 
					
					
						من المغترين أهل الذكر و التصوف					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						العلامة المحدث الفيض الكاشاني
						 المؤلف:  
						العلامة المحدث الفيض الكاشاني					
					
						 المصدر:  
						الحقائق في محاسن الاخلاق
						 المصدر:  
						الحقائق في محاسن الاخلاق					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ص138-139.
						 الجزء والصفحة:  
						ص138-139.					
					
					
						 30-9-2016
						30-9-2016
					
					
						 1989
						1989					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				من المغترين قوم يسمّون بأهل الذكر و التصوّف ، يدعون البراءة من التصنع و التكلف  يلبسون خرقا و يجلسون حلقا  يخترعون الاذكار و يتغنون بالأشعار ؛ يعلنون بالتهليل و ليس لهم الى العلم و المعرفة سبيل ، ابتدعوا شهيقا و نهيقا (1) , و اخترعوا رقصا و تصفيقا ، قد خاضوا الفتن و اخذوا بالبدع دون السّنن ، رفعوا أصواتهم بالنداء و صاحوا الصّيحة الشنعاء.
ومنهم من يدعي علم المعرفة و مشاهدة المعبود و مجاورة المقام المحمود و الملازمة في عين الشهود ، و لا يعرف من هذه الامور إلا الاسماء و لكنه تلقف من الطامات كلمات ترددها لدى الاغبياء كأنّه يتكلم عن الوحي و يخبر عن السّماء و ينظر إلى أصناف العباد و العلماء بعين الازدراء يقول في العباد : إنهم اجراء متعبون و في العلماء إنّهم بالحديث عن اللّه لمحجوبون   و يدعي لنفسه من الكرامات ما لا يدّعيه نبي مقرّب ، لا علما أحكم و لا عملا هذب ، يأتي إليه الرعاع الهمج من كلّ فج أكثر من اتيانهم مكّة للحجّ ، يزدحم عليه الجمع و يلقون إليه السّمع.
وربما يخرون له سجودا كأنّهم اتخذوه معبودا ، يقبّلون يديه و يتهافتون على قدميه ، يأذن لهم بالشّهوات و يرخّص لهم بالشبهات ، يأكل و يأكلون كما تأكل الانعام ، و لا يبالون من حلال أصابوا أم من حرام ، و هو لحلوائهم هاضم و لدينه و أديانهم حاطم.
ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة و من أوزار الذّين يضلّونهم بغير علم ، ألا ساء ما يزرون.
 _______________________
1- شهيق الحمار آخر صوته و شهق الرجل ردد نفسه مع سماع صوته من حلقه , و نهاق الحمار صوته و قد نهق ينهق نهيقا و نهاقا إذا صوت , و الروايات الواردة في التشنيع على هذه الفرقة الهالكة كثيرة.
منها ما في السفينة أيضا عن الامام الحسن العسكري (عليه لسلام) انه قال لابي هاشم الجعفري : يا أبا هاشم سيأتي زمان على الناس وجوههم ضاحكة مستبشرة ، و قلوبهم مظلمة منكدرة  السنة فيهم بدعة ؛ و البدعة فيهم سنة المؤمن بينهم محقر، و الفاسق بينهم موقر، امراؤهم جائرون ، و علماؤهم في أبواب الظلمة سائرون ، أغنياؤهم يسرقون زاد الفقراء ، و أصاغرهم يتقدمون على الكبراء ، كل جاهل عندهم خبير، و كل محيل عندهم فقير، لا يميزون بين المخلص و المرتاب ، و لا يعرفون الضأن من الذئاب.
علماؤهم شرار خلق اللّه على وجه الأرض ، لأنهم يميلون الى الفلسفة و التصوف و أيم اللّه انهم من أهل العدوان و التحرف ، يبالغون في حب مخالفينا ، و يضلون شيعتنا و موالينا ، فان نالوا منصبا لم يشبعوا عن الرشا ، و ان خذلوا عبدوا اللّه على الريا ، إلا انهم قطاع طريق المؤمنين و الدعاة الى نحلة الملحدين ، فمن أدركهم فليحذرهم و ليصن دينه و إيمانه.
ثم قال : يا أبا هاشم هذا ما حدثني أبي عن آبائه عن جعفر بن محمد (عليهم السلام) و هو من أسرارنا فاكتمه إلا عن أهله.
و منها ما فيه أيضا عن النبي ( صلى الله عليه واله) انه قال : لا تقوم الساعة على امتي حتى يقوم قوم من امتي اسمهم الصوفية ليسوا مني ، و انهم يحلقون للذكر و يرفعون أصواتهم يظنون انهم على طريقتي بل هم اضل من الكفار، و هم اهل النار لهم شهيق الحمار.
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  العجب والتكبر والغرور
					 الاكثر قراءة في  العجب والتكبر والغرور 					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة