النافورات والينابيع الحارة
المؤلف:
د. سعدية عاكول الصالحي، د. عبد العباس فضيخ الغريري
المصدر:
البيئة والمياه
الجزء والصفحة:
ص 158 ـ 160
2025-12-21
41
من الطبيعي أنه كلما كانت المياه الجوفية آتية من أعماق بعيدة ترتفع درجة حرارتها ويرجع ذلك إلى ارتفاع درجة حرارة باطن الأرض في الأعماق البعيدة عن السطح ومن ثم واضحا أن مياه الينابيع قد تتجمع تحت أعماق بعيدة وتؤثـر هـذه المياه الساخنة تبعاً لحركتها من مكان إلى آخر في تحلل بعض معادن صخور قشرة الأرض، ويرجع ذلك إلى أن الماء الساخن أكثر قدرة من الماء البارد على إذابة المواد المعدنية التي تتألف منها الصخور من ناحية، كما أن غاز ثاني أكسيد الكاربون الذي تكتسبه المياه الجوفية عادة من الغازات في باطن الأرض له قدرة كبيرة على إذابة المواد المعدنية من ناحية أخرى.
إن المصدر الرئيسي لمياه الينابيع الحارة هو مياه الأمطار والتي تعرف بأسم المياه الجوية وتتسرب هذه المياه إلى أعماق بعيدة في باطن قشرة الأرض، وتعمل خلال رحلتها الطويلة على إذابة بعض معادن الصخور وتحللها، وتساعد عملية ذوبان المعادن الصخرية ارتفاع درجة حرارة المياه في هذه الأعماق البعيدة، أما المصدر الثاني المياه الينابيع الحارة فيتمثل في المياه اللافية أو مياه الصهير المخزونة في طبقات اللافا نفسها. وقد تحتوي هذه المياه على بعض المعادن النادرة مثل الارسنيك والبورن. وتعد نافورة كاتماي في الاسكا من النافورات الحارة التي تستمد مياهها من مياه الصهير المخزونة في طبقات اللافا وتبلغ درجة حرارة مياهها نحو 650 ف.
ومن الجدير بالذكر أن الينابيع والنافورات الحارة التي تستمد مياهـهـا مـن الأمطار، يتذبذب مستوى الماء الجوفي فيها، ويختلف مدى انبثاق المياه في عمود أو قصبة النافورة إلى السطح تبعاً لتذبذب كمية الأمطار الساقطة أو تبعاً لفصل سقوط الأمطار طالما كان منسوب فوهة النافورة أقل ارتفاعاً من مصدر المياه الجوفية، ففي هذه الحالة يكون صعود المياه من قصبة النافورة دائم الانبثاق تتراوح درجة حرارة مياه الشرب ما بين 105 تقريباً وتحتوي على مجموعة (1000ملغم / لتر) من المعادن والمواد الذائبة، والمياه الجوفية المتدفقة من باطن الأرض
ربما تكون مرتفعة الحرارة، بينما نجد بعضها ذات حرارة عالية ويحتوي على نسبة كبيرة من المعادن والمواد الذائبة وتدعى المياه الطبيعية ذات الحرارة المرتفعة والتي تحتوي على أكثر من (1000 ملغم / لتر) من المواد الذائبة ولها ميزة علاجية بالمياه المعدنية ، أما المياه البادرة التي تحتوي على مركبات بايكربونية ويمكن تبريدها وشربها فتدعى بالمياه الحارة أو القابضة وأحياناً يطلق عليها اسم المياه المعدنية.
وتسمى المياه التي تحتوي على أكثر من (1000 ملغم / لتر) من المواد الذائبة وليس لها طبيعة علاجية بالمياه الجوفية ويعد هذا المقدار هو الحد الفاصل بين المياه العذبة والمياه المعدنية.
وتسمى المياه التي تحتوي على أكثر من (50 غم / لتر) من المواد الذائبة بالمياه المالحة، بينما تسمى المياه بالحارة إذا زادت درجة حرارتها بحوالي (4-5م) عند معدل درجة حرارة الهواء المحيط بمنطقة خروجها، وتستعمل المياه المعدنية والحارة لغايات الاستحمام والتنظيف والشرب وغيرها وتأتي قدرة هذه المياه على العلاج لارتفاع درجة حرارتها واحتوائها على المواد الذائبة والغازات وبعض المواد المشعة وعلى هذا الأساس يمكن تقسيم المياه المعدنية الخارة حسب مناطق خروجها من سطح الأرض إلى :
1 - مياه الشقوق الحارة : وهي المياه التي تخرج من شقوق وفراغات الصخور.
2 ـ مياه الصدوع أو الفوالق الحارة : وهي المياه التي تخرج على امتداد الصدوع.
3- مياه مناطق التماس الحارة : وهي المياه التي تخرج من مناطق تماس الصخور والطبقات التي تختلف في خواصها اللبثولوجية.
4- مياه الطي أو الثنى الحارة : وهي المياه المارة من الطبقات النفاذة التي تعرضت العوامل الطي.
5 - المياه الغرينية الحارة : وهي المياه الحارة الموجودة في الطبقات المغطاه بالغرين والقادمة من الأسفل أو من الجوانب وتدعى بالمياه الحارة المعدنية.
وتمتاز المياه المعدنية الحارة بارتفاع درجة حرارتها واحتوائها على المواد الذائبة والأبخرة والعناصر المشعة وبمجرد خروج هذه المياه الذائبة والأبخرة والعناصر المشعة، إلى سطح الأرض تبدأ الغازات بالتطاير وتنخفض درجة حرارتها ويقل ضغطها، وعندما تكون نسبة المواد الذائبة في هذه المياه مرتفعة تبدأ بالترسب حــول الينابيع الحارة ومن الأمثلة على ذلك رواسب الترافرتين والرواسب السليسية والاكسيدية وغيرها وتختلف العناصر الموجودة في المياه المعدنية الحارة في تركيبها ومقاديرها تبعاً لاختلاف مصادرها.
الاكثر قراءة في الجيومورفولوجيا
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة