

الأدب


الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر


النقد

النقد الحديث

النقد القديم


البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو فراس الحمداني
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج2، ص495-500
28-12-2015
7060
هو أبو العلاء الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون بن الحارث، ولد في الموصل سنة 320 ه(932 م) ، و نشأ يتيما لأنّ ناصر الدولة أخا سيف الدولة قتل أباه، فكفل سيف الدولة أبا فراس. و تنقّلت أم أبي فراس بابنها بين الموصل و آمد و ميّافارقين و ماردين و الرّقّة ثمّ استقرّت به في منبج قرب حلب.
و تلقّى أبو فراس علوم زمانه على علماء بلاط سيف الدولة و أشهرهم ابن خالويه. و لمّا بلغ السادسة عشرة قلّده سيف الدولة ولاية منبج و حرّان و عهد اليه بالدفاع عن التخوم الشّمالية ضدّ الروم و بقتال القبائل البدوية التي تشقّ عصا الطاعة على الحمدانيين.
في سنة 337 ه دخل المتنبّي بلاط سيف الدولة، أراد سيف الدولة بذلك أن يكسف نور أبي فراس في الشعر و الحرب. ثم وقع أبو فراس في أسر الروم في شوّال من سنة 351 ه و بقي فيه إلى رجب 355 ه(962-966 م) و لم يرغب سيف الدولة في افتدائه افتداء خاصّا بعظيم من عظماء الروم، بل تركه في الأسر حتّى فودي بالطريقة العاديّة في مبادلة الأسرى.
و توفّي سيف الدولة وشيكا (صفر 356 ه-كانون الثاني-يناير 967 م) فخلفه ابنه أبو المعالي، فاستبد أبو فراس بحمص ثم وقعت الحرب بين أبي المعالي و بين أبي فراس فسقط أبو فراس في المعركة قتيلا (3 جمادى الأولى 357 ه- 4-4-968 م) .
خصائصه الفنّيّة:
أبو فراس شاعر مطبوع مشبوب العاطفة يقول الشعر إرضاء لنفسه و لم يتّخذ الشعر حرفة. و شعره وجداني خالص يدور على فنّين: الفخر و الغزل. و هو من أتباع المذهب الشامي و لكن قد يبدو على شعره أحيانا شيء من الضّعف. و غزله المؤنّث عفيف رقيق، و بعض شعره صريح. و فخره على عمود الشعر متين فخم. و له وصف للطبيعة و خمر.
نظم أبو فراس في الأسر قصائد عرفت بالأسريات و الروميّات، و كان بعضها إخوانيّات (يرسلها إلى إخوانه كما ترسل الرسائل) ، و لكن لم يظهر على هذه الروميّات خصائص جديدة سوى أنها كانت أكثر رقّة و أكثر شكوى. و قد صنع ديوانه بنفسه.
المختار من شعره:
- قال أبو فراس يفتخر:
أ لم ترنا أعزّ النّاس جارا... و أمنعهم و أمرعهم، جنابا (1)
لنا الجبل المطلّ على نزار...حللنا النّجد منه و الهضابا
تفضّلنا الأنام و لا تحاشي... و نوصف بالجميل و لا نحابى
و قد علمت ربيعة بل نزار... بأنّا الرأس و النّاس الذنابى
منحناها الحرائب، غير أنّا... إذا جارت منحناها الحرابا (2)
و لمّا ثار سيف الدّين ثرنا... كما هيّجت آسادا غضابا
أسنّته إذا لاقى طعانا... صوارمه إذا لاقى ضرابا
دعانا و الأسنّة مشرعات... فكنّا عند دعوته الجوابا
- و سمع هديل حمامة على شجرة قرب سجنه في القسطنطينية فقال:
أقول و قد ناحت بقربي حمامة... أ يا جارتا، لو تشعرين بحالي
معاذ الهوى! ما ذقت طارقة النوى... و لا خطرت منك الهموم ببال
أتحمل محزون الفؤاد قوادم...على غصن نائي المحلّة عال
أ يا جارتا، ما أنصف الدهر بيننا... تعالي أقاسمك الهموم تعالي
أ يضحك مأسور و تبكي طليقة... و يسكت محزون و يندب سال
لقد كنت أولى منك بالدمع مقلة... و لكنّ دمعي في الحوادث غال
- و من قصيدة يستحث بها سيف الدولة على فدائه:
دعوتك للجفن القريح المسهّد... لديّ، و للنوم القليل المشرّد
و ما ذاك بخلا بالحياة، و إنّها... لأوّل مبذول لأول مجتد (3)
و لكنّني أختار موت بني أبي...على صهوات الخيل غير موسد (4)
و تأبي و آبى أن أموت موسّدا... بأيدي النّصارى موت أكمد أكبد (5)
نضوت على الأيّام ثوب جلادتي... و لكنّني لم أنض ثوب التجلّد
متى تخلف الأيّام مثلي لكم فتى... طويل نجاد السّيف رحب المقلّد (6)
فإن تفتدوني تفتدوا شرف العلا... و أسرع عوّاد إليها معوّد (7)
و إن تفتدوني تفتدوا لعلاكمُ... فتى غير مردود اللسان أو اليد
يطاعن عن أعراضكم بلسانه... و يضرب عنكم بالحسام المهنّد
-و له من قصيدة في الفخر و الغزل:
أراك عصيّ الدمع شيمتك الصّبر... أما للهوى نهي عليك و لا أمر
بلى، أنا مشتاق و عندي لوعة... و لكنّ مثلي لا يذاع له سرّ
إذا اللّيل أضواني (8) بسطت يد الهوى...و أذللت دمعا من خلائقه الكبر
تسائلني من أنت و هي عليمة...و هل بفتى مثلي على حاله نكر
فقلت، كما شاءت و شاء لها الهوى... قتيلك قالت أيّهم فهمُ كثر
فقلت لها لو شئت لم تتعنّتي (9) ...و لم تسألي عني، و عندك بي خبر
فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا(10)... فقلت معاذ اللّه، بل أنت لا الدّهر
و يا رب دار، لم تخفني، منيعة... طلعت عليها بالردى أنا و الفجر (11)
و ساحبة الأذيال نحوي، لقيتها... فلم يلقها جهم اللقاء و لا وعر
وهبت لها ما حازه الجيش كلّه... و رحت و لم يكشف لأبياتها ستر
و لا راح يطغيني بأثوابه الغنى... و لا بات يثنيني عن الكرم الفقر
و ما حاجتي بالمال أبغي و فوره... إذا لم أفر عرضي فلا وفر الوفر (12)
أسرت و ما صحبي بعزل، لدى الوغى... و لا فرسي مهر و لا ربّه غمر(13)
و لكن إذا حم القضاء على امرئٍ... فليس له برٌّ يقيه و لا بحر(14)
و قال أصيحابي الفرار أو الرّدى... فقلت هما أمران أحلاهما مرّ
و لكنّني أمضي لما لا يعيبني... و حسبك من أمرين خيرهما الأسر
يمنّون أن خلّوا ثيابي؛ و إنما... عليّ ثياب من دمائهم حمر
سيذكرني قومي إذا جدّ جدهم... و في الليلة الظلماء يفتقد البدر
و نحن أناس لا توسّط عندنا... لنا الصّدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا... و من خطب الحسناء لم يغلها المهر
أعزّ بني الدّنيا و أعلى ذوي العلا... و أكرم من فوق التراب و لا فخر
____________________
1) أمنعهم: أكثرهم منعة (بكسر الميم: تحصنا) أبعدهم عن وصول العدو. أمرعهم: أخصبهم.
2) الحرائب جمع حريبة: المال المسلوب من العدو (أحسنا اليهم بإعطائهم الأموال التي نغنمها) . جارت: حادت عن طريق القرابة (ثارت على دولتنا و هم أقاربنا) . منحناها الحرابا (جمع حربة: سلاح) : حاربناها، قاتلناها (تغلبنا عليها و قتلنا رجالها) .
3) مجتد: طالب للمال (أغامر بحياتي عند أول مهاجم من الأعداء) .
4) على صهوات الخيل: في الحرب. غير موسد: لا أريد أن أموت حتف أنفي على الفراش.
5) الأكمد و الأكبد ليستا في القاموس بالمعنى الذي يقصده أبو فراس (المملوح: شديد الحزن و شديد التألم) .
6) طويل نجاد (حمالة) السيف: طويل القامة (يقصد: شجاع قادر على الوصول إلى اعدائه) . رحب المقلد: واسع مكان القلادة (أعلى الصدر) : حليم!
7) عواد اليها: إلى الحرب بجانبكم في وجه أعدائكم الروم.
8) إذا الليل أضواني: جاء علي و غطاني، جعلني أشعر أني وحيد. بسطت يد الهوى: جعلت أفكر في طلب الرحمة منك. و اذللت دمعا من خلائقه الكبر: و بكيت، مع أنني لا أبكي عادة حتى لا يرى أحد ضعف عزيمتي (أما بيني و بين نفسي فأنا أبكي و أظهر التذلل في الحب) .
9) تتعنتين: تتشددين، تتطلبين فوق ما يألفه الناس في الأمور.
10) أزرى الدهر به: عابه (أصبح مظهرك رثا) .
11) الردى: الموت (هاجمتها باكرا) .
12) الوفر: المال، الغنى.
13) العزل جمع أعزل (بلا سلاح) . غمر: جاهل، غير مجرب.
14) حم القضاء: نزل القضاء. إذا أراد اللّه أمرا قضاه.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)