عليّ (عليه السلام) إمام المفسّرين					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						د . احسان الامين .					
					
						
						 المصدر:  
						التفسير بالمأثور وتطويره عند الشيعة					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						ص92-94 .					
					
					
						
						22-3-2016
					
					
						
						3022					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				ذكر السيوطي في مقام حديثه عن وجوه المفسّرين : «اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة : الخلفاء الأربعة ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وأبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو موسى الأشعري ، وعبد اللّه بن الزّبير .
أمّا الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم عليّ بن أبي طالب ، والرواية عن الثلاثة نزرة جدّا ، وكأنّ السبب في ذلك تقدّم وفاتهم ، كما إنّ ذلك هو السبب في قلّة رواية أبي بكر للحديث ، ولا أحفظ عن أبي بكر في التفسير إلّا آثارا قليلة جدّا لا تجاوز العشرة .
وأمّا علي : فروي عنه كثير . . .» «1» .
وقال الذهبي : «كما إنّ العشرة الّذين اشتهروا بالتفسير ، تفاوتوا قلّة وكثرة ، فأبو بكر وعمر وعثمان لم يرد عنهم في التفسير إلّا النزر اليسير . . . أمّا عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فهو أكثر الخلفاء الراشدين رواية عنه في التفسير . . . وكذلك كثرت الرواية في التفسير عن عبد اللّه بن عباس وعبد اللّه بن مسعود وأبيّ بن كعب . . .
أمّا باقي العشرة وهم : زيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وعبد اللّه بن الزّبير ، فهم وإن اشتهروا بالتفسير إلّا أنّهم قلّت عنهم الرواية ولم يصلوا إلى ما وصل إليه هؤلاء الأربعة المكثرون .
لهذا نرى الإمساك عن الكلام في شأن أبي بكر وعمر وعثمان ، وزيد بن ثابت وأبي موسى الأشعري وعبد اللّه بن الزّبير ، ونتكلم عن علي وابن عباس وابن مسعود وأبيّ ابن كعب نظرا لكثرة الرواية عنهم في التفسير كثرة غذّت مدارس الأمصار على اختلافها وكثرتها» «2» .
وما ذكره السيوطي وتبعه الذهبي فيه تسامح ومجاملة كبيرة ، وإلّا فكيف يشتهر بالتفسير من لا تتجاوز رواياته فيه العشر «3» ، أو من يخفى عليه بعض المعاني اللّغوية للقرآن «4» ، وكذا عثمان الّذي لم نقرأ له تفسيرا ، وكذا الآخرون سوى الأربعة- علي وابن عباس وابن مسعود وأبيّ بن كعب- ممّن قلّ التفسير عنهم .
ولذا فإنّ الزركشي- وهو الإمام في فنه- كان أكثر دقّة عند ما قال : «وصدور المفسّرين من الصحابة : علي ، ثمّ ابن عباس- وهو تجرّد لهذا الشأن والمحفوظ عنه أكثر من المحفوظ عن علي ، إلّا أن ابن عباس كان أخذ عن علي- ويتلوه عبد اللّه بن عمرو بن العاص . وكل ما ورد عن غيرهم من الصحابة فحسن مقدّم» «5» .
وقال أيضا : «وقد كانت الصحابة علماء كل منهم مخصوص بنوع من العلم . . . فلم يسمّ أحد منهم بحرا إلّا عبد اللّه بن عباس لاختصاصه دونهم بالتفسير وعلم التأويل . . . نعم ، كان لعلي فيه اليد السابقة قبل ابن عباس ، وهو القائل : لو أردت أن أملي وقر بعير على الفاتحة لفعلت .
وقال ابن عطية : فأمّا صدر المفسّرين والمؤيّد فيهم فعلي بن أبي طالب ويتلوه ابن عباس ، وهو تجرّد للأمر [و كمّله] وتتبعه العلماء عليه كمجاهد وسعيد بن جبير وغيرهما» «6» .
_______________________
(1)- الإتقان/ ج 2/ ص 2271 .
(2)- التفسير والمفسّرون/ ج 1/ ص 68 .
(3)- السيوطي/ م . ن .
(4)- قال الذهبي : فإذا كان عمر بن الخطاب يخفى عليه معنى الأبّ ومعنى التخوّف ويسأل عنهما غيره ، وابن عباس- وهو ترجمان القرآن- لا يظهر له معنى فاطر إلّا بعد سماعها فكيف شأن غيرهما من الصحابة؟ . التفسير والمفسّرون/ ج 1/ ص 37 .
(5)- البرهان/ ج 2/ ص 157 .
(6)- البرهان/ ج 1/ ص 8 .
				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في  سيرة الامام علي ـ عليه السلام					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة