الصحافة الاستقصائية للدول العربية هي الأمل وطوق النجاة					
				 
				
					
						
						 المؤلف:  
						الدكتور خالد العزي					
					
						
						 المصدر:  
						التشريعات الإعلامية واخلاقيات المهنة					
					
						
						 الجزء والصفحة:  
						ص 152- 153 					
					
					
						
						2025-11-03
					
					
						
						49					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				الصحافة الاستقصائية للدول العربية هي الأمل وطوق النجاة:
خلص الباحث حسين محمد ربيع في دراسته إلى أن خيار الصحافة الاستقصائية يظل بارقة الأمل وطوق النجاة للصحافة المصرية والعربية مثلها في ذلك مثل الصحافة الدولية على حدٍ سواء، فالصحافة الاستقصائية ترتكز على مقومات تشترط مساحة من الحرية والحق في الوصول إلى المعلومات دون عوائق، وتستند على بنية تحتية وكوادر مؤهّلة وخطوات عملية لتأهيلهم بما يضمن أداء الصحافة لرسالتها ومسؤوليتها الاجتماعية نحو المجتمع الذي تنتمي إليه، إلى جانب اقتناع من قبل القيادات الصحفية بأهمية وضرورة العمل الاستقصائي، وكلُّها عناصر بدأنا في تلمسها في الفترة الأخيرة، لذا، يبقى الأمل معقوداً على توافر النية الحقيقية لدى الصحف والقائمين عليها في الكشف عن الفساد وتعقب مرتكبيه، بعيداً عن عباءة الانتماءات الإيديولوجية والعصبيات السياسية الضيقة، وبغض النظر عن المصالح الذاتية لمموليها، فالمهنة الصحفية عموماً باعتبارها جزءاً من المهنة الإعلامية، تحتاج اليوم إلى أن تُعيد ترتيب أوراقها وتشحذ همتها من أجل استعادة الدور المفقود للصحافة كسلطة شعبية مستقلة، حتى ولو كان الدستور وما يرتبط به من تشريعات لا ينصّ صراحة على ذلك.
على الصحفيين الاستقصائيين ألا يملوا من المطالبة المستمرة بسَنّ قوانين وتشريعات تكفل الوصول للمعلومات وتلزم المؤسسات بمساعدة الصحفيين، ومعاقبة من يعرقل مسيرتهم في كشف الفساد، وهذا يتم بمزيد من التحقيقات الاستقصائية المثابرة والجريئة، ليستطيعوا فرض أنفسهم على صنّاع القرار والمسؤولين.
وأوصى حسين ربيع بضرورة تركيز الصحف على ممارسة الصحافة الاستقصائية بهدف خدمة المجتمع والصالح العام، وعدم الاقتصار على الكشف عن سلبيات النظام السياسي وتورط بعض رموزه، بهدف التقليل من أسهمهم لدى الرأي العام، فالنسبة الكبرى مما يُنشر في بعض الصحف يدخل في إطار توظيف هذه الصحف في عمليات الصراع السياسي والحزبي، وهو ما قد يصرف هذه الصحف عن القيام بمسؤوليتها الاجتماعية.
كما أوصى بضرورة أن يكون لنقابة الصحفيين دور في خلق كوادر صحفية مؤهلة لممارسة العمل الاستقصائي، باعتباره أحد أهم وسائل المنافسة التي يمكن أن تساعد الصحافة في مواجهة التحديات التي تحيط بها، من خلال إعداد خطة قابلة للتنفيذ بشأن تدريب وتطوير مهارات الصحفيين في مجال مبادئ الصحافة الاستقصائية، حيث أن كثيراً من التحقيقات الاستقصائية التي نشرت خلال الفترة الماضية يغلب عليها طابع التعبئة وتفتقر إلى المعالجة الاستقصائية المتكاملة.
المثال الثاني الذي نقوم ونورده في عملنا هذا برنامج تلفزيوني يعرض على قناة الجديد اللبنانية كل يوم ثلاثاء الساعة التاسعة والنصف تحت عنوان تحت طائلة المسؤولية هذا البرنامج يحاول أن يكون برنامج إعلامي استقصائي للكشف عن الفساد.
يحتاج برنامج الكشف عن الفساد إلى:
	- كاميرا سرية.
 
	- جعبة مليئة بالمعطيات.
 
	- قائمة أسماء متورطة، قد تجرّ "حافلة" من المتورطين إلى العدالة.
 
	- مكبر للصوت يتم الإشارة به علنياً باسم الشخص الذي يعتبره هذا الفريق متورطاً بالفساد.
 
	- تقديم الأدلة الدامغة على طبيعة التورط في الفساد وإحالتها للقانون كي يقوم بدوره في التحقيق ومتابعة القضية التي تكون قضية رأي عام.
 
ويؤكد عبد اللطيف حمزة بأن الصحافة أقدر من غيرها في التأثير على الرأي، فالصحافة تؤثر على الجماهير والصحافيين والمؤسسات الاعلامية التي تمارس مهمة الإعلام، والتي يجب عليها دائماً التقيد بأخلاقيات المهنة في تقديم أعمالها. لكن كتيبة الاستقصاء كما يطلق عليها بالإعلام اللبناني فإنها تقع في أخطاء كثيرة تبتعد عن أصول ممارسة المهنة.
ولكن لا يدعي معدا ومقدما البرنامج تغيير البشرية من خلال هذا البرنامج الصاخب والمثير للمشاكل بإيصال المتهم إلى العدالة، كما يوصف البرنامج الواقع، ويترك للرأي العام الحكم، كما للأجهزة الأمنية فرصة التحرك، وعادة ما تعتبر المادة الإعلامية إخباراً" للنيابة العامة للتحرك حسب اعتبارهما، فالحلقات، بحد ذاتها كأنها إيحاء من أجهزة أمنية، أو هيئات رقابية رسمية، فقد راج في لبنان تسريب معلومات إلى الإعلام، بهدف تحرك النيابة العامة التي تعتبر ما ورد فيها بمثابة إخبار.
				
				
					
					
					 الاكثر قراءة في  التحقيقات الصحفية					
					
				 
				
				
					
					
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة