما و تكون القصة خير شاهد على صحة أمر الاثني عشرية، أو من قبيل منزلة علي من النبي و جعل الامامة فيه و في ذريته فتجي‏ء قصة منزلة هارون من موسى و جعل الامامة في هارون و ذريته. أو من قبيل الاعتقاد برجعة علي) عليه السلام( في آخر الزمان فتجي‏ء قصة رجعة ارميا حيث اماته الله مائة عام ثمّ بعثه و هو ايليا المذكور هنا و قد فصلنا ذلك في كتابنا( امامة أهل البيت في القرآن الكريم) نرجو ان نوفق لإنجازه و نشره.

( 2) من قبيل قصة طالوت فهو عالم اصطفاه الله تعالى و جعله وارثا لتراث آل هارون العلمي بالوصية من النبي السابق ثمّ كان علمه بالتراث علما الهاميا و ليس مجرد قراءة من الكتب التي بين يديه قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [البقرة: 246 - 248].

( 3) بحثنا ذلك في كتابنا امامة اهل البيت في الكتب المقدسة نرجو ان نوفق لإكماله و نشره.

( 4) انظر كتابنا السيرة النبوية مطبوع/ 66.

( 5) هو المذكور في قوله تعالى {قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ } [النمل: 38 - 40] ، قال القرطبي في تفسيره ج 13 ص 204:( قال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) أكثر المفسرين على أن الذي عنده علم من الكتاب آصف بن برخيا وهو من بنى إسرائيل، و كان صدّيقا يحفظ اسم الله الاعظم الذى إذا سئل به أعطى، و إذا دعى به أجاب ... و قال السهيلى : الذى عنده علم من الكتاب هو آصف ابن برخيا ابن خالة سليمان، قال القرطبي و قيل: هو سليمان نفسه، ولا يصح في سياق الكلام مثل هذا التأويل.

 

مواضيع ذات صلة


هل ذكر الإمام المهديّ عليه‌ السلام في أحاديث الرسول صلى الله عليه واله من كتب السنّة ؟
الإيمان بظهور المهدي ينافي الإسلام
لا يمكن ان يكون المهدي إماما وهو غائب مستتر غير ظاهر
لا فائدة في غيبة المهدي كما لا فائدة في ولادته الآن لأنه اذا كان سبب الغيبة الخوف فهو بعينه سببا لإعدامه ثم إيجاده عند ارتفاع الخطر
لو كانت علة إستتار المهدي خوفه من الظالمين فهذه العلة زائلة في أوليائه وشيعته لذا وجب ان لا يحتجب عنهم
إسقاط الحدود في حال الغيبة نسخ لها ، واثباتها لا يمكن مع غياب الإمام
ولادة المهدي فرضية فلسفية
وصيّة الحسن المشهورة إلى والدته عند وفاته تدل على نفي ان يكون له ولد
لم يعترف الحسن العسكري والشيعة من اصحابه بولادة المهدي
لا يمكن تحقق الإجماع أو التواتر حول ولادة الامام الثاني عشر مع كونها تمت سرا
وجود تناقض بين اخفاء الحسن العسكري ولده عن الناس وبين مطالبتهم بالايمان به
لا داعي إلى ستر ولادة المهدي ، ولا سبب إلى خفاء أمره وغيبته