

الأدب


الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر


النقد

النقد الحديث

النقد القديم


البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
أبو دَهَبل الجمحي
المؤلف:
عمر فرّوخ
المصدر:
تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة:
ج1، ص564-566
28-12-2015
6646
هو أبو دهبل وهب بن زمعة بن أسيد من بني جمح من كعب بن لؤيّ بن غالب من أهل مكّة، و أمّه من بني هذيل.
كان أبو دهبل جميلا له جمّة يرسلها فتصل إلى منكبيه. و قد كان سيدا من أشراف قومه كريما. و كانت له أرض بمصر يزورها.
و أبو دهبل شاعر عفيف بالإضافة إلى أهل زمانه، و قد كانت له مغامرات: أحبّ امرأة من قومه اسمها عمرة و نظم فيها شعرا كثيرا، ثم كانت له قصّة مع عاتكة بنت معاوية جرّت وراءها ذيولا طوالا. و كذلك كانت قصة مع امرأة شامية انتهت بزواج.
كان عبد اللّه بن الزبير قد ولّى عبد اللّه بن عبد الرحمن بن الوليد، و يعرف بابن الأزرق، على بلد باليمن اسمه الجند، فوفد عليه أبو دهبل مادحا فوجد منه جفوة فمضى إلى عمارة بن عمرو بن حزم، و كان واليا على حضرموت من قبل ابن الزبير أيضا. ثم إنه عاد إلى ابن الازرق و أكثر من مدحه، و يبدو انه بقي في ذلك الحين مدة طويلة في اليمن.
و بعد أن عاد أبو دهبل من اليمن وفد على سليمان بن عبد الملك بمكّة، سنة 81 ه(700 م) في الأغلب، فلم يحسن سليمان وفادته و عاتبه في عداوته الماضية لبني أمية و انقطاعه إلى ابن الزبير. فاعتذر أبو دهبل عن ذلك كله، فعفا عنه سليمان و لكن أقطعه أرضا في اليمن إبعادا له عن الشام و الحجاز. و يبدو أن أبا دهبل توفّي في اليمن و شيكا بعيد سنة 96 ه(715 م) ، في أيام سليمان ابن عبد الملك.
أبو دهبل الجمحي أحد شعراء قريش الخمسة المشهورين بدأ بقول الشعر منذ أواخر أيام الامام عليّ. و هو شاعر حسن التشبيه عذب الشعر محدث الخصائص له تصرّف في فنون الشعر من فخر و مدح و هجاء و رثاء و طرد و غزل، و شعره في الغزل أكثر و أجود.
المختار من شعره:
- قال أبو دهبل الجمحي يمدح الرسول (حماسة أبي تمّام 2:261- 262) :
إنّ البيوت معادن فنجاره... ذهب، و كلّ بيوته ضخم (1)
عقم النساء فلم يلدن شبيهه... ان النساء بمثله عقم
متهلّل بنعم، بلا متباعد... سيّان منه الوفر و العدم (2)
نزر الكلام من الحياء، تخاله... ضمنا و ليس بجسمه سقم (3)
- و قال في مقتل الامام الحسين و التعريض ببني أمية:
تبيت سكارى من أميّة نوّما ...و بالطّفّ قتلى ما ينام حميمها (4)
و ما أفسد الإسلام إلا عصابة... تأمّر نوكاها و دام نعيمها (5)
فصارت قناة الدين في كفّ ظالم... إذا اعوجّ منها جانب لا يقيمها (6)
- و له في الغزل (حماسة أبي تمام 2:107-108، غ 7:143) :
أ أترك ليلى ليس بيني و بينها... سوى ليلة، إنّي إذا لصبور (7)
هبوني امرأ منكم أضلّ بعيره... له حرمة، ان الذمام كبير (8)
و للصّاحب المتروك أعظم حرمة... على صاحب من أن يضلّ بعير
عفا اللّه عن ليلى الغداة فإنّها... إذا وليت حكما عليّ تجور
- و قال في عمرة (من قصيدة طويلة) :
تطاول هذا الليل ما يتبلّج... و أعيت غواشي عبرتي ما تفرّج (9)
و بتّ كئيبا ما أنام كأنّما... خلال ضلوعي جمرة تتوهّج
فطورا أمنّي النفس من عمرة المنى... و طورا، إذا ما لجّ بي الحزن، أنشج (10)
لقد قطع الواشون ما كان بيننا... و نحن إلى أن يوصل الحبل أحوج
_________________________
1) النجار: الاصل. ضخم: عظيم، شريف. البيوت: القبائل، مجامع النسب.
2) متهلل: مشرق الوجه: مسرور. بنعم: إذا قال نعم. بلا متباعد: يبتعد عن قول «لا» . الوفر: الغنى. العدم: الفقر.
3) ضمن: سقيم.
4) سكارى: فاعل «تبيت» . نوما (حال من «تبيت») : نائمين، غافلين عن أمر الأمة. الطف: موضع قرب الكوفة كان فيه مقتل الحسين. حميمها: صديقها، محبها.
5) تأمر (نصب نفسه أميرا) نوكاها (الحمقى من أفرادها) .
6) أ أترك (زيارة ليلى) . . . سوى (مسير) ليلة.
7) أضل: أضاع. حرمة: حق في الحماية. الذمام: حق الصداقة و الصحبة.
8) ما يتبلج: ما يبيض فجره، ما ينقضي هذا الليل. غواشي عبرتي: دموعي التي تنهمر بكثرة. أعيت: أعياني (استحال علي) أن أمنع هطولها. ما تفرج: لا تهدأ، لا ينتهي بكاي.
9) امني النفس: أعللها، أعدها. النفس هنا مفعول به أول، المنى مفعول به ثان.
10) نشج: رفع صوته بالبكاء.
الاكثر قراءة في تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة
الآخبار الصحية

قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)