 
					
					
						المغترون بالعلم					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						السيد حسين الحسيني
						 المؤلف:  
						السيد حسين الحسيني					
					
						 المصدر:  
						مئة موضوع اخلاقي في القرآن والحديث
						 المصدر:  
						مئة موضوع اخلاقي في القرآن والحديث					
					
						 الجزء والصفحة:  
						170-172
						 الجزء والصفحة:  
						170-172					
					
					
						 27-4-2020
						27-4-2020
					
					
						 3411
						3411					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				ان حالة عصرنا الراهن تعكس نموذج " الغرور العلمي" بشكل جلي واضح ، ففي ظل التقدم السريع الذي احرزته المجتمعات المادية في المجالات العلمية والتقنية، نراها عمدت إلى إلغاء دور الدين من الحياة ، وقد سيطر الغرور العلمي على بعض علماء الطبيعة إلى درجة انهم تصوروا أن لا يوجد في هذا العالم شيء خارج اطار علومهم ومعارفهم ، وبما انهم لم  يروا الله في مختبراتهم انكروا وجوده وجحدوا نعمته.
لقد ذهب بهم الغرور إلى أكثر من ذلك عندما اصبحوا يجهرون ان الدين ووحي الانبياء انما كانا بسبب الجهل او الخوف ، أما وقد حل عصر التقدم العلمي فإن الحاجة إلى مثل هذه المسائل انعدمت تماما ، بل وعمدوا إلى فرض تفسير معين لتطور الحياة يماشي ادعاءهم هذا ، فقالوا : ان الحياة الفكرية للبشر مرت عبر المراحل الاتية :
1- مرحلة الاساطير . 
2- مرحلة الدين . 
3- مرحلة الفلسفة . 
4- مرحلة العلم ، والمقصود بها العلوم الطبيعية.
بالطبع ، نحن لا ننكر ان السلطة الديكتاتورية للكنيسة على عقول الناس في أوروبا ، وشيوع الخرافات وانواع التفكير الاسطوري لقرون مديدة في تأريخ تلك القارة ، بالإضافة إلى القمع الذي كانت تمارسه طبقة رجال الدين الكنسي (الاكليروس) هناك ، كل هذه العوامل ساهمت – إلى درجة كبيرة – في نمو المذاهب التي تقوم على أساس رفض الدين والإيمان والغيب ، والاعتماد بدلا عنها على أسس المادة والتجربة والإلحاد.
ولحسن الحظ لم تستمر هذه المرحلة طويلا ، إذ اجتمعت مجموعة عوامل وساعدت للقضاء على مثل هذه التصورات المنحرفة ، وكأن العذاب قد مسهم عندما ركبهم الغرور والعلو.
فمن ناحية اظهرت الحرب العالمية الاولى والثناية ان التقدم العلمي والصناعي قد جعل البشرية على حافة السقوط والدمار.
ومن ناحية ثانية ، فإن ظهور المفاسد الاخلاقية والاجتماعية والقتل والإبادة وأنواع الامراض النفسية ، وسلسلة الاعتداءات المالية والجنسية ، كل ذلك كشف عن عجز العلوم وقصورها لوحدها عن بناء الحياة الإنسانية بشكل سليم صحيح.
من جانب ثالث ، عملت المساحات المجهولة في وعي الإنسان العلمي وقصوره عن الأحاطة بكافة أسباب الظواهر الطبيعية والحياتية إلى اعترافه بالعجز عن إدراك مطلق لأسباب المعرفة من خلال العلم وحده ، فعاد الكثير من العلماء إلى ساحة الإيمان وجادة الدين ، وضعفت نوازع الدعاوى الإلحادية.
وفي المعترك الصعب هذا تألق الاسلام بتعليماته الشاملة والجامعة ، وبدأت موجات العودة نحو الإسلام الاصيل.
ونأمل ان تكون هذه اليقظة عميقة شاملة قبل ان يشمل البأس الإلهي مرة اخرى اجزاء من هذا العالم ، ونأمل ان تزول آثار ذلك الغرور باسم العلم حتى لا يكون مدعاة للخسران الكبير.
 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  العجب والتكبر والغرور
					 الاكثر قراءة في  العجب والتكبر والغرور 					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة