المحرّم من الأفعال والصفات / الكبر
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2، ص 480 ــ 482
2025-11-12
28
ومنها: الكبر:
عدّه الصادق [1] والرضا [2] عليهما السّلام من الكبائر، وقد قال سبحانه: {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} [النحل: 29]، وورد انّ أدنى الإلحاد الكبر [3]، وانّ الكبر سعوط الشيطان [4]، وانّه مطايا النّار [5]، وانّ العزّ رداء اللّه، والكبر إزاره، فمن تناول شيئًا منه أكبّه اللّه في جهنّم [6]، وفي خبر آخر: فمن نازع اللّه شيئًا من ذلك أكبّه اللّه في النّار [7] و ورد انّه لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقال ذرّة من كبر [8]، وانّ في جهنّم لواديًا للمتكبّرين يُقال له سقر، شكا الى اللّه شدّة حرّه وسأله (عزّ وجلّ) ان يأذن له ان يتنفّس فتنفّس فأحرق جهنّم [9]، وانّ المتكبّرين يجعلون في صور الذرّ تتوطّأهم النّاس حتّى يفرغ اللّه من الحساب [10]، ثم يسلك بهم الى النّار، ويسقون من طينة خبال من عصارة أهل النّار [11]، وانّ ما من أحد من ولد آدم الّا وناصيته بيد ملك، فإنّ تكبّر جذبه بناصيته الى الأرض، ثم قال له: تواضع وضعك اللّه، وان تواضع جذبه بناصيته ثم قال له: ارفع رأسك رفعك اللّه ولا وضعك بتواضعك للّه [12]، وانّ اللّه لا ينظر الى المتكبّر [13]، وانّ أكثر أهل جهنّم المتكبّرون [14].
ثمّ التكبّر هو ان يرى الإنسان الكلّ حقيرًا بالإضافة الى نفسه، ولا يرى الكمال والشرف والعزّ الاّ لنفسه. والّذي يفهم من رواية مولانا الجواد عليه السّلام عن أبيه عليه السّلام عن جدّه عليه السّلام هو وجود الفرق بينه وبين التجبّر، لكن في مجمع البحرين [15] انّه لا فرق بين المتجبّر والمتكبر لغة، نعم قال - بعد ذلك -: وقيل المتكبّر المتعظّم بما ليس فيه، والمتجبّر الذي لا يكترث لأمر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الخصال: 2/610 خصال من شرائع الدين 9.
[2] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الإسلام وشرائع الدين.
[3] أصول الكافي: 2/309 باب الكبر حديث 1.
[4] معاني الأخبار: 138 باب معنى كحل إبليس ولعوقه وسعوطه حديث 1.
[5] وسائل الشيعة: 11/301 باب 58 حديث 14.
[6] وسائل الشيعة: 11/298 باب 58 حديث 2.
[7] أصول الكافي: 2/309 باب الكبر حديث 5.
[8] أصول الكافي: 2/310 باب الكبر حديث 6.
[9] أصول الكافي: 2/310 باب الكبر حديث 10.
[10] أصول الكافي: 2/311 باب الكبر حديث 11.
[11] عقاب الأعمال: 265 عقاب المتكبرين حديث 8 و10.
[12] ثواب الأعمال: 211 ثواب المتواضع حديث 1.
[13] عقاب الأعمال: 264 عقاب المتكبرين حديث 3 بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: ثلاثة لا ينظر اللّه عزّ وجلّ إليهم، ثاني عطفه، ومسبل إزاره خيلاء، والمنفق سلعته بالأيمان انّ الكبرياء للّه ربّ العالمين.
[14] عقاب الأعمال: 265 عقاب المتكبّرين حديث 9.
[15] مجمع البحرين: 3/240، في مادة - جبر -.
أقول: التكبّر والتجبّر كانا صفتين أم صفة واحدة فهي من أخسّ الصفات وأقبحها، والكتاب والسنّة والعقل يحكمان باستحقاق المتّصف بأحدهما العقاب الشديد والعذاب الأليم أعاذنا اللّه من هذه الصفة الرذيلة وغيرها من رذائل الصفات.
الاكثر قراءة في العجب والتكبر والغرور
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة