الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
حقيقة الاخوة الإسلامية
المؤلف: باقر شريف القرشي
المصدر: الاسلام وحقوق الانسان
الجزء والصفحة: ص115-117
27-6-2016
3790
الاُخوّة الإسلامية من أوثق ألوان الترابط الاجتماعي الذي هو من شرائح الحقوق العامة للإنسان التي أقرّتها هيأة الامم المتحدة.
إن الاخوة الإسلامية لم تكن شعارا زائفا، وانما هي حقيقة واقعة، وتجربة تاريخية، وأصل بارز من أصول الإسلام، ولم تقم على أساس قبلي او جنسي او إقليمي او عاطفي، كما لم تبن على اسس سطحية، وانما بنيت واقيمت على أنها جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية، يسأل عنها المسلم، ويحاسب على اهمالها، وبذلك أصبحت قوة هائلة تمد المجتمع بالإيثار والتعاون.
ففي فجر الدعوة الإسلامية قدم المسلمون في المدينة لإخوانهم المهاجرين جميع ألوان المعونة، وشاركوهم في ديارهم واموالهم، كما شاركوهم في مكاره الدهر وجشوبة العيش، وخلقوا بذلك أنموذجا فريدا من التكامل الاجتماعي لم يعهد له نظيرا او مثيل.
ووصف النبي (صلى الله عليه واله) المجتمع الاسلامي في تقارب عواطفه ووحدة مشاعره بانه كالجسم الواحد، فإذا تألم عضو منه سرى الالم الى بقية الاعضاء.
قال ( صلى الله عليه واله) :(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)(1).
لقد أراد النبي (صلى الله عليه واله) ان تكون الاخوة الإسلامية كالأخوة النسبية في قوتها ومكانتها امتثالا لقوله تعالى :{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[الحجرات:10].
لقد أوجب الله تعالى صيانة هذه الاخوة بالإصلاح فيما اذا شجر بينهم خلاف، او عصفت فيهم ريح التفرقة والعداء.
إن الاخوة الإسلامية ليست مجرد عاطفة ظاهرة، وانما هي علاقة وثيقة تمتد الى اعماق القلوب، ودخائل النفوس، وقد وصفها النبي (صلى الله عليه واله) بقوله :(لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
ان الاخوة الإسلامية حب وولاء ومودة واخلاص، وقد بعث النبي (صلى الله عليه واله) رجلا في حاجة له فأبطأ عليه فقال له :(ما أبطأك؟).
(العري).
(أما كان لك جار له ثوبان يعيرك احدهما؟).
(بلى يا رسول الله).
فتألم النبي وقال :
(ما هذا لك بأخ).
قال الامام الصادق (عليه السلام) : (المسلم اخو المسلم، هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه، ولا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه ولا يغتابه)(2).
هذه حقيقة الاخوة التي ينشدها الإسلام. قال الامام الباقر (عليه السلام) : (ان المؤمن اخو المؤمن؛ لا يشتمه، ولا يحزنه، ولا يسيئ الظن به).
هذه هي الاخوة الإسلامية قائمة في أعماق القلوب توحد الكلمة، وتجمع الشمل، وتنفي الفرقة.
______________
1ـ أخرجه البخاري في صحيحه – كتاب الأدب : باب 27، ومسلم – كتاب البر، الحديث 66 و67. مسند أحمد بن حنبل : 4/268.
2ـ أصول الكافي : 2/166، الحديث 5.