العقبات التي تحد من تنفيذ استراتيجية المحيط الازرق (التغلـب على العقبـات المنـظماتـيـة 1)
المؤلف:
أ . د . علاء فرحان طالب م . م زينب مكي محمود البناء
المصدر:
استراتيجية المحيط الازرق والميزة التنافسية المستدامة
الجزء والصفحة:
ص111 - 116
2025-11-16
13
وهناك تحديات كبيرة تواجه تنفيذ كل استراتيجية، فالمنظمات كالافراد تعاني صعوبة في ترجمة الفكرة الى فعل سواء أكان في المحيط الاحمر أم الازرق ولكن مقارنة باستراتيجية المحيط الاحمر فأن استراتيجية المحيط الازرق تمثل انعتاقاً من الوضع القائم.
وان المنظمة لاتتمثل بأدارتها العليا فقط، ولا بأدارتها المتوسطة. فالمنظمة هي كل الافراد من القمة الى الخطوط الامامية، ولا تتفرد المنظمة بثبات تنفيذها الا حين يلتفت كل اعضاء المنظمة حول الاستراتيجية ويدعمونها.
ويعتمد التنفيذ الناجح للاستراتيجيات التي اختارتها المنظمة على توفر مجموعة من المستلزمات ويتمثل أهمها بالآتي:
1- وجود توافق بين الإستراتيجية والهيكل التنظيمي.
2- أن تكون الثقافة تنظيمية مناسبة للاستراتيجية.
3- أن تكون السياسات جيدة وداعمة للاستراتيجية.
4- توافر المهارات اللازمة لدى المديرين من أجل تنفيذ الإستراتيجية بفعالية.
5- توفر نظم إدارية مساندة لتطبيق الإستراتيجية والتنفيذ يشمل:
1. التغلب على العقبات المنظماتية.
والعقبات التي تحد من تنفيذ استراتيجية المحيط الازرق هي:
أ- العقبة الادراكية.
ب- عقبة محدودية الموارد
ج- عقبة الدافع.
د- العقبة السياسية.
2- بناء التنفيذ ضمن الاستراتيجية.

1. التغلب على العقبات المنظماتية Overcom Key Organizational Hurdi
يتطلب من المنظمة النجاح الخارجي في المنافسة ان تحقق النجاح الداخلي بين اروقة المنظمة بحل الخلافات بين الاقسام الداخلية للمنظمة، ولتفادي أي مشكلات متوقع ظهورها بعد الخروج الى مياه المحيطات الزرقاء وذلك نتيجة اعادة الادوار فيما يتناسب مع التوسعات الجديدة. اذ ان هناك عقبات يجب التغلب عليها والمبينة في الشكل (8) والتي تحد من تنفيذ الاستراتيجية الناجحة للمنظمة وهي:
أ- العقبة الادراكية Cognitive Hurdle
وتتمثل في حاجة المنظمات والافراد الى التغيير الاستراتيجي. فالتغيير هـو سـلوك أو افكار جديدة تعتمد عليها المنظمة وتختلف عن تلك المعمول بها ويتسم بالشمولية والاستمرارية. وقد يولد ابداعات في هياكل أو وظائف المنظمة. (الزيادات، 2008).
اذ يعد التغيير امراً محتوماً لاية منظمة ولا يمكن لشيء ان يبقى على حاله دون تغيير، وقـد يفرض التغيير عليها من قبل المجتمع سواء اكان ايديولوجياً أم اقتصادياً أم اجتماعياً أم تكنولوجياً أو قد ينشأ من المسؤولين والعاملين فيها لكونه وسيلة للحفاظ على المنظمة وضمان بقائها في مجتمع متغير متطور بشكل مستمر. واشار (الصرن) الى التغيير على انه التحول في وضع معين على عكس ما كان عليه من قبل، وقد يكون هذا التحول في الشكل أو النوعية أو الحالة. وهـو اخلال بالتوازن في موقف الادارة بالنسبة لعناصر الموقف المحيط خارجياً وداخلياً، اذ ان قوى التغيير قد تكون داخلية أو خارجية، وقد تكون مؤاتية بحيث تتيح فرصاً للمنظمة، أو غير مؤاتية بحيث تهدد اعمالها، لان حدوث التغيير يؤدي الى اختلال التوازن القائم سلباً أو إيجاباً.
ان التغيير والتطوير التكنولوجي المتسارع يصاحبه العديد من التغيرات سواء على مستوى المنظمات او المجتمع. فالاستراتيجيات التنظيمية واستراتيجيات الاعمال لابد ان تتغير لتواكب التكنولوجيا الجديدة والهياكل التنظيمية لا بد ان تتوافق هي كل من الاستراتيجيات والبيئة التنظيمية من جهة ومع أي تغيير تكنولوجي من الجهة الاخرى. كما وانه من الملاحظ ان أي تغيير في المنظمة كبيئة داخلية لابد ان يتوافق مع التغيير في المجتمع (بيئة خارجية) ان كل هذه التغيرات تتطلب قيادة ذات رؤية فاحصة Vision هذه الرؤية تتوافق مع التفكير الخلاق والابتكاري الذي يقود الى النجاح والنمو المستمرين في المنظمة.
وهناك ثلاثة انواع من التغيير يمكن ان يمارسها المدراء وهي:
* تغيير الهيكل ويتضمن تغيير في متغيرات الهيكل مثل اليات التنسيق وتفويض العاملين واعادة تصميم الوظائف.
* تغيير التكنولوجيا وتتكون من التعديلات على طريقة العمل او الوسائل والمعدات التي يمكن استخدامها.
* تغيير الافراد ويشير الى التغيير في المواقف والتوقعات والادراكات وسلوك الافراد والجماعات.
اذ ان الابتكار والتغيير يسيران معاً. فالتغيير يجب ان يدار باستخدام جذر الابتكار وليس هناك جذر اخر للتغيير، وكلاهما يتطلبان بعض التقنيات والقدرات كما يتطلبان بعض الخصائص الاصلية. فاذا ارادت المنظمة سلوك طريق التغيير يجب ان تأخذ الطريق الذي لم يسلكه احد سابقاً وعلى الرغم من ان هذا قد يكون فيه مخاطرة كبيرة ولكن هذه الطريقة تسلك لاكتشاف ماهو جديد ومبتكر.
وقد عبر ايضاً (Khwaja & Siddiqui) عن التغيير بصورة عامةً: هو حركة الانتقال الجذري أو التدريجي، من واقع راهن الى حالة جديدة تختلف عن سابقتها أو عن الحالة القائمة. وقد يتضمن التغيير تحسين أو تطوير طبيعة عمل أو نشاط المنظمة لغرض تحقيق الاهداف بصورة افضل.
ان البيئات الديناميكية التي تواجهها المنظمات تتطلب التكيف واحياناً الاستجابات السريعة والجذرية. اذ ان الاستجابة للتغيير نتيجة لوضع استراتيجية تثقيفية هادفة لتغيير المعتقدات والقيم والاتجاهات والهيكل التنظيمي وجعلها اكثر ملائمة للتطور التكنولوجي الحديث وتحديات السوق.
ب- عقبة محدودية الموارد Limited Resources Hurdle
بعد ان يقبل الافراد في المنظمة بضرورة التغيير الاستراتيجي ويتفقوا على الخطوط العريضة للاستراتيجية الجديدة. ينبغي ان يكون لدى المدراء ما يكفي من الموارد للقيام بالتغييرات الضرورية (Brown & Harvey, 2006)
ان المنظمات تحتاج الى الموارد لتنفيذ عملياتها، وينبغي على المنظمات أن تمتلك أو تسيطر على هذه الموارد لكي تحافظ على تميزها عن المنظمات المنافسة، وقد تلجأ المنظمات الى الحصول على هذه الموارد من خارج المنظمة لكون بعض الموارد التي تحت سيطرتها لاتؤدي كفاءة الموارد نفسها التي تحصل عليها من خارج المنظمة.
وان اسلوب تحديد الموارد واقتنائها وتحديد مواقعها هي من الوظائف الاساسية للادارة العليا في عمليات صنع وصياغة تطبيق الاستراتيجية أي ان الادارة العليا هي المسؤولة عن مراقبة ومتابعة استخدام الموارد المتاحة لانها تمتلك وسائل انجاح تطبيق الاستراتيجية في كل المستويات الادارية الاخرى.
وان الاستخدام السليم للاستراتيجية يضمن سلامة استخدام الموارد في عمليات هادفة لان الاستراتيجية اداة لتحريك تلك الموارد بما يتلاءم والنتائج المتوخاة من انشطة المنظمة المختلفة، حيث انها تمنح ادارة المنظمة القدرة على تخمين درجة المخاطر الناجمة عن استخدام تلك الموارد. الا ان التخطيط الجيد والتطبيق الصحيح للاستراتيجية يزيدان من فرص الاستخدام الفاعل لكافة الموارد لذلك فان استخدام الموارد بالطريقة التي تضمن تحقيق الاهداف والغايات من اهم المعايير لتقييم الاستراتيجية.
وهناك علاقة ايجابية بين الموارد المادية والمالية للمنظمة ومدى اهتمامها بأدارة استراتيجياتها طويلة المدى.
لذلك فأن مبدأ استخدام الاستراتيجية يستند الى انه كيف يمكن ان تستخدم موارد المنظمة المتاحة بأكبر كفاءة في بيئة متغيرة، أي ان الاستراتيجية موجهه نحو مشكلات رئيسة مثل: ماذا نعمل؟، ماهي اهدافنا؟ ماهي المنتجات التي تطرح في الاسواق؟ ماهي الاسواق التي تطرح بها هذه المنتجات؟ وماذا تستطيع المنظمة ان تعمل لكي تحقق اهدافها؟ للاجابة على هذه التساؤلات يجب العمل على انجاز الاستراتيجية بكفاءة عالية واستخدام الموارد المادية والبشرية بكفاءة وبأقل كلفة ممكنة مما يؤدي الى نجاح أي استراتيجية.
اما فيما يتعلق بندرة الموارد فان هناك ثلاثة عوامل تمكن المدراء التنفيذيين من رفع مستوى الموارد من جهة، ومضاعفة قيمتها من جهة اخرى. وهذه العوامل هي:
1. فعاليات تتطلب موارد قليلة ولكنها توفر إمكانيات ربح عالية من ناحية الاداء.
2. فعاليات تستهلك الكثير من الموارد ولكن تأثيرها في الاداء منخفض.
3. المقايضة ويتم فيها نقل الموارد الزائدة عن الحاجة في مجال ما من وحدة عمل معينة وابدالها بموارد اخرى فائضة في وحدة عمل ثانية لملىء الفجوات في الموارد. أي مقايضة الموارد التي لا يحتاجونها مقابل الموارد التي يحتاجونها.
ان تنفيذ الاستراتيجية يتطلب من المنظمة وضع الاهداف وتحديد السياسات وتوفير الموارد من اجل وضع الاستراتيجية وتكوين هيكل تنظيمي فعال كفوء واعداد الميزانية وتحضير العاملين وخلق الوعي لديهم وذلك عن طريق تزويدهم بأحدث المعلومات الموجودة لدى المنظمة وذلك لان أي عمل اذا لم يكن القائم بتنفيذه بمستوى هذا العمل لا يستطيع تنفيذه.
والادارة الاستراتيجية تساعد على توجيه جهود المنظمة بشكل جيد في المدى البعيد كما تسهم في حسن استخدام مواردها وامكاناتها بطريقة فعالة وبما يضمن استغلال نقاط القوة والتغلب على نواحي الضعف.
ومن خلال ذلك يبين ان استخدام الموارد بشكل صحيح والموازنة بين مقدار الموارد وما تحققه من ارباح ومحاولة توزيع الموارد بطريقة تضمن الاداء الفاعل والربحية العالية ستؤدي الى قدرة المنظمة على تجاوز عقبة الموارد.
الاكثر قراءة في الصياغة و التطبيق و التنفيذ والمستويات
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة