1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التوحيد

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : شبهات و ردود : الامام المهدي (عليه السلام) :

لم يقل بوجود وولادة وإمامة ومهدوية (محمد بن الحسن) بعد وفاة ابيه إلا شرذمة قليلة من الشيعة

المؤلف:  السيد سامي البدري

المصدر:  شبهات وردود

الجزء والصفحة:  ج4 , ص 13 - 41

16-11-2016

1689

[هذا الرد من المؤلف على كتاب احمد الكاتب الذي طبعه في لندن سنة 1997 باسم (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى ... الى ولاية الفقيه) وعلى نشرة (الشورى) اللذان طرح فيهما شبهات حو الشيعة].

نص الشبهة :

قال [احمد الكاتب] :

انقسم الشيعة بعد وفاة الحسن العسكري الى أربعة عشرة فرقة ... و لم يقل بوجود و ولادة و إمامة و مهدوية (محمد بن الحسن) إلا فرقة واحدة (شرذمة قليلة) من تلك الفرق الاربعة عشر (ص 235234 ).

وقوله: و قد كان القول بوجود ولد (للحسن العسكري) قولا سريا باطنيا قال به بعض اصحاب الامام العسكري بعد وفاته.

ولم يكن الامر واضحاً و بديهيا و مجمعاً عليه بين الشيعة في ذلك الوقت، حيث كان جو من الحيرة و الغموض حول مسألة الخلف يلف الشيعة، ويعصف بهم بشدة.

وقوله: وقد كتب عدد من العلماء المعاصرين لتلك الفترة كتبا تناقش موضوع الحيرة وسبل الخروج منها، ومنهم الشيخ علي بن بابويه الصدوق الذي كتب كتابا اسماه (الامامة والتبصرة من الحيرة ).

وقد امتدت هذه الحيرة الى منتصف القرن الرابع الهجري حيث اشار الشيخ محمد بن علي الصدوق في مقدمة كتابه (اكمال الدين) الى حالة الحيرة التي عصفت بالشيعة و قال (وجدت اكثر المختلفين الي من الشيعة قد حيرتهم الغيبة، و دخلت عليهم في امر القائم الشبهة )...

وقال محمد بن ابي زينب النعماني في كتابه (الغيبة) يصف حالة الحيرة التي عمت الشيعة في ذلك الوقت (ان الجمهور منهم يقول في (الخلف) اين هو؟ واين يكون و اين يكون هذا؟ و إلى متى يغيب؟ و كم يعيش؟ هذا و له الآن نيف و ثمانون سنة؟ فمنهم من يذهب الى انه ميت و منهم من ينكر ولادته و يجحد وجوده و يستهزئ بالمصدق به، ومنهم من يستبعد المدة و يستطيل الامد) يقول (أي حيرة اعظم من هذه الحيرة التي اخرجت من هذا الامر الخلق الكثير و الجم الغفير؟ و لم يبق ممن كان فيه الا النزر اليسير، و ذلك لشك الناس ).

ان دعاوى الاجماع و التواتر و الاستفاضة التي يدعيها البعض على احاديث وجود و ولادة و مهدوية الامام الثاني عشر (محمد بن الحسن العسكري) لم يكن لها وجود في ذلك الزمان.

من هنا يمكننا القول، اذا استثنينا شرذمة قليلة، ان اجماع الشيعة في القرن الثالث و القرن الرابع كان قائماً على عدم الايمان بوجود (محمد بن الحسن العسكري)، وقد ذكر ذلك عامة مؤرخي الشيعة كالنوبختي و الاشعري و الكليني و النعماني و الصدوق والمفيد و الطوسي، الذي اطلقوا على ذلك العصر اسم (عصر الحيرة).

الرد على الشبهة :

أقول: هناك قضيتان خلط الاستاذ الكاتب في الحديث عنهما و ذكر المصادر فيهما على انهما قضية واحدة:

الاولى: قضية تفرق أصحاب الامام الحسن العسكري من بعد وفاته الى أربع عشرة فرقة إحداها الفرقة الامامية.

ومستنده في ذلك هو ما جاء في كتاب فرق الشيعة للنوبختي و المقالات والفرق للاشعري القمي.

الثانية : قضية الحيرة التي أصابت الشيعة بسبب انقطاع السفارة الخاصة و بدء الغيبة الكبرى. وقد اشار اليها بعبارات صريحة، النعماني وعلي بن بابويه وابنه محمد بن علي بن بابويه والطوسي والشيخ المفيد، غير أن الاستاذ الكاتب لوى عنق هذه الكلمات زورا وبهتانا ليجعلها تصب في القضية الاولى تضليلا للقارئ وزيادة في التعتيم على الحقيقة، وفيما يلي خلاصة عن هاتين القضيتين.

القضية الاولى : قضية تفرق أصحاب الامام الحسن العسكري (عليه السلام‏) :

أقول من المفيد جدا ان نستعرض ما جاء في كتاب (فرق الشيعة) للنوبختي و كتاب (المقالات و الفرق) للاشعري القمي.

قال النوبختي في فرق الشيعة :

«ولد الحسن بن علي (عليه السلام ) في شهر ربيع الآخر اثنتين و ثلاثين و مائتين و توفي بسر من رأى يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الاول سنة ستين و مائتين و دفن في داره البيت الذي دفن فيه ابوه و هو ابن ثمان و عشرين سنة و صلى عليه ابو عيسى بن المتوكل و كانت امامته خمس سنين و ثمانية اشهر و خمسة ايام و توفي و لم يُرَ له اثر و لم‏ يعرف له ولد ظاهر فاقتسم ما ظهر من ميراثه اخوه جعفر و أمه و هي ام ولد يقال لها عسفان ثمّ سماها ابو الحسن حديثاً.

فافترق اصحابه بعده اربع عشرة فرقة :

فرقة منها قالت: ان (الحسن بن علي) حي لم يمت و انما غاب و هو القائم و لا يجوز ان يموت ولا ولد له ظاهرا لان الارض لا تخلو من امام و قد ثبتت امامته و الرواية قائمة ان للقائم غيبتين ...

وقالت الفرقة الثانية : ان الحسن بن علي مات وعاش بعد موته و هو القائم المهدي. لانا روينا ان معنى القائم هو ان يقوم من بعد الموت و يقوم و لا ولد له و لو كان لصح موته ولا رجوع لان الامامة كانت تثبت لخلفه ...

وقالت الفرقة الثالثة : ان (الحسن بن علي) توفي والامام بعده اخوه (جعفر) وإليه اوصى الحسن ومنه قبل الامامة وعنه صارت اليه ...

وقالت الفرقة الرابعة: ان الامام بعد الحسن (جعفر) وان الامامة صارت اليه من قبل ابيه لا من قبل اخيه محمد ولا من قبل الحسن و لم يكن اماماً ولا الحسن ايضا ...

وأما الفرقة الخامسة: فانها رجعت الى القول بامامة (محمد بن علي) المتوفى في حياة ابيه و زعمت ان الحسن و جعفراً ادعيا ما لم يكن لهما ...

وقالت الفرقة السابعة: بل ولد للحسن ولد بعده بثمانية اشهر ...

وقالت الفرقة الثامنة: انه لا ولد للحسن اصلًا لانا قد امتحنا ذلك و طلبناه بكل وجه فلم نجده ... ولكن هناك حبل قائم قد صح في سرية له وستلد ذكراً اماما متى ما ولدت فانه لا يجوز ان يمضي الامام و لا خلف له فتبطل الامامة و تخلو الارض من الحجة.

وقالت الفرقة التاسعة: ان الحسن بن علي قد صحت وفاة ابيه وجده و سائر آبائه (عليهم السلام) فكما صحت وفاته بالخبر الذي لا يكذب مثله فكذلك صح انه لا امام بعد الحسن و ذلك جائز في العقول و التعارف كما جاز ان تنقطع النبوة ... والارض اليوم بلا حجة الا ان يشاء الله فيبعث القائم من آل محمد (صلى الله عليه و آله) فيحي الارض بعد موتها كما بعث محمدا(صلى الله عليه و آله) على حين فترة من الرسل ...

وقالت الفرقة العاشرة: ان ابا جعفر محمد بن علي الميت في حياة ابيه كان الامام بوصية من ابيه اليه و اشارته و دلالته و نصه على اسمه و عينه. اوصى الى غلام لأبيه صغير كان في خدمته يقال له (نفيس) و كان ثقة امينا عنده و دفع اليه الكتب و العلوم و السلاح و ما تحتاج اليه الامة و اوصاه اذا حدث بأبيه حدث الموت يؤدي ذلك كله الى اخيه جعفر.

وقالت الفرقة الحادية عشرة : لما سئلوا عن ذلك و قيل لهم ما تقولون في الامام أ هو جعفر ام غيره قالوا لا ندري ما نقول في ذلك هو من ولد الحسن ام من اخوته فقد اشتبه علينا الامر انا نقول ان الحسن بن علي كان اماماً و قد توفي و ان الارض لا تخلوا من حجة و نتوقف و لا نقدم على شي‏ء حتى يصح لنا الامر و يتبين.

و قالت الفرقة الثانية عشرة: وهم (الامامية) ليس القول كما قال هؤلاء كلهم بل لله عز و جل في الارض حجة من ولد الحسن بن علي‏ و امر الله بالغ و هو وصي لأبيه على المنهاج الاول و السنن الماضية.

ولا تكون الامامة في اخوين بعد الحسن و الحسين (عليهما السلام).

ولا يجوز ذلك و لا تكون الا في عقب الحسن بن علي الى ان ينقضي الخلق متصلا ذلك ما اتصلت امور الله تعالى.

ولو كان في الارض رجلان لكان احدهما الحجة و لو مات احدهما لكان الآخر الحجة ما دام امر الله و نهيه قائمين في خلقه.

ولا يجوز ان تكون الامامة في عقب من لم تثبت له امامة و لم تلزم العباد به حجة ممن مات في حياة ابيه و لا في ولده، ...

وهذا الذي ذكرناه هو المأثور عن الصادقين الذي لا تدافع له بين هذه العصابة و لا شك فيه لصحة مخرجه و قوة اسبابه و جودة اسناده.

ولا يجوز ان تخلو الارض من حجة ولو خلت ساعة لساخت الارض ومن عليها ولا يجوز شي‏ء من مقالات هذه الفرق كلها.

فنحن مستسلمون بالماضي وامامته مقرون بوفاته معترفون بأن له خلفاً قائماً من صلبه وان خلفه هو الامام من بعده حتى يظهر و يعلن امره كما ظهر و علن امر من مضى قبله من آبائه ويأذن الله في ذلك، اذ الامر لله يفعل ما يشاء و يأمر بما يريد من ظهوره و خفائه كما قال امير المؤمنين(عليه السلام) (اللهم انك لا تخلي الارض من حجة لك على خلقك ظاهرا معروفا او خائفا مغمورا كيلا تبطل حجتك و بيناتك).

و بذلك أُمِرنا، و به جاءت الاخبار الصحيحة عن الائمة الماضين لانه ليس للعباد ان يبحثوا عن امور الله و يقضوا بلا علم لهم و يطلبوا آثار ما ستر عنهم و لا يجوز ذكر اسمه و لا السؤال عن مكانه حتى يؤمر بذلك اذ هو (عليه السلام ) مغمور خائف مستور بستر الله تعالى و ليس علينا البحث عن امره بل البحث عن ذلك و طلبه محرم لا يحل و لا يجوز لان في اظهار ما ستر عنا و كشفه اباحة دمه و دمائنا و في ستر ذلك و السكوت عنه حقنهما و صيانتهما و لا يجوز لنا و لا لأحد من المؤمنين ان يختاروا اماما برأي و اختيار و انما يقيمه الله لنا و يختاره و يظهره اذا شاء لانه اعلم بتدبيره في خلقه و اعرف بمصلحتهم و الامام (عليه السلام) اعرف بنفسه و زمانه منا، و قد قال ابو عبد الله الصادق (عليه السلام) و هو ظاهر الامر معروف المكان لا ينكر نسبه و لا تخفى ولادته و ذكره شايع مشهور في الخاص و العام من سماني باسمي فعليه لعنة الله، و لقد كان الرجل من شيعته يتلقاه فيحيد عنه و روي عنه ان رجلا من شيعته لقيه في الطريق فحاد عنه و ترك السلام عليه فشكره على ذلك و حمده و قال له لكن فلاناً لقيني فسلم علي ما احسن و ذمه على ذلك و اقدم عليه بالمكروه ... فكيف يجوز في زماننا هذا مع شدة الطلب و جور السلطان و قلة رعايته لحقوق امثالهم مع ما لقي (عليه السلام) من صالح بن وصيف و حبسه ... و قد رويت اخبار كثيرة: (ان القائم تخفى على الناس ولادته) و (يخمل ذكره و لا يعرف) الا انه لا يقوم حتى يظهر و يعرف انه امام ابن امام و وصي ابن وصي يؤتم به قبل ان يقوم و مع ذلك فانه لا بد من ان يعلم امره ثقاته و ثقات ابيه و ان قلوا ... فهذا سبيل الامامة و المنهاج الواضح اللاحب الذي لم تزل الشيعة الامامية الصحيحة التشيع عليه.

و قالت الفرقة الثالثة عشرة: مثل مقالة الفطحية الفقهاء منهم و اهل الورع و العبادة مثل (عبد الله بن بكير بن اعين) و نظرائه فزعموا ان‏ ( الحسن بن علي) توفي و انه كان الامام بعد ابيه و ان (جعفر بن علي) الامام بعده ... فهؤلاء (الفطحية الخلص) الذي يجيزون الامامة في اخوين اذا لم يكن للأكبر منهما خلف ولدا» (1).

وقال الاشعري القمي في (المقالات و الفرق):

ولد الحسن بن علي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين و ثلثين و مائتين، و توفي بسر من رأى يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الآخر سنة ستين و مائتين، و دفن في داره في البيت الذي دفن فيه ابوه، و هو ابن ثمان و عشرين سنة، و صلى عليه ابو عيسى بن المتوكل، و كانت امامته خمس سنين و ثمانية اشهر و خمسة ايام، و توفي و لم ير له خلف و لم يعرف له ولد ظاهر، فاقتسم ما ظهر من ميراثه اخوه جعفر و أمه و هي ام ولد كان يقال لها عسفان ثمّ سماها ابوه) حديثا)، فافترق اصحابه من بعده خمس عشرة فرقة.

ففرقة منها و هي المعروفة بالأمامية قالت: لله في ارضه بعد مضي الحسن بن علي حجة على عباده و خليفة في بلاده، قائم بامره من ولد الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا، آمرٌ ناه مبلغ عن آبائه مودَع عن اسلافه ما استودعوه من علوم الله و كتبه و احكامه و فرائضه و سننه، عالم بما يحتاج اليه الخلق من امر دينهم و مصالح دنياهم خلف لأبيه، و وصي له، قائم بالامر بعده، هاد للامة مهدي على المنهاج الاول‏ و السنن الماضية من الائمة الجارية، فيمن مضى منهم القائمة فيمن بقي منهم، الى ان تقوم الساعة من وتيرة الاعقاب، و نظام الولادة، و لا ينتقل و لا يزول عن حالها، و لا يكون الامامة و لا يعود في اخوين بعد الحسن و الحسين، و لا يجوز ذلك و لا يكون الا في عقب الحسن بن علي بن محمد الى فناء الخلق و انقطاع امر الله و نهيه و رفعه التكليف عن عباده، متصل ذلك ما اتصلت امور الله، و لو كان في الارض رجلان كان احدهما الحجة، و لو مات احدهما لكان الباقي منهما الحجة، ما اتصل امر الله و دام نهيه في عباده، و ما كان تكليفه قائماً في خلقه.

و لا يجوز ان تكون الامامة في عقب من يموت في حياة ابيه، و لا في وصىّ له من اخ و لا غيره، اذا لم تثبت للميت في حياه ابيه في نفسه امامة و لم يلزم العباد به حجة ...

و ذلك ان المأثور عن الائمة الصادقين مما لا دفع بين هذه العصابة من الشيعة الامامية، و لا شك فيه عندهم و لا ارتياب، و لم يزل اجماعهم عليه لصحة مخرج الاخبار المروية فيه و قوة اسبابها، و جودة اسانيدها و ثقة ناقليها.

ان الامامة لا تعود في اخوين إلى قيام الساعة بعد حسن و حسين.

ولا يكون ذلك و لا يجوز ان تخلو الارض من حجة من عقب الامام الماضي قبله و لو خلت ساعة لساخت الارض و من عليها.

فنحن متمسكون بامامة الحسن بن علي، مقرون بوفاته موقنون مؤمنون بأن له خلفا من صلبه، متدينون بذلك، و انه الامام من بعد ابيه الحسن بن علي، و انه في هذه الحالة مستتر خائف مغمور مأمور بذلك، حتى يأذن الله عز و جل له فيظهر و يعلن امره، كظهور من مضى قبله من آبائه اذ الامر لله تبارك و تعالى يفعل ما يشاء و يأمر بما يريد من ظهور و خفاء و نطق و صموت ... هذا مع القول المشهور من امير المؤمنين (ان الله لا يخلى الارض من حجة له على خلقه ظاهراً معروفا او خافيا مغموراً لكي لا يبطل حجته و بيناته ).

وبذلك جاءت الاخبار الصحيحة المشهورة عن الائمة) عليهم السلام (، و ليس على العباد ان يبحثوا عن امور الله و يقفوا اثر ما لا علم لهم به و يطلبوا اظهار ما ستره الله عليهم و غيبه عنهم ... و لا البحث عن اسمه و موضعه، و لا السؤال عن امره و مكانه حتى يؤمروا بذلك اذ هو (عليه السلام ) غائب خائف مغمور مستور بستر الله ... بل البحث عن امره و طلب مكانه و السؤال عن حاله و امره محرم لا يحل و لا يسع لان في طلب ذلك و اظهار ما ستره الله عنا و كشفه و اعلان امره و التنويه باسمه معصية لله، و العون على سفك دمه (عليه السلام ) و دماء شيعته و انتهاك حرمته، اعاذ الله من ذلك كل مؤمن و مؤمنة برحمته و في ستر امره و السكوت عن ذكره ... و لا يجوز لنا و لا لأحد من الخلق ان يختار اماماً برأيه ... و انما اختيار الحجج و الائمة الى الله عز و جل و اقامتهم اليه فهو يقيمهم و يختارهم و يخفيهم و اذا شاء اقامتهم فيظهرهم و يعلن امرهم اذا اراد، و يستره اذا شاء فلا يبديه، لانه تبارك و تعالى اعلم بتدبيره في خلقه و اعرف بمصلحتهم و الامام اعلم بامور نفسه و زمانه و حوادث امور الله منا، و قد قال ابو عبد الله جعفر بن محمد و هو ظاهر الامر معروف المكان مشهور الولادة و الذكر لا ينكر نسبه شائع اسمه و ذكره امره في الخاص و العام من‏ سماني باسمي فعليه لعنة الله، و قد كان الرجل من اوليائه و شيعته يلقاه في الطريق فيحيد عنه و لا يسلم عليه تقية، فإذا لقيه ابو عبد الله شكره على فعله و صوب له ما كان منه، و حمده عليه و ذم من تعرف اليه و سلم عليه، و اقدم عليه بالمكروه من الكلام ... هذا كله لشدة التستر من الاعداء و لوجوب فرض استعمال التقية فكيف يجوز في زماننا هذا ترك استعمال ذلك مع شدة الطلب و ضيق الامر و جور السلطان عليهم، و قلة رعايته لحقوق امثالهم و مع ما لقى في الماضي ابو الحسن من المتوكل و شدته عليه و ما حل بأبي محمد و هذه العصابة من صالح بن وصيف لعنه الله و حبسه اياه، و امره بقتله و حبسه له و لأهل بيته، وطلب الشيعة وما نالهم منه من الاذى والتعنت، تسمية من لم يظهر له خبر و لم يعرف له اسم مشهور و خفيت ولادته.

وقد رويت الاخبار الكثيرة الصحيحة (ان القائم تخفى على الناس ولادته) و(يخمل ذكره) و(لا يعرف اسمه) و(لا يعلم مكانه) (حتى يظهر) ويؤتم به قبل قيامه. ولا بد مع هذا الذي ذكرناه و وصفنا استتاره و خفاء من ان يعلم امره و ثقاته و ثقاة ابيه و ان قلوا ... فهذه سبيل الامامة و هذا المنهاج الواضح، و الغرض الواجب اللازم الذي لم يزل عليه الاجماع من الشيعة الامامية المهتدية رحمة الله عليها، و على ذلك كان اجماعنا الى يوم مضى الحسن بن علي رضوان الله عليه.

و قالت الفرقة الثانية: ان الحسن بن علي حي لم يمت، و انما غاب و هو القائم. و لا يجوز ان يموت الامام و لا ولد له، و لا خلف معروف ظاهر و الأرض لا تخلو من امام و لا حجة لله، و لا يلزم الخلق الا امامة من ثبتت له الوصية و الحسن بن علي فقد ثبتت وصيته بالامامة و اشار ابوه اليه بالامامة و لا يحوز ان تخلو الارض ساعة من حجة و امام على الخلق فهذه غيبة له و سيظهر حتى يعرف ظهوره ثمّ يغيبه غيبة اخرى و هو القائم.

وقالت الفرقة الثالثة: ان الحسن بن علي مات وحي بعد موته و هو القائم ...

وقالت الفرقة الرابعة: ان الحسن بن علي قد صحت وفاته كما صحت وفاة آبائه بتواطؤ الاخبار التي لا يجوز تكذيب مثلها، و كثرة المشاهدين لموته و تواتر ذلك عن الموالي له و العدو، و هذا ما لا يجب الارتياب فيه، و صح بمثل هذه الاسباب انه لا خلف له، فلما صح عندنا الوجهان ثبت انه لا امام بعد الحسن بن علي، و ان الامامة انقطعت و ذلك جائز في المعقول و القياس و التعارف، كما جاز ان تنقطع النبوة بعد محمد (صلى الله عليه و آله)... و هذه الفرقة لا توجب قيام القائم و لا خروج مهدي، و تذهب في ذلك الى بعض معاني البداء.

وقالت الفرقة الخامسة: ان الحسن بن علي قد مات و صح موته و انقطعت الامامة الى وقت يبعث الله فيه قائما من آل محمد ممن قد مضى، ان شاء بعث الحسن بن علي و ان شاء بعث غيره من آبائه.

وقال الفرقة السادسة ان الحسن وجعفرا لم يكونا امامين فان الامام كان محمد الميت في حياة ابيه، وان اباهما لم يوص الى واحد منهما ولا اشار اليه بامامة، وانما ادعيا ما لم يكن لهما بحق، ... وادعوا ان لمحمد بن علي خلفا ذكراً. وقال بعضهم انه حي لم يمت وان اباه غيبه وستره‏ خوفا عليه.

وقالت الفرقة السابعة: ان الحسن بن علي توفي ولا عقب له والامام بعده جعفر بن علي اخوه وإليه اوصى الحسن ومنه قبل جعفر الوصية وعنه صارت اليه الامامة، و ذهبوا في ذلك الى بعض مذاهب الفطحية في عبد الله وموسى ابنى جعفر ...

وقالت الفرقة الثامنة: ان الامام جعفر بن علي وان امامته افضت اليه من قبل ابيه على بن محمد وان القول بامامة الحسن كان غلطاً و خطأ ...

وقالت الفرقة التاسعة: بمثل مقال الفطحية الفقهاء منهم و اهل النظر، ان الحسن بن علي توفي وهو امام بوصية ابيه اليه، ... فالإمام بعد الحسن بن علي جعفر اخوه لا يجوز غيره، اذ لا ولد للحسن معروف ...

وقالت الفرقة العاشرة: ان الامام كان محمد بن علي بإشارة ابيه اليه و نصبه له اماما و نصه على اسمه و عينه ... ثمّ بدا لله في قبضه اليه في حياة ابيه فأوصى محمد الى جعفر اخيه بأمر ابيه و وصاه و دفع الوصية و العلوم و السلاح الى غلام له يقال له نفيس كان في خدمة ابي الحسن، و كان عنده ثقة امينا و دفع اليه الكتب و الوصية، و امره اذا حدث به حدثا لموت، ان يكون ذلك عنده حتى يحدث على ابيه ابي الحسن حدث الموت، فيدفع ذلك كله حينئذ الى اخيه جعفر.

وقالت الفرقة الحادية عشرة : ان الحسن بن علي قد توفي و هو امام و خلف ابنا بالغا يقال له محمد، و هو الامام من بعده و ان الحسن بن‏ علي اشار اليه، و دل عليه و امره بالاستتار في حياته مخافة عليه، فهو مستتر خائف في تقية من عمه جعفر ...

وقالت الفرقة الثانية عشرة: بمثل هذه المقالة في امامة الحسن بن علي و ان له خلفاً ذكرا يقال له على، وكذبوا القائلين بمحمد، وزعموا انه لا ولد للحسن غير علي، انه قد عرفه خاصة ابيه و شاهدوه، وهي فرقة قليلة بناحية سواد الكوفة.

وقالت الفرقة الثالثة عشرة : ان للحسن بن علي ولد وُلد بعده بثمانية اشهر و انه مستتر لا يعرف اسمه و لا مكانه ...

وقالت الفرقة الرابعة عشرة: لا ولد للحسن بن علي اصلا لانا تبحرنا ذلك بكل وجه و فتشنا عنه سرا و علانية، و بحثنا عن خبره في حياة الحسن بكل سبب فلم نجده ... و لكن هاهنا حبل قائم مشهور قد صح في سرية له و قد وقف على ذلك السلطان والعامة، و صح عندهم ذلك و سيلد ذكرا اماما، و احتجوا بالخبر الذي روى عن جعفر ان القائم يخفى على الناس حمله و ولادته.

وقالت الفرقة الخامسة عشرة: نحن لا ندري ما نقول في ذلك و قد اشتبه علينا الامر فلسنا نعلم ان للحسن بن علي ولد ام لا، ام أن الامامة صحت لجعفر ام لمحمد، و قد كثر الاختلاف. الا انا نقول ان الحسن بن علي كان اماما مفترض الطاعة ثابت الامامة، و قد توفى (عليه السلام ) و صحت وفاته، و الارض لا تخلو من حجة فنحن نتوقف و لا نقدم على القول بامامة احد بعده، اذ لم يصح عندنا ان له خلفاً و خفي علينا امره، حتى يصح لنا الامر و يتبين، و نتمسك بالأول كما امرنا، انه اذا هلك الامام و لم‏ يعرف الذي بعده فتمسكوا بالأول حتى يتبين لكم الآخر) (2).

أقول و يتضح من القراءة السريعة :

ان النصين يتفقان على مسألة تفرق أصحاب الحسن العسكري الى اربع عشرة فرقة و عدم ذكر حجم كل فرقة منها الامر الذي يجعل القارئ محقا أن يفترض ان هذه الفرق متكافئة عدديا، و بالتالي يحكم ببساطة ان نسبة الفرقة الامامية هي نسبة واحد من اربعة عشر (3).

وتزداد أهمية و خطورة النتيجة حين نعلم ان النوبختي و الاشعري القمي هما من علماء الشيعة المعاصرين لفترة الغيبة الصغرى فالأشعري القمي توفي سنة 301 هجرية و النوبختي توفي في حدود سنة 320 هجرية. و المسألة بهذه الحدود قد يكون القارئ البسيط فيها معذوراً، غير إنه إذا كان قارئا مثقفا له رأي فيما يقرأ أو كان باحثا يريد لبحثه ان يكتسب صفة العلمية و الموضوعية أو كان مجددا يريد ان يواجه الملايين ليخطئها في ما لديها و يقدم لها معلومات جديدة ينبغي له القيام بعدة أمور قبل التصديق بالتصور الانف الذكر و هي:

1. عليه ان يفسر ظاهرة التشابه بين الكتابين و هل هما كتابان حقا ام هما كتاب واحد بعضهما اصل و الآخر مهذب بشكل طفيف؟

2. ان يقوم بتوثيق النسختين فهل المطبوع هو نسخة المؤلف او نسخة عنها او نسخة متأخرة جدا لا يعرف الاصل الذي استنسخت عنه؟

3. أن يقوم بتوثيق النص فيقارن بين النسخة التي بين يديه و المنقول عن الاصل في كتب أخرى في فترات أقدم من النسخة الخطية.

4. ان يبحث عن مصادر أخرى في الموضوع نفسه فقد يجد ما يؤيد أو ما يعارض و عليه ان يعالج التعارض أو يرجح مصدرا على آخر بمرجحات مقبولة علميا.

ومن المؤسف ان الاستاذ الكاتب لم يقم بواحدة من تلك الامور في هذا المورد الخطير و بقي في إطار نسختي النوبختي و الاشعري ليقرر الحقيقة فيقول: (ان الفرقة الامامية هي شرذمة قليلة من بين اربع عشرة فرقة) ثمّ يتدرج في الحكم الى ما نقلناه عنه آنفا.

لقد نبهناه في الحلقة الاولى يوم كتبنا ردا على ما نشره في نشرة الشورى الى قيام الباحثين ببحوث حول نسختي الاشعري و النوبختي و كونهما كتابا واحدا لمؤلف واحد هو النوبختي او الاشعري القمي. و مع ذلك لم يستفد من التنبيه و لم يتعرض لأبحاث الباحثين سلباً أو إيجاباً و طبع كتابه و ضمَّنه ما نشره في نشرته الشورى مكثراً من الاستشهاد في كتابه بعبارات فرق الشيعة للنوبختي و المقالات و الفرق للاشعري القمي إذ جاء فيه ما يقرب من (76 )إحالة الى هذين المصدرين من أصل (627) إحالة الى مصادر أخرى في القسم الاول و الثاني من كتابه.

ما نقله الشيخ المفيد عن كتاب فرق الشيعة :

مضافا الى ذلك لم يقارن بين ما نقله الشيخ المفيد عن النوبختي في كتابه الفصول المختارة من انقسام اصحاب الحسن العسكري (عليه السلام) الى اربع عشرة فرقة و النص عند الشيخ المفيد كما يلي:

قال الشيخ المفيد ت 413 في كتابه الفصول المختارة (و لما توفي أبو محمد الحسن بن علي بن محمد (عليه السلام ) افترق أصحابه بعده على ما حكاه أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي بأربع عشرة فرقة، فقال الجمهور منهم بإمامة القائم المنتظر (عليه السلام ) و أثبتوا ولادته و صححوا النص عليه و قالوا هو سمي رسول الله (صلى الله عليه و آله) ومهدي الانام) (4).

ويتضح من هذا النص ان نسخة النوبختي المطبوعة قد أصابها التحريف حين لم يذكر فيها عبارة (الجمهور منهم) (5).

ما ذكره الشيخ ابو سهل النوبختي :

أقول: و يؤكد وقوع هذا التحريف في النسخة المطبوعة لكتاب فرق الشيعة للنوبختي ما ذكره الشيخ ابو سهل اسماعيل بن علي النوبختي‏ (6) وهو خال الحسن بن علي النوبختي صاحب فرق الشيعة.

قال أبو سهل في كتابه (التنبيه في الامامة): ان الحسن( عليه السلام )خلف جماعة من ثقاته ممن يروي عنه الحلال و الحرام ويؤدي كتب شيعته و اموالهم و يخرجون الجوابات و كانوا بموضع من الستر و العدالة بتعديله اياهم في حياته، فلما مضى اجمعوا جميعاً على انه قد خلَّف ولدا هو الامام و امروا الناس ان لا يسألوا عن اسمه و ان يستروا ذلك من اعدائه، و طلبه السلطان اشد طلب ووكل بالدور و الحبالى من جواري الحسن عليه السلام‏ (7).

أقول: و من البعيد جداً ان يكون ابن الاخت و هو معني بالامر غير مطلع على كتاب خاله في الموضوع نفسه و هو شيخ متكلمي الشيعة في بغداد في وقته و إذا اطلع عليه و كان مخالفا له فمن البعيد ان لا يذكر رأيه.

ما ذكره الشيخ الصدوق:

وقد اشار الى هذه الحقيقة ايضا الشيخ الصدوق في كتابه اكمال الدين ص 45، قال: كل من سألنا من المخالفين عن القائم( عليه السلام )، لم يخل من ان يكون قائلًا بامامة الائمة الاحد عشر من آبائه( عليهم السلام )او غير قائل بإمامتهم.

فان كان قائلا بإمامتهم لزمه القول بامامة الامام الثاني عشر لنصوص آبائه الائمة (عليهم السلام) عليه باسمه و نسبه و اجماع شيعتهم على القول بإمامته وانه القائم الذي يظهر بعد غيبة طويلة فيملأ الارض قسطاً و عدلا كما ملئت جوراً وظلماً.

ما ذكره الذهبي :

مضافا الى ذلك فقد نص على حقيقة: (ان المعتقدين بالمهدي بن الحسن العسكري هم جمهور أصحاب الامام الحسن العسكري وليس شرذمة) الذهبي في كتابه (سير اعلام النبلاء) و ابن حزم الاندلسي في كتابه (الفصل) و الاشعري السني في كتابه مقالات الاسلاميين.

قال الذهبي (ت 748) في سير أعلام النبلاء ج 13/ 119 122 نقل أبو محمد بن حزم أن الحسن (بن علي بن محمد) مات عن غير عقب. قال و ثبت جمهور الرافضة على أن للحسن ابنا أخفاه.

ما ذكره ابن حزم ت 548 هجرية :

وقال ابن حزم (548484 هجرية) في كتابه (الفصل في الملل) ج 4/ 77 (و قالت الروافض الامامة في علي وحده بالنص عليه ثمّ في الحسن ثمّ في الحسين و ادعوا نصا آخر من النبي(صلى الله عليه و آله)عليهما بعد أبيهما ثمّ علي ابن الحسين لقول الله عز و جل (و أولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله).

قالوا فولد الحسين أحق من أخيه ثمّ محمد بن علي بن الحسين ثمّ جعفر بن علي ابن الحسين. و هذا مذهب جميع متكلميهم كهشام بن الحكم و هشام الجواليقي و داود الحواري و داود الرقي و علي بن منصور و علي بن هيثم و أبي علي السكاك تلميذ هشام بن الحكم و محمد بن جعفر بن النعمان شيطان الطاق و أبي ملك الحضرمي و غيرهم.

ثمّ افترقت الرافضة بعد موت هؤلاء المذكورين و موت جعفر بن محمد فقالت طائفة بإمامة محمد بن إسماعيل بن جعفر. و قالت طائفة بإمامة ابنه محمد بن جعفر و هم قليل و قالت طائفة جعفر حي لم يمت. و قال جمهور الرافضة بإمامة ابنه موسى بن جعفر ثمّ علي ابن موسى ثمّ محمد بن علي بن موسى ثمّ علي بن محمد بن موسى ثمّ الحسن بن علي. ثمّ مات الحسن غير معقب فافترقوا فرقا و ثبت جمهورهم على أنه ولد للحسن بن علي ولد فأخفاه و قيل بل ولد له بعد موته من جارية له اسمها صقيل وهو الاشهر و قال بعضهم بل من جارية له اسمها نرجس و قال بعضهم من جارية له اسمها سوسن .

وقال في ج 4/ 138 (وقالت القطعية من الامامية الرافضة كلهم و هم جمهور الشيعة و منهم المتكلمون والنظارون والعدد العظيم بان محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي ابن موسى بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب حي لم يمت ولا يموت حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و هو عندهم المهدي المنتظر، وبقول طائفة منهم ان مولد هذا الذي لم يخلق قط في سنة ستين و مائتين سنة موت ابيه و قالت طائفة منهم بل بعد موت ابيه بمدة و قالت طائفة منهم بل في حياة ابيه ... وكل هذا هوس و لم يعقب الحسن المذكور ذكراً و لا انثى فهذا اول نُوك‏ (8) الشيعة و مفتاح عظيماتهم و اخفها وان كانت مهلكة (9) ).

أقول: ذكر السيد هبة الدين الشهرستاني في مقدمة كتاب فرق الشيعة للنوبختي ان نسخة من فرق الشيعة للنوبختي كانت عند ابن حزم‏ (10) وهو قرينة ثالثة على ان النسخة المتداولة من كتاب فرق الشيعة محرفة في هذا الموضع.

ما ذكره الاشعري السني في كتابه المؤلَّف سنة 297 هجرية :

أقول: و هناك من هو أقدم من ابن حزم ممن قرر حقيقة ان جمهور اصحاب الحسن العسكري كانوا يؤمنون بان الحسن العسكري له ولد هو الامام الثاني عشر و هو المهدي المنتظر، و هو مصدر مهم جدا لا ينبغي لباحث أن يغفله و هو كتاب (مقالات الاسلاميين) لابي الحسن الاشعري السني (ت 324 هجرية) وقد انتهى من تأليفه سنة 297 هجرية (أي بعد خمس و ثلاثين سنة من وفاة الحسن العسكري).

قال أبو الحسن الاشعري السني (فالفرقة الاولى منهم وهم القطعية و انما سموا قطعية لانهم قطعوا على موت موسى بن جعفر بن محمد بن علي وهم جمهور الشيعة يزعمون ان النبي نص على امامة على بن أبي طالب و استخلفه بعده بعينه واسمه وان عليا نص على امامة ابنه الحسن بن على وان الحسن بن على نص على امامة اخيه الحسين بن على وان الحسين بن على نص على امامة ابنه على بن الحسين وان على بن الحسين نص على امامة ابنه محمد بن على و ان محمد بن على نص على امامة ابنه جعفر بن محمد و ان جعفر بن محمد نص على امامة ابنه موسى بن جعفر و ان موسى بن جعفر نص على امامة ابنه على بن موسى و ان على بن موسى نص على امامة ابنه محمد بن على بن موسى و ان محمد بن على بن موسى نص على امامة ابنه الحسن بن على بن محمد بن على بن موسى وهو الذي كان بسامرا و ان الحسن بن‏ على نص على امامة ابنه محمد بن الحسن بن على وهو الغائب المنتظر عندهم الذي يدعون انه يظهر فيملأ الارض عدلا بعد ان ملئت ظلما و جورا ).

ويتضح من ذلك كله في ضوء المصادر الشيعية و السنية القديمة: ان جمهور اصحاب الحسن العسكري و ثقاته و هم جمهور الشيعة آنذاك كانوا يقولون بالولد و كون ابيه الحسن 7 قد نص على إمامته و انه المهدي الموعود طوال الغيبة الصغرى ( أي القرن الثالث الهجري و الربع الاول من القرن الرابع الهجري ).

القضية الثانية: قضية الحيرة في بدء الغيبة الكبرى‏ :

مما لا شك فيه ان قسما كبيرا من الشيعة عاشوا حيرة شاملة حين بلغهم خبر انقطاع النيابة الخاصة بعد وفاة النائب الرابع، حيث لا يوجد مرجع معين من الامام المهدي (عليه السلام ) ينهض بأمورهم، مع كثرة الشبهات التي أثارها الزيدية و المعتزلة و غيرهم، و تصدى علماء الشيعة في تلك الفترة لرفع الحيرة التي نشأت بسبب ذلك و كتبوا كتبا خالدة منها:

كتاب (الغيبة) لمحمد بن ابراهيم النعماني (ألفه بين سنة 333 هجرية و سنة 342 هجرية ).

و(الامامة و التبصرة من الحيرة) لعلي بن بابويه (ت 329) و(إكمال الدين و إتمام النعمة في إثبات الغيبة و كشف الحيرة) لمحمد بن علي بن بابويه (ت 386).

و(الغيبة) للشيخ الطوسي (ت 460).

وغيرها.

قال علي بن بابويه في الامامة و التبصرة ص 9: (رأيت كثيرا ممن صح عقده، و ثبتت على دين الله وطأته، و ظهرت في الله خشيته، قد أحادته الغيبة، و طال عليه الامد حتى دخلته الوحشة، ... فجمعت أخبارا تكشف الحيرة ... )

وقال النعماني في كتاب الغيبة ص 20: (أما بعد فإنا رأينا طوائف من العصابة المنسوبة إلى التشيع المنتمية إلى نبيها محمد وآله صلى الله عليهم ممن يقول بالامامة التي جعلها الله برحمته دين الحق و لسان الصدق و زينا لمن دخل فيها و نجاة و جمالا لمن كان من أهلها و فاز بذمتها و تمسك بعقدتها و وفى لها بشروطها من المواظبة على الصلوات و إيتاء الزكوات و المسابقة إلى الخيرات، و اجتناب الفواحش و المنكرات، و التنزه عن سائر المحظورات، و مراقبة الله تقدس ذكره في الملا و الخلوات، و تشغل القلوب و إتعاب الانفس و الابدان في حيازة القربات قد تفرقت كلمها، و تشعبت مذاهبها، و استهانت بفرائض الله عز و جل، و حنت إلى محارم الله تعالى، فطار بعضها علوا، و انخفض بعضها تقصيرا، و شكوا جميعا إلا القليل في إمام زمانهم و ولى أمرهم و حجة ربهم ... للمحنة الواقعة بهذه الغيبة التي سبق من رسول الله(صلى الله عليه و آله)ذكرها، وتقدم من أمير المؤمنين (عليه السلام ) خبرها، و نطق في المأثور من خطبه و المروي عنه من كلامه و حديثه بالتحذير من فتنتها، و حمل أهل العلم‏ والرواية عن الائمة من ولده: واحدا بعد واحد أخبارها حتى ما منهم أحد إلا و قد قدم القول فيها، ... ووجدنا الرواية قد أتت عن الصادقين) عليهم السلام (بما أمروا به من وهب الله عز و جل له حظا من العلم و أوصله منه إلى ما لم يوصل إليه غيره من تبيين ما اشتبه على إخوانهم في الدين، و إرشادهم في الحيرة إلى سواء السبيل، و إخراجهم عن منزلة الشك إلى نور اليقين. فقصدت القربة إلى الله عز و جل بذكر ما جاء عن الائمة الصادقين الطاهرين) عليهم السلام (من لدن أمير المؤمنين (عليه السلام ) إلى آخر من روي عنه منهم في هذه الغيبة التي عمى عن حقيتها و نورها من أبعده الله عن العلم بها و الهداية إلى ما اوتي عنهم) عليهم السلام (فيها ما يصحح لأهل الحق حقيقة ما رووه و دانوا به، و تؤكد حجتهم بوقوعها و بصدق ما آذنوا به منها.

وإذا تأمل من وهب الله تعالى له حسن الصورة و فتح مسامع قلبه، و منحه جودة القريحة و أتحفه بالفهم و صحة الرواية بما جاء عن الهداة الطاهرين صلوات الله عليهم على قديم الايام و حديثها من الروايات المتصلة فيها ... عَلِمَ أن هذه الغيبة لو لم تكن و لم تحدث مع ذلك و مع ما روي على مر الدهور فيها لكان مذهب الامامة باطلا (11) لكن الله تبارك وتعالى صدَّق إنذار الائمة) عليهم السلام (بها، و صحح قولهم فيها في عصر بعد عصر).

وقال محمد بن علي بن بابويه في كتابه (إكمال الدين و إتمام‏ النعمة في إثبات الغيبة و كشف الحيرة) ص2: إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا أنى لما قضيت وطري من زيارة علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه رجعت إلى نيسابور و أقمت بها، فوجدت أكثر المختلفين إلىَّ من الشيعة قد حيرتهم الغيبة، ودخلت عليهم في أمر القائم (عليه السلام ) الشبهة، و عدلوا عن طريق التسليم إلى الآراء والمقائيس، فجعلت أبذل مجهودي في إرشادهم إلى الحق وردهم إلى الصواب بالأخبار الواردة في ذلك عن النبي و الائمة صلوات الله عليهم، حتى ورد إلينا من بخارا شيخ من أهل الفضل و العلم و النباهة ببلد قم، طال ما تمنيت لقاءه و اشتقت إلى مشاهدته لدينه و سديد رأيه و استقامة طريقته، وهو الشيخ نجم الدين أبو سعيد محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن على بن الصلت القمي ... فبينا هو يحدثني ذات يوم إذ ذكر لي عن رجل قد لقيه ببخارا من كبار الفلاسفة و المنطقيين كلاما في القائم (عليه السلام ) قد حيره و شككه في أمره لطول غيبته و انقطاع أخباره، فذكرت له فصولا في إثبات كونه (عليه السلام) ورويت له أخبارا في غيبته عن النبي و الائمة) عليهم السلام (سكنت إليها نفسه، و زال بها عن قلبه ما كان دخل عليه من الشك و الارتياب و الشبهة، و تلقى ما سمعه من الآثار الصحيحة بالسمع و الطاعة و القبول و التسليم، و سألني أن أصنف (له) في هذا المعنى كتابا، فأجبته إلى ملتمسه و وعدته جمع ما ابتغى إذا سهل الله لي العود إلى مستقري و وطني بالري.

فبينا أنا ذات ليلة أفكر فيما خلفت ورائي من أهل و ولد و إخوان و نعمة إذ غلبني النوم فرأيت كأني بمكة أطوف حول بيت الله الحرام و أنا في الشوط السابع عند الحجر الاسود أستلمه و أقبله، و أقول أمانتي أديتها و ميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة فأرى مولانا القائم صاحب الزمان صلوات الله عليه واقفا بباب الكعبة، فأدنو منه على شغل قلب و تقسم فكر، فعلم (عليه السلام ) ما في نفسي بتفرسه في وجهي، فسلمت عليه فرد علي السلام، ثمّ قال لي لم لا تصنف كتابا في الغيبة حتى تكفي ما قد همك؟ فقلت له يا ابن رسول الله قد صنفت في الغيبة أشياء، فقال (عليه السلام) ليس على ذلك السبيل آمرك أن تصنف الآن كتابا في الغيبة و اذكر فيه غيبات الانبياء) عليهم السلام ). ثمّ مضى صلوات الله عليه.

فانتبهت فزعا إلى الدعاء و البكاء و البث و الشكوى إلى وقت طلوع الفجر، فلما أصبحت ابتدأت في تأليف هذا الكتاب ممتثلا لأمر ولي الله و حجته، مستعينا بالله و متوكلا عليه و مستغفرا من التقصير، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

أقول :

أن السر في هذه الحيرة هو انقضاء الجيل الذي شاهد الامام (عليه السلام) وتعامل معه حسيا و نشر أخباره بين الشيعة بشكل خاص، و كون الغيبة ظاهرة جديدة لم يسبق لها مثيل في المجتمع الاسلامي مع وجود شبهات و تساؤلات من الخصوم.

و قد وفق العلماء المذكورون و نظراؤهم رحمهم الله جميعا في الاجابة على كل شبهة اثيرت حول الغيبة و ما يرتبط بها حتى عادت الغيبة لدى الشيعة بمنزلة المشاهدة و صارت دليلا آخر على صدق إمامة أهل البيت(عليهم السلام) وآية من آياتهم كما أشار النعماني الى ذلك.

وفي ضوء ما بيناه يتضح :

ان قول الاستاذ الكاتب:" اذا استثنينا شرذمة قليلة، ان اجماع الشيعة في القرن الثالث و القرن الرابع كان قائماً على عدم الايمان بوجود (محمد بن الحسن العسكري) و قد ذكر ذلك عامة مؤرخي الشيعة كالنوبختي و الاشعري و الكليني و النعماني و الصدوق و المفيد و الطوسي، الذي اطلقوا على ذلك العصر اسم (عصر الحيرة ).

لم يكن قد تحرّى فيه الامانة والدقة العلمية، ولا استوعب المصادر الاساسية في مثل هذه القضية الخطيرة .

__________________

( 1) فرق الشيعة للنوبختي ص 112108.

( 2) المقالات و الفرق للاشعري القمي: 115101.

( 3) و مع ان الحق لا يقاس بالكثرة العددية الا إن الكثرة هنا لها حساب خاص علينا ان نوليه أهمية و نتحقق منه.

( 4) ثمّ ذكر الشيخ المفيد تلك الفرق و ما نسب إليها من قول و ناقشه ثمّ عقب عليه بقوله:( و ليس من هؤلاء الفرق التي ذكرناها فرقة موجودة في زماننا هذه وهو سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة الا الامامية الاثنا عشرية القائلة بإمامة ابن الحسن المسمى باسم رسول الله(صلى الله عليه و آله) القاطعة على حياته و بقائه الى وقت قيامه بالسيف حسبما شرحناه فما تقدم عنهم وهم أكثر فرق الشيعة عددا و علماء و متكلمون و نظار و صالحون و عباد و متفقهة و أصحاب حديث و أدباء و شعراء، و هم وجه الامامية و رؤساء جماعتهم والمعتمد عليهم في الديانة ومن سواهم منقرضون ولا يعلم أحد من جملة الاربع عشرة فرقة التي قدمنا ذكرها ظاهرا بمقالة و لا موجودا على هذا الوصف من ديانته و إنما الحاصل منهم حكاية عمن سلف و أراجيف بوجود قوم منهم لا تثبت).

( 5) نبهنا الى وقوع التحريف في نسخة فرق الشيعة بالمقارنة بين نصها و نص الشيخ المفيد عن النوبختي أخونا الحجة الشيخ عبد الله الدشتي جزاه الله خير الجزاء.

( 6) كان وجها من وجوه علماء الشيعة سنة 305 و حضر وفاة السفير الثاني و وصيته الى الحسين بن روح، و كان يترقب قسم من الشيعة ان يكون هو النائب بعد وفاة السفير الثاني لوجاهته و شدة اتصاله و اختصاصه به و ستأتي جملة أخرى من ترجمته.

( 7) أنظر إكمال الدين للشيخ الصدوق ص 93.

( 8) النُّوك بالضم الحُمق، و الانْوك: الاحمق.

( 9) اقول: لئن لم يثق ابن حزم و نظراؤه بنقل جمهور الشيعة ان امامهم الحسن العسكري قد ولد له ولد نص عليه بالامامة. فقد وثق بقولهم آخرون من علماء السنة و أثبتوا أن للحسن العسكري خَلَف سماه محمدا و لقبه المهدي و من هؤلاء: سبط بن الجوزي الحنبلي ت 645 في كتابه تذكرة الخواص/ 363، و محمد بن طلحة الشافعي ت 652 في مطالب السئول 2/ 79 و ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة/ 287 و ابن طولون ت 953 في كتابه الائمة الاثني عشر وغيرهم وقد عد المرجع المعاصر الشيخ الصافي في كتابه منتخب الاثر خمسا و ستين عالما من علماء السنة ممن ذكر ذلك( انظر هامش ص 322 فما بعدها).

( 10) فرق الشيعة للنوبختي، مقدمة السيد هبة الدين الشهرستاني/ زي.

( 11) مراده ان خبر الغيبة متواتر عن الائمة (عليهم السلام) فإذا لم تقع فإن معنى ذلك تخلف الاخبار عن الواقع و بالتالي يؤدي الى هدم التصديق المطلق بالأخبار الثابتة عن الائمة (عليهم السلام) .

 

مواضيع ذات صلة


هل ذكر الإمام المهديّ عليه‌ السلام في أحاديث الرسول صلى الله عليه واله من كتب السنّة ؟
الإيمان بظهور المهدي ينافي الإسلام
لا يمكن ان يكون المهدي إماما وهو غائب مستتر غير ظاهر
لا فائدة في غيبة المهدي كما لا فائدة في ولادته الآن لأنه اذا كان سبب الغيبة الخوف فهو بعينه سببا لإعدامه ثم إيجاده عند ارتفاع الخطر
لو كانت علة إستتار المهدي خوفه من الظالمين فهذه العلة زائلة في أوليائه وشيعته لذا وجب ان لا يحتجب عنهم
إسقاط الحدود في حال الغيبة نسخ لها ، واثباتها لا يمكن مع غياب الإمام
ولادة المهدي فرضية فلسفية
وصيّة الحسن المشهورة إلى والدته عند وفاته تدل على نفي ان يكون له ولد
لم يعترف الحسن العسكري والشيعة من اصحابه بولادة المهدي
لا يمكن تحقق الإجماع أو التواتر حول ولادة الامام الثاني عشر مع كونها تمت سرا
وجود تناقض بين اخفاء الحسن العسكري ولده عن الناس وبين مطالبتهم بالايمان به
لا داعي إلى ستر ولادة المهدي ، ولا سبب إلى خفاء أمره وغيبته