1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : آداب عامة :

نظافة اواني الطعام والشراب

المؤلف:  الشيخ خليل رزق

المصدر:  الاسلام والبيئة

الجزء والصفحة:  ص330-335

11-9-2016

18722

الهدف من الاواني والاوعية هو ان يستخدمها الانسان ويستغلها في مأكله ومشربه، ويستعين بها في بعض مناحي حياته، لذلك كره الاسلام ان يخرج بها من هذا الهدف إلى هدف الترف والمباهاة. ومن ذلك استعمال آنية الذهب والفضة حتى لا يكون المال جامدا ومدعاة للتعالي والخيلاء.

ولما كان ديدن الاسلام النظافة في كل شيء، فقد أرشد الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) بإرشادات جمة خاصة بالأواني، ووضع آدابا للأكل والشرب نذكر منها ما يتعلق بالنظافة وهي:

أ‌- غسل اليدين :

يستحب غسل اليدين جميعا قبل اكل الطعام وبعده، وان لم يأكل الا بإحداهما، وقد ورد في الاحاديث انهما يذيبان الفقر، ويزيدان في الرزق، وان أوله ينفي الفقر، واخره ينفي الهم(1)، وان من غسل يده قبل الطعام وبعده عاش في سعة، وعوفي من بلوى جسده(2). وانه زيادة في العمر، واماطة للغمر(3)، ويجلو البصر.

ب‌- تخمير الاناء :

أي تغطيته اذا كان فيه طعام، وحفظه مصونا اذا لم يكن فيه طعام فعن جابر قال : جاء رجل يقال له ابو حميد بقدح من لبن من النقيع(4).

فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) : (الا خَمَّرتَهُ ولو تعرض عليه عوداً)(5).

وعن جابر بن عبدالله عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه قال:(غطوا الاناء واوكوا السقاء، واغلقوا الباب، واطفئوا السراج، فان الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف اناء فان لم يجد احدكم الا ان يعرض على انائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل فان الفويسقة تُضرِمُ على أهل البيت بيتهم)(6).

ونهى النبي (صلى الله عليه واله) أن يشرب الناس من الاناء المكشوف فقال (صلى الله عليه واله) : (لا تشربوا الا فيما اوكى عليه)(7) – أي كان عليه غطاء -.

وفي رواية اخرى لجابر بن عبدالله عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال : (غطوا الاناء واوكوا السقاء، فان في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء الا نزل فيه من ذلك الوباء)(8).

تضمنت هذه الاحاديث الشريفة عن النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) بعض الفوائد التي ذكرها العلماء والمختصون للأمر بالتغطية ومنها :

- صيانته من الشيطان فان الشيطان لا يكشف غطاء ولا يحل سقاء.

- صيانته من الوباء الذي قد يداهم الاواني في غفلة من الناس بواسطة سقوط ما يحمله، وهذه محمدة من محامد الدين في الطب الوقائي غفلنا عنها ـ كعادتنا- فلحقت بنا الامراض التي عطلت المجتمع عن السير في ركب التقدم.

- صيانته من النجاسات والقذارات.

- صيانته من الحشرات والهوام فربما وقع شيء منها فيه فشربه وهو غافل، او في الليل فيتضرر به.

ج ـ كراهة النفخ في الطعام والشراب :

نهى الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) أن ينفخ في الاناء لأي سبب من الاسباب، ففي حديث المناهي ان رسول الله (صلى الله عليه واله) : نهى أن ينفخ في طعام أو شراب... (9).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : انه سُئل في الرجل ينفخ في القدح فقال:(لا بأس، ثم قال (عليه السلام) وانما يكره اذا كان معه غيره كراهية ان يعافه)(10). (أي يتركه).

وعن أبي سعيد الخدري ان النبي (صلى الله عليه واله) نهى عن النفخ في الشراب، فقال رجل : القذارة اراها في الاناء؟ فقال (صلى الله عليه واله) : (أهرِقها)، قال : أني اروى في نفس واحد، قال (صلى الله عليه واله) : فأبن القداح اذا عن فيك(11).

فوجود شيء صغير في الشراب سواء اكان ماء او غيره ليس مبررا للنفخ في الاناء، بل على الانسان ان يزيله اما بآلة كالملاعق او بإراقة جزء من الشراب.

وفي بعض الروايات انه (صلى الله عليه واله) نهى عن التنفس في الاناء، فعن ابي قتادة ان النبي (صلى الله عليه واله) نهى ان يتنفس في الاناء... والمراد من النهي عن التنفس في الاناء هو من طريق الادب مخافة من تقذيره ونتنه وسقوط شيء من الفم والانف فيه ونحو ذلك.

د- تنظيف الفم بعد الطعام :

ورد في الاحاديث استحباب غسل داخل الفم بعد الطعام بالسُعد (12)، وقد علل بانه يطيب الفم، ويزيد من الجماع، ولا تصيبه علة في فمه، وغسل خارجه بالأشنان(13)، من دون أن يأكل شيئا منه...(14).

هـ - كراهة الشرب من ثلمة الاناء وعروقه واذنه :

نهى رسول الله (صلى الله عليه واله) والائمة الاطهار عن الشرب من الاناء العام رأسا، كالشرب من الاواني الكبيرة في أيامنا هذه التي توضع في البرادات (الثلاجات) فالأفضل ان يصب منها في اكواب مخصصة للشرب، وبهذا نفسر النهي عن الشرب للماء بالأفواه او في عروة الاناء أو من اُذُن الكوز وثلمة الاناء، والامر بالشرب بالأيدي، حيث نحملها على الشرب في اكواب مخصصة ومعدة للشرب.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : (لا تشربوا من ثلمة الاناء ولا من عروقه فان الشيطان يقعد على العروة والثلمة)(15).

وعن رسول الله (صلى الله عليه واله) في حديث المناهي قال : (ولا يشربن أحدكم الماء من عند عروة الاناء فانه مجتمع الوسخ)(16).

ونهى (صلى الله عليه واله) عن أن يشرب الماء كما تشرب البهائم. وقال : (اشربوا بأيديكم فأنها من خير انيتكم ونهى عن البزاق في البئر التي يشرب منها)(17).

ولا يخفى على احد ان هذا خلاصة ما يصبوا اليه الطب الوقائي. وكثيرا ما نشاهد ان الناس يشربون من الاناء العام الذي وضع فيه الماء للشراب، ولم يخصص للاستعمال بالفم.

وما ذكرناه ليس هو الا غيض من فيض مما ورد في مجال البيئة الصحية التي وضع لها الاسلام الآداب والسنن في الاحاديث الواردة في آداب الاكل والشرب والمائدة، ويمكن للباحث التوسع في هذا المجال بمراجعة كتب الحديث والروايات.

_________________

1ـ الكافي، م.س، ج6، ص290، باب الوضوء قبل الطعام، ح2 و5.

2- م.ن، ح1.

3- الغمر : بالتحريك-. الدسم والزهرة من  اللحم.

4- النقيع : موضع بوادي العقيق.

5- صحيح مسلم، ج13، كتاب الاشربة، ص183، ح1020، وقوله (صلى الله عليه واله) : ولو تعرض عليه عودا : أي تمده عليه عرضا (أي خلاف الطول) وهذا عند عدم وجود شيء يغطيه.

6- م.ن، ح1012.

7- مسند الإمام احمد – 726.

8-  صحيح مسلم، كتاب الاشربة، ح2012.

9- وسائل الشيعة، م.س، كتاب الاطعمة والاشربة. باب 92، ح1 و2.

10- نفس المصدر السابق.

11- سن أبي داود، كتاب الاشربة، ج20.

12- السعد – بضم السين – طيب معروف بين الناس، ومنه الحديث : اتخذوا السعد لاسنانكم فانه يطيب الفم.

13- الاشنان : نوع من انواع النبات.

14- الكافي، م.س، ج6، ص299 باب نوادر الحديث، ح18 وص378، باب الاشنان والسعد، ح1 و2.

15- وسائل الشيعة، كتاب الاطعمة والاشربة، باب 14 و15.

16- نفس المصدر السابق.

17- نفس المصدر السابق.