

الأدب


الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر


النقد

النقد الحديث

النقد القديم


البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
حَيص بَيص
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج3، ص369-371
27-1-2016
3694
هو الأمير شهاب الدين أبو الفوارس سعد بن محمد بن سعد الصيفي التميمي، قيل إنه من نسل أكثم بن صيفي التميمي حكيم العرب. و قد لقّب حيص بيص (1) لأنه رأى الناس يوما في حركة مزعجة و أمر شديد فقال: ما للناس في حيص بيص، فبقي عليه هذا اللقب.
تفقّه حيص بيص في الريّ على القاضي محمد بن عبد الكريم الوزّان و سمع الحديث، ثم استقرّ في العراق. و كان له في مدينة الحلّة حوالة فذهب اليها لاستخلاص مبلغ الحوالة و كانت على ضامن الحلقة فوقع سباب بين غلامه و بين الضامن فغضب حيص بيص و تهدّد والي الحلة ضياء الدين مهلهل بن أبي العسكر الجاواني (مع أنهما كانا صديقين) . و لذلك و أمثاله يقال إنه كان به غرابة أطوار، فقد كان فيه تعاظم و تيه، و كان لا يخاطب أحدا الا بالكلام الفصيح، كما كان يتزيّا بزيّ البدو و يتقلّد سيفا. توفّي حيص بيص في بغداد، سادس شعبان 574(1179 م) .
كان حيص بيص فقيها يتكلّم في مسائل الخلاف (اختلاف الآراء بين الفقهاء) ، و لكن غلب عليه الأدب فكان عارفا بأخبار العرب و اختلاف لغاتهم. ثم كان شاعرا مجيدا جزل الألفاظ متين التركيب عالي النفس يتكلّف الصنعة أحيانا، و لكنّه كان حسن الابتداءات و التخلّص. و أكثر شعره المدح و الفخر، و له رثاء و لم يرو له هجاء. ثم له شيء من الوصف و الغزل و الحكمة. و له ايضا نثر و رسائل فصيحة بليغة.
مختارات من آثاره:
- قال حيص بيص يشير الى قتل الأمويّين لآل أبي طالب:
ملكنا فكان العدل منّا سجية... فلمّا ملكتم سال بالدم أبطح (2)
و حلّلتم قتل الأسارى، و طالما... غدونا عن الأسرى نعفّ و نصفح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا... و كلّ إناء بالذي فيه ينضح
- و قال يمدح الخليفة المقتفي:
ما ذا أقول إذا الرواة ترنّموا... بفصيح شعري في الإمام العادل
و ترنّحت أعطافهم فكأنّما... في كلّ قافية سلافة بابل (3)
ثم انثنوا غبّ القريض و صنعه... يتساءلون عن النّدى و النائل (4)
هب، يا أمير المؤمنين، بأنّني... قسّ الفصاحة؛ ما جواب السائل (5)
- و قال يصف أبياتا كتبت اليه ثم يستطرد إلى ذكر ايام الصبا:
صادرات ألفاظهنّ عذاب... عن خلال مهذّبات عذاب (6)
كلّ روعاء لو تقلّدها الفارس... أغنت عن صارم قرضاب (7)
أذكرتني أيام عهد التصابي... و مراحي؛ و أين عهد التصابي
حين لا آمر يطاع سوى اللهو... و لا حاكم سوى الأحباب
- قال حيص بيص في خطبة (مقدّمة) ديوانه في تفضيل الشعر على النثر:
. . . . و حسب الشعر فخرا أنّ الإنسان يسمع المعنى فلا يهزّ له عطفا و لا
يهيج له طربا؛ فإذا حوّل نظما فرّح الحزين و حرّك الرزين و كرّم البخيل و وقّر الإجفيل (8) و قرّب الأمل البعيد و سنّ الغناء لغير الغرّيد. . . و كم استلّ سخيمة من ذي غمر عجز عن مداراته الحجا و ضعفت عن استرجاع ودّه الرقى. فما كان متصرّفا هذا التصرّف في النفوس و الأخلاق (9) فأكبر بشأنه و أعظم بمكتنه! . . . . و قد علم عصري و بنوه و زماني و أهلوه أنّي ابتدرت شعفات الفضل غلاما يفعة هاجرا اليه كلّ خفض و دعة (10) . . .
______________________
1) وفيات 1:361. و الحيص بيص (بفتح الباءين أو كسرهما ثم بالبناء أو بالإعراب) : الشدة و الضيق و اضطراب الأمور حتى لا يستطيع الانسان أن يتصرف (القاموس 2:296-297) .
2) سجية: طبيعة. الابطح: الارض المستوية. سال بالدم أبطح (مسيل واسع) : أكثرتم القتل ظلما حتى سال الدم في الابطح.
3) ترنحت (تمايلت) أعطافهم (جمع عطف بكسر العين: جانب الجسم) : اهتزت أجسامهم (من الطرب و السرور بشعري) . قافية: قصيدة (أو بيت من الشعر) . سلافة: خمر. بابل: أرض الكوفة (كانت مشهورة بالكروم التي تنتج-بالبناء للمجهول-منها الخمر، كما كانت مشهورة بالسحر) .
4) انثنوا: عادوا، رجعوا (جعلوا) . غب القريض: بعد أن سمعوا شعري (في مدحك) . يتساءلون عن الندى (الكرم) و النائل (العطاء) : يتحدثون عن كرمك و عن عظم العطية التي ستعطيني إياها على مدحي لك؛ ثم يقولون لي: كم أعطاك الخليفة على هذه المدحة؟
5) لو كنت أنا، يا أمير المؤمنين، قس بن ساعدة في الفصاحة لما استطعت أن أجيب السائل بجواب معقول اذا قال لي: كم أعطاك الخليفة على هذه المدحة؟ (و كان عطاؤك لي قليلا) .
6) (هذه الابيات التي) صدرت منك عذبة (جميلة) لأن خلالك (أخلاقك) مهذبة (جميلة) .
7) كل (قصيدة، قافية، لفظة) روعاء (جميلة و توحي الهيبة و الرهبة في الوقت نفسه) لو تقلدها الفارس (تسلح بها و ذهب الى الحرب) أغنته عن أن يحمل سيفا قرضابا (بكسر القاف: السيف القاطع) .
8) المراح: الاشر (نشاط الشباب) و الاختيال (الاعتزاز بالنفس و قلة المبالاة بالأمور، التكبر) . لا يهز له عطفا: لا يسره. حرك الرزين (الوقور) : حمله على الخفة و المرح. وقر (ثبت) الإجفيل (الجبان) ، أي في المعركة.
9) استل سخيمة من ذي غمر: يستخرج الضغينة و الحقد من صدر شاب ذي غمر (بفتح الغين و كسرها) الحقد الكامن. الحجا: العقل. الرقي جمع رقية (بضم القاف) : العزيمة (أقوال من السحر) . الاسترجاع (مستعملة خطأ) ، يقصد استرداد. التصرف: التأثير المتعدد الجوانب و الأشكال.
10) بمكنته، بمكتنه (؟) . ابتدر فلان الأمر: عجل الى لقائه و معالجته. الشعفة: أعلى الجبل. يفعة: صغير السن. الخفض و الدعة: العيش الهنيء الهادئ.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)