مفهـوم الكفـاءة فـي الأسـواق الماليـة (مـتطلبات كـفاءة سـوق رأس المـال وتـصنيفاتـها)
المؤلف:
د. جيهان جمال
المصدر:
عالم البورصة (رؤية تحليلية تعليمية بسيطة)
الجزء والصفحة:
ص36 - 38
2025-12-03
10
مفهوم الكفاءة في الأسواق المالية
إن السوق الكفء هي السوق التي تحقق تخصيصاً كفئاً للموارد المتاحة Allocation Efficiency بما يضمن توجيه تلك الموارد إلى المجالات الأكثر ربحية، وفي السوق الكفء Efficient Market يعكس سعر سهم الشركة كافة المعلومات المتاحة عنها سواء كانت تلك المعلومات على شكل قوائم مالية، معلومات تبثها وسائل الأعلام، السجل التاريخي لسعر السهم، أو تحليلات وتقارير حول الحالة الاقتصادية العامة لأداء الشركة، كما يعكس السعر أيضاً توقعات المستثمرين بشأن المكاسب المستقبلية ويشأن المخاطر التي تتعرض لها هذه المكاسب، وفي هذا الصدد تلعب السوق الكفء دورين ؛ دور مباشر وآخر غير مباشر ..
الدور المباشر: يقوم على حقيقة أن عملية شراء المستثمرين لأسهم شركة ما تعتبر عملية شراء عوائد مستقبلية، هذا يعني أن الشركات التي تتاح لها فرص استثمار واعدة سوف تستطيع بسهولة إصدار المزيد من الأمهم وبيعها بسعر ملائم مما يعني زيادة حصيلة الإصدار وانخفاض متوسط تكلفة الأموال.
والدور غير المباشر: يُعد إقبال المستثمرين على التعامل في الأسهم التي تصدرها الشركة بمثابة مؤشر أمان للمقترضين، مما يعني إمكانية حصول الشركة على مزيد من الأموال من خلال إصدار سندات أو إبرام عقود اقتراض مع المؤسسات المالية بسعر فائدة معقول.
متطلبات كفاءة سوق رأس المال
حتى يمكننا الحكم على مدى كفاءة السوق التي نتعامل فيها يجب أن يكون هناك مقياساً لنقارن عن طريقه مستوى كفاءة هذا السوق بما يجب أن تكون عليه السوق الكفء وفيما يلي أهم مواصفاته:
1) توافر المعلومات والبيانات: أي أن يكون باستطاعة الموجودين في السوق الحصول على المعلومات والبيانات حول حجم وأسعار التعاملات السابقة (البيع والشراء) في وقته وبدقة تامة Accurate.
2) توفر السيولة: و هي القدرة على بيع وشراء الأصول بسرعة وسهولة (تسمى أيضاً Marketability أي صلاحية الأسهم للعرض بالسوق)، وبسعر محدد ومعروف بمعنى عدم حصول تغير كبير وفجائي في سعر السهم بين معاملة وأخرى إلا إذا توافرت معلومات جديدة هامة وجوهرية.
3) العمق: أي وجود عدد كبير من البائعين والمشترين الراغبين في إجراء المعاملات بأسعار تزيد أو تقل عن سعر السوق الجاري، بما يؤدي إلى عدم تأثير تصرفات بعضهم على أسعار الأسهم، وكذلك اتصافهم بالرشد، أي أنهم يسعون إلى تعظيم المنفعة من وراء استغلال ثرواتهم.
4) انخفاض تكلفة التعاملات: كلما كانت التكلفة منخفضة كلما كانت السوق أكثر كفاءة، وتقاس التكلفة على أساس نسبتها إلى قيمة المعاملة، وتسمى الكفاءة الداخلية.
تصنيف الأسواق وفقاً لدرجة الكفاءة
هناك ثلاثة أنواع من الأسواق المالية تُصنف وفقاً لكفاءة السوق.. هي:
1) السوق الضعيفة: هي السوق التي لا تعكس فيها الأسعار الحالية للأسهم المعلومات التاريخية عنها وما طرأ من تغيرات في أسعار هذه الأسهم أو تغيرات على حجم التعاملات التي جرت في الماضي، وبالتالي لا يمكن الاستفادة منها للتنبؤ بالتغيرات المستقبلية في الأسعار، مما يعني أن أي محاولة للتنبؤ بما سيكون عليه سعر السهم في المستقبل تعتبر مسألة عديمة الجدوى.
2) السوق المتوسطة: هي السوق التي لا تعكس فيها الأسعار الحالية للأسهم كذلك كافة المعلومات المعروفة والمتاحة للجمهور أو التوقعات التي تقوم على تلك المعلومات (الظروف الاقتصادية، ظروف الصناعة أو الشركة، التقارير المالية وغيرها)، وإذا كانت أسعار الأسهم تعكس تلك المعلومات، فلن يستطيع أي مستثمر لو قام بالتحليل الأساسي لتلك المعلومات أن يحقق أرباحاً غير عادية على حساب آخرين إلا إذا حصل على معلومات جديدة غير متاحة لهم.
(3) السوق القوية: هي تلك السوق التي تعكس فيها الأسعار الحالية بصفة كاملة كل المعلومات العامة والخاصة وكل ما يمكن معرفته Everything that is Knowable وبالتالي لا يمكن لأي مجموعة من المستثمرين (لو أرادوا تضليل السوق) استخدام معلومات تسمح لهم بالحصول على أرباح غير عادية بصفة نظامية حتى ولو استعانوا بخبرة أفضل مستشاري الاستثمار.
الاكثر قراءة في السياسات و الاسواق المالية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة